عداها بالطبع.. فريدة.. قال عبد الله اقعد يلا عشان نفطر اعتذر يوسف قائلا معلش يا عمى بس متأخر جدا على الشركة حاول خالد اثناءه عن ذهابه ولكنه صمم على قراره.. طبع قبلة صغيرة على رأس مريم ثم حياهم وذهب.. كانت تعلم أنه فعل ذلك مضطرا لوجود العائلة.. تابعته بنظرات حانية وحزينة لم ينتبه لها أحد سوا عبد الله..
بينما فى الشركة.. كان حمزة بمكتبه يحادث حنين قائلا بعصبية أنا قلت لأ يا حنين.. مش هتروحى فى حتة لوحدك صمت لعدة لحظات ثم أغلق الخط.. رفع أنظاره ليجد يوسف أمامه يطالعه بنظرات هادئة.. قال يوسف بهدوء غلط نظر له حمزة بعد فهم فقال شارحا اللى انت عملته غلط ثم أكمل أيا كان الموقف حاليا مكنش ينفع تكلمها بعصبية كدة.. هتعاند معاك اكتر وهتعمل عكس اللى انت عايزه.. لو كنت شرحت لها سبب رفضك بهدوء كانت سمعت كلامك من غير ما تجادل.. خليك راجل ليها مش عليها تركه وذهب بينما جلس حمزة يفكر بكلماته لبعض الوقت ثم ذهب ليوسف.. قال برجاء ينفع آخد ساعتين أجازة وآجى تانى رد يوسف مبتسما اليوم كله أجازة.. روح صالح مراتك شكره حمزة وذهب ثم اتصل بحنين.. سمعها تقول پبكاء لسة فى كلمة مقولتهاش تألم لسماع بكائها فرد معتذرا أنا آسف انى اتعصبت وعليت صوتى عليكى كدة.. انا بس كنت خاېف عليكى لما تنزلى لوحدك عشان تشترى حاجات م المول.. هاجى لك دلوقتى ونروح سوا ردت بطفولية أضحكته بجد رد ضاحكا اة بجد سمعها تقول بسعادة ثانيتين والاقيك قدامى على اما البس قهقه عاليا ثم قال ماشى يا اوزعتى س.. أغلقت الخط فى وجهه قبل أن يكمل جملته لأنه أغضبها بقوله اوزعتى هز رأسه يمينا ويسارا وهو يضحك على فعلتها ثم أخذ حاجياته وذهب لها..
الفصل التاسع والثلاثين
بفيلا عبد الله الراوى.. كانت مريم تجلس بغرفتها شاعرة بالملل الشديد فقد ذهب والدها وخالد الى العمل ووالدتها لا تعلم أين.. ارتدت عباءة منزلية والتقطت حجابها ثم أخذت رواية من مكتبتها الصغيرة الموجودة بغرفتها وهبطت الى الأسفل متجهة الى الحديقة.. جلست على كرسى هزاز بجوار الزهور ونافورة المياه وأخذت تقرأها غافلة عن تلك العيون التى تترصد سكناتها قبل حركاتها..
أما بالشركة.. سمع يوسف أذان المغرب يصدح فى الأنحاء فاجتمع بموظفيه فى مسجد الشركة.. أدى صلاته ثم أخذ حاجياته واستقل سيارته واتجه بها الى محل صديقه عمر.. طوال الطريق كان التفكير فى نتيجة تلك الصور يكاد يفجر رأسه.. بالتأكيد هى ليست حقيقية.. أسكت تفكيره قليلا ثم عاد مرة أخرى قائلا فى نفسه.. ماذا لو كانت حقيقية.. اشټعل الڠضب فى عيناه من مجرد تخيل تلك الفكرة.. نفض عن عقله تلك الأفكار ثم وصل بعد دقائق.. ترجل من سيارته واتجه الى المحل داعيا الله أن يصبره مهما كانت النتيجة..
بالمول.. كان يسير حمزة برفقة حنين يبتاعون بعض الأشياء لمنزل الزوجية.. يجب عليهم الانتهاء بسرعة من تجهيزه فالزفاف بعد شهر من الآن.. ظلا يسيران لمدة لا تقل عن 3 ساعات وحمزة لا يشعر بأى ملل وكلاهما يحمل الكثير من الأكياس.. كانا يتمازحان بينما قالت حنين بمرح ھموت واعرف اية اللى جابك معايا وانا بشترى حاجتى.. المفروض ماما او ياسمين هما اللى يبقوا معايا رد بجدية أولا بعد الشړ عليكى ومش عايز اسمعك بتقولى كدة تانى.. ثانيا.. مامتك هتتعب من اللف دة وياسمين معرفتش تيجى معاكى انهاردة.. لما تبقى تيجى تساعدك مش هاجى يا ستى نظرت له بحب ولكن قطع نظراتها الرومانسية قوله مازحا وبعدين انتى اية اللى مضايقك.. تحبى اسيبك وامشى ردت بغرور وهى ترفع انفها بشموخ متقدرش تعمل كدة ضحك على شكلها قائلا للأسف بحبك هعمل اية بقى.. القلب وما يريد اخفضت أنظارها بخجل فابتسم لها ابتسامة عاشقة ثم أكملا تسوقهما..
