رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مهذب و ملتزم و أنه سوف يصونها و يحافظ عليها من مضايقات الآخرين كما أنه سوف يعاملها كأخته ليس أكثر ففارق العمر بينهما كبير.
انتهى الدوام بشركة أثير و التقى الثلاثة فى مدخل الشركة فقالت أثير لنادين
نادين يزيد هييجى معايا الدار..هتيجى معانا!
زمت شفتيها بضيق ثم أجابتها بتأفف
دار إيه بس يا أثير...انتى عارفة انى مبحبش جو الأطفال و الدوشة بتاعتهم.
هزت أثير كتفيها بعدم اكتراث قائلة
خلاص براحتك...تعالى نوصلك القصر و نروح احنا الدار بعد كدا..
ردت بقلة حيلة
اوكى..بس هركب قدام جنب يزيد.
رد يزيد باستنكار
نعم!!...ازاى يعنى!...لا طبعا ماينفعش.
قطبت جبينها بانزعاج و هى تقول
عادى..مفيش فيها حاجة دى..فكها بقى متعقدهاش.
رد بجدية
نادين الصحوبية دى بينا و بين بعضنا إنما قدام الناس أنا بودى جارد..ميصحش تركبى جنبى..عشانك انتى على فكرة مش عشانى.
أطلقت زقرة عڼيفة كناية عن ضيقها ثم تقدمتهما و فتحت الباب الخلفى و ركبت بعصبية بينما أثير تنظر لها باستغراب ثم نظرت ليزيد و ضحكت بخفوت و هى تقول
برافو عليك.
غمزها بعين واحدة و هو يقول بنبرة ذات مغذى
أى خدمة..
خجلت من غمزته و استدارت سريعا لتجلس بجوار نادين تاركة إياه يراقبها بناظريه بابتسامة هائمة فمهما جاهد قلبه ليتعامل معها كمهمة سرية ليس أكثر إلا أن قلبه أحيانا يتمرد عليه و يهيم بكل تصرفاتها التى تنم عن مدى برائتها و جمال سريرتها.
تدارك حاله بعد برهة من الزمن و استقل مقعد السائق و انطلق بهما باتجاه القصر.
أوصل نادين ثم اتجه بالسيارة إلى حيث دار الأيتام حسب وصف أثير للطريق و عندما ابتعد عن محيط القصر و الشركة اوقف السيارة على جانب الطريق فسألته أثير باستغراب
ركنت هنا ليه!
أجابها بجدية
احنا بعدنا عن القصر و الشركة و أعتقد محدش يعرفك ف الطريق الغريب دا...إيه رأيك تيجى تقعدى قدام!
اتسعت ابتسامتها و أجابت بحماس
طبعا يا ريت..انا ببقى مخڼوقة و أنا راكبة ورا...لحظة.
نزلت من الباب الخلفى و استقلت سريعا المقعد الأمامى و هى فى غاية السعادة بقربها منه.
سكت الإثنين قليلا إلى أن أدار يزيد دفة الحديث قائلا أثناء القيادة
الدار دى بعيدة!
أثير
اممم..يعنى..على بعد ساعة تقريبا من الشركة.
قطب جبينه باستغراب
لا بعيدة فعلا...و ليه اختارتو الدار دى بالذات مع إن فى دور تانية كتير قريبة منكم!
هزت كتفيها لأعلى كناية عن عدم معرفتها قائلة
مش عارفة بجد يا يزيد...مامى هى اللى عرفتنى عليها معرفش عرفتها ازاى بس أنا اتعودت عليها و حبيتها جدا...بس لأنها بعيدة مش بقدر أزورها كتير بسبب انشغالى ف الشركة...بيتهيألى لو كانت قريبة كنت هروح على الأقل كل أسبوع...
أومأ لها دون رد و عشرات الأفكار و الاحتمالات تعصف برأسه و لن يهدأ له بال حتى يجد حل لغز هذه الدار.
بعد فترة من الصمت باغتها بسؤاله
ما تكلمينى شوية عنك يا أثير...يعنى كلمينى عن طفولتك مثلا..دخلتى مدرسة حكومى و لا خاصة!..كان ليكى أصحاب و لا كنتى انطوائية!..كدا يعنى..
شعرت بسعادة بالغة بسؤاله الذى يعكس اهتمامه بها و فضوله بمعرفة تفاصيل حياتها ظنا منها أنه بدأ يميل لها و أن اهتمامه هذا نابع من ينبوع حبه لها فردت و الإبتسامة المشرقة تشق وجهها الخمرى البريئ
انت عايز عادل الشرقاوى يدخل بنته مدرسة حكومى!...طاب تيجى ازاى دى!...لا يا سيدى دخلت مدرسة إنترناشيونال و كان ليا أصحاب طبعا بس مش كتير و كلهم بنات..مكنتش بحب أصاحب الولاد..مامى كانت كل حياتى عمرها ما حسستنى انى وحيدة رغم ان ماليش اخوات كنت أنا دنيتها و هى دنيتى.
