أن ذلك الإتصال أزعجه.. حتى وإن كانت لا تعلم ما يحويه ليغضبه بهذا الشكل.. بدلت ملابسها بمنامة قطنية باللون الوردى ثم ذهبت له.. وجدته يقف أمام النافذة يفكر بشرود مقطبا جبينه وقد أبدل ملابسه بسروال وتى شيرت قطنيين باللون الكحلى.. لم يشعر بدخولها الا عندما لمست كتفه بكفها الرقيق.. التف لها فوجدها تنظر له بحنان أحبه هو.. بادلها الابتسامة ثم جلس على فراشه عندما شعر بالألم من جرحه الذى اشتد عليه.. جلست بجانبه وأمسكت بيده وكأنها تبثه القوة وتقول له أنا بجانبك.. ابتسم بحب ثم استلقى على الفراش وهى لازالت تمسك بيده.. جذبها فنامت بجواره وتوسدت صدره كما فعلت قبل ذلك.. وأمسكت بتى شيرته بقبضتها الصغيرة.. طوقها بذراعه وكأنه يقول لها لا تبتعدى عنى.. وقد أجابت مطلبه والتصقت به.. سمعت تنهيدته الحارة فشددت قبضتها ليعلم أنها بجانبه دائما.. عندما شعر بانتظام أنفاسها فتح الدرج الذى بجانبه وأخذ حبتين من علبة المسكن ثم أغمض عينيه وحاول النوم.. كان الصداع قد احتل رأسه ونغزات قلبه تزداد لكنهما هدءا بعد تناول المسكن فغط في نوم عميق بعد دقائق..
باليوم التالى استيقظت مريم من نومها عندما مدت يدها الى جانبها ووجدت الفراش فارغ.. فتحت عينيها فلم تجده.. بحثت عنه بعينيها فوجدت ورقة صغيرة على الكومود الذى بجانبها وموضوع عليها وردة حمراء.. أمسكتهما بيدها وقرأت المكتوب بالورقة أدامك الله لى يا حوريتى.. أحبك وبأسفل الورقة توقيعه.. ابتسمت بعشق ثم وضعت الورقة والوردة بالدرج ثم قامت من فراشها وتحممت وارتدت شورت جينز كحلى وبلوزة ضيقة بيضاء.. خرجت من غرفتها فوجدت طعام الفطور موضوع على الطاولة ومغطى كى لا يبرد.. جلست وتناولته بسعادة طاغية.. دعت الله أن يوفقها بحياتها مع زوجها الحنون ويحفظه لها من كل الشرور..
مر يومين وكان يجلس حمزة بمكتبه يعمل بهمة عندما سمع رنين هاتفه.. نظر للمتصل فوجده محمود والد حنين.. رد بسرعة وقال باندفاع رأيها اية ضحك محمود عليه قائلا انا كويس وانت عامل اية رد حمزة بحرج أنا أسف يا عمى بس كنت مستنى الإتصال دة على ڼار.. حضرتك عامل اية رد محمود بطيبة ولا يهمك يابنى.. أنا بخير الحمد لله.. ياريت تشرفنا مع عائلتك الكريمة يوم الجمعة بعد صلاة العشا رد حمزة پصدمة آجى انا وعيلتى.. يعنى هى موافقة أكد محمود على كلامه فرد بسعادة شديدة 3 أيام وهكون موجود أنا وأهلى قدام البيت ضحك محمود على لهفته ثم حياه وأغلق الخط.. بينما أكمل حمزة عمله بحماس شديد وفرحة تملأ قلبه العاشق..
بينما كان يجلس يوسف بمكتبه يعمل على حاسوبه عندما توقف فجأة وأمسك رأسه پألم شديد.. لقد ازداد الصداع تلك المرة عن المرات الماضية.. لعڼ ذلك المړض الذى جعله ينسى إحضار المسكن من المنزل.. صړخ من الألم حتى سمعه حمزة من مكتبه وذهب له مسرعا.. دخل وقال بفزع مالك يا يوسف صړخ به قائلا اخرج برة.. سيبنى اقترب منه حمزة ولم يخرج ثم حاول أن يحكم قبضته عليه عندما رآه يتحرك پجنون ممسكا برأسه.. قال بصوت عالى اهدى.. اهدى ضربه يوسف بقبضته القوية فى معدته قائلا ابعد عنى.. مش قادر.. دماغى ھتنفجر كاد يمسكه مرة ثانية إلا أنه تفاجئ به يسقط مغشيا عليه بلا حراك.. ظل مصډوما لعدة لحظات ثم أمسك بهاتفه واتصل بالإسعاف.. خرج من المكتب وأمر جميع الموظفين بالرحيل.. الصديق الحقيقى هو من لا يجعل أحدا يرى ضعفك.. بل يساندك حتى تصبح قويا من جديد.. هو لم يرد أن ينظر له أحد الموظفين بشفقة وهو يحمل خارجا على نقالة.. عاد ليوسف وظل بجانبه حتى أتت سيارة الإسعاف.. حملوه الى المستشفى وياللحظ لقد كانت نفس المستشفى التى بها عيادة الدكتور ابراهيم جراح المخ والأعصاب.. الذى يقوم بالعناية بحالته..
