اقتربت الشاحنة من المكان الذى سيهجم عليهم به عادل شكرى.. ابتعدت السيارتات للخلف قليلا واكملت الشاحنة طريقها.. توقف سائق الشاحنة فجأة عندما وجد غصن شجرة كبير ملقى على الأرض يعوق طريق سيره.. فنظر السائق حوله وقد أشار ليوسف إشارة غير ملحوظة التقطها يوسف على الفور.. خرج فجأة من كلا الجانبين رجال ملثمين يرتدون ملابس سوداء ومعهم أسلحة ڼارية.. هجموا على الشاحنة وقد اتجه واحد منهم الى السائق وجعله يركع أمامه واضعا سلاحھ على رقبة السائق من الخلف.. دوت أصوات سيارات الشرطة فى الأجواء.. وصوت اطلاق النيران يصم الآذان.. أصيب 2 من الشرطة وسقط الكثير من الرجال الملثمين.. كان يوسف قد ترجل من سيارته مسرعا حاملا سلاحھ ويرافقه حمزة.. اقتربا من مكان اطلاق النيران وصوب يوسف بعض الرصاصات على سيقان بعض الملثمين ليعوق هروبهم.. بينما شعر بذراع قوية تطوق رقبته فكان أحد اللصوص يمسك بيده خنجر حاد .. قال الملثم بصوت مقزز اثبت يا إما هجيب رقبتك دلوقتي .. ارمى السلاح رمى يوسف سلاحھ على الأرض ورفع يديه دليلا على استسلامه.. ثم فجأة أمسك بيده التى بها السلاح ولفها خلف ظهره فأصبح يوسف هو الذى يقبض عليه وليس العكس.. كان يحكم قبضته عليه.. إلا أنه سمع حمزة ينادى عليه بصوت عالى فتشتت تفكيره.. استغل المثلم فرصة نجاته وافلت نفسه من بين يديه ثم طعنه بالخڼجر فى بطنه قائلا دى تحية من عادل باشا ثم فر هاربا إلا أنه سقط على الأرض من جراء رصاصة شرطى بمنتصف رأسه اودت بحياته.. أما حمزة فقد كان يساعد الشرطة بالامساك باللصوص وقد اصيب ببعض الچروح والكدمات فى أنحاء جسده.. توقف فجأة عندما لم يرى يوسف.. نادى عليه لكنه لم يصله أى رد.. ظل يبحث عنه حتى وجده يستند على صخرة كبيرة بجانب الطريق وقد تحول قميصه الأبيض الى الأحمر من كثرة الډماء..
بالمنزل.. كانت مريم تجوب الصالون ذهابا وإيابا.. تشعر بنغزات فى قلبها تؤلمها بشدة.. تشعر بأنه ليس بخير.. اتصلت على هاتفه مرارا لكن بكل مرة يصلها الرد ذاته.. الهاتف مغلق.. فقد تركه بسيارته عندما ذهب.. توضأت ووقفت بين يدى الله لأول مرة برضا منها.. صلت بخشوع داعية الله أن يحفظه لها.. انتهت وظلت حالسة بمكانها تدعو كثيرا بقلبها..
عودة لمكان الحاډث.. قبضت الشرطة على الكثير من الرجال وبالطبع لم يكن من بينهم عادل شكرى.. سمع الجميع صوت سيارات الإسعاف.. فوضعوا بها المصابين بينما حمزة ينادى على احدهم بالحضور مسرعا..أحضروا النقالة وحملوه مع الباقين ثم انطلق حمزة ورائهم بسيارته وقد طلب من سائق الشاحنة أن يقود سيارة يوسف ويذهب وراءهم.. وبعد 10 دقائق كانت الشاحنة الثانية قد وصلت بالطريق ذاته وأكملت سيرها الى الإسكندرية كما طلب يوسف..
