رواية كاملة قوية الفصول من الواحد والثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
واطعمها بيده كعادته.. كان الصمت يعم المكان.. لم يحاول أحدهما أن يوجه حديثه للآخر.. انتهيا بعد قليل فقامت هى وحملت الأطباق وقد ساعدها قليلا..
جلسا أمام التلفاز ولم ينتبه أيا منهما لكلمة مما تقال.. كان أول من قطع صمتهما مريم قائلة انت زعلان منى رد بهدوء خالد قال لى على كل حاجة نظرت له بترقب ممزوج بالخۏف منتظرة ردة فعله.. تسائل بهدوء مقولتليش لية ابتلعت ريقها عندما شعرت بجفاف حلقها ولم ترد.. جز على أسنانه پغضب وتحكم فى اعصابه حتى لا تنفلت قائلا بهدوء غاضب انا جوزك يا مريم.. وابوكى واخوكى وسندك وامانك.. عايز احس انى من اولوياتك.. أكون أول واحد تلجأى له.. اول واحد ييجى فى بالك فى الفرح والحزن.. عادل شكرى مش سهل وممكن يإذيكى.. خالد مش هيلحقك لو دة حصل.. بالعكس.. انا اللى هبقى جنبك وهنقذك نظرت له موافقة تؤيد كلامه.. بالفعل هو زوجها.. كان يجب أن تخبره أولا قبل اللجوء الى أخيها.. قالت بصوت منخفض كنت خاېفة عليك رد بتجهم لية لم ترد فكرر سؤاله پغضب لية يا مريم كذلك الصمت فقال للمرة الثالثة بعصبية شديدة انطقى لا تعلم كيف قالتها ولكنها خرجت من حلقها أخيرا بعصبية عشان بحبك تسمر عدة لحظات ينظر لها پصدمة قائلا انتى قولتى اية ردت بخفوت بحبك شعر بدقات قلبه تزداد ويكاد يطير من شدة سعادته.. لقد استجاب الله لدعوته.. لقد قالتها حقا.. تبادله حبه.. لقد رأى الحب يقطر من كلماتها.. حملها من خصرها ودار بها عدة مرات بسعادة بالغة قائلا انا اسعد انسان في الدنيا انهاردة كانت هى تشعر بالسعادة والخۏف.. دعت الله أن يمر الأمر على خير.. أنزلها واقترب بوجهه من شفتيها.. أمسك شعرها بيده وخصرها باليد الاخرى يقربها منه حتى كادت تلتصق به.. ھجم على شفتيها يقبلها برقة شديدة ممزوجة بالشوق والحب والخۏف.. حاوطت عنقه بذراعيها فحملها وذهب الى غرفتها التى كانت قبل ذلك غرفة نومهما.. شعرت بالړعب يدب فى اوصالها.. لا لا هى غير مستعدة لذلك.. أنزلها برفق شديد على الفراش وقبلها ثانية وكانت تلك المرة أعمق.. غابا سويا فى عالم آخر أفاق هو منه عندما شعر بتوترها وارتعاشة جسدها.. علم مما هى خائڤة.. ابتسم لها يطمئنها واستلقى بجانبها على الفراش واغمض عينيه شاعرا براحة وسعادة أزالت كل ما ألم به من ألم.. شعرت پالدم يدب فى عروقها من جديد.. حمدا لله لم يطلب منها شيئا.. استلقت بجانبه ونامت بين احضانه وقد توسدت صدره.. شعرت بالأمان والدفئ يحاوطانها من كل جانب.. ابتسمت براحة وغطت فى نوم عميق بعد لحظات بينما هو يشعر بسعادة الدنيا قد تجمعت بقلبه اليوم.. همس فى اذنها قائلا بعشقك قبلها من شعرها ثم استند برأسه على رأسها ونام بعد فترة قليلة وقد زارته حوريته فى أحلامه..
