رواية كاملة قوية الفصول من الثانب والعشرون للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مندفعا بكرة ينفع رد محمود ضاحكا على لهفته اة ينفع.. بعد صلاة العشا ان شاء الله.. بس تعالى لوحدك اول مرة قام حمزة واحتضنه بسعادة فربت محمود على ظهره بحنان.. قال حمزة بعدما ابتعد عنه مبتسما بكرة أجازة لحضرتك ولحنين ابتسم له محمود ثم ذهب بينما حمزة أكمل عمله بحماس شديد متلهفا يعد الثوانى حتى يأتى الغد..
أما بمكتب يوسف فقد استغل الفرصة وأعطى الاجازة لحمزة وبالتالى حمزة سيعطى الأجازة لحنين.. حتى يكون وحده.. يريد تصفية ذهنه والتفكير بهدوء.. شعر بالصداع يحتل رأسه.. فتنهد بضيق وحاول تجاهله والبدأ فى عمله.. بعد ساعتان.. أمسك هاتفه واتصل بمطعم وطلب منهم ارسال الطعام الى عنوان منزله ثم أغلق الخط.. وجد حمزة يدق الباب ويدلف.. ممسكا ببعض الأوراق.. ابتسم له فبادله الابتسامة.. أعطاه حمزة الأوراق قائلا دول محتاجين توقيع أخذهم يوسف وبدأ بوضع توقيعه.. قطع انشغاله حمزة قائلا ممكن تقول لى مالك بقى أكمل بقلق انا عارف ان فيك حاجة.. جسمك خاسس كتير وبشرتك بقى لونها أصفر وباين عليك إنك متضايق.. متخبيش عنى حاجة ترك يوسف الأوراق من يده وأرجع ظهره للوراء.. تنهد بحرارة قائلا مفيش حاجة يا حمزة كل الموضوع انى تعبان شوية مش اكتر قال حمزة بقلق حاسس بإية اجيب الدكتور ضحك يوسف ضحكة صغيرة قائلا اية يابنى دى حاجة بسيطة متقلقش اكمل بشرود بفكر اتعالج.. كل يوم الصداع بيبقى اقوى وكل يوم بضعف اكتر وانا مش عايز كدة تهللت اسارير حمزة فرحا وقال هو دة الكلام.. لازم تخف عشان نفسك أولا وعشان اللى بيحبوك ثانيا كان يوسف يريد ان يقول له أريد أن أشفى فقط من أجلها.. أريد أن أبقى معها أطول وقت ممكن ولكنه صمت.. قال لحمزة بهدوء هبقى أشوف الموضوع ده.. قوم كمل شغلك عشان تاخد أجازتك يا إما هلغيها قال جملته الأخيرة بمرح فانتفض حمزة مسرعا وذهب لمكتبه لمتابعة عمله.. ابتسم يوسف وأكمل توقيع الأوراق..
مرت 4 ساعات واقترب دوام العمل على الانتهاء.. كان حمزة بمكتبه.. تذكر الأوراق التى أعطاها ليوسف.. فذهب له ليأخذها منه.. دق الباب فلم يرد.. دخل فلم يجده على مكتبه.. نظر حوله فاتسعت عينيه صدمة عندما وجد يوسف مغشيا عليه وبجانبه كوب مكسور.. ذهب له مسرعا وقال بخضة يوسف.. يوسف.. قوم بالله عليك أخرج هاتفه من جيبه بسرعة واتصل على الطبيب.. مرة مرتان.. ثلاث لم يرد.. ألقى الهاتف فى الحائط پغضب.. وظل يهز يوسف لعله يفيق.. لكن بلا استجابة.. أتى بكوب ماء وسكبه على وجهه.. ورش عطر على يديه وقربه من أنفه.. أخيرا بدأ يتحرك.. رمش بعينه عدة مرات.. كانت رؤيته ضبابية فلم يستطع تمييز من يجلس أمامه.. ظل هكذا لعدة دقائق بينما حمزة ينادى عليه.. عادت رؤيته أخيرا واستطاع التحرك.. اعتدل فى جلسته وأمسك رأسه پألم.. فلا زال الصداع كالمطارق التى تكاد تفجر رأسه.. سمع حمزة يقول بقلق اية اللى حصل لم يرد لعدة لحظات ثم قال بصوت متحشرج قمت اعمل فنجان قهوة وفجأة محسيتش بنفسى ربت حمزة بيده على كتفه ثم قال طب قوم عشان نروح سوا.. كدة كدة خلصنا هز يوسف رأسه بإيجاب.. ثم قام مترنحا وأخذ أشيائه ثم سار برفقة حمزة الى سيارته.. طلب حمزة من سائق الشركة أن يقود سيارته الى المنزل بينما تولى.. قيادة سيارة يوسف وجلس يوسف بجانبه.. ركن سيارته أسفل عمارة منزله.. قال يوسف ممتنا شكرا يا حمزة ابتسم له حمزة ثم احتضنه وذهب سيرا.. أما يوسف فقد استقل المصعد تلك المرة.. وقف أمام باب شقته ثم فتحه ودلف.. وجد الهدوء يعم المكان.. فتح باب غرفتها ببطء فوجدها نائمة.. حمد الله فى سره فهو غير قادر على التحدث بموضوعهما الآن.. اتجه إليها وقبلها من جبينها بشوق.. شعر بارتعاشتها فعلم أنها مستيقظة.. لم يرد احراجها فدثرها بالغطاء جيدا وخرج.. كانت هى تحاول النوم.. عندما سمعت خطواته بالخارج تصنعت النوم حتى يخرج.. لكنها لم تستطع التحكم بارتعاشتها عندما قبلها.. تمنت أن ترمى بنفسها بين أحضانه.. عندما خرج هبطت دمعة حارة من عينيها ثم غمست وجهها بالوسادة محاولة لاستدعاء النوم..
