رواية كاملة قوية الفصول من الثانب والعشرون للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

غرفتها.. بينما هو نظر لباب غرفتها الذى اغلق للتو.. تنهد بضيق ثم قام وذهب لغرفته دون إكمال طعامه رغم أنه لم يأكل إلا لقيمات قليلة.. ألقى بجسده على الفراش وظل يفكر كثيرا بإجابة ذلك السؤال.. شعر بالصداع يغزو رأسه من كثرة تفكيره وصعوبة بالتنفس.. اتجه الى نافذة غرفته وفتحها على وسعها ثم جلس ثانية يتشمم الهواء النقى لعله يخفف صداعه او يقلل من تفكيره بالإجابة..
أما بغرفتها.. جلست على الأرض وبكت بشدة.. يؤلمها قلبها وتشعر بالطعڼة للمرة الثانية.. المرة الاولى كانت هى المظلومة والآن هى الظالمة.. لم أدخلته فى مشاكلها وذنوبها.. ليتها لم ترى الصور ولم تسمع تلك الكلمة منه.. أيثق بها الى هذه الدرجة.. وهى بكل حقارة ټطعنه بظهره.. لو لم تكن تحبه لما كانت أولته أى اهتمام وفعصته بقدمها كأنه حشرة كما ستفعل قريبا مع هشام.. أما هو.. لقد أحبته بكل جوارحها.. لكن لا.. لن تخبره بحبها.. لقد طعنته مرة.. لن ټطعنه الثانية عندما يكتشف أنها ليست شريفة.. تذكرت عندما رأت الصور صدفة
فلاش باك... كادت تخرج إلا أنها توقفت فجأة وفكرت بشىء ما.. عادت الى مكتبه قائلة فى نفسها هشام لسة منفذش تهديده.. مكن آخد أوراق متضرش يوسف وابقى استفدت إنه ميعملش حاجة وأسكته شوية من ناحيتى بحثت بالأدراج عن أى شئ فقد كان أغلبها فارغ إلا الدرج الأخير.. وجدت به ظرف أبيض متوسط الحجم.. فتحته وتلقت الصدمة.. صورها بأوضاع قڈرة مع هشام.. لقد عرفته حتى لو وجهه مشوش.. انها نفس الصور التى ارسلت لها على هاتفها قبل ذلك من رقم مجهول.. فلاش باك ثانية.. استيقظت على صوت رنين هاتفها المحمول.. نظرت لشاشته بنصف عين قتاجئت بصور لها بأوضاع مزرية مع هشام بغرفتها.. شعرت بالصدمة.. كيف.. انه ذلك اليوم الذى اتى به هشام ليأخذ الفيزا.. لقد اغشى عليها ةلم تتذكر ما حدث بعد ذلك.. ولكن يبدو أنه صورها.. اعتدلت فى جلستها وهى تفكر فى خوف شديد.. باك الثانى.. لقد نفذ تهديده وأرسل الصور.. لحظة..لقد رآها يوسف.. لم يبدى أى رد فعل حيال تلك الصور.. لقد عاملها أفضل.. كيف هذا.. أصرت فى قرارة نفسها أن تسأله عند مجيئه.. خرجت من غرفته بعدما هندمتها مرة أخرى ثم جلست أمام التلفاز تتابعه بشرود.. حينما دلف الى الشقة ولم تشعر به..
باك الأول... مسحت دموعها وقررت أن تبتعد عنه حتى لا يقع بحبها أكثر ثم تجبره على الطلاق منها.. بالتأكيد ستتعذب بهذا القرار.. لكنها ستعذبه أكثر بقربها منه.. جلست على فراشها ثم نامت بعدما أرهقها كثرة البكاء...
