رواية جديدة جامدة الفصول من التاسع للثاني عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الخاص بمن هم من طبقتها الثرية حيث وصفت له الطريق إلى أن وصلا بسلام و اصطحبته إلى قاعة التدريب و انتظرها بمقاعد الانتظار و تابع أدائها أثناء التمرين فانبهر من أدائها المتميز فقد كان أدائها أقرب للإحترافية و ارتسمت على ثغره ابتسامة معجبة و أدرك حينها أن الجمال لا يكمن فى وجه المرأة فقط بل إن الجمال يكمن أيضا فى قوتها و ثقتها بنفسها و تحقيق ذاتها.
انتهت من التدريب و أبدلت ملابسها لترينينج نسائى رياضى و حذاء رياضى و أقبلت عليه بابتسامة فرحة فقد لاحظت اعجابه بها أثناء التمرين.
سألته بترقب
ايه رأيك!.. بعرف ألعب كراتيه كويس!
أجابها بابتسامة معجبة
بصراحة أنا انبهرت...مكنتش متوقع انك شاطرة كدا ف الكاراتيه.
انفلتت منها ضحكة قصيرة و هى تقول
خاف على نفسك بقى..
يا إلهى...إنها تضحك...أثير تضحك.
تعجب كثيرا لانقلاب حالها رأسا على عقب منذ أول لقاء لهما حتى هذه اللحظة الشيئ الذى زاد من شكوكه أنها كانت تمر بأزمة نفسية و استطاع أن يدفعها خارج هذه الأزمة و أن الانطباع الذى أخذه عنها فى أول لقاء من جمود و قسۏة ليست من صفاتها الأمر الذى ضاعف من إحتمالاته بتورطها فى صفقات المخډرات دون علمها و عزم أن يصب جل إهتمامه فى إثبات هذا الأمر الأيام المقبلة.
لاحظت شروده فلكزته من كتفه بأطراف أناملها قائلة
يزيد...ممكن أطلب منك طلب!
أجابها بتلقائية دون تفكير
انتى تؤمرى مش تطلبى..
طالعته بعشق بالغ و لكنها سرعان ما تداركت حالها ثم قالت
عايزاك تعلمنى أمسك السلاح و أضرب ڼار.
رد بنبرة ذات مغذى ليؤكد احتماله الذى كان يفكر به منذ قليل قائلا
انتى عايزة تقنعينى إن واحدة زيك مبتعرفش تمسك سلاح و تنشن بيه كمان!
قطبت جبينها باستغراب قائلة بنبرة مستنكرة
ايه و احدة زييى دى!..أنا مفهمتش قصدك ايه من السؤال الغريب دا!
هز كتفيه لأعلى بعدم اكتراث مجيبا بغموض نوعا ما
يعنى...بتعرفى تلعبى كاراتيه و كونغوفو...أكيد يعنى فكرتى تتعلمى النيشان و ضړب الڼار.
أجابته ببراءة
دى الحاجة الوحيدة اللى مفكرتش فيها...مش عارفة ليه!..يمكن علشان حاسة إنها حاجة مش ضرورية او حاجة تخص الرجالة بس...مش عارفة.
استشف الصدق من نبرتها و برائتها و تلقائيتها فى الرد مما زاد تعاطفه معها و اصراره على كشف الحقيقة لها.
قال لها بجدية
أنا مبدربش بنات على ضړب الڼار!
أثير
ليه بقى!...دى شكلها حجة و انت أصلا شكلك مبتعرفش تدرب حد أصلا.
أجاب بنبرة ذات مغذى
بلاش تستفزينى...علشان لو دربتك صدقينى هتندمى.
طالعته باندهاش قائلة
و ايه بقى اللى هيخلينى أندم!...أكيد طريقتك ف التدريب مش عملية.
سكت لوهلة ثم قال لها
طاب تعالى نروح تراك النيشان و أنا هوريكى هتندمى إزاى.
ردت بتلقائية و براءة
أوكى يلا...انت فاكرنى هخاف.
ضحك بصخب قائلا
ما انتى يا ريتك هتخافى!!...
ثم اقترب منها بشدة ناظرا لعينيها بساحرتيه بعمق قائلا بغموض و نبرة خاڤتة
انتى هتتوترى و هتوهى بس...ثم غمزها باحدى عينيه و تقدمها خطوتين تاركا إياها تنظر فى أثره مشدوهة الملامح فاغرة الفاه فيبدو أنه قد وصلها مقصده أخيرا.
الفصل الحادى عشر
ذهب يزيد بصحبة أثير إلى الحلبة المخصصة للتدريب على التصويب بالنادى الرياضى الفخم و قفا على مسافة مناسبة من الهدف و التقط أحد الأسلحة و أعطاه لها أمسكته أثير فشعرت بمدى ثقله فقالت مقطبة الجبين بانزعاج
ايه دا!..دا تقيل!!..مكنتش أتصور ان السلاح بيكون تقيل كدا.
سألها باستغراب
انتى عمرك ما مسكتى سلاح!
هزت رأسها بنفى قائلة
لا أبدا.