أما هو فدخل غرفته وتحمم سريعا فهو غير قادر على الوقوف ارتدى سروال قطنى باللون الكحلى فقط ثم تناول حبة من المسكن ليستطيع النوم ثم غط فى نوم عميق بعد دقائق
الفصل السابع والعشرين
باليوم التالى.. استيقظ حمزة مبكرا من نومه.. وكان بالأمس قد أخبر والديه بموضوع ذهابه للتقدم الى حنين.. وقد وافقاه بالطبع فمن امنياتهما رؤية ابنهما زوجا وأبا.. لقد تخطى الثلاثين من عمره دون خطبة واحدة.. كان متوترا جدا ويدعو الله أن تمر على خير.. كانت الساعة تدق الحادية عشرة صباحا.. أشغل نفسه بأى شئ حتى يقترب الموعد ليتجهز.. كان الوقت يمر ببطئ كرهه هو.. توتره يزداد كأنه سيتزوج اليوم وليس مجرد رؤية شرعية.. مرت العقارب بصعوبة حتى دقت الخامسة فقام مسرعا وذهب لغرفته.. أخذ حماما باردا وهندم لحيته وشعره.. ثم جهز بذلته المكونة من سروال وچاكيت كحلى وقميص أبيض ورابطة عنق ورداء وحذاء لامع.. ارتداهم مسرعا ووضع لمساته الأخيرة.. رش عطره وارتدى ساعته.. ثم ذهب لسيارته.. اتجه الى محل قريب.. ابتاع نوع فاخر من الشيكولاتة مع باقة من الورود الحمراء.. وصل الى المنزل فى الموعد المحدد ثم دق الباب...
بالوقت ذاته كانت حنين بغرفتها تجلس على سجادتها داعية الله ان يتم لها على خير.. قامت وجلست على فراشه تنظر الى ساعة الحائط المعلقة أمامها تعد الثوانى حتى يمر الوقت.. تفرك يديها ببعضها بتوتر بالغ.. كانت تهدأها والدتها ببعض الكلمات الحانية وتنصحها ببعض الأشياء.. دقت الساعة الخامسة فقامت مسرعة ودلفت الى حمامها.. فأخذت حماما دافئا يريح أعصاب جسدها المشدودة ثم خرجت بعد ربع ساعة.. انتقت فستان سماوى ببعض الزهور الملونة وعليه خمار أوف وايت.. مع حذاء مغلق أبيض بكعب عالى ولم تضع أيا من مساحيق التجميل.. عندما سمعت دقات الباب ارتعشت أوصالها وزادت دقات قلبها التى تخفق بشدة.. جلست على الفراش منتظرة دخول والدتها لتناديها.. 
استيقظ يوسف من نومه فوجد الصداع يرافقه كالعادة.. تحمم وارتدى بذلة رمادية وقميص أسود مع حذاء أسود لامع.. رش عطره النافذ ومشط شعره ثم ارتدى ساعته السوداء وخرج من غرفته.. كانت مريم قد استيقظت منذ زمن وتحممت وارتدت سروال جينز ثلجى ضيق ومقطع من الركبتين وعليه بلوزة بربع كم تبرز مفتنها باللون الأبيض مع حذاء منزلى وردى.. وينفذ منها رائحة الياسمين.. تسدل شعرها على ظهرها وتقف بالمطبخ تحاول تحضير الفطور فقد حدثت ياسمين وعلمتها بعض الأشياء الخفيفة.. بينما سمعت صوت اغلاق الباب.. خرجت من المطبخ وبحثت عنه فلم تجده.. لقد ذهب دون أن يحدثها.. شعرت ببعض الحزن لكنها قالت لنفسها.. أليس هذا ما تريدينه لم أنت حزينة الآن.. أكملت تحضير الفطور بملل.. فقامت بصنع ساندويتش من الجبن وكوب من العصير ثم جلست تتناوله بدون شهية.. بعد قليل لملمت
تم نسخ الرابط