رواية كاملة قوية الفصول من الواحد والثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

منها وكان ياسين يتقدمها ثم فتح الباب فتحة بسيطة وقد صدم مما رآه..
قبل دقائق كان هو بسيارته يقودها ولا يعلم ما وجهته.. تملأ الدموع عينيه.. كانتا تحملان ألما وصدمة وعدم تصديق لما حدث.. كان يشعر بأنه فى كابوس وسيستيقظ منه بعد قيل.. إلا أن هذا لم يحدث.. لم يشعر بنفسه إلا وهو أمام الفيلا.. فتح البوابة ودلف.. ذهب الى الغرفة الخلفية.. كانت مغلقة بقفل محكم.. فتحها بالمفتاح الوحيد والذى معه.. دخل فكانت غرفة متوسطة جدرانها باللون الأسود.. بها الكثير والكثير من الزجاج.. كان قد بناها بنفسه فى شبابه قبل ۏفاة والده وزوجته.. حين يغضب يدخلها ويكسر كل ما بها.. لكنه لم يدخلها أبدا منذ 12 عاما حين أتت حوريته.. كانت هى سبب سعادته فلم يدخلها.. والآن هى سبب حزنه فډخلها.. لم يشعر بنفسه إلا وهو يكسر كل شئ يقابله وصرخات قلبه المذبوح تصل الى عنان السماء.. اشتد احمرار عينيه وغضبه وألمه ېنزفان قلبه دما.. وجد أمامه ياسين وياسمين ينظران له پصدمة فصړخ بهما بأعلى صوته قائلا اخرجوا برة أغلق ياسين الباب بړعب من شكل أخيه.. قالت ياسمين پصدمة اية اللى جابه هنا وشكله عامل كدة لية.. دة مدخلش الاوضة دى بقاله سنين.. اية اللى حصل عشان يدخلها دلوقتى هز ياسين كفه مبديا عدم معرفته لإجابة تلك الأسئلة وهو يشعر بالخۏف والقلق على أخيه.. مرت نصف ساعة ولازالا يقفان بالخارج.. انهمرت دموع ياسمين قلقا وهى تقول افتح الباب.. خلينا ندخل نهديه.. انت مش سامع صريخه.. ممكن يعمل فى نفسه حاجة يعلم ياسين أن شقيقته محقة ولكنه ېخاف إن دخل فيقذفهما بأى شئ.. فتح الباب پخوف شديد ولازال يسمع صړاخ قلبه المكلوم.. كان هو بالداخل يلقى كل ما يقابله بالحائط لعله يفرغ غضبه بها وصډمته التى قټلته.. امتلئ جسده بالچروح والدم الذى يسيل منها.. استند على الحائط وسقط على الأرض يلهث بإنهاك.. لم يبق شئ سليم بالغرفة قابل للكسر.. فقد ټحطم كل شئ الى أجزاء صغيرة متناثرة بكل مكان.. أغمض عينيه وارجع رأسه للوراء ويبدو على ملامحه الألم والتعب.. لا يشعر بچروح جسده.. فقط يشعر بچرح قلبه.. دلف الاثنان ينظران لما حولهما پصدمة حتى وقعت أعينهما على أخيهم يجلس على الأرض.. ذهبت إليه ياسمين مسرعة وقالت بقلق بالغ يوسف انت پتنزف.. اية اللى حصل لم يرد بل لم يشعر بها من الأساس.. هو مشغول الآن بتقبل تلك الصدمة المؤلمة.. لم يشعر بها وهى تناديه وتهزه حتى يرد عليها.. هزته لمرة أخيرة فوجدته يسقط مغشيا عليه.. صړخت بفزع ونادت على ياسين.. فذهب له مسرعا وحمله حتى وضعه بالفراش.. اتصل على الطبيب.. وهما يجلسان بجانبه يحاولان إفاقته والقلق يكاد يقتلهما على ما حل بأبيهم وأخيهم..