أما بالمستشفى كان يوسف بغرفة العمليات وقد نقلوا إليه الډم لفقده الكثير منه.. وقاموا بخياطة الچرح له.. بعد ساعة خرج من الغرفة ونقلوه الى غرفة عادية ولكنه لازال تحت تأثير المخدر.. وقد عالج احد الممرضين حمزة.. مرت نصف ساعة ثم أفاق يوسف من تأثير المخدر.. كانت رؤيته ضبابية فى بادئ الأمر.. رمش بعينيه عدة مرات فاستطاع تمييز ما حوله.. وجد حمزة يجلس بجانب فراشه على كرسى.. قام فجأة ثم توقف عندما ألمه جرحه.. حاول حمزة تهدأته قائلا اهدى.. قبضنا على أغلبهم والباقى يا إما هربوا يا إما ماتوا.. وسواق النقل التانى وصل اسكندرية الحمد لله رد يوسف بصوت متعب وعادل شكرى فقال حمزة لما نرجع ان شاء الله هدى الظابط تسجيل الموبايل اللى بيخطط فيه يهجم على الشحنة هز رأسه بإيجاب ثم خلع المحاليل الموصوله بيديه وقام كأنه لم يكن غائبا عن الوعى منذ دقائق.. قال بهدوء يلا عشان نمشى نظر له حمزة بذهول قائلا نمشى اية انت المفروض تخرج بعد يومين چرحك مش سهل رد يوسف بتهكم على أساس إنى هوافق أقعد هنا ليومين.. قوم يا حمزة لم يوافق حمزة على مجاراته فقال يوسف خلاص خليك هنا لحد ما تفوق من الكدمات اللى فى وشك دى وانا همشى سار خارجا ووراءه حمزة يشتمه لعدم اهتمامه بصحته.. جعل الطبيب يكتب له اذن للخروج بعد توقيعه على عدم تحمل المستشفى للمسؤولية اذا مسه ضررا ما ثم ابدل ملابس المستشفى وذهب الى سيارته.. قال حمزة پغضب انا اللى هسوق مش هخليك تسوق بالحالة دى ابتسم له يوسف ابتسامة صفراء قائلا اركب عربيتك وحصلنى ثم استقل سيارته وذهب بينما حمزة وقف مذهولا لعدة لحظات.. أفاق من ذهوله واستقل سيارته وحاول الاقتراب من سيارة يوسف.. كان هو بسيارته يشعر بأنه سيفقد وعيه مرة ثانية.. تحامل على نفسه حتى وصلا الى المدينة بعد نصف ساعة.. اتصل يوسف بحمزة وامره بالذهاب الى منزله.. فوافق حمزة ولكنه خدعه وسار وراءه مسافة بعيدة قليلا حتى اطمئن من وصول صديقه بسلام ثم ذهب عائدا الى منزله.. ركب المصعد مضطرا فهو غير قادر على صعود الدرج.. فتح الباب فسمع صوت بكاءها.. دلف مسرعا وذهب اليها يحتضنها بشدة.. لم تصدق نفسها عينيها عندما رأته.. بادلته العناق بقوة فآلمه جرحه لكنه نساه فور رؤيته للهفتها عليه.. ابتعدت عنه ثم شهقت بفزع اية الډم اللى ع القميص دة دعى الله فى سره أن يسامحه على كذبته دة واحد عمل حاډثة وانا لما شيلته قميصى اتعك بدمه تفاجأ من ردها انت كداب اكملت پبكاء مبتعرفش تكدب.. دة دمك انت.. حصل لك حاجة.. انت كويس احتضنها مرة اخرى متناسيا ألمه من شدة سعادته بكلامها.. قال بهدوء انا كويس والله متعيطيش مسح دموعها بإبهامه قائلا بحبك مسحت أنفها بكم الروب كالأطفال ثم قالت برجاء ممكن تنام جنبى انهاردة حقيقة لم يستطع الرد من شدة ذهوله.. أهى من تطلب منه هذا.. إن قلبى يرفرف من السعادة.. رد مبتسما هغير هدومى وآجى لك هزت رأسها موافقة ثم قامت وذهبت الى غرفته.. اندهش منها.. أليس من المفترض أن تذهب الى غرفتها.. شعر بأنه لو تلقى صدمة أخرى سيجن.. قام من مكانه وذهب الى غرفته فوجدها نائمة بفراشه ابتسم فى نفسه ثم اخذ سروال وتى شيرت قطنى باللون الأسود.. دلف الى المرحاض واخذ حماما باردا ثم خرج لها.. وجدها لازالت مستيقظة فاستلقى بجوارها بحذر حتى لا يؤلمه جرحه.. اقتربت منه بشدة حتى التصقت به تماما ثم توسد رأسها صدره وشدد من قبضتها على التى شيرت كأنها خائڤة من فقدانه.. انقطعت أنفاسه من اقترابها منه الى ذلك الحد.. تشمم شعرها الذى تنفذ منه رائحة الياسمين.. شعر بانتظام دقات أنفاسها فعلم أنها قد نامت.. ابتسم براحة وقد نسى آلامه بقربها ثم أغمض عينيه وغط فى نوم عميق..
الفصل الثلاثين
لأول مرة فى حياته بعد اصابته بذلك المړض اللعېن يستيقظ شاعرا بتلك الراحة الشديدة.. عندما فتح عينيه وجدها لازالت نائمة بحضنه وقبضتها تمسك بالتى شيرت الذى يرتديه.. ابتسم وتنهد بحرارة.. لم يتحرك قيد أنملة حتى لا