رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
نفسها بقربها الدائم منه حتى و إن لم تستطع البوح له بحبه الذى يعصف بخلجات قلبها و لكن يكفيها فقط أن ترى وجهه المحبب لقلبها و ساحرتيه اللاتى تأسرنها أسرا جميلا تود لو لم تتحرر منه أبدا.
فى أحد العقارات الفخمة حيث تكمن شقة فادى التى هى فى الأساس شقة والده التى تركها لهم بعد إنفصاله عن والدته...
كان ممددا بتعب على إحدى الأرائك الواسعة ببهو الشقة الفاخرة و تجلس يارا بمقعد مجاور له تماما حد الالتصاق تضمد له چروح وجهه النازفة و تواسيه برقة و تربت على شعره بحنان و هى تقول
أجابها بتأوه و تعب
و مين قالك ان أنا سيبته!..أنا ضړبته اكتر ما ضربنى و بهدبتله و شه هو كمان...بس ابن ال... أخدنى على خوانة و ضربنى من ضهرى و دا اللى ساعده أكتر و خلاه يغلبنى.
اصتكت أسنانها پغضب قائلة
أه بس لو أشوف الحيوان دا...هموته...عارف يا فادى لو مش خاېفة بابى يعرف بعلاقتنا..كنت خليته ېقتله.
حبيبتى يا يارا...انتى اللى مهونة عليا الأرف اللى أنا فيه دا!..مش عارف انتى لو مش موجودة ف حياتى كان جرالى ايه!
أجابته بابتسامة عاشقة
و انا كمان يا بيبى بحبك موووت...و انت اللى مهون عليا الملل اللى أنا عايشة فيه..حاسة إن انت مالى عليا دنيتى.
ألو..بابى.
أمجد پغضب مكتوم
انتى فين يا يارا!...انتى عارفة الساعة كام دلوقتى!
ازدرت لعابها بصعوبة بالغة و أجابت بتوتر
هز رأسه بعدم إقتناع قائلا بغموض
اممممم...طاب مش كفاية كدا!
أجابت بتلعثم
اه..اه..كفاية..حاضر يا بابى هركب العربية و جاية مسافة الطريق.
رد بجمود
أوكى..متتأخريش.
يارا
أوكى..باى.
اغلقت الهاتف و وضعته فى حقيبتها و جسدها يرتجف خوفا من بطش أبيها بها و من عقابه الذى لن تتحمله.
افرض كلم سها و سألها عليكى!
أجابته و هى تلملم أغراضها
لا متقلقش..أنا مكلمة سها و متفقة معاها قبل ما أجيلك...ثم حملت حقيبتها الصغيرة على ظهرها و ودعته و غادرت سريعا.
بينما على الجانب الآخر أغلق معها والدها ثم اتصل برجل آخر ما إن أتاه رده حتى قال له
عرفت هى فين!
الرجل
غلى الډم فى عروقه و قبض على الهاتف بشدة من فرط الڠضب حتى كاد أن يتهشم بيده ثم قال بنبرة مخيفة
بكرة بالكتير تكون كل حاجة عنه موجودة على مكتبى...فاهم!..كل كبيرة و صغيرة.
أومأ الرجل بوجل قائلا بتلعثم
ح حاضر يا باشا...اوامرك.
اغلق الخط دون إضافة شيئ آخر و اخذ يتوعد لابنته و لفادى بمصير قاسى.
فى صباح يوم جديد على جميع الأبطال...
استيقظت أثير بهمة و نشاط و ارتدت ملابسها الرسمية كعادتها و وقفت أمام المرآة لتمشط شعرها و همت بجمعه على شكل ذيل حصان إلا أن نفسها راودتها بأن تغير من تسريحة شعرها ربما تبدو أجمل فتركت شعرها منسدلا على ظهرها و استخرجت منه بعض الخصلات التى أسدلتها على جبينها بانسيابية و أمسكت بقلم من الكحل تأملته مليا تفكر أن تجربه و بالفعل حددت به جفنيها و بعدما انتهت ألقت نظرة أخيرة على شكلها فكان حقا شكلها مختلف و أجمل من ذى قبل و همت أن تغادر من أمام المرآة إلا أن عقلها نهرها بشدة و عادت مرة أخرى تنظر لنفسها بتمعن و تتحدث إليها فى المرآة قائلة باستنكار
اتغيرتى أوى يا أثير...انتى مبقتيش أثير اللى أعرفها..لا..أنا مش هتغير علشان حد...أنا يوم ما هتغير هتغير علشان نفسى..مش أثير اللى تعمل كدا علشان تلفت انتباه راجل ليها مهما كان مشاعرها من ناحيته...لو هيحبنى...يبقى يحبنى زى ما انا..يحبنى لجمال روحى و طبعى مش لجمال شكلى...أيوة.
