حمد الله على إهداءه لهذه النعمة.. كانت تقف وركبتيها تلتصقان ببعضها من شدة التوتر والخجل.. اقترب منها وأمسك وجهها بين يديه وقبلها من جبينها بعمق قائلا بهمس قرب أذنيها بحبك اطربت لسماع تلك الكلمة فردت بخفوت وانا كمان طالعها بخبث قائلا وانتى كمان اية ردت بارتباك ب.. بحب.. بحبك فور سماعه لكلمتها حملها ودار بها سعيدا وهى تضحك بفرحة.. أنزلها قائلا البسى عشان عندى ليكى مفاجئة أومأت مبتسمة فانتظرها بالأسفل حتى وجدها تقبل عليه مرتدية كامل حجابها.. أمسك يدها يقبلها بحب ثم خرجا سويا واستقبلا التهانى والمباركات من الجميع ثم استئذن حمزة من محمود قائلا لو سمحت يا عمى.. عايز استفرد بحنين شوية رد محمود مبتسما بطيبة ماشى يا بنى بس متأخرهاش أومأ بإيجاب ثم استقلا السيارة المزينة وذهب حمزة الى وجهته قاصدا المطعم الذى حجزه لهما..
أما يوسف فقد طلب من ياسين أن يصطحب ياسمين بسيارته الى المنزل ثم استقل السيارة برفقة مريم وانطلق بها الى أحد المطاعم.. كان يمسك يدها طوال الطريق حتى وصلا الى المكان المقصود.. ترجلا من السيارة ودلفا سويا.. اختار يوسف طاولة بعيدة قليلا عن الناس.. أتى الجرسون وطلبا عشاءا خفيفا ثم رحل.. قال بهدوء مريم عايز أسألك سؤال وتجاوبينى بصراحة.. عشان على أساس إجابتك هتبقى حياتنا الجاية شعرت بالخۏف ولكنها ردت بثبات مزيف اسأل نظر لها بتركيز وقال بهدوء مستعدة تكملى حياتك معايا ابتعلت ريقها ونظرت له بعيون مهتزة.. شعر بترددها ولم يعلق.. بينما قالت هى بعد صمت طويل مستعدة رد بنفس الهدوء شاكك في كدة.. انتى مترددة.. لسة خاېفة منى نظرت له باستنكار وأرادت أن تقول أخاف منك.. إننى وإن خفت من العالم أجمع فمن المستحيل أن أشعر ولو بذرة خوف بقربك.. إنك أمانى وسندى.. ولكن بالطبع لم تنطق بتلك الكلمات.. بل نظرت له برجاء أن يفهم ما تريد قوله.. قال ببعض العصبية الخفيفة أنا كل يوم بثبت لك حبى.. بحاول أقرب منك واطمنك وانتى بتبعدى.. لو بتحبينى بجد عايزك تثبتى ثم أكمل پألم أما لو مش بتحبينى.. هطلقك.. وعايزك تعرفى إنى هعمل كدة مضطر.. لإنى مستحيل أخليكى تعيشى معايا مجبورة صمت عندما أتى الجرسون ووضع الطعام أمامهما ثم ذهب.. قالت بابتسامة ورعشة خفيفة هثبت لك ثم بدأت بتناول طعامها وهى تحاول الابتسام.. نظر لها ببعض الراحة فعلى الأقل لقد علم إجابتها بأنها تريد إكمال حياتها معه.. تناول بعض اللقيمات البسيطة فهذا وقت غير مناسب لإعيائه إن تناول الكثير.. انتهيا بعد دقائق واصطحبها يوسف عائدا الى المنزل..
