إنى مخبيش عليكى حاجة تحصل معايا حتى لو صغيرة.. ممكن توعدينى نفس الوعد نظرت له بنظرات مرتبكة.. شعرت بالتردد.. أتخبره كل شئ وتفتضح أمرها.. أتقول له على هشام وما فعله بها حتى الأمس وطعنه لقلبها المكلوم.. قالت بهدوء مزيف انا هقوم انام شوية علم أنها تغير الحديث.. تجاهل ما فعلته وقال مبتسما ارتاحى شوية وانا هعمل الغدا واصحيكى نظرت له عدة لحظات ثم ذهب لغرفته دون أن ترد بينما قام هو ليفعل ما قاله بذهن شارد بأفعالها الغير مفهومة بالنسبة له.. أفعل شيئا أزعجها بالأمس.. هل قبلته لها ضايقتها أم ماذا.. لقد أتعبتى قلبى يا حوريتى.. لكننى لن أمل من محاولاتى للأقتراب منك.. سأجد الطريق لقلبك يوما ما...
أما هى فعندما تركته ودلفت لغرفتها.. جلست على الفراش وتذكرت اتصال أمس الذى سيغير موازين حياتها..
فلاش باك... جلست على فراشها تتناول الحلوى بتلذذ شديد وهى تتذكر ما حدث طول اليوم.. الا أنه قاطع تفكيرها اتصال على هاتفها فالتقطته ونظرت الى الإسم فوجدته رقم مجهول ردت عليه بحذر عندما رد هشام من الطرف الآخر قائلا بوقاحة عاملة اية يا مزة.. نفذتى اللى اتفقنا عليه ردت پخوف انا كنت ناوية أنفذه بس يوسف كويس معايا ومأذنيش فى حاجة عشان اعمل فيه كدة.. متاذيهوش رد پغضب لا يا ماما الكلام دة مياكلش معايا.. قلت لك تجيبى لى صفقاته من الشركة وتتجسسى عليه وتنقلى لى أخباره ومنفذتيش كدة استحملى اللى هيجرالك ردت بړعب هتعمل اية رد باستفزاز هتعرفى بكرة يا مزة ثم أكمل باستفزاز صحيح.. انا عمرى ما حبيتك وكنت بسټغلك عشان فلوس أبوكى.. بس من بعد انهاردة انتى كارت محروق بالنسبة لى..سلام يا قطة أغلق الخط بوجهها.. بينما هى ألقت الهاتف من يدها پغضب ثم ارتمت على فراشها تبكى بصوت مكتوم.. ضحت من أجله بكرامتها وشرفها وجسدها ومالها.. وبنهاية الأمر تخلى عنها لأنها صارت بطاقة محروقة كما قال.. طعن قلبها بخنجر مسمۏم ثم ذهب ببرود القطب الشمالي كأنه لم يفعل شيئا.. كيف أحبت ذلك الرجل ووهبته كل ما لديها.. تذكرت الفيزا الذى أخذها منها فبكت أكثر.. بالتأكيد سيكشف والدها الأمر ان سأل بالبنك عن نقص مالها.. ما هذا يا الله.. لقد كان يومى سعيدا لم اختتم بذلك الحزن تلك الصدمة المفجعة التى أنزفت قلبى دما.. نامت ليلها تبكى بغزارة وتنعى حظها العثر الذى أوقعها بذلك الهشام...