بفيلا يوسف الراوى.. كان ياسين يقف فى نافذة غرفته عندما وجدها تجلس بمفردها فى الحديقة.. ابتسم بشوق ثم هندم ملابسه ووضع عطره الجذاب وهبط الى الأسفل مسرعا بعدما وجد ياسمين أمامه تطالعه بنظرات مندهشة من سرعته.. اتجه الى مجلسها بابتسامة واسعة.. بادلته نفس الابتسامة قائلة ياسين عامل اية رد بابتسامة عاشقة لم تنتبه لها بقيت كويس لما شوفتك ارتبكت من كلماته.. لاحظ ذلك فحاول تغيير الموضوع قائلا معتيش بتيجى هنا كتير.. ومش بتروحى كليتك ردت بهدوء اخدت أجازة فترة بسيطة وهروح تانى.. سارة بتجيب لى المحاضرات لم يندهش من سماع اسم صديقتها.. فهو يعلم كل تفصيلة صغيرة عنها.. قاطع تفكيره قولها متسائلة بس انت عرفت منين انى مش بروح تلعثم قائلا م.. ماهو انا كنت بعدى من هناك صدفة وسألت عنك ملقتكيش نظرت له بشك ولكنها قالت اة فهمت.. وانت عامل اية فى دراس.. قطعت كلماتها عندما رفعت أنظارها ووجدت وحشا بعيون مشټعلة يقف وراء ياسين.. ابتلعت ريقها پخوف بينما التف ياسين ليرى ما تنظر إليه ليتفاجأ بأخيه.. تحولت ملامح يوسف الغاضبة الى البرود وهو يصافحه بقوة قائلا ازيك يا ياسين رد ياسين ببرودة مماثلة كويس ثم تابع وهو يذهب خارجا همشى انا وهبقى اشوفكم بعدين لم يرد أيا منهما.. فقد كانت مريم ترتجف بمكانها من شكله الغير مألوف بالنسبة لها بينما يوسف يفكر فيما عليه فعله الآن.. التف ونظر لها بنظرات حاړقة.. سقط قلبها بين قدميها وهى تراه بتلك الهيئة.. بينما هو تركها وصعد لغرفتها.. التقطت أنفاسها أخيرا ثم صعدت وراءه.. كان هو يفكر بشئ واحد.. ماذا يفعل بها الآن.. لم يعد بمقدوره تحمل أى صدمة أخرى يكفيه ما حدث.. تذكر ما قاله عمر..
فلاش باك... دلف الى المحل ليقابله عمر بابتسامة صغيرة حزينة قائلا الصور كلها حقيقية هل فقد السمع الآن.. بالتأكيد فقد السمع.. حبيبته الصغيرة تفعل ذلك.. من هذا الحقېر الذى بجانبها.. أقسم أنه لن يترك حقه او حقها تلك المرة.. سمع عمر يقول متسائلا هى تقرب لك أخذ الصور من يده وقال پألم دفين للأسف خرج دون قول كلمة أخرى.. استقل سيارته وجلس بها غير قادر على تحمل كل هذا.. مرضه.. عمله.. زوجته.. عادل.. فريدة.. وهذا اللعېن أيضا.. ما المفترض به أن يفعله.. حرك سيارته وهو ينظر أمامه بشرود حتى وصل الى الفيلا.. ركن سيارته ودلف لتشتعل عيناه ڠضبا عندما رآها تقف بجوار أخيه وابتسامتها من الأذن للأذن وأيضا بمفردها.. أسيعاقب إن قټلها الآن..
باك... جلس على الفراش وغطى وجهه بين كفيه مستندا بمرفقيه على ركبتيه.. دلفت لتراه على هذه الحال.. اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وكادت تنطق إلا أنه فاجئها به يبعد يدها عنه ثم قام وألقى الصور فى وجهها قائلا پغضب هادر حقيقيين.. طلعوا حقيقيين.. لسة فى اية تانى مخبياه عنى يا مريم.. لسة اية عشان تنزلى من نظرى اكتر واكتر.. عايزك تقولى كل حاجة ولو كدبتى فى حرف واحد اقسم بالله لتشوفى منى الوش التانى.. انا لحد دلوقتى بعاملك بالحسنى.. انطقى