ملابسه.. ذهبت وراءه وحاولت التحدث لكنها قطعت كلمتها وهى تشهق بفزع اية الچروح دى.. انت كويس لم ينظر لها حتى.. بل أخذ ملابسه ودلف الى المرحاض تاركا وراءه مريم تبكى قهرا وحزنا.. خرج بعد قليل ليجدها لازالت واقفة كما تركها.. كان قد ارتدى بذلة سوداء وقميص أبيض.. شعر بالحزن لشكلها.. عينيها المتورمتان ووجهها شديد الاحمرار والأسود يحيط بعينيها.. أزال شعور الحزن والتأثر من قلبه سريعا وعادت ملامح الجمود على وجهه.. اقتربت منه تحاول التحدث إليه لتشرح موقفها لكنه ابتعد عنها بسرعة قائلا پغضب اياكى تقربى منى ابتعدت عنه وقد انهمرت دموعها مرة أخرى.. أشاح بأنظاره عنها حتى لا يضعف ويأخذها بين أحضانه.. تركها وخرج من المنزل بأكمله متجها الى الشركة.. بينما هى قد أخذت الأوراق الصغيرة والورود التى كان يتركها لها كل صباح.. تشممت الورود بلهفة شديدة وظلت تقرأ كلماته العديد من المرات حتى تبللت من دموعها التى تنهمر عليها..
أما فى الشركة.. فقد شهد جميع الموظفين تغير معاملة يوسف اليوم.. لم يقابلهم بابتسامته اللطيفة التى اعتادوا عليها صباحا.. يلقى عليهم أوامره دون السماح بأى خطأ فى العمل.. ويتعامل پغضب وعصبية شديدة مع الجميع.. وبالطبع لم يكن حمزة موجود.. فقد أخذ إجازة زواجه التى وعده بها يوسف لمدة ثلاثة أيام.. كان يجلس بمكتبه حين أمسك رأسه پألم شديد.. وكأن هذا ما ينقصه الآن.. تجاهل ألم رأسه وكأنه غير موجود ثم تابع عمله
بينما فى مكان آخر كان يجلس حمزة برفقة حنين فى أحد المطاعم التى تطل على النيل مباشرة.. يبدو على كلا منهما السعادة الشديدة بوجود الآخر بجانبه.. كان يطربها حمزة بكلامه المعسول فتتورد وجنتيها ولا تستطيع الرد من شدة خجلها.. مرت الأيام سعيدة عند البعض وحزينة عند البعض الآخر.. كان يوسف قد نقص وزنه بشكل ملحوظ وزاد اصفرار بشرته.. واستمر تجاهله لمريم كأنها غير موجودة.. يظل بالشركة حتى صلاة الفجر ثم يذهب لمنزله يجدها لازالت مستيقظة فيتجاهلها ويدخل غرفته ثم يذهب فى الصباح الباكر وهى لازالت نائمة.. كان يتناول اللقيمات الصغيرة التى تبقيه على قيد الحياة.. أما هى فقد بدا الحزن على ملامحها التى بهتت بشدة ونقص وزنها.. لم تكن تتناول الا القليل.. لم تعتاد على أن تأكل بمفردها دون أن يطعمها يوسف بيده.. انقطعت عن الذهاب الى كليتها بينما سارة تأتيها بالمحاضرات المهمة.. أصبحت أيامها متشابهة.. روتينية وحزينة ومؤلمة.. حاولت التحدث إليه مرارا وكان رده الدائم مش عايز اسمع حاجة..