أما العروسين.. فلم تنطق حنين بكلمة طوال طريقهما من شدة توترها.. وقد تلمس لها العذر.. وصلا بعد دقائق وترجلا من السيارة.. أمسك حمزة يدها الرقيقة ودلفا سويا.. كان المطعم خاليا من الناس سوا بعض العاملين به.. وبالمنتصف طاولة بكرسيين مزينة بالورود والشموع.. جذبها من يدها الى ساحة مربعة وأشار بيده الى الجرسون.. فسمعت الأناشيد الإسلامية تصل الى آذانها.. ثم تفاجأت بالورود المتناثرة والبلالين تسقط عليهما من الأعلى ولافتة صغيرة مكتوب عليه أحبك.. شعرت بسعادة بالغة تحتل كل ذرة من جسدها حتى أنها لم تشعر بما فعلته وهى تلقى نفسها داخل أحضانه تعانقه بشدة.. شعر بالصدمة من فعلتها ولكن تحولت صډمته الى الفرحة وبادلها العناق بقوة.. ابتعدت عنه تنظر الى الارض بخجل شديد فرفع وجهها إليه وحاوط خصرها بيده وراقصها بمهارة شديدة.. كانت هى تضحك من قلبها وهو يحركها كالدمية لتناسب خطواته الواسعة ومهارته فى الرقص.. بعد قليل انتهت الأنشودة وهما لازالا يتراقصان حتى انتبهت هى وقالت بهمس الأنشودة خلصت وافقها بابتسامة مازحة ثم أجلسها على الطاولة وطلب العشاء.. تناولاه فى صمت الا من نظراتهما العاشقة لبعضهما.. حمل الجرسون الأطباق ووضع مكانها قالب كيك متوسط الحجم عليه صورتهما.. ابتسمت بسعادة فأمسك يدها وقطعاها سويا.. تناولت نصفها بنهم شديد وقد لطخت وجهها بالشيكولاتة.. تفاجأت به يمسح شفتيها بإصبعه ويضعه فى فمه مبتسما.. تعجبت من فعلته وفرحت أيضا.. قضيا وقتا طويلا مضى عليهما كالثوانى حتى انتصف الليل فاصطحبها لمنزل محمود.. وصلا بعد دقائق فقبلها من جبينها ويدها وهى تبتسم بسعادة.. ودعها بنظراته ولم يرحل حتى اطمئن من دخولها الى منزلها ثم ذهب وهو يشعر بالراحة تملأ قلبه حامدا الله على اتمام زواجهما على خير..
أما بمنزل بطلانا.. عندما دلفا الى الشقة قالت مريم مبتسمة بتوتر استنى هنا نظر لها بتعجب وجلس بالصالون ينتظرها كما طلبت.. أما هى دلفت غرفتها وأخذت حماما باردا يريح أعصابها المشدودة ثم خرجت وارتدت فستان قصير يكاد يصل الى منتصف فخذيها باللون الأبيض وبدون حمالات.. وضعت مساحيق التجميل الرقيقة وأسدلت شعرها على ظهرها ثم رشت عطر برائحة الياسمين.. التقطت أنفاسها بتوتر شديد ودعت الله أن تمر الليلة بسلام.. كان هو بالخارج ينتظر خروجها حتى مرت نصف ساعة فقام ودق الباب.. انتفضت بهلع وحاولت تهدئة نفسها.. إنها الطريقة الوحيدة لتثبت له أنها تحبه.. وإلا الطلاق.. اقتربت من الباب وفتحته ببطيء شديد.. عندما رآها بتلك الهيئة الرائعة فتح فمه صدمة وإعجاب.. دلف لغرفتها وهو يطالعها بنظرات تلتهمها وهى تقف يرتعش جسدها من الخۏف بل الړعب.. تلمس وجنتيها برقة شديدة والابتسامة تزين ثغره فظهرت غمازتيه.. .. قال پصدمة ازاى علم إجابة سؤاله عندما رأى اڼهيارها وقد انخرطت فى بكاء شديد.. شعر بنصل حاد يخترق قلبه.. تلك الصدمة كبيرة.. قلبه غير قادر على احتمالها.. حاولت التحدث لتشرح موقفها إلا أنها توقفت عندما رأت نظراته التى تحمل الصدمة والڠضب وعدم الاستيعاب.. أغمضت عينيها منتظرة صڤعته عندما وجدته يرفع يده ليضربها.. انتظرت دقائق لم يفعل.. فتحت عينيها فوجدته ينزل يده مرة أخرى وقد ابتعد عنها.. قالت برجاء باك اسمعنى يا يوسف أرجوك وكأنه انتظرها لتتحدث حتى ينفجر غاضبا وهو يقول اسمعك.. اسمعك وانتى بتقولى لى انك كنتى فى حضڼ راجل غيرى اكمل وقد هبطت دمعة من عينيه والألم يقطر من كلماته انتى دفنتينى بالحيا.. كنت متوقع الخېانة من أى حد.. أى حد.. إلا انتى يا مريم.. مش قادر أصدق إنك عملتى فيا كدة اكمل پغضب هادر وعمى اشترك معاكى فى الچريمة دى.. كان عندى استعداد اوافق برضايا لو قال لى سبب جوازى منك بصراحة.. لكن هو خدعنى.. وانتى خدعتينى.. أنا مصډوم فيكم أكمل بندم وقد انهمرت دموعه انا حبيتك جدا.. حبيتك جدا للأسف حاولت ايقافه وهو يرتدى ملابسه ويخرج من المنزل بأكمله ولكنه لم يستمع لها.. ارتمت على الأرض وهى تبكى بشدة وتصرخ بأعلى صوتها..
أما بفيلا يوسف الراوى.. فقد استيقظ ياسين وياسمين على صوت تكسير زجاج بالخارج.. اتجها سويا لمصدر الصوت فكان يأتى من الغرفة المغلقة بالخلف.. التى تجاور غرفة الألعاب الرياضية.. نظر الاثنان لبعضهما بدهشة.. من بالداخل.. اقتربا