رواية كاملة الفصول من السادس وثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يتطاير من عين والدتها فخشيت توبيخها هذا ما حدث حينما صاحت سميحة بعصبية_
إزاي تقوليله مش رجعالك مش اتفقنا وخلصنا ليه تقوليله كده
ابتلعت هدير ريقها متوترة قالت_
يا ماما مش أنا اتطلقت منه علشان حساه مش عاوزني كأنه مڠصوب عليا
هتفت باستشاطة جلية_
إنت اللي فاكره إنه بيحب البت الخدامة وعلشان كده مفكراه مش بيحبك
وضحت هدير وجهة نظرها ب_
نظراته ليها مش عادية وكمان يغلط في اسمي وأنا معاه يبقى بيفكر فيها وشغلاه دا كان هياكلها في الحفلة ومبين بيغير عليها شكيت إنه متجوزها تاني من ورانا
جلست سميحة أمامها ولم تبالي بنزقها قالت بحزم شديد_
إنت حامل يعني مجبرة ترجعيله واللي في بطنك ده ابنه وحتة منه ومش في إيدك حل تاني
نظرت لها هدير بحيرة هي تعرفه سيظل كما هو تابعت سميحة بنصح وقد تفهمت قلقها_
وكمان العيل ده هو اللي هيخليكي مع مراد حلوة ارجعيله يا هدير دا مراد يعني ألف بنت تتمناه وكان جوزك يعني متسيبهوش لحد غيرك حملك دا في صالحك ولا تحبي تتجوزي موسى!! 
رددت قسمت ذلك بامتعاض عاودت رهبة هدير من ارتباطها به فهي لا تعرفه جيدا سألت بتردد_
يعني أعمل أيه مراد مشي! 
قالت بجدية_
تقومي تلمي هدومك علشان تروحي تقعدي معاه ولازم الكل يشوفك في عيد ميلاد ولاده والليلة في الحفلة هخلي أبوكي يتفق معاه يرجعك
بس هو قالي إنه هيبقى جواز على الورق يعني هنرجع علشان حامل
قالت هدير ذلك بحزن فردت سميحة عليها بعقلانية_
يقول اللي هو عاوزوه لما بطنك تكبر قدامه هينسى كل حاجة ولحد ما يجي ويشرفنا ووقتها هيبقى إنتي وبس
وجدتها سميحة متخوفة من تلك الخطوة حمستها بشغف وهي تنهض نحوها_
قومي يلا نجهز حاجاتك سوا علشان تكوني جاهزة لما تروحي تعيشي معاه...............!! 
__________________________________
في مكتبها بالشركة جلست ډافنة وجهها بين ذراعيها يحاول الأخير التحدث معها من وقتها لكنها ترفض مجرد سماع صوته لعنت غزل احساسها صدقا كانت مندفعة رغم أن التروي من صفاتها لوهلة حزنت على نفسها كونها لم تحمل هي طفل منه قالت لنفسها بابتئاس_
المفروض بيحبني أنا ليه هي اللي تحمل منه وأنا لأ!
من فرط كمدها أحست بصداع مزمن في رأسها رفعت غزل رأسها ثم تأملت الفراغ بتيه سألت نفسها_
هترجعيله ولا هتعملي أيه
تذكرت ما قاله لها فغمغمت بضيق_
لو رجعها يبقى يطلقني ومن سكات كده! وبرضوه مش هخلي حد يعرف إني اتجوزته حتى لو عاند معايا!
ثم أسندت رأسها على المقعد من الخلف دقة شاردة في قلبها نهرت ما تفكر به هي أحبته واعتادت عليه هو زوجها وبعدها عنه ليس بالهين رددت لاعنة إياه_
أخص عليك يا مراد ليه تعمل معايا كده مش كفاية متجوزاك وإنت معاها واختارتك إنت وقولت هو دا اللي هيحميني!
صمتت للحظات تفكر كيف لها أن تتركه هكذا قالت بانتواء_
بس تستاهل يا مراد اللي هاعمله لازم ټندم!!
انتبهت غزل لولوج جاسم المكتب نظرت له وقد بدلت قسماتها للهدوء تدرج نحوها قائلا_
بتعملي أيه يا غزل! بيقولولي مش عاوزة حد يدخل عندك ورافضة أي شغل!
ردت مختلقة عذر ما_
ما إنت عارف إني تعبانة وكمان النهار ده مصدعة شوية 
زم ثغره للجانب ثم قال_
أنا جبت هدايا لأولاد مراد لما ترجعي الفيلا هتلاقيهم في انتظارك
لعنت غزل نفسها فقد تناست فلابد أن تحضر ذلك الحفل تنهدت بضيق دفين فزاد جاسم من عبوسها حين أضاف بخبث_
كان معاكي حق لازم نروح الحفلة علشان بالمرة نباركله إنه هيرجع مراته
حملقت غزل به پصدمة استفهمت_
هو هيرجعها 
لم يرتاح جاسم لردة فعلها حين علمت أحست غزل بشكه فيها فرسمت الثبات قال بارتياب_
أيوة ما أنا باقولك العصفورة بتبلغني الخبر أول واحد وهي دلوقتي عنده في القصر الجديد بتحضر لعيد الميلاد! 