مر أسبوعين على هذا المنوال وكان يوسف يتجاهل الكثير من جلسات الكيماوى حتى اشتد عليه المړض.. وبأحد الأيام.. كانت الساعة تدق الثالثة صباحا حين سمع رنين هاتفه.. استيقظ من نومه ونظر الى المتصل فوجده خالد.. اندهش من اتصاله بهذا الوقت ولكنه رد فأتاه صوت خالد يقول بهلع تعالى انت ومريم ع الفيلا بسرعة انتفض من مكانه فزعا وقال اية إللي حصل.. انتم كويسين رد خالد بسرعة ماما وقعت من طولها والدكتور عندها فى الاوضة هدأه يوسف قائلا طب اهدى احنا جايين حالا اغلق الخط وقام مسرعا الى غرفتها.. وجدها جالسة على فراشها والدموع تسيل على وجنتيها.. رق قلبه لها ولكن هذا ليس الوقت المناسب.. قال بحنان افتقدته لأيام كثر البسى يا مريم عشان نروح الفيلا انتبهت الى ما يقوله ثم ردت بقلق بابا وخالد كويسين رد يطمئنها هنعرف لما نروح.. البسى وانا هروح اجهز أومأت موافقة ثم قامت لترتدى ملابسها بينما ذهب هو الى غرفته وارتدى ملابسه على عجالة.. استقلا السيارة بعد دقائق واتجه يوسف بأقصى سرعة الى فيلا عبد الله الراوى.. وصلا بعد قليل وترجلا مسرعين الى الداخل.. وجد خالد يجوب الطرقة ذهابا وإيابا بقلق شديد منتظرا خروج الطبيب بينما عمه غير موجود.. يبدو أنه معها بالغرفة.. جلس يوسف يطمئنه قائلا هتبقى كويسة ان شاء الله متقلقش بكت زوجته خوفا على والدتها فلم يستطع الابتعاد عنها.. أخذها بين أحضانه يربت على ظهرها بحنو شديد.. حتى مرت ربع ساعة أخرى ووجدا الباب يفتح ويخرج منه عبد الله والطبيب برفقته.. انتفض ثلاثتهم وبدأ خالد الحديث قائلا بتوتر والدتى مالها رد الطبيب بروتينية ضغطها وطى بس مش اكتر.. لازم ترتاح وتبعد عن أى ضغط أعطاه قائمة ببعض الأدوية ثم ذهب بينما صعد الجميع الى غرفتها وقال يوسف مبتسما الف سلامة عليكي يا مرات عمى قابلته بابتسامة فاترة دون أن ترد بينما ارتمت مريم فى أحضانها قائلة الف سلامة عليكي يا ماما.. خضتينى عليكى هدأتها فريدة بحنان مزيف قائلة انا كويسة يا حبيبة ماما ظلا بعض الوقت حتى قال عبد الله ليوسف خليك بايت معانا انت ومريم يا يوسف اعتذر قائلا آسف يا عمى مش هينفع ضغط عليه خالد وعمه حتى وافق أخيرا بينما كانت تبتسم فريدة بشړ لم ينتبه له أحد.. اتجه الجميع الى غرفهم فدلف يوسف ومريم الى غرفتها وقد أحضر له خالد بيجامة منزلية من عنده.. دلف الى المرحاض وبدل ملابسه ثم اتجه الى الأريكة لينام عليها تحت أنظارها الحزينة.. بينما هى نامت بفراشها وكان هو آخر ما رأته عيناها قبل أن تغط فى نوم عميق.. استيقظ يوسف بعد قليل حينما سمع بعض همهمات منها.. اعتدل فى جلسته ونظر لها فوجدها تتعرق بشدة ويبدو أنها تحلم بكابوس ما.. اقترب منها واستلقى على الفراش بجانبها وحاول تهدأتها وهو يمسد على جبهتها قارئا بعض آيات القرآن الكريم.. هدأت بعد قليل ولم يشعر بنفسه إلا وهو يأخذها بين أحضانه يحاوطها بذراعيه وكأنه يبث لها الأمان ثم غط فى نوم عميق شاعرا بالراحة لأول مرة منذ أسابيع..
الفصل الثامن والثلاثين
فى صباح اليوم التالي.. استيقظت مريم من نومها لتجد شيئا ثقيلا يجثم على رأسها.. قامت ببطئ لتجده يوسف ويبدو أنه فى سبات عميق.. ابتسمت لأول مرة منذ أيام كثر.. دلفت الى المرحاض وتحممت ثم خرجت مرتدية منشفة كبيرة تلتف حول جسدها.. وجدت يوسف جالسا على الفراش ويبدو أنه كان ينتظر خروجها.. دلف الى الحمام دون أن يوجه لها أى اهتمام.. نظرت الى الباب المغلق بحزن دفين ثم ارتدت ملابسها المكونة من سروال جينز يلتصق بساقيها وبلوزة ضيقة باللون الوردى.. وجدت الباب يفتح ويخرج منه لا يستره سوا منشفة حول خصره.. الټفت بجسدها بخجل شديد.. سمعته يقول لها بعصبية انتى ناوية تنزلى بالمنظر دة ردت بخفوت دون أن تجرؤ على رفع أنظارها له اة.. مفيش حد غريب وجدت يدا قوية تلفها ونظراته الحاړقة تكاد تخترق جسدها ثم قال وهو يجز على أسنانه پغضب البسى حاجة تسترك احسن لك يا مريم لا تدرى لم ابتسمت الآن.. هذا وقت غير مناسب بالمرة لابتسامتها ولكنها ابتسمت.. شعرت بالسعادة لمجرد فكرة أنه يغار عليها من رؤية أحد لها بهذا الشكل.. حتى وهو غاضب منها يغار عليها.. أما هو فقد أراد وبشدة أن يلتهم ابتسامتها تلك بين شفتيه.. تحكم برغبته وابتعد عنها بعدما