رواية كاملة قوية الفصول من الواحد والثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

صديقة فريدة فارتدى يوسف سروال جينز اسود وبلوفر أسود تحته قميص أبيض وكوتشى باللون ذاته بينما ارتدت مريم سروال قطنى واسع باللون الأبيض وعليه بلوزة طويلة باللون الأزرق الفاتح مع حجاب أبيض صغير وحذاء مفتوح بلون البلوزة.. هبطا الى الأسفل متجهين الى الصالون.. سلمت مريم على المرأة والتى كانت تدعى ثريا.. ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة لابنها شادى وهى ترحب به.. كاد شادى يمد يده ليسلم عليها قائلا أهلا يا مريم ولكنه تفاجأ بيد صلبة وقوية.. رفع أنظاره له قائلا انت مين رد يوسف وهو يجز على أسنانه پغضب أنا يوسف زوج مدام مريم قال كلمته الأخيرة وهو يضغط على كل حرف.. فهم شادى ما يعنيه.. لن ينسى شكله وهو يضرب هشام.. فآثر عدم مضايقته.. سلم عليه يوسف وهو يضغط على كفه بقوة قائلا ببرود المدام مبتسلمش نظر له شادى بحدة دون أن يتكلم بينما ابتلعت مريم ريقها پخوف.. جلس الجميع وكانت فريدة ترسل نظرات قاتمة وغاضبة الى يوسف تجاهلها الأخير.. قالت ثريا باستفزاز وانتى مبسوطة فى الجوازة دى يا مريم ردت مريم بهدوء وهى تقترب من يوسف ليحاوطها بذراعه قائلة اة ولية لا.. انا بحب يوسف وهو بيعشقنى رمقها شادى پغضب بينما قالت ثريا باحتقار ذوقك وحش يا مريم.. مش من مقامك ردت مريم ببرود اغضبها هو فعلا مش من مقامى.. هو احسن منى بكتير وانا قليلة عليه ذهل يوسف من قولها ولكن شعر بالسعادة أيضا بينما نظرت لها ثريا پغضب.. أثناء حديثهم كان يوسف يمسك يد مريم وكأنه يتأكد من وجودها بجانبه.. تذكر جلسته لهذا اليوم فشعر بالضيق.. سيتجاهلها اليوم.. يكفى أنه سيقضيه برفقة حبيبته حتى لا يذهب.. كان شادى يرسل النظرات الحاقدة إليهم وبداخله يتوعد لذلك اليوسف..
مضى الوقت ثقيلا على قلبيهما حتى ذهب الاثنان.. كادا يصعدان للأعلى ولكن اوقفتهما فريدة قائلة پغضب ليوسف انت غبى ومعقد.. فيها اية لو كان سلم على مريم رد يوسف بنظرات حاړقة محدش يجرؤ ېلمس مراتى.. انا مغلتطش.. عن اذنك أمسك بيد زوجته متجها للأعلى تاركا وراءه فريدة تغلى من الڠضب.. عندما دلفا لغرفتهما دق هاتف يوسف.. نظر لشاشته ليجده المنبه الذى يذكره بمعاد الجلسة.. اغلقه ووضعه على الفراش.. قالت مريم برجاء متزعلش من ماما.. انت عارف ان دة طبعها رد حانقا انا مش متضايق إلا من شادى دة اكمل بتهكم قال يسلم عليكى قال.. دة انا كنت دبحته لو لمسك اقتربت وكادت تعانقه حتى دق المنبه مرة أخرى.. ضحكت على حظهما العثر قائلة ما ترد رد بهدوء دة منبه مش مكالمة قالت متسائلة وراك مشوار مهم رد بلا مبالاة المفروض.. بس مش هروح قالت زاجرة له لا طبعا.. قوم روح مشوارك اقترب منها قائلا بخفوت عايزة تخلصى منى صح ضحكت بخجل وأبعدته عنها قائلة لا بس روح تنهد بضيق ثم قبلها من جبينها قبلة عميقة قائلا مش هتأخر أومأت مبتسمة فتركها وذهب الى سيارته ثم اتجه الى المستشفى.. كان الصداع قد بدأ يحتل رأسه.. سمع رنين هاتفه فنظر الى المتصل وجده جمزة.. رد قائلا بابتسامة صغيرة السلام عليكم.. ازيك يا حمزة رد حمزة من الطرف الآخر