بعد قليل بمكتب الطبيب.. قال الطبيب بحزن أنا فاكره كويس.. هو جالى من شهر تقريبا.. وقتها كانت حالته لسة فى الأول وكان ممكن يخف بجلسات كيماوى.. لكن دلوقتى للأسف الورم تضخم ووصل للفص الأيسر.. المسكانت معدتش تنفع فى حالته.. لازم يعمل العملية فى أقرب وقت ممكن امتلأت عينا حمزة بالدموع حزنا على صديقه دق الباب ودلفت ممرضة تخبر الطبيب بإفاقة المړيض.. ذهبا سويا لغرفة يوسف.. وجداه يجلس على فراشه يمسك رأسه پألم.. شرح له الطبيب طبيعة حالته واختتم حديثه بقوله لازم تعمل العملية يا بشمهندس تراجع الاثنان للوراء خوفا عندما قام يوسف فجأة وتلتمع بعينيه شرارات الڠضب.. قال بعصبية شديدة تهز الجدران مش هعملها.. سامع.. مش هعملها.. هاخد جلسات الكيماوى.. لكن العملية مش عايز اسمع سيرتها.. فاهمين قال كلمته الأخيرة وهو ېصرخ ويضرب الحائط بيده.. رد الطبيب بړعب ممكن نعمل اول جلسة دلوقتى رد يوسف بقوة وعينيه شديدة الاحمرار وانا جاهز تجهزت الغرفة لأول جلسة وخرج حمزة خارج الغرفة يدعو الله أن يشفى أبيه وأخيه وصديقه الوحيد من هذا المړض اللعېن.. سمع صرخاته من شدة الألم فانهمرت دموعه بغزارة...
الفصل الثانى والثلاثين
بمنزل يوسف الراوى.. كانت مريم تجوب الصالون ذهابا وإيابا بقلق شديد.. لقد دقت الساعة منتصف الليل ولم يأت يوسف بعد.. دعت الله فى نفسها أن يكون بخير.. كان الهاتف بيدها فضغطت رقمه الذى تحفظه عن ظهر قلب.. وكان الرد المعتاد.. إن الهاتف مغلق أو غير متاح.. فرشت سجادتها وصلت بخشوف وبكاء صامت داعية الله أن يرده لها سالما..
بالمستشفى.. كان حمزة يجلس بجانب يوسف يربت على كتفه بحنان لعله يهون عليه ولو جزء صغير من ألمه.. بينما يوسف كان يغطى وجهه بكفيه.. جسده يؤلمه بشدة.. عقله منهك.. قال بخفوت آسف علم حمزة علام يعتذر صديقه فقال مبتسما بمرح لعله يخفف عنه والله معدتى مقلوبة بس ولا يهمك بادله يوسف الابتسامة ثم قام فجأة قائلا قوم نمشى قام حمزة وكاد يسانده حتى لا يقع لكن أوقفه يوسف بيده قائلا بحزم إياك.. أنا كويس أرجع حمزة يديه وسارا سويا حتى وصلا لسيارة حمزة.. استقلاها وأخرج حمزة هاتف يوسف من جيبه وأعطاه له قائلا أنا قفلته لما لقيت مريم اتصلت بيك نظر له يوسف پغضب فقال بتلعثم أقصد المدام لم يرد بل أمسك هاتفه وفتحه.. وجد 30 اتصال منها.. تنهد وحاول التعديل من نبرة صوته حتى لا يبدو فيه التعب ثم اتصل بها.. ردت من أول رنة قائلة پغضب لسة فاكر ترد.. انا كنت ھموت وانا قاعدة هنا مش عارفة انزل ادور عليك.. موبايلك مقفول لية ها انفلتت منه ضحكة صغيرة.. فقد استشعر القلق بصوتها رغم أنها تحادثه پغضب.. قالت بعصبية وبتضحك كمان توقف عن الضحك وقال كاذبا كان ورايا شغل كتير ومفيش شبكة فى الشركة ردت پغضب شديد ومهانش عليك تتصل من اى حتة تقول لى حاول تهدأتها ثم قال بهمس بحبك سكتت على الفور ثم قالت بحنق مزيف تعالى حالا رد مبتسما حاضر أغلق الخط وظل ينظر من نافذة السيارة بشرود.. بمنتصف طريقهم.. قال لحمزة بشرود