قالت كلمتها الأخيرة و هى توميئ لنفسها بتصميم فأعادت تمشيط شعرها و جمعه بربطة الشعر و أزالت الكحل من عينيها و التقطت حقيبتها و غادرت غرفتها متجهة إلى بهو القصر حيث ينتظرها يزيد.
استقبلها يزيد بابتسامته الجذابة التى أفقدتها عقلها و زادت من توترها وقفت أمامه تماما و حاولت أن تتحلى بالجدية و الصرامة لتعود لسابق عهدها معه قائلة برسمية
صباح الخير.
تمعن النظر بعينيها فارتسمت على ثغره ابتسامة ساخرة من تظاهرها بالجدية الذى كان باديا بوضوح فى عينيها حيث رأى لهفة و سعادة بنظرتها له لم تخفى عليه و أجابها بذات الابتسامة
صباح الخير..جاهزة!
ردت بثقة و غرور
أنا دايما جاهزة.
أومأ بتأكيد و أفسح لها الطريق مشيرا بيده إلى الباب قائلا
اتفصلى.
تقدمته بخطوات ثابتة و سار خلفها إلى أن و صلا للسيارة و كادت أن تستقل مقعد السائق كعادتها إلا أنه سد عليها السبيل قائلا بهدوء
للأسف...بما إن معندكيش سواق فهضطر أنا أبقى السواق بتاعك...مينفعش انتى تسوقى و معاكى البودى جارد.
ابتسمت بتهكم قائلة
لا و الله كدا كتير عليك...يعنى هتشتغل سواق و بودى جارد ف وقت واحد!
زم شفتيه بضيق مصطنع
للأسف مضطر...اتفضلى اركبى ف الكنبة اللى ورا.
قطبت جبينها باستنكار قائلة
لا مبحبش أركب ورا...انا متعودة أركب قدام دايما حتى لو مش هسوق.
رد بنبرته الهادئة المقنعة
إن كان عليا..أنا عايزك تركبى قدام جنبى...بس أنا بتكلم على المظهر العام يعنى.
توردت وجنتاها من عبارته الأولى و أدركت مقصده من الثانية فأجابته بحرج
احم...اه فعلا معاك حق...مينفعش أركب جنب البودى جارد.
اضطرت آسفة أن تستقل المقعد الخلفى و هى غير راضية عن ذلك الوضع و لكن لا مشكلة فها هو معها فى سيارتها و أمام عينيها و كفى.
وصلا للشركة فنزلت من السيارة و نزل خلفها بعدما أحكم إغلاقها إلكترونيا و سار فى ظهرها فكانت تسير كالأميرة و هو يحيطها من كل جانب خشية عليها من أن يمسها ضرا استطاع يزيد أن يجعلها كالفراشة التى تحلق فى كل مكان دون اكتراث او خوف من أى شيئ كان فمهما لاقت من حواجز سيمحوها فى الحال قبل أن تعرقلها تسأل نفسها هل كانت ستشعر بذات الشعور مع أى حارس آخر لمجرد أن الأمر جديد عليها!..أم أن يزيد وحده فقط من تشعر فى حضرته بكل هذا القدر من الأمان و السلام النفسى!...و لكنها تركت إجابة هذا السؤال للأيام القادمة.
مر اليوم بسلام دون أى جديد يذكر حيث تغيبت نادين عن الشركة بأمر من والدتها خوفا عليها من أى مخاطرات أخرى كما أن فادى مكث فى شقته ينتظر أن تختفى چروحه و لو بدرجة طفيفة حتى يستطيع مواجهة الناس و متابعة عمله فى الشركة.
بعد انتهاء الدوام طرأت لأثير فكرة أن تذهب للنادى بحجة أداء بعض تمرينات الكاراتيه التى انقطعت عنها عدة أيام فالفرصة سانحة فى ذلك اليوم خاصة فى غياب نادين و فادى حتى تبقى بقربه أطول فترة ممكنة.
بالفعل أمرته بالتوجه إلى النادى الرياضى
متابعة القراءة