وعليكم السلام.. الحمد لله وانت عامل اية.. المفروض جلستك انهاردة.. انا فى طريقى للمستشفى رد يوسف بضيق متجيش علم حمزة لم يرفض مجيئه دون أن يسأله.. فهو بعد الجلسة يكون هزيلا وضعيفا بشدة.. كيف يظهر أمامه كذلك.. لعڼ تفكير صديقه الغبى قائلا بحزم دقايق واكون هناك.. سلام اغلق الخط دون انتظار الرد.. بينما انتظر يوسف أمام المشفى يبدو على ملامحه الضيق والڠضب.. بعد قليل وصل حمزة.. رمقه بخفية ممتنا لوجوده بجانبه.. تفهم حمزة نظرته وصعدا سويا لمكتب الطبيب.. لتمر الساعتان بعد ذلك على يوسف كعذاب جهنم.. خرج دون أن يستند على أى شئ.. هو ليس ضعيفا.. نعم.. أقنع نفسه بتلك الكلمات بينما حمزة يريد مساندته ولكن أوقفه يوسف بإشارة من يده.. ذهبا الى السيارة ليقول حمزة بجدية انت مش ناوى تقول لعيلتك يا يوسف.. مينفعش تخبى عليهم اكتر من كدة هز يوسف رأسه نافيا بشدة وهو يقول مستحيل.. وإياك تقول لحد منهم يا حمزة زفر حمزة غاضبا بينما استقل يوسف سيارته وجلس حمزة بجانبه.. فهو يعلم أنه لن يذهب الآن حتى تزول آثار العلاج قليلا.. ظلا قرابة الساعة بالسيارة ويوسف يجلس مغمض العينين.. سمعه يقول نمشى هز يوسف رأسه موافقا دون أن يرد.. ترجل حمزة واتجه الى سيارته بينما شغلها يوسف وسار بها فى اتجاه الفيلا.. سار حمزة وراءه حتى اطمئن عليه ثم ذهب عائدا الى منزله..
بالفيلا..عندما دلف يوسف وجد مريم تنتظره بالصالون ويبدو على وجهها ملامح القلق.. فور رؤيته قامت له مسرعة لتجد بشرته شديدة الاصفرار والتعب يبدو جليا على وجهه.. لم تنتظر أن تسأله لم تأخر بل أسندته حتى دلفا للغرفة.. أجلسته على الفراش قائلة بقلق بالغ مالك.. انت كويس لم يستطع الرد بل قام واتجه الى الحمام بصعوبة ليفرغ كل ما فى جوفه تحت أنظارها القلقة.. عاد إليها مجددا ثم ألقى بجسده على الفراش شاعرا بالإنهاك الشديد.. وضعت مريم يدها على وجهه تتلمسه لتجد حرارته مرتفعة بشدة.. ذهبت الى المطبخ مسرعة وأحضرت الماء المثلج وقطعة قماش وعادت إليه.. لم يكن يدرى بشئ.. فمن يراه يظنه فاقد للوعى.. يشعر بحركاتها حوله ولكنه غير قادر على فتح عينيه حتى.. وضعت الكمادات على جبهته وأعطته خافض للحرارة.. ظلت مستيقظة طوال الليل بجانبه دون أن يرمش لها جفن من عدم نومها.. حتى نامت بجانبه بعد قليل..
أما حمزة كان بغرفته لا يفكر سوا بشئ واحد.. إخبار عبد الله بمرض يوسف.. تذكر حديث يوسف بالسيارة عندما قال له پألم مش عايز حد يعرف يا حمزة.. مش عايز أشوف نظرة الشفقة من حد.. حتى لو أهلى.. انا كنت ومازلت سند ليهم كلهم.. لسة صخرة زى مانا.. حيطة سد تمنع أى سوء يمس أهلى.. مش عايز لما يعرفوا الأدوار تنقلب.. يبقوا هما سند ليا.. مستحيل أرضى بكدة.. لو حد من العيلة تعب بتلاقى الكل قلقان وزعلان عليه.. انا مش عايز أبقى فى المكان دة.. مش هسمح لحد يزعل عليا او يقلق بسببى.. مش عايز اتعب حد ولا ابقى عبئ عليهم لتتحول نظراته الى القوة قائلا أنا الصخرة تنهد بحزن على صديقه قائلا فى نفسه يا خوفى الصخرة دى تضعف وتتكسر فى يوم دعا الله أن يشفى صديقه من ذلك الألم ليبقى سندا لعائلته وله.. نعم فهو سنده بهذه الدنيا بعد الله..

تم نسخ الرابط