باك... هبطت دموعها لا إراديا عند تذكرها لمأساتها.. قالت فى نفسها.. يا ترى ماذا ستفعل بى يا من احببته عمرا وخنتنى.. لقد انقلبت حياتى رأسا على عقب بسبب ذلك الإتصال الغبى.. ظلت نائمة بفراشها تنظر الى السقف بشرود.. بقيت كذلك لمدة ساعتين ونصف.. انتبهت الى دقات الباب فسمحت له بالدخول.. دلف بملامح قلقة.. لا تعلم لم هبطت دمعة من عينها عندما رأته.. انخلع قلبه لرؤية دموعها ذهب لها مسرعا وجذبها الى احضانه.. بكت بشدة بين ذراعيه.. أخرجت كل ما فى قلبها من هموم على هيئة دموع.. ظل يهدهدها كطفل صغير.. بعد فترة ليست بالقليلة توقفت عن بكائها.. ابتعدت عنه قليلا فشعرت بالخجل عند رؤية التى شيرت الذى يرتديه مبتلا بشدة من كثرة دموعها.. علم ما تفكر به فابتسم على تفكيرها الطفولى ثم أمسك بوجهها بين يديه ومسح دمعة كانت على وجنتها الوردية.. قال بصوت حنون لو مش عايزة تقولى مالك مفيش مشكلة.. هستناكى تيجى تقولى لى.. بس بطلى عياط وتعالى يلا عشان ناكل ثم اكمل بنبرة مرحة اسكتى مش انا بقيت ست بيت شاطرة.. عملت اكل تاكلى صوابع رجليكى وراها.. انما اية بقى مكرونة بالصلصة وبانية قال جملته الأخيرة بأنف مرفوع وفخر جعلتها تضحك من أعماق قلبها.. استمع لضحكاتها التى تأسره فابتسم تلقائيا لنجاحه فى اضحاكها.. قام فجأة ثم حملها بين ذراعيه حتى وصل الى الطاولة وضعها على كرسيها ثم جلس بجانبها وكرر ما فعله بالفطور.. جعلها تأكل طبقها كاملا ثم قام وذهب للمطبخ.. وأحضر معه صينية كعكة بالشيكولاتة.. سال لعابها فور رؤيتها فهى تبدو شهية جدا.. قال بمرح اتصلت بياسمين وخدت طريقتها متلومنيش لو رجعتى بعدها انفلتت منها ضحكة على أسلوب حديثه ثم تناولت قطعة.. تذوقتها بتلذذ فالتهمت نصف الصينية بنهم شديد.. كان هو ينظر لها وهى تأكل مبتسما بعشق واضح.. اوعدنا يارب عشان قربت اټشل عندما انتهيا من تناول الطعام رفع يوسف الأطباق وساعدته مريم فى ذلك.. الحاجة الوحيدة إللي بتعرف تعملها فتح يوسف التلفاز وبدءا بمشاهدة فيلم ابيض واسود.. سمع جرس الباب فذهب ليفتح للطارق لم يجد شخصا.. اندهش عدة لحظات وكاد يغلق الباب لكنه رأى ظرفا ورقيا موضوع على الأرض.. التقطه وأغلق الباب.. فتحه بهدوء ولكن ما لبث أن تحولت نظراته الى الڠضب المشتعل من رؤية ما بداخله..
الفصل الرابع والعشرين
بشركة عادل شكرى.. انت غبي قالها عادل بعصبية لهشام الذى يجلس أمامه على كرسى مكتبه.. رد هشام بحنق فى اية يا باشا.. انا مقرر من نفسى لو اتلوت معايا صورها هتوصل لجوزها.. غلطت فى اية تجاهله عادل وقال غاضبا اطلع برة ضړب هشام بيده على المكتب پغضب ثم ذهب يشق الأرض من شدة حنقه من هذا المغرور.. أما عادل فجلس على كرسيه الخاص يفكر قائلا الواد دة مبيفهمش وبقى كارت محروق بالنسبة لى.. لازم اتصرف انا واجيب اسم عيلة الراوى الأرض تجاهل عمله وظل يفكر بعقله الشيطانى كيف ينتقم من يوسف الراوى وحمزة الحربى...
أما بمنزل عبد الله الراوى.. بالتحديد فى غرفته التى تشاركها بها فريدة.. كانت تقف واضعة يديها على خصرها وتتحدث بحدة قائلة انا عايزة افهم لية كل ما افتح الموضوع دة تتعصب عليا.. بنتك وافقت على يوسف دة لية.. الجوازة دى مش طبيعية ثم اكملت بغيظ كان نفسى اجوزها لشادى ابن مدام ثريا.. محترم وشغال فى شركة أبوه واوبن مايند.. مش يوسف المعقد دة رد عبد الله پغضب احترمى نفسك وانتى بتتكلمى عن ابن اخويا.. يوسف احسن من مية راجل ممكن اقابله فى حياتى.. على الأقل عارف انه عمره ما هييجى على مريم ويإذيها.. طلب ايدها منى وسألت مريم لقيتها وافقت جه واتجوزها اية المشكلة في كدة أكمل پغضب هادر كلمة زيادة فى الموضوع دة وهتلاقى تصرف منى مش هيعجبك يا بنت الحسب والنسب ثم تركها وخرج يكاد يشعل ما يقابله.. تاركا وراءه فريدة تغلى من الغيظ...
بمنزل يوسف الراوى.. بعدما فتح الظرف ورأى ما بداخله.. اشټعل الڠضب فى عينيه.. دخل غرفته تحت أنظار مريم المندهشة وأغلق الباب خلفه.. ثم جلس على مكتبه الموضوع بزاوية الغرفة.. وضع ما بيده على المكتب محتارا فى تفسير مشاعره.. يشعر بالڠضب والغيرة وعدم التصديق والحيرة.. كان الظرف يحوى صورا لزوجته فى أوضاع مقززة والشاب الذى بجانبها غير واضح المعالم فوجهه مشوش.. أما زوجته.. ببعض الصور ترتدى قميص نوم يفضح أكثر مما يستر.. وببعض الصور عاړية تماما.. أشاح بأنظاره عنها وظل يستغفر