الفصل السابع والثلاثين
بمنزل يوسف الراوى.. كانت مريم لازالت تجلس على الأرض تبكى بشدة وقد تورمت عينيها.. اقتربت صلاة الفجر ولم يأت الى الآن.. تشعر بالقلق يتآكلها.. فليغضب منها الى متى شاء.. ولكن فليبق بخير.. لن تتحمل حدوث أى شئ سئ له.. تريد سماع صوته فقط لتطمئن.. اتصلت به العديد من المرات.. وبكل مرة يصلها الرد نفسه.. هذا الرقم مغلق او غير متاح.. قضت ليلها على سجادة الصلاة تصلى وتدعو الله أن يكون زوجها سالما ويغفر لها خطأها
أما بالفيلا.. كان الطبيب يقف بجانب يوسف الملقى على الفراش ولازال فاقدا للوعى ويقف أخويه على الجانب الآخر ينتظران افاقته.. يشعران بالقلق الشديد عليه.. ما الذى حدث ليغضبه الى تلك الدرجة.. لقد كانت الليلة سعيدة على الجميع.. ما الذى حدث.. ظلت الحيرة تحتل ملامحهما والطبيب يفحصه.. ضمد له چروح جسده التى تملأه فى كل مكان.. كانت حرارته مرتفعة بشدة فوضعت ياسمين له الكمادات لتخفض حرارته.. رأى ياسين وياسمين چرح الړصاصة والسکين.. اندهش ياسين من الچرح الآخر.. هو من عالج له چرح الړصاصة ولكن من أين أتى ذلك الچرح.. انتهى الطبيب من فحصه قائلا بعملية واضح إنه مرهق جدا.. لازم ياكل كويس.. انا كتبت له شوية أدوية بمواعيدها لازم ينتظم عليها لحد ما يتحسن شكره ياسين ممتنا ثم اصطحبه للخارج بينما ياسمين جلست بجانب أخيها على الفراش والدموع تنهمر على وجنتيها..
أتى الصباح ولازالت مريم جالسة على سجادة الصلاة منذ الأمس.. تورمت عينيها من كثرة البكاء والقلق يتآكلها على زوجها وحبيبها.. اتصلت به مرارا وتكرارا ولم يصلها أى رد منه.. بينما هو تململ فى فراشه بضيق من النور المسلط عليه من النافذة.. رمش بعينيه عدة مرات وهو يحاول التذكر ما الذى أتى به الى غرفته بالفيلا.. ليته لم يتذكر.. ليته يفقد الذاكرة ليمحو تلك الليلة من عقله تماما.. اعتدل فى جلسته شاعرا بالدوار.. ظل لعدة دقائق على وضعيته حتى تمالك نفسه.. نظر لجسده فوجد الضمادات تملأه.. قام وارتدى ملابسه الملقاة على الأريكة.. كاد يخرج إلا أنه توقف عندما وجد ياسمين أمامه تحمل صينية الفطور.. دلفت ووضعت الصينية ثم اقتربت منه وهى تقول بقلق انت كويس دلوقتي.. اية اللى حصل خلاك تدخل الاوضة دى تانى تجاهل سؤالها قائلا انا كويس اتجه للخارج وياسمين تلاحقه قائلة انت لازم ترتاح وتاخد الدوا.. رايح فين تجاهلها تماما وكأنها غير موجودة.. اتجه للخارج فوجد ياسين أمامه.. أكمل طريقه ولم يلتفت له.. حاول ياسين إيقافه بكل استطاعته حتى توقف عندما صړخ يوسف غاضبا ابعد عنى استقل سيارته وذهب دون أن يعلم ما وجهته تاركا وراءه ياسمين تبكى على حاله وياسين يكسو ملامحه القلق والدهشة.. بينما هو فى سيارته يقودها الى حيث لا يعلم.. الصخرة.. كان يلقبه الناس بهذا الإسم لعدم تأثره بأى شئ.. بارد جدا فى المواقف التى من المفترض أن يغضب فيها.. لم يؤثر به ۏفاة والده.. لم يبك يومها.. تحمل خبر ۏفاته وصار حصنا منيعا لأخويه من كل سوء قد يمسهما.. لم يظهر لأى أحد ضعفه پوفاة والده.. بل أصبح أقوى وأقوى.. حتى مرضه لم يؤثر به.. بل استمر بحياته وكأن لم يكن.. لتأتى هى وتكسر تلك القاعدة.. لأول مرة يبكى منذ أن كان طفلا.. لم ير أحد دموعه سواها.. هى نقطة ضعفة وقوته.. يتمنى لو لم يحبها حتى لا يصبح ضعيفا مثل الآن.. الآن فقط شعر بضعفه.. شعر بالمړض الذى ينقص من عمره يوما بعد يوم.. لا وألف لا.. لن تذرف عيناى الدموع بعد تلك اللحظة.. لن يتأثر بما حدث.. بل سيصبح أقوى من ذى قبل.. لقد أخطأت والآن .. حان عقابها.. تحولت نظراته المټألمة الى التحدى والقوة.. غير مسار وجهته الى منزله.. وصل بعد عدة دقائق وصعد الى شقته.. فتح الباب ليأتيه صوت بكاءها.. ارتسم على ملامحه الجمود ثم دلف.. فور رؤيتها له سالما معافى.. ارتمت فى أحضانه غير مصدقة بأنه بخير.. لاحظت أنه لم يبادلها العناق.. ابتعدت عنه لتجد ملامحه باردة.. شعرت بالحزن الشديد ولكنها تعلم أنها مخطئة وعليها التحمل ودفع الثمن.. تجاهلها وذهب الى غرفته ليبدل
تم نسخ الرابط