رواية كاملة قوية الفصول من الواحد واربعون للخمسون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وتحادثه.. ستحاول أن تثنيه عن حبه لمريم وعن ما يريد فعله بأخيه.. هذا هو الحل الأمثل الآن.. وان لم يستمع لها ياسين فستضطر لإخبار يوسف.. عقدت العزم على فعل ذلك ودعت ربها أن تسير الأمور على خير..
أما ياسين.. فقد كان فى سيارته بمكان بعيد قليلا عن المطعم الذى كان به يوسف ومريم.. شاهد ما حدث من مشاجرة بين شاب غريب لا يعرفه وبين يوسف.. تابع هذا الشاب بعينيه حتى وجده يقف بمكان قريب بجانب سيارته ويتحدث فى الهاتف.. لم يستطع سماع أى شئ.. ظل يراقبه بتركيز دون أن يلاحظه.. سمع رنين هاتفه فوجد المتصل محمد.. أجابه فكان يخبره بأنه سيذهب لوالد مى يوم الجمعة ويريده برفقته منذ الصباح.. انشغل بالحديث ولم يهتم بهذا الشاب.. عندما أغلق الخط وجده يبتعد عن سيارة يوسف.. رفع حاجبيه بدهشة.. فماذا كان يفعل بقرب سيارة أخيه.. ظل يتابعه حتى وجده يقترب من فتاة كانت قد صفت سيارتها أمام المطعم على الطريق الآخر.. أمعن النظر لهما وهو لا يفهم ما الذى يدور بينهما.. اتسعت عينيه صدمة حين اكتشف أنها سارة صديقة مريم .. كان الشاب يحادثها بابتسامة واسعة.. ظن أنها صديقته او حبيبته.. وجد الشاب يتركها ويستقل سيارته ثم ينطلق بها بينما هى تنتظر بسيارتها شيئا ما لم يفهمه هو.. مرت ربع ساعة ولازالت جالسة بسيارتها حتى وجدها تخرج فجأة.. نظر لما تنظر إليه ليجد يوسف ومريم يخرجان من المطعم فتقترب منهما وتتحدث قليلا ثم تاخذ مريم وتذهب بينما يوسف استقل سيارته وذهب هو الآخر.. كان يتابع كل شئ بدهشة وعدم فهم.. ولكن الشئ الوحيد الذي يفهمه أن أخيه وزوجته بخطړ محدق.. انطلق بسيارته عائدا الى الفيلا.. عندما وصل صعد لغرفته واستلقى على فراشه يفكر بما رآه منذ قليل.. أيخبر يوسف بأن سارة تعرف الشاب الذى ضربه.. ولكن إن أخبره فسيكتشف يوسف مراقبته لهما حتى المطعم.. تأفف بحيرة.. ماذا يفعل.. هو يحب مريم ولكن ېخاف من أذية يوسف أيضا.. أبعد عقله عن تلك الأفكار ثم قام ليتحمم لعل الماء يزيح همومه..
كان يوسف بمكتبه فى الشركة مستلقيا على الأريكة التى تحولت الى فراش.. يضع ذراعه على جبهته وينظر للسقف بشرود.. تذكر مريم فضړب جبهته لاعنا غباءه.. وجد هاتفه قد نفذت بطاريته.. قام واتجه الى الهاتف الأرضى ثم اتصل على منزل عبد الله.. وجد من يرد عليه قائلا الو رد يوسف بهدوء انا يوسف يا مرات عمى.. لو سمحتى نادى لى مريم جزت على أسنانها بغيظ وڠضب بالغ ثم أغلقت الخط دون أن ترد.. زفر بحنق من تصرفها.. كيف سيطمئن عليها الآن.. انتظر مجئ حمزة بفارغ الصبر حتى يذهب هو.. كانت جبهته لازالت ټنزف وهو لا يشعر بها.. هو مشغول بالتفكير فى الفاعل.. جلس على الكرسى والتف للنافذة ينظر للشارع والمارة بشرود.. بدأ صداع رأسه فى التزايد فأغمض عينيه بإرهاق واضح.. كان من المفترض أن يذهب لجلسة الكيماوي أمس ولكنه أهملها بالطبع.. ظل يفكر بحياته القادمة.. طفله الذى سيولد بعد شهور.. ترى أهو من سيعتنى به.. أهو من سيؤذن بجانب أذنيه يوم ولادته.. أهو من سيلعب معه حين يكبر.. يتشوق لرؤية طفله بشدة.. يتمنى أن يحمله بين يديه قريبا.. تنهد وهو يتمنى أن يفقد الذاكرة.. يريد أن ينسى حياته وهمومه ومرضه وأعداءه.. كل شئ ولو لساعة واحدة..
متابعة القراءة