مرت الأيام وكانت مريم تتجاهله بشدة.. ظن هو أنها متضايقة منه لأنه لم يرد على سؤالها.. ولا يعلم ما تكتمه بقلبها ناحيته.. كان يحضر الغداء ولا تتناوله.. تجلس بغرفتها أغلب الأوقات.. بينما هو يخرج من المنزل لشعوره بالضيق ثم يعود ليلا عندما تنام.. أما حمزة فقد فعل ما طلبه منه يوسف ولكن لم تصله أى أخبار الى الآن
الفصل السادس والعشرين
مر أسبوع الزواج الذى اتخذه يوسف أجازة من شركته.. كما عادت مريم الى كليتها بعدما سمح لها يوسف بالذهاب.. فى الصباح.. استيقظ من نومه ودلف الى المرحاض.. أخذ حماما باردا لعله يطفئ ڼار قلبه التى اشتعلت من جراء تجاهلها له.. حاول معها بطرق كثيرة.. طلب منها التنزه قليلا رفضت.. دعاها على العشاء خارجا رفضت.. طلب منها الجلوس معه لمشاهدة التلفاز رفضت أيضا.. ورغم رفضها لم ييأس أبدا من محاولاته.. ولكن فاض به الكيل يجب عليه التحدث معها عند عودته من عمله.. انتهى من حمامه وخرج.. ارتدى بذلة سوداء وقميص أبيض وترك أزراره الأولى مفتوحة.. رش عطره ومشط شعره ثم ارتدى حذاء أسود لامع وساعة سوداء ثم خرج من غرفته.. وجدها تقف بالمطبخ تحاول صنع كوب من القهوة.. ابتسم لرؤية محاولاتها اليائسة.. ذهب لها ليساعدها.. بينما هى عندما رأته خرجت.. زفر بضيق ثم صنع الكوب وتركه أمامه على الطاولة ثم ذهب.. عندما خرج أمسكته وتذوقته بنهم فقد كانت رائحته تسلب العقول.. هبطت دمعة حارة على وجنتيها.. يؤلمها بعدها عنه لكن هذا الحل الوحيد.. لا تستطيع الاقتراب منه او الابتعاد عنه.. يمثل الهواء بالنسبة لها.. تارة لا تقدر على اخباره بما حدث معها وتارة تتجرأ لتخبره لكنها تغلق فمها ثانية خوفا منه.. يا إلهى ما هذه الحيرة.. أرح قلبى يا الله.. انتهت من كوبها فقامت لترتدى ملابسها.. انتقت فستان صيفى باللون الوردى سادة عليه جاكيت قصير جينز مع حجاب رقيق باللون الأبيض.. أخذت حاجياتها المهمة ثم ذهبت الى كليتها..
أما هو فعندما خرج ذهب لسيارته واتجه الى الشركة.. قابله الموظفين بالمباركات والتهانى فهم يحبونه بشدة.. بادلهم بابتسامات صغيرة ثم صعد الى مكتبه.. وجد حنين تجلس على مكتبها وتركز فى حاسوبها ولم تشعر به.. لم تنتبه الا عندما اشتمت رائحة عطر نفاذة.. تطلعت بأنظارها لترى من القادم فوجدت مديرها.. انتفضت واقفة وقالت بترحيب أهلا بحضرتك يا بشمهندس.. الف مبروك قابلها بابتسامة لطيفة قائلا شكرا يا آنسة.. الله يبارك فيكي وعقبالك خجلت من الكلمة الأخيرة فشكرته.. طلب منها أن تخبر حمزة بضرورة مجيئه ثم دخل مكتبه بينما هى فعلت ما طلب.. عندما دلف أمعن النظر فى كل ما حوله.. اشتاق الى مكتبه وشركته وعمله وكل انش بها.. جلس على مكتبه.. كاد يفتح حاسوبه الا أنه توقف عندما سمع دقات الباب ودلف حمزة بابتسامة واسعة.. قال حمزة بترحيب يا صباح اللى بتغنى واحشنى ياض احتضنه بشوق.. فبادله يوسف العناق.. جلسا سويا على الكرسيين أمام المكتب.. أمعن حمزة النظر بوجه صديقه... قال بتركيز مالك نظر له يوسف مندهشا كيف علم ما بداخل قلبه.. إنه صديقه منذ الرابعة بالتأكيد سيشعر به.. رد بهدوء مزيف ولا حاجة.. كنت عايزك فى موضوع لم يغفل حمزة عن محاولة صديقه لتغيير الموضوع.. سايره ولكنه قرر أنه يعرف ما به.. رد بجدية خير قال يوسف مبتسما مش انت كنت مستنينى آجى الشركة عشان تتقدم لحنين.. هديك أجازة فى اليوم اللى هتروح فيه لباباها وان شاء الله لو وافقت.. فى خطوبتك ليك أجازة 3 أيام نظر له حمزة بسعادة قائلا ذة انا هقوم حالا احدد معاد مع باباها خرج مسرعا تاركا وراءه يوسف يضحك على جنون صديقه داعيا الله فى سره أن يتمم له على خير.. اتجه حمزة الى قسم الحسابات وذهب الى محمود والد حنين.. اندهش محمود من وجود حمزة أمامه.. قال حمزة مبتسما لو سمحت يا أستاذ محمود عايز حضرتك فى موضوع رد محمود بطيبة أكيد يا ابنى اتجها سويا الى مكتب حمزة.. أجلسه أمامه على الكرسى وطلب لهما كوبين من القهوة.. قال حمزة بارتباك ان.. انا.. يعنى.. كنت طالب ايد الآنسة حنين قال جملته الأخيرة بسرعة وهو مغمض العينين.. ابتسم محمود على شكله وقال بحنان انا مش هلاقى لبنتى عريس أحسن منك وكفاية أخلاقك.. شرفنا فى أى وقت رد حمزة
تم نسخ الرابط