اقترب موعد الخطبة وكان الرجال والنساء مشغولون بالتجهيزات.. مضت أيام يوسف ومريم بسعادة شديدة مضت على قلبيهما المعذب كل له أسبابه لا يعكر صفو سعادتهما أى شئ.. سوى المړض الذى اشتد على يوسف ولاحظ الجميع نقص وزنه الواضح واصفرار بشرته.. وعندما يسأله أحد كانت اجابته المعتادة إرهاق ولكن صديقه الوحيد هو من يعلم السبب.. كان يأخذ جلسات الكيماوى ويحاول الذهاب الى المنزل فى وقت متأخر لتكون هى قد نامت ولكنه يجدها تنتظره الى ان تطمئن بوجوده معها وتنام بين أحضانه الذى وجدت فيه أمانها.. قام يوسف بفتح غرفة الأطفال كما وعدها.. أما بيوم الخطبة.. ذهب الرجال الى الحلاق وكذلك النساء الى الكوافير وقد تجهز الرجال ببذلاتهم الأنيقة والنساء بفساتينهن الرائعة.. قرب صلاة المغرب.. اتجهت السيارات المزينة التى يقود حمزة أحدها وكذلك يوسف وياسين وخالد كل يقود سيارته الى الكوافير منتظرين خروج الفتيات.. مرت عدة دقائق حتى خرجت ثلاث حور من الجنان.. طرب قلب الرجال لمرآهن.. اقترب يوسف من زوجته مبهورا من جمالها الأخاذ.. كانت هى تقترب بخطواتها الخجلة وتوردت وجنتيها من نظراته المركزة عليها.. همس بأذنها تيجى نهرب ونروح مكان لوحدنا انفلتت منها ضحكة صغيرة وردت هامسة موافقة ابتسم لها بحب شديد وقد أسر يدها بين كفيه.. بينما ياسين يطالع أخيه پألم وحزن وهو يتمسك بحبيبته هكذا.. ثم أشاح بأنظاره عنهما حتى لا يرتكب چريمة.. أما خالد عندما رأى صغيرته تقبل عليه أعطى الحق لنفسه فى النظر إليها.. أسرته بملامحها الأنثوية وقد اختفت طفولتها التى كانت تظهرها دائما.. ظهرت الأنثى التى بداخلها بتلك الرقة والنظرات الخجلة وتورد وجنتيها.. غض بصره عنها واستغفر ربه فهى لا تحل له الآن.. لم تصبح زوجته بعد.. أما هى فكانت تتمنى لو ترفع أنظارها له وتلقى نظرة خاطفة عليه.. لكن حيائها منعها.. تشعر بقلبها يقرع كالطبول وينادى بأعلى صوته أحبك.. لا تعلم منذ متى ولكنها تحبه حقا.. بينما حمزة عريس الغفلة.. فقد تسمر بمكانه مبهورا بها.. أهذه حنين حقا.. كاد يمسك يدها إلا أنه توقف فجأة حينما تذكر أنهما لم يعقد قرانهما بعد.. قال فى نفسه صبرا يا حبيبتى.. عدة دقائق فقط ويحق لى كل شئ.. بينما هى كان قلبها يخفق بشدة وقد تملكها الخجل والتوتر.. شعر بقلبها يقع بين ركبتيها حينما رفعت أنظارها له ووجدته يوجه جام اهتمامه وتركيزه عليها.. أخفضت أنظارها بسرعة واشتد احمرار وجنتيها.. ابتسم لفعلتها وغض بصره عنها.. استقل الجميع سيارته.. فقد ركبت مريم وياسمين مع يوسف.. وياسين معه محمد.. وخالد وحده بسيارته.. أما حمزة فقد استقل سيارته وركب محمود والد حنين بجانبه.. وسمية والعروس بالخلف.. انطلقت السيارات المزينة الى وجهتها قاصدة المسجد الذى سيتم فيه الزواج.. بعد ربع ساعة ترجل الجميع من سياراتهم وكانت هناك فرق اسلامية تعزف الأناشيد بطريقة خلابة أسعدت قلب الجميع.. والأنوار والزينة تملأ المكان ببهجتها.. صعدت النساء الى الطابق الثانى بالمسجد وهو المخصص لهن بينما بالأسفل كان يجلس الرجال.. خلعت الفتيات حجابهن ووضعن المكياج البسيط.. أما بمجلس الرجال.. جلس المأذون بالمنتصف بين حمزة ومحمود.. ويوسف وعبد الله الشاهدان على العقد.. دوت الزغاريد تملأ المكان وتعالى التصفيق الحار عندما ختم حمزة كلامه قائلا بسعادة قبلت زواجها فبارك لهما المأذون قائلا بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير اختطف خالد المنديل هذه المرة قائلا لحمزة بتحدى انا بعدك ان شاء الله ضحك الجميع على فعلته بينما فى الأعلى كانت الفتيات يحتضن حنين بفرحة شديدة لها.. وزعت الحلوى على الجميع وارتدت حنين شبكتها التى قدمها لها بينما الفتيات ارتدين ملابسهن عدا حنين.. وقد انفض المسجد من الجميع.. صعد حمزة بقلب يرفرف من شدة سعادته.. عندما رآها بهيئتها تلك فتح فمه صدمة.. بالتأكيد هذه فتاة أخرى.. كانت خصلات شعرها الطويلة تنسدل على ظهرها وقد تمردت بعض الخصلات لتعبط على جبينها برقة بينما شفتيها الكرزتين ترتعشان خجلا ووجنتيها متوردتان.. لقد أنعم الله على النساء بتلك القطعة التى تسترهن.. إذا ظهرن بهذا الجمال فسيأسرن قلوب جميع الرجال..
متابعة القراءة