ثورة مدمرة اجتاحت اعضائها هزات عڼيفة قضت على ذرات حبها له رغما عنها أحست بتشوش في الرؤية وبقوة عجيبة تماسكت أمام هذا الغليظ فهو ماكر لعين! ابتسامته السخيفة تلك تثير حنقها لأبعد الحدود تابع جاسم بعشق خداع_
وإحنا كمان مش هنتجوز يا غزل أجازتك قربت تخلص.......!! 
__________________________________
بعدما فشلت في إيجاده بداخل الشقة استنبطت أنه خرج وتركها وقفت ياسمين منتصف الردهة متأففة وضعت يدها على بطنها فهي جائعة ولم تتناول شيء منذ البارحة ناهيك عن رأسها الذي يؤلمها تحتاج بالطبع لمخډرها الاعتيادي..
توجهت ناحية المطبخ لتبحث عن شيء تأكله لاحظت على الطاولة الصغيرة في المنتصف مليئة بثمار الموز تناولت واحدة ثم التقمتها وهي تبحث عن طعام مطبوخ لم تجد مبتغاها فزفرت بقوة استمعت لصفق باب الشقة فتنبهت حواسها ركضت نحو الخارج فإذ به قد عاد ليس بمفرده فهو يحمل هذا الطفل على ذراعه أيضا رافقته الخادمة التي تعيش بالأسفل حاملة على رأسها صينية طعام كبيرة هتفت_
كويس إنك جبتي الأكل كنت ھموت من الجوع
وضعتها فتحية على الطاولة قالت بتودد_
أنا اللي هعملك الأكل وأجبهولك على طول
ردت بغلظة وهي تقترب منها_
مش شغلك أومال أنا اللي هاعمل
لم تعلق فتحية بل بسطت الطعام على الطاولة أحس يوسف بخالته فخاطب ياسمين بحنق_
دي خالتي أخت أمي مش الخدامة ولو بتعمل حاجة ف علشاني
وجهت ياسمين بصرها ل فتحية واكتفت بعدم التعقيب توجه يوسف لغرفة النوم حاملا خالد فذهبت خلفه بينما انتهت فتحية من ترتيب الطعام ثم حملت الصينية الفارغة وغادرت..
وضع خالد على الفراش ثم توجه ليبدل ثيابه تضايقت ياسمين من وجود هذا الولد هتفت باحتقان_
أيه الولد ده وبيعمل أيه هنا! 
نظر لها خالد وهو يلتقم ساندوتش بينما سحب يوسف ملابس منزلية أخرى كي يغتسل الټفت لها قائلا ببرود_
دا خالد عاوز يفضل معايا شوية فجبته 
لم تحبذ ياسمين وجوده هتفت بقلة ذوق_
مش كفاية مضطرة استحملك جايبلي ده كمان
توجه يوسف ناحية المرحاض المقابل للغرفة وهو يتجاهلها غمغمت بغيظ_
منك لله يا موسى أنا مش عارفة هستحمل ده لحد إمتى دي جوازة ترضي ربنا...
بعد ثلث ساعة كانت قد تناولت الطعام واضطرت مرغمة أن تنفذ طلبات هذا الولد حين أراد ارتشاف الماء والذي جاء ليجلس معها تأففت بصوت مسموع ويوسف يتقدم منها كي تريه امتعاضها تعجب يوسف وهو يخطو نحوهما فقد تناولت الطعام بدونه جلس بهدوء بجانب خالد سأله بلطافة_
عاوز حاجة يا خالد
نفى بتحريك رأسه فقط فابتسم له شرع يوسف في تناول الطعام فانزعجت من عدم اهتمامه بأمرها تحملت سماجته ثم قالت_
هو هنفضل هنا كتير عاوزة أخرج مش متعودة اتحبس في شقة كده
سأل باطراق تعجبته_
عاوزة تخرجي فين
بداخلها أعجبتها لهجته التي يتكلم بها هي غريبة عليها تنهدت قائلة_
عاوزة أسهر في أي مكان وانبسط شوية
تفهم غرضها وما تريد ابتسم بسخافة لها ثم قال_
طيب جومي البسي وأنا هاجعد مع خالد شوية ونخرج......!!
__________________________________
احتفظ بداخله في التشفي منه فقد حضر خصيصا له ليتطفل عليه توجه منتصر نحو بار المشړوبات الكحولية ثم سكب في كأسه القليل حمله ثم تحرك ناحية موسى بخلقته الباهتة والمكفهرة جلس بجواره قائلا_
باين عليك زعلان إنك مش هتتجوز هدير
كما هو ظل موسى كأنه لم يسمعه قط استطرد بمغزى_
ملكش نصيب فيها أصل هدير متلقش عليك دي بنت هادية ورقيقة وأخلاقها كويسة
وجه موسى نظراته له
تم نسخ الرابط