رواية كاملة قوية الفصول من الواحد واربعون للخمسون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ياسين اخذ منه هاتفه ومفاتيح سيارته والفيزا أيضا ثم جذبه من ياقة قميصه حتى أدخله الفيلا.. خرج واتجه الى فيلا عمه وهو ينظر بسخرية ليده التى ضړب بها ياسين.. ماذا كنت تنتظر.. أن يعتذر لك عما بدر منه ويعدك بعدم تكراره مرة أخرى.. نعم كنت أنتظر ذلك.. ولكنه فعل ما لم أتوقعه أبدا.. جلس على أحد الكراسى بالحديقة بإرهاق نفسى.. نظر للسماء وكأنه يخاطب الله.. دعاه أن يصلح حال أخيه ويهديه الى الصواب فهو سند ياسمين من بعده.. تنهد بمرارة ثم قام ودلف للفيلا.. وجد عبد الله يجلس فى الصالون وكأنه ينتظره.. لا يعلم كيف فعل ذلك.. ولكنه نظر له ثم صعد متجاهلا اياه وكأنه غير موجود.. فهو غير قادر على الحديث والمعاتبة على تأخره.. فتح باب الغرفة ودلف ليجد مريم تجلس على الأريكة ويبدو عليها الڠضب والقلق.. عندما رأته قامت منتفضة وثارت قائلة انت كنت فين.. قلت هتكلمنى ومعبرتنيش ارتمى على الفراش بإنهاك ثم قال بتعب انا مش قادر اتكلم دلوقتى يا مريم.. الصباح رباح كادت ترد غاضبة ولكنها صمتت حين وجدت وجهه شاحب تماما ويبدو عليه التعب.. زفرت بضيق ثم استلقت على الفراش بجانبه وأعطت له ظهرها.. انتظرت دقيقة.. اثنتان.. ثلاثة.. لم يحتضنها كما اعتاد أن يفعل دائما.. شعرت بالحزن ثم نامت بعد قليل والدموع تسيل على وجنتيها..
بالأسفل كان عبد الله لازال جالسا بعدما تركه يوسف.. شعر بالڠضب من تصرفه.. قام واتجه الى مكتبه وظل يفكر فى المكالمة التى أتته منذ ساعة.. عقد حاجبيه پغضب وقد قرر فى نفسه على فعل شئ ما لإيقاف تلك المهزلة..
الفصل الخمسين
فى صباح اليوم التالى.. استيقظ يوسف من نومه شاعرا بالإرهاق.. اعتدل فى جلسته ونظر لمريم النائمة بجواره.. وجدها تكاد تقع من الفراش.. فهى نائمة على طرفه تقريبا وكأنها تخاف أن يلمسها دون قصد.. وتحتضن نفسها كهيئة الجنين.. نظر لها پألم ثم قام ودلف الى المرحاض.. كان يقف والماء يسيل على جسده بأكمله لعله يزيح بعضا من همومه.. طوال عمره يتحمل أى شئ.. ولكن أصبح الأمر صعب عليه الآن.. لا يستطيع تحمل كل هذا دفعة واحدة.. أيجدها من فريدة ام من عبد الله أم من ياسين أم من شادى أم من عادل شكرى أم من مرضه.. ماذا يفعل.. أغلق صنبور الماء ثم خرج لافا منشفة حول خصره.. نظر لما حوله فلم يجدها بالغرفة.. تنهد بتثاقل.. فعليه مصالحتها الآن أيضا.. ارتدى سروال جينز اسود وقميص أسود.. ولم يهتم بتمشيط شعره حتى.. كاد يخرج حتى وجدها تدلف الى الغرفة.. نظر إليها بإمعان ليجد ملامحها ذابلة.. بينما هى كانت تشعر بالضيق منه.. فلم يهتم حتى بأن يطمئنها عليه وعندما عاد لم يكلف نفسه عناء الاعتذار.. لم تنظر له.. اتجهت الى المرحاض عندما توقفت فجأة حين قال لها برجاء مريم أنا آسف الټفت له ولم ترد فكرر قائلا آسف.. متزعليش منى ابتسمت له بتفهم ثم أخذت ملابسها من الخزانة ودلفت الى المرحاض.. بينما هو شعر بالراحة قليلا لأنها سامحته ولم تعلق على غيابه أمس.. انتظرها حتى خرجت بعد قليل مرتدية سروال منزلى واسع باللون الأسود وعليه بلوزة قصيرة باللون السماوى بنصف أكمام.. أطلقت العنان لخصلاتها الحريرية وينفذ منها رائحة الياسمين.. ابتسم لها فبادلته بابتسامة صغيرة ثم قالت بحزن مش هتقول لى كنت فين صمت يوسف قليلا لا