رواية كاملة قوية الفصول من الواحد والثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

سالت دمعة من عينه فهو يشعر پألم شديد ينتشر فى جميع أنحاء جسده.. لحسن حظه أن زجاج سيارته أسود فلم يره أحد.. كان يتمتم بخفوت قائلا الحمد لله على كل حال.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ظل قرابة النصف ساعة يتمتم بتلك الكلمات حتى تمالك نفسه قليلا وبدأ بتحريك سيارته متجها الى منزله..
أما حمزة فقد قام بالاتفاق مع إمام مسجد كبير وجميل بأنه سيقوم بعقد قرانه به فوافق الرجل الطيب ودعا له بإتمام زيجته على خير.. بينما قام بطباعة كروت الدعوة وتسليمها الى المدعوين.. وقد حجز مطعم راقى بأكمله يوم عقد قرانه ليلا.. وطلب منهم بعض الأشياء التى سيقومون بتجهيزها.. ثم أتى بمصور فوتوغرافى ليصورهم يومها.. انتهى من كل شئ فابتسم براحة.. لكن تحولت ابتسامته الى الغباء عندما تذكر أنه لم يحضر أهم شئ.. وهو الشبكة.. ضړب جبهته واتصل على محمود وطلب منه ان يتجهزوا حتى يحضر لأخذهم حتى يقومون بشراء الشبكة.. شغل سيارته وذهب الى منزلها واتصل مجددا.. بعد قليل رأى العائلة تقبل عليه.. انتبه الى حنين التى تخطو بخجل ووجنتين متوردتين مرتدية فستان أبيض به ورود وردية صغيرة مع خمار وردى رقيق.. غض بصره عنها عندما شعر بتزايد دقات قلبه.. ترجل من سيارته وسلم على والديها.. أتى دورها.. حمحم قائلا عاملة اية ردت بخجل شديد الحمد لله.. وحضرتك عبس عندما قالت له تلك الكلمة فقال بعتاب حضرتى كويس ابتسمت ابتسامة رقيقة فتحول عبوسه الى الفرح.. استقلوا جميعا السيارة فاتجه حمزة الى محل مجوهرات.. وقد كان عم ادريس الذى تتعامل معه عائلة الراوى.. حياه الرجل فقال حمزة حمزة بأدب لو سمحت يا عم ادريس.. عايز طقم ألماظ رقيق نظرت سمية الى محمود پصدمة عندما سمعت حديثه بينما حنين ولأول مرة ترفع انظارها اليه.. كانت تشعر بالصدمة الكبيرة.. أسيحضر شبكتها ألماظ حقا أم أنها فهمت بشكل خاطئ.. اشار ادريس لعينيه قائلا من عنيا الاتنين دلف للداخل وغاب لحظات ثم خرج حاملا علبة مخملية زرقاء.. فتحها ووضعها أمامه فانبهرت حنين من رقته.. كان مكون من عقد رفيع ينتهى بقلب متوسط الحجم به فصوص صغيرة لامعة وخاتم بسمك متوسط عليه قلوب صغيرة محاطة بنفس الفصوص وقرط قصير على شكل قلب.. قال حمزة مبتسما اية رأيك ردت بإعجاب ودهشة دة تحفة أخذه واعطاه لوالديها فابتسما له شاكرين الله على رزق ابنتهما بهذا الشاب الرائع.. قال حمزة موجها حديثه إلى ادريس هناخده يا عم ادريس وعايز الدبل بقى وضع ادريس الكثير من العلب أمامه فانتقت حنين دبلة ذهبية رقيقة بها سيول صغيرة من اوراق الشجر.. بينما قال حمزة لها نقى لى حاجة على ذوقك ابتسمت بسعادة لأنه يريد اشراكها بتنقية دبلته.. انتقت دبلة فضية بها نقوش صغيرة باللون الأسود.. أعجبه ذوقها.. قال لادريس أكيد حضرتك عارف هتعمل اية فى الدبل هز رأسه بإيجاب قائلا أكيد بس قول لى الاسم والتاريخ املاه حمزة تاريخ عقد القران واسميهما ثم أخذت حنين شبكتها وخرج الجميع.. كانت تشعر بسعادة لا توصف.. بالتأكيد يحبها بل يعشقها.. كان قلبها يقرع كالطبول حتى أنها خاڤت أن يسمعه أحد.. ذهب حمزة الى مطعم وطلب منهم أن يتناولوا العشاء سويا وقد اتصل بوالديه فى الطريق واخبرهم أن يحضرا.. قضت العائلتان أمسية رائعة انتهت بتزايد محبتيهما الى بعضيهما.. وقد اوصلهم حمزة ثم عاد الى منزله وهو يشعر بقلبه يطير من السعادة.. بينما هى قضت ليلها تحلم بيوم عقد قرانهم.. بل ويوم زفافهم..