سألها باستغراب
طاب ليه مامتك مجابتش ليكى أخ أو أخت!
ضحكت بصخب و هى تقول
انت بتتكلم كدا كأنها هتشتريلى أخ من السوبر ماركت..
ضحك يزيد قائلا
مش قصدى طبعا..
أجابته بابتسامة
عارفة...ثم تنهدت بشجن قائلة
مامى قالتلى انها كانت عندها مشكلة ف الرحم و حملت فيا عن طريق عملية أطفال أنابيب بعد مدة كبيرة من جوازها من بابى و بعد ما ولدتنى المشكلة كبرت أكتر و استئصلت الرحم خالص.
هز رأسه بتفهم و مازال الشك يساوره فباغتته هى الأخرى قائلة
دورك.
ابتسم و نظره مسلط على الطريق ثم بدأ يسرد لها بعض التفاصيل الحقيقة عن حياته و لكنها غير مهمة حتى لا تضر بمهمته السرية و لا تكشف لها هويته الحقيقية مثل بلدته و عاداتهم و تقاليدهم و تحدث قليلا عن إخوته و والدته و أشياء من هذا القبيل.
قرب وصولهما للدار استوقفته عند محل بيع حلوى و نزلا سويا و قاما بشراء الكثير من مختلف أنواع الحلوى و الشيكولاتة و همت أثير بإخراج النقود من حقيبتها إلا أنه قبض على معصمها ليقيده قائلا بجدية
سيبينى أنا أنول الثواب دا المرادى.
أجابته بابتسامة هائمة و هزت رأسها بموافقة دون أن تنبس بحرف و ذهب للعامل و دفع حساب الحلوى من حر ماله الخاص عن رضا نفس و طيب خاطر ثم خرجا من المحل و واصلوا طريقهما إلى الدار.
فى بلدة عائلة يزيد...
قام عمه سالم والد سمر و زينب باستدعاء زيدان إلى منزله ليأخذ رأيه فى شأن جارهم الشاب الذى تقدم مؤخرا لخطبة سمر و فى خضم حوارهما معا اقټحمت عليهما المجلس بجرأة تصيح بوقاحة 
جولتلك يا بوى معايزاش أتچوز دلوجت...
ثم هرولت باتجاه أبيها و بركت أمامه على ركبتيها تستعطفه و شلال من دموع ينهمر من مقلتيها و قبضت على كفه تقبله برجاء قائلة
زمجر بها پغضب هادرا بها
لميتى يا واكلة ناسك انتى!..انتى عايزة تچرسينا ف البلد و الناس تجول عليكى معيوبة!
استقامت بوقفتها و طالعته بعينين جاحظتين من فرط العصبية قائلة بجرأة و وقاحة
أبوى...أنى مش هكون لحد تانى غير يزيد...يا اكده يا إما ھموت نفسى.
هب زيدان من مقعده بعصبية هادرا بها پغضب
واه..كلام ايه ده اللى عتجوليه يا بت...بجى فى بت متربية تجول الكلام الواعر ده جدام أبوها و كبير عيلتها!
استدارت له ترمقه پغضب و هى تقول بجدية
و هتنفعنى بايه التربية و أنى أبويا بيغصبنى على واحد تانى غير اللى اتمنيته و وهبتله جلبى و حبيته من يوم ما وعيت ع الدنيا.
هدر بها زيدان بانفعال أشد
كانك اتچنيتى إياك...اتحشمى يا بت.
أشاحت بيدها فى وجهه و هى تقول پبكاء
أنى مش هكون غير ليزيد...ده آخر كلام عندى.
قبض على شعرها من تحت حجابها و راح يهزها پعنف و هو يجول
چرستينا و چبتيلنا العاړ..بينك و بينه ايه يا بت انطجى..عمل معاكى أيه خلاكى رافضة العرسان كلهم...انطجى يا بت.
لم تقوى على التحدث من شدة الألم فأسرع زيدان ينزع يده عنها و هو يقول بانفعال
حاسب على كلامك يا عمى و انت بتتكلم عن يزيد...إنت عارف إن يزيد مالهوش ف الحړام و عارف كمان أنه بېخاف على حريم العيلة و من سابع المستحيلات انه يعمل اكده...مش معنى ان انت معرفتش تربى بتك انك ترمى بلاك على أخوى.
ترك ابنته و ألقى بجسده پعنف على الأريكة قائلا بقلة حيلة و نفاذ صبر
أعمل إيه يا ولد أخوى ف المصېبة السودة دى...البت عيارها فلت و ماعارفش ألمها...أجتلها و أريح نفسى!
رمق تلك الجالسة على الأرض تبكى بلا هوادة ثم قال بجدية
سمر...انتى هتتجوزى العريس اللى متجدملك
تم نسخ الرابط