رواية كاملة قوية الفصول من الواحد والثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لكم على خير ابتسمت حنين بلطف قائلة الله يبارك فيكي يا حبيبتي دلفن للمول وسرن كثيرا.. مرت ساعتان ولم تنتقى حنين أى شئ.. قالت ياسمين بتعب رجلى وجعتنى يا حنين اخلصى بقى ردت بضيق مفيش حاجة عاجبانى اكملن سيرهن مرة أخرى حتى توقفت حنين فجأة أمام أحد الفساتين.. نظرت له مبهورة من شدة جماله.. لقد كان باللون السماوى مزركش بورود متوسطة الحجم من الدانتيل بأكمام واسعة قليلا وله ياقة قصيرة.. ضيق من الصدر ويتسع الى الأسفل.. قالت مبهورة هو دة دلفت الى المحل برفقة ياسمين واخذته ثم دلفت الى غرفة التبديل.. ارتدته وخرجت الى ياسمين.. عندما رأتها أطلقت صافرة اعجاب قائلة ما شاء الله زى القمر.. الفستان تحفة عليكى ابتسمت حنين وظلت تدور به من السعادة.. اشترته وانتقت ياسمين من نفس المحل فستان بيج سادة.. إلا أنه مزين من الأسفل بفصوص صغيرة من اللؤلؤ وكذلك الأكمام.. كما اختارت مريم فستان بنى بسيط بأكمام قصيرة قليلا تصل الى بعد مرفقيها.. مزين من الأسفل بأوراق شجر خضراء وله حزام من الخصر باللون الزيتونى خرجن من المحل ثم ذهبن الى عدة محلات أخرى لشراء باقى المستلزمات فابتاعت حنين خمار أبيض وحذاء مغلق بكعب عالى باللون ذاته.. بينما ابتاعت ياسمين خمار اوف وايت وحذاء مغلق بكعب قصير وحقيبة صغيرة باللون ذاته.. واشترت مريم طرحة زيتونية طويلة وحذاء مفتوح باللون الأخضر وحقيبة صغيرة باللون نفسه انتهين من شراء كل شئ ثم عادت كل منهن الى منزلها..
فى صباح يوم الإثنين.. كان يوم جلسة الكيماوى الثانية ليوسف.. استيقظ من نومه على صوت أذان الظهر.. اعتدل فى جلسته وامسك رأسه مغمض العينين.. لقد عاوده صداع كل صباح.. فتح درج الكومود ونظر لعلبة المسكن بنظرات مبهمة لعدة لحظات ثم اخذه ورماه من نافذة غرفته بعصبية.. دلف الى مرحاضه وتحمم ثم خرج.. ارتدى بذلة بيج وقميص باللون الأزرق الفاتح وحذاء بنى لامع ثم مشط شعره ورش عطره.. فرش السجادة ع الارض ليصلى الظهر.. وقف عليها وبدأ.. عندما سجد سالت الدموع من عينيه.. يشعر أن قلبه هو من يبكى وليس عينيه.. الآن لا يراه أحد غير الله.. فليخرج كل ما فى قلبه من هموم وضعف وقلة حيلة.. دعا الله بكل جوارحه أن يحفظ زوجته سالمة وكل أحبائه.. انتهى بعد قليل فغسل وجهه حتى لا تبدو عليه آثار البكاء ثم خرج.. وجدها تقف بالمطبخ تحضر الفطور مرتدية بيجامة وردية عليها رسمة مينى ماوس مكونة من سروال قصير وبلوزة بربع كم.. وترفع شعرها على هيئة كعكة بلا اهتمام.. ابتسم على شكلها الطفولى ثم ذهب لها وكاد يقول صباح الخير.. إلا أن الكلمات وقفت بحلقه.. كانت هى قد شعرت بوجوده وراءها فالټفت لتراه يكاد يتحدث لكنه قال بنبرة قلقة انتى تعبانة ولا اية كان وجهها ذابل ويحيط بعينيها اللون الأسود فيبدو أنها لم تنم أبدا.. قالت بخفوت لا بس معرفتش انام أمعن النظر فى وجهها.. فأخفضت أنظارها الى الأرض حتى لا يعلم فيما تفكر.. خجلت أن تقول له لقد اعتدت على احتضانك الدافئ لى حين أنام.. عندما أنام بغرفتى اشعر كأنها غابة موحشة.. عندما نظرت الى الأرض شعر وكأنها تخجل من قول شئ ما ولكنه لم يعلق.. بل قال بهدوء اقعدى على السفرة على اما احضر الباقى واجى لك نفطر سوا أومأت بإيجاب ثم ذهبت الى الطاولة.. بينما هو أكمل تحضير الفطور وصنع عصير برتقال طازج بدلا من القهوة التى كانت تصنعها.. خرج لها ووضع الطعام على الطاولة وجلس أمامه يطعمها بيده كعادته الدائمة.. قال بهمس بحبك نظرت له وكادت تقول وانا أيضا لكن وقفت الكلمات بحلقها.. شعرت بالسعادة والحزن بنفس الوقت.. سعيدة لأنه يخبرها بحبه لها كل يوم.. وحزينة لأنها لا تستطيع أن تبادله هذا الحب.. لم يتناول إلا لقيمات قليلة حتى لا يصاب بالاعياء ثم قبلها من جبينها وذهب لعمله.. بينما هى وضعت الصحون بالحوض وغسلتها ثم ذهبت الى غرفته.. وجدت ورقة موضوعة على الكومود وجانبها زهرة حمراء من نوعها المفضل.. أخذت الورقة ومررت عينيها على المكتوب حدثت الله عنك ... أخبرته أن قلبي معقود بقلبك .. وأنك أكثر أشيائي حبا .. دعوته أن يبقيك لي ومعى وبأسفل الورقة توقيعه المزين.. ضمت الورقة الى صدرها وتنهدت بحب.. ثم أخذت الوردة وذهبت الى غرفتها.. وضعتهم بجانب رفاقهم ثم اغلقت الدرج وهى تبتسم ابتسامة عاشقة.. عادت الى غرفته مرة أخرى وجلست على مكتبه.. ارتدت نظارة القراءة الخاصة به ونظرت لنفسها بالمرآة فكانت تبدو كعجوز من القرن السبعين.. ضحكت بخفة ووضعتها مرة اخرى.. وجدت دفتر صغير من الجلد الطبيعى يظهر من درج المكتب المفتوح.. نظرت له بفضول وكادت تمسكه إلا أن رنين هاتفها أوقفها.. فذهبت لترد وقد تناست أمر الدفتر..
متابعة القراءة