رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
دى لحد ما اثبت انها مش بنته بس مستنى لما أدخل القصر و يجهزولى فيه مكان للإقامة ساعتها هقدر أتحرك بحرية أكتر و هلاقى مېت طريقة أوصل بيها للحقيقة.
ربت أحمد على فخذه قائلا بمؤازرة
ربنا معاك يا بطل..و احنا كلنا معاك و ف ضهرك..و القيادة بتبلغك إن كل اللى تحتاجه مجاب فورا..
رد بابتسامة ودودة قائلا
ربنا يوفقنا كلنا... سكت لمدة شاردا تحت أنظار أحمد المراقبة له ثم قال بملامح حزينة
ممكن تكون متعرفش أصلها و دا معناه انهم اتبنوها و هى صغيرة جدا...مش بعيد كان عمرها شهور مثلا بحيث فتحت عينها عليهم على ان دى مامتها و دا باباها.
أومأ بتأييد قائلا
فعلا...ملهاش تفسير غير كدا..و واضح كمان إن مامتها دى ست كويسة و رحيمة لأنها قدرت تتعامل معاها كأنها بنتها حقيقى و محسستهاش انها غير كدا...
انما عادل حيوان معرفش يحبها و بيتعامل معاها كأنها بنت شوارع و مش بعيد كمان يكون مستخسر فيها الشركة و اللى مصبره عليها إنها مغطية على مصاييبه و جرايمه.
أطلق يزيد زفرة عڼيفة محملة بكم من الألم و الحزن لأجل تلك المسكينة و لكنه أقسم بينه و بين نفسه أنه سيقتص لها من عادل و سينتشلها من مستنقع شره الذى أوحلها به دون أن تدرى.
دلفت القصر بهدوء على عكس ثورة المشاعر المتأججة بصدرها حتى لا تتعرض لأسئلتهم الفضولية كالعادة خاصة من نادين وجدت الجميع ملتفون حول طاولة العشاء يتناولون طعامهم فى صمت قاټل كعادتهم فسحب مقعد جلست به بعدما ألقت عليهم تحية المساء الحق أن فرط سعادتها قد أشبعتها و أغنت شهيتها عن الطعام و لكنها مضطرة آسفة أن تشاركهم الطعام تجنبا لأسئلة و استجوابات هى فى غنا عنها خاصة من تلك السيدة الفضولية و التى لا تنفك عن مضايقتها بالكلام دائما ألا و هى خالتها أميرة.
ما إن اختفت عن أنظارهم حتى بدأت تهرول باتجاه جناحها و دخلت غرفتها سريعا و اغتسلت و أبدلت ملابسها الرسمية لأخرى مريحة و قامت باخراج دفترها العزيز متلهفة لللقاء الحبيب مع أمها الغالية لتحكى معها عندما تكون حزينة لتتصبر بروحها او سعيدة لتشاركها سعادتها.
مامى حبيبتى و نور عيوني...بحبك اوى يا مامى و مبسوطة اوى اوى النهاردة...حاسة باهتمام رهيب من يزيد حاسة أنه بيعاملنى بحنية زيك بالظبط يا مامى...مش عارفة هو بدأ يحبنى و لا أنا علشان نفسى يحبنى بيتهيألى كدا...مامى..أنا بحبه...بحبه أوى...لا أنا بعشقة و بقيت مش عارفة أتخيل يومى من غيره أول مرة أنسى الخداع و الكره من كل اللى حواليا و بفتكر بس حبى ليزيد..مش فارق معايا أى حاجة...خطڤ قلبى يا مامى و مبسوطة أوى بالخطڤ دا...نفسى يحس ان انا كمان بحبه...و هستنى اليوم اللى هييجى يقولى فيه أنا بحبك يا أثير...أنا حبيت أفرحك يا مامى...يا رب أشوفك فى أحلامى يا أحلى حاجة ف حياتى.... أحلى سلام من دار الشقاء لأحلى أم فى دار البقاء
أغلقت دفترها و تمددت بفراشها بأريحية و سعادة غامرة تستعيد أحداث يومها مع من ملك قلبها و سكن وجدانها و استحوذ على ذهنها بالكامل.
انقضى هذا اليوم الحافل بالأحداث على الجميع بداية من ليلى و زايد مرورا بدوام يزيد و أثير بالشركة ثم ما فعلته سمر بنفسها يليه زيارة أثير و يزيد لدار رعاية الأيتام ثم لقاء أحمد بيزيد انتهاءا بحديث أثير الكتابى مع أمها.
فى صباح يوم جديد على الجميع....
تنام سمر بفراشها تأن بشدة من ألم رسغها المضمد بالشاش و تجلس أمها على يمينها تربت على شعرها بحنان و شقيقتها على يسارها تواسيها بالكلمات و تعدها بأن يزيد سيكون لها لا محالة بينما زيدان مجتمع بأبيها و أمه يتشاورون فى كيفية حل تلك الفاجعة فقال سالم والد سمر پغضب
ذنب بتى ف رجبتك أنت و أخوك يا زيدان.
هب زيدان من مقعده قائلا بانفعال
واه يا عمى... لهو احنا اللى كنا جولنالها روحى موتى روحك!
احتدت نبرة سالم پغضب و هو يقول
كلاتكم عارفين من زمان إن سمر روحها ف يزيد و عاملين نفسيكم مش واخدين بالكم... هى بتى شينة و لا كانت شينة!... اش حال متربية وسطيكم و عارفين أخلاجها... ناجصها ايه سمر علشان تهملوها اكده... چمال و علام و أخلاج و نسب... ما تردى انتى يا مرت أخوى!!
أجابته بنبرة خاوية تنم عن عدم رضاها عن الأمر برمته
الجلب و ما يريد يا أبو زينب...ما يمكن ولدى حاطط عينه على واحده تانية...هنغصبه يعنى يتچوز بتك!
غلى الډم بعروقه و اشټعل الڠضب بصدره من ردها الحاد و انفرجت شفتاه ليرد عليها إلا أن زيدان قاطعه قائلا بحزم
انت كلامك صوح يا عمى...سمر بتنا و من لحمنا و دمنا و احنا أولى بيها من الغريب..و احنا مش هنسيبو بنات العيلة يتچوزوا براتها و زى ما زينب كانت ليا يبجى سمر كمان هتكون ليزيد.
طالعته أمه پصدمة فهى لا تريدها زوجة ليزيد فان كان لا بد من الأمر فكان من باب أولى أن يتزوج بفرحة و لكن فات الأوان وجهت حديثها لزيدان هادرة به پغضب
واه...انت هتغصب أخوك عليها يا ولدى!
رد بملامح جادة باردة
مالكيش صالح انتى ياما بالموضوع ده...أنى هعرف إزاى أخليه يوافج و برضاه كمان من غير غصبانية.
استطاع زيدان إلجام لسان أمه فماذا عساها أن تقول بعدما صدر من ولدها الأكبر من قرارات بإعتباره كبير العائلة و حكيمها!