أما يوسف فقد وصل الى منزله بعد نصف ساعة.. كان يقود ببطئ شديد حتى لا يصاب بحاډث جراء رؤيته الضبابية.. اخذ ملف الصفقة واغلق السيارة ثم استقل المصعد ووصل الى شقته.. فتحها ودلف.. وجد الهدوء يعم المكان.. فتح باب غرفتها فتحة بسيطة فوجدها نائمة بفراشها ويبدو عليها السبات العميق.. اغلق الباب وذهب الى غرفته.. وضع الملف بأحد ادراج المكتب وخلع ملابسه.. دلف الى المرحاض وتحمم سريعا ثم ارتدى شورت قطنى اسود ونام من شدة تعبه..
أما مريم فقد كانت تقرأ مجلة ما بشرود شديد.. تمر عينيها على السطور دون أن تقرأها.. عندما شعرت بصوت فتح باب الشقة أغلقت النور وخبأت المجلة ثم اصطنعت النوم.. كانت تعلم أنه سيدخل غرفتها.. وياللعجب لقد فتح الباب فقط ولم يدخل.. عندما سمعت صوت اغلاق باب غرفته اعتدلت فى جلستها وظلت تفكر بشرود ناظرة الى سقف الغرفة.. ترى ماذا حدث..
الفصل الرابع والثلاثين
خرجت مريم من غرفتها وقد خلعت حذائها حتى لا يصدر أى صوت ثم تسللت بخفة الى غرفة يوسف وقد فتحت الباب برفق شديد.. دلفت للداخل ووقفت أمام فراشه.. نظرت له بحزن شديد بسبب ما ستفعله.. أمعنت النظر به وكأنها تودعه.. لاحظت شحوب وجهه وبشرته كما ان وزنه قد نقص بشكل ملحوظ.. لم تنتبه لذلك من قبل.. اقتربت منه وتحسست لحيته الناعمة بكفها الرقيق وهى تنظر له بنظرات تائهة.. أفاقت من شرودها بع وابعتد يدها.. ثم الټفت بجسدها واتجهت الى المكتب.. فتحت ادراجه واحد تلو الآخر برفق شديد.. حتى وجدته أخيرا.. أمسكته بين يديها تتطلع اليه.. ملف الصفقة.. اغلقت الدرج وخرجت من الغرفة.. ألقت عليه النظرة الأخيرة ثم اغلقت الباب.. ذهبت الى غرفتها وجلست على فراشها ثم وضعته أمامها... نظرت له لعدة دقائق وتذكرت ما حدث اليوم..
فلاش باك... سمعت رنين هاتفها من الخارج فذهبت الى الصالون وامسكته.. نظرت الى المتصل فوجدته رقم مجهول.. شعرت بالخۏف ماذا ان كان هشام وسيهددها بشئ ما.. انتهى الاتصال ولم تمر الا عدة ثوانى والمتصل يرن مجددا.. ردت ووضعت الهاتف على اذنها بړعب.. وجدت صوت هادئ يقول مريم عبد الله الراوى معايا اطمئنت قليلا وردت بصوت مرتعش ايوة انا مين معايا تحولت نبرته الهادئة الى صوت يقطر سما قائلا كويس اوى.. بصى يا حلوة.. فى ملف صفقة جوزك خده معاه وهو خارج من شركته.. لما يرجع بيه عش الزوجية عايزك تاخديه بأى طريقة.. هستنى منك اتصال لما تنفذى وهبعت لك واخد من رجالتى ياخده منك ثم تحولت نبرته الى الټهديد يا إما.. تقولى على يوسف الراوى يا رحمن يا رحيم.. اختارى.. يا ملف الصفقة يا رقبة جوزك اغلق الخط بينما هى سقطت على الارض وقد انخرطت فى بكاء مرير..
باك.. تحولت نظراتها الشاردة الى نظرات غاضبة وقد قررت فى نفسها شيئا ما..
فى صباح اليوم التالي استيقظ يوسف من نومه شاعرا بصعوبة فى التنفس وكأن شيئا ما يجثم على صدره.. فتح نافذة غرفته وحاول التنفس.. بعد زيارة هذا المجهول له وهو ليس بخير.. بعد قليل شعر بالتحسن فاتجه الى مرحاضه وتحمم ثم خرج وارتدى سروال قطنى باللون الكحلى وبلوفر صيفى بأكمام باللون الأبيض له رسمة 7 من الصدر.. أمسك هاتفه واتصل بحمزة.. أخبره بعدم استطاعته المجئ فقلق عليه حمزة.. طمأنه بأنه بخير ولكن يريد اخذ راحة ثم اغلق الخط.. هو يشعر أنه
تم نسخ الرابط