رواية كاملة قوية الفصول من الواحد واربعون للخمسون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تفكر بما سمعته.. كيف يعقل هذا.. يجب عليها إيقاف أخيها.. إذا فعل ما سمعته فستحدث کاړثة.. كيف ومتى لا تعلم.. إن أخيها قد جن بالتأكيد.. هزت رأسها عدة مرات تنفض ما سمعته عن عقلها وقامت لتذاكر محاضراتها بشرود كبير..
أما مريم فبعدما أغلقت الخط مع يوسف.. حمدت الله على أنها تحكمت بلسانها ولم تخبره.. استلقت على فراشها وهى تفكر هائمة بحياتها قبل زواجها بيوسف وحياتها بعد ذلك.. عندما تعرفت على هشام كانت تعيش حياتها خائڤة من أن يكشف أحد الأشخاص علاقتها به.. أما مع يوسف تشعر بالراحة الشديدة وتتفاخر بأنه زوجها.. مع هشام كانت بعيدة تماما عن ربها.. تسكر وترتدى ما لا يستر وأخلاقها سيئة.. مع يوسف.. تقربت من ربها كثيرا.. لم تترك فرضا منذ زواجها به.. تحسنت أخلاقها كثيرا كما أن طريقة ملابسها الجديدة تشعرها بالراحة.. مع هشام كانت تعيش وهما كبيرا باعتقادها أنه يحبها وهى تبادله ذلك الحب ولكن مع يوسف هى متأكدة تماما من عشقها الشديد له.. لا تتصور حياتها بدونه.. لقد اشتاقت له وقد تركها منذ ساعات قليلة كيف إن ابتعد عنها.. هو حنون.. رقيق القلب.. يعشقها.. رومانسى.. قاسى وبارد مع الآخرين ولكن معها يتحول جذريا الى شخص آخر.. تحولت حياتها السوداء التعيسة الى الأبيض والسعادة.. يكفى ما يكتبه لها كل صباح مع وردته الحمراء.. ستشتاق لها حقا فى غيابه.. أحضرت تى شيرت له ورشت عطره المفضل بكل أنحاء الغرفة ثم استلقت على فراشها محتضنة القميص.. شعرت بالاطمئنان فنامت بعد قليل وقد زارها حبيبها فى أحلامها..
فى مساء اليوم التالى.. انعقدت الصفقة بين شركة الراوي وشركة السيوفى.. فسيدير عليهم ذلك الاتفاق ربحا وفيرا للشركة.. بدأت الحفلة وكان يوسف يقف بجانب حمزة مرتديا بذلة سوداء وقميص أبيض مع رابطة عنق باللون الأحمر وهو يحمل كأس عصير برتقال.. أما حمزة فكان يرتدى بذلة رمادية مع رابطة عنق باللون الأسود.. وكان معهم صديقهم أدهم السيوفى.. هو رجل بعمر يوسف وحمزة تخرج من كلية الصيدلة.. صديقهم منذ الطفولة.. والدته مټوفية ويعيش مع والده بلندن.. ولهم شركة هناك لصناعة الأدوية.. يعود الى مصر كل عدة أعوام ليمضى بعض العقود مع الشركات التى يتعامل معها ثم يعود الى مكان اقامته لندن.. ومن النادر أن يراه حمزة او يوسف لقلة زياراته.. كانت حفلة مملة بالنسبة لهم ولكن يجلسون مضطرين فقط حتى اتمام الصفقة على خير.. ابتعد يوسف بركن صغير واتصل بحوريته.. انتظر دقيقة.. اثنتان.. ثلاث.. لم ترد.. اتصل مرة أخرى وانتظر.. لم ترد أيضا.. شعر بالقلق يتآكله.. ترى أهى بخير.. لماذا لا ترد.. مضت ساعتان وهو يحاول الاتصال بها وبكل مرة يأتيه نفس الرد.. رأه حمزة يجوب المكان ذهابا وايابا بقلق فذهب له وحاول تهدأته ولكن بلا جدوى.. ليس بيده حيلة.. انفضت قاعة الفندق من الجميع وصعد حمزة ويوسف الى غرفة الأخير بعد أن سلما على أدهم.. كان يوسف لازال يمسك الهاتف بيده ويتصل بها.. خير ان شاء الله يا يوسف.. تلاقيها بتعمل حاجة ومش سامعة الموبايل قالها حمزة وهو يحاول طمأنته ولكن يوسف قال بمزيج من الڠضب والقلق عمرها ما عملتها يا حمزة.. اكتر من 50 مكالمة مسمعتش ولا واحدة فيهم ازاى القى الهاتف على الفراش غاضبا.. احفظها يا إلهى..
متابعة القراءة