يعلم ماذا يقول.. ثم قال بضيق بعد عدة لحظات صامتة ينفع مجاوبش نظرت له پغضب ثم خرجت من الغرفة متجهة الى الأسفل.. زفر بضيق.. فمن المستحيل أن يفضح أخيه أمام أى شخص حتى وان كان هذا الشخص هو زوجته.. ذهب وراءها ثم دلفا الى غرفة الطعام ثم جلس كل منهما على كرسيه.. لاحظ يوسف نظرات عبد الله المركزة عليه ولكنه تصنع جهله.. قال عبد الله بعدم اهتمام مزيف وانت روحت فين امبارح يا يوسف.. شوفتك خارج بالليل وكإن حد بيجرى وراك انتظرت مريم اجابته فرد يوسف بهدوء ينافى شعوره بالضيق مشوار ضرورى مكنش ينفع يتأجل لم يسأل عبد الله عن ماهية هذا المشوار مما أشعر يوسف بالراحة.. لتقول مريم وهى مقطبة جبينها انا هروح انهاردة للدكتورة وممكن اتأخر فهجيلكم عند ياسمين رد يوسف بتساؤل وانتى هتروحى لياسمين لية نظر له خالد بذهول قائلا يوسف.. انت نسيت انى هاجى اتقدم لها انهاردة ضړب يوسف جبينه لاعنا ذاكرته ومرضه للمرة المليون.. رد بتأفف انا نسيت اقول لها هى شخصيا.. لازم اكلمها اتجهت أنظار الدهشة له من الجميع.. كيف ينسى أمر كهذا.. بينما عبد الله كان يطالعه بتركيز وشك.. قام يوسف من مكانه قائلا كملوا فطار.. أنا هروح اكلمها صعد لغرفته وأمسك هاتفه ثم اتصل بها.. انتظر حتى أتاه الرد وياسمين تقول يوسف.. ياسين راجع امبارح مضړوب فى وشه تجاهل ما قالته قائلا بجدية اجهزى عشان خالد جاى يتقدم لك بعد صلاة العشا أغلق الخط دون سماع ردها ثم عاد اليهم مجددا.. جلس معهم على الطاولة دون أن يضع لقمة فى فمه.. وقد لاحظ الجميع هذا بالطبع.. صعد يوسف ومريم الى غرفتهما بعد الانتهاء من تناول الفطور.. قال يوسف بجدية معادك امتى مع الدكتورة ردت مريم پغضب دفين بعد ساعتين ثم اردفت بتسأل لية.. ناوى تيجى معايا رد يوسف مبتسما اكيد طبعا.. هى دى عايزة سؤال ردت مريم غاضبة بس انا مش عايزاك معايا.. هتصل بسارة ونروح سوا قال بهدوء رغم ضيقه من كلماتها هى سارة بقت جوزك وانا معرفش.. انا اللى هاجى معاكى.. دة ابننا احنا مش ابنها رغم سعادتها من اهتمامه ولكنها غاضبة منه لأنه لا يعتبرها شريكته فى حياته.. لعدم اخباره لها بمكان ذهابه.. نظرت له بضيق مصطنع ولم ترد بينما هو شعر بالڠضب من تصرفاتها الطفولية..
بفيلا يوسف الراوى.. كانت ياسمين لاتزال تضع الهاتف على اذنها متسمرة.. اقال إن خالد سيأتى اليوم.. سيتقدم بطلب يدى حقا.. كم انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر.. انتفضت من فراشها واتجهت الى خزانة ملابسها.. أفرغت ما بها بجميع أنحاء الغرفة وهى تفكر بحيرة ماذا ترتدى اليوم.. اتصلت بحنين لتخبرها بأنها تحتاجها الان لتجيب الأخيرة بأنها ستأتى لها بعد ساعة..
بينما ياسين كان فى غرفته يقف أمام المرآة ويطالع وجهه الذى أصابه الكدمات.. شعر بالغيظ والڠضب.. من هو ليضربه ويقول له لا تفعل كذا وكذا.. هو المسؤول الوحيد عن حياته.. ما ډخله اذن.. زفر بضيق وقد التمع فى عينيه الاصرار.. عزم على فعل ما ينويه ولن يتوانى أبدا عنه..
بينما فى العيادة.. كان يوسف يجلس بجانبها ويمسك يدها شاعرا بالسعادة الحقيقية.. يكفيه أنه سيصبح أبا عن قريب كى لا يحزن.. دعا الله كثيرا أن يتزوج مريم ويكون له طفل منها هى.. وقد استجاب الله لدعاءه.. حمد الله فى نفسه على نعمته التى رزقه بها وقد كان يقبل يدها كل دقيقة تقريبا وهو يبث لها فى قبلته كل حبه
تم نسخ الرابط