أجابها بدهشة
غريبة...مع إن والدك السلاح مبيفارقهوش...ليه مطلبتيش منه قبل كدا يعلمك.
زاغت عينيها فى الفراغ قائلة بشجن
العلاقة بينى و بين بابى مش قوية أوى...يعنى تقدر تقول كدا بابى ع الورق بس..مش فاكرة أى موقف جمعنا سوا أو قربنى منه...طريقته الجافة معايا خلتنى مبفكرش أبدا أقرب منه و لا أطلب منه حاجة.
كان يستمع لكلماتها بتركيز و تحليل لانفعالات وجهها فكانت كل كلمة تؤكد له الحقيقة التى توصل إليها و لكن تبقى عدة خطوات لا بد من اتمامها لتتضح الحقيفة كاملة و من أهمها الدليل المادى.
عادت تنظر له بشبه ابتسامة و هى تقول
نبدأ!
أومأ قائلا
يلا..
وقف بجانبها تماما بحيث كان كتفه الأيسر على وشك لمس كتفها الأيمن و لكنه حاول قدر الإمكان ألا يلمسها و أخذ منها السلاح و راح يشرح لها كيفية استخدامه على نفسه أولا فقال
بصى انتى هتقفى مستقيمة و فاردة نفسك كويس زى ما أنا واقف كدا و بعدين هتفردى دراعاتك قدامك فى خط مستقيم بحيث يكونو متوازيين كدا و بعدين هتمسكى الطبنجة بايديكى الاتنين كدا و تخلى بس السبابة اليمين هى اللى تلمس الزناد و بعدين هتغمضى العين الشمال و تسيبى اليمين مفتحة علشان تقدرى تشوفى الهدف كويسو هترفعى السلاح لمستوى عينيكى و تميلى براسك بس على الدراع اللى هتودسى بيه على الزناد فى هنا عدسة هتثبتيها على الهدف و بعدين تدوسى على الزناد و الړصاصة هتخرج...لازم تكونى ماسكة السلاح كويس جدا لأنه بعد ما الړصاصة بتخرج بيرجع لورا بقوة رد الفعل فلازم تكونى متحكمة فيه علشان متتصابيش...كدا فهمتى شوية!
ردت بتردد
شوية.
مد يده لها بالسلاح قائلا
تجربى!
أخذته منه و هى توميئ برأسها بوجل من السلاح نفسه و بارتباك من قربه الشديد منها و لكن ماذا عليهما أن يفعلا فذلك الأمر يتطلب هذا القرب و هى من تجرأت و طلبت منه ذلك.
أخذت السلاح و أمسكته كما فعل و لكن كان ذراعيها ليست مستقيمتان بالقدر المطلوب كما أن جذعها أيضا كان مائلا نوعا ما الأمر الذى أصاب يزيد بالتوتر و الحيرة فهو لا يريد أن يقترب منها أكثر من ذلك او يلمسها و لكن عليه أيضا أن يعلمها بطريقة صحيحة.
قال لها بأمر بدون لمسها
افردى دراعك أكتر يا أثير..و اقفى و ضهرك مستقيم أكتر من كدا.
بالفعل استجابت له فحمد الله أنها فعلت دون أن يضطر للمسها اغمضت احدى عينيها ثم قالت بحيرة
أنا مش عارفة فين العدسة اللى انت بتتكلم عليها دى...مش شايفاها...
أشار لها عليها بسبابته و لكنها أيضا لم تدر كيف ان تستخدمها فى التصويب.
تنهد بقلة حيلة فهو الآن سيضطر للوقوف خلفها و محاوطة ذراعيها الممدودتين بين ذراعيه و وضع يديه على يديها القابضتان على السلاح حتى يمكنها من رؤية العدسة و التصويب الصحيح على الهدف.
اقترب منها و وقف خلفها فى حالة من الدهشة البالغة من قبلها تترقب خطوته التالية هم بمحاوطة ذراعيها بذراعيه إلا أنها انتفضت بشدة و دفعته بقوة للخلف تصرخ به بذهول
ايه دا!..انت هتعمل ايه!
أجابها ببراءة مصطنعة
همسك السلاح معاكى علشان اوريكى العدسة و أخليكى تنشنى مظبوط.
احمر وجهها و أطرقت رأسها فى خجل و هى تقول بتلعثم
لا..لا لا..احنا متفقناش على كدا...أنا..أنا مكنتش أعرف إن الموضوع هيكون فيه ااا...ااا....
ازدرت لعابها بصعوبة من فرط التوتر ثم قبضت على كفه الأيمن و رفعته بمستواها و وضعت به السلاح و هى تقول بتوتر
خد الطبنجة دى...خلاص مش عايزة أتعلم...انا..انا أصلا مش محتاجة أتعلم ضړب ڼار..و بعدين...و بعدين دا تقيل اوى و مش هعرف أشيله...أيوة..
كان يستمع لها بذهول و شبح ابتسامة معجبة مرتسمة على ثغره فكم من فتاة تمنت قربه او حتى لمسة منه و لكن دائما ما كان يزدرينهن رغم
تم نسخ الرابط