رواية كاملة قوية الفصول من الثانب والعشرون للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
من الفرح والحماس لأنها انتصرت عليه وتضحك من كل قلبها فقد كانت سعيدة حقا .. نسى ما حل به وتأمل ضحكاتها وفرحتها الطفولية.. ستقتلينى يوما ما يا حوريتى.. بعيدة وقريبة بنفس الوقت.. أشعر أحيانا بأنك من الممكن أن تقبلينى بحياتك.. وأحيانا بأنك تكرهيننى ولا تطيقين جلوسى معك.. أصابتنى الحيرة بسببك.. أفاق من شروده بها وهى تقف أمامه وتلوح بيدها أمام عينيه بابتسامة ساحرة.. قالت بمرح طفولى اندهش منه انا جعانة انفلتت منه ضحكة قائلا اقعدى هناك وانا شوية وجاي.. متتحركيش من مكانك عشان محدش يشوفك بشعرك دة قال جملته وهو يشير على كرسى بمكان بعيد عن مرأى الناس قليلا.. ابتسمت له ونفذت مطلبه.. بينما هو اتجه الى محل صغير للفول والطعمية.. أتى بالكثير من الساندوتشات والمخلل بمختلف أنواعه ثم ذهب لها.. تشممت رائحة الطعام فانفتحت شهيتها بدرجة كبيرة.. جلس أمامها على الكرسى وأعطى لها الطعام.. تناولته بنهم شديد وقالت وهى تلوك الطعام بفمها تعرف انى أول مرة آكل الأكل دة ومن محل فى الشارع كمان.. بس طعمه حلو اوى قالت جملتها الأخيرة وفمها ممتلئ بالطعام جعلته ينفجر بالضحك حتى ظهرت غمازتيه اللتان زينتا ثغره.. تأملته شاردة.. هذه المرة الأولى التى تراه يضحك فيها الى تلك الدرجة.. سحرها بضحكته الرجولية التى زادته وسامة.. زادت دقات قلبها واندفع اللون الأحمر الى وجنتيها.. نظرا لبعضهما عدة دقائق.. أول من أفاق كان يوسف قائلا بمرح عندك استعداد تسابقينى لحد البيت بعد ما كلتى قامت قائلة بحماس اة طبعا.. يلا اتجها سويا الى خط البداية.. بدأ يوسف بالعد حتى الرقم 3 ثم اندفع الاثنان بكل طاقتيهما كل منهما يريد الفوز على الآخر.. كان يوسف قد بدأ يشعر بالتعب لكنه تحامل على نفسه حتى يصل الى خط النهاية بينما مريم كانت تجرى ببطئ بسبب كمية الطعام الكبيرة التى تناولتها.. بعد 10 دقائق أعلن يوسف انتصاره بوصوله الى عمارة منزله.. توقف وهو يلهث واضعا يديه على ركبتيه بينما مريم كانت تجر قدميها وراءها حتى تصل اليه.. قال يوسف ضاحكا عندما جلست أمامه على رصيف الطريق تلهث بشدة دى بدى ضحكت قائلة انا حاسة انى واكلة خروف مكنتش عارفة أجرى عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها تعالى أسابقك.. فسابقته.. فسبقته على رجلى.. وسابقنى بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقنى وجعل يضحك وقال هذه بتلك جلس يوسف بجانبها على الرصيف وظل يضحك على ذلك الموقف كلما تذكر شكلها وهى تجرى وراءه.. شاركته الضحك والمارة ينظرون إليهم بدهشة فقد كانت الساعة تدق الثامنة والنصف وقد بدأ الناس بالذهاب إلى أعمالهم.. عندما وجد يوسف الشباب ينظرون إليها بوقاحة.. قال بحدة مفاجئة يلا نطلع اندهشت من تغيره المفاجئ ولكنها سبقته الى شقتهما بينما صعد وراءها.. أغلق باب الشقة وجلسا على الأريكة بتعب.. ضحكت بخفوت فابتسم لها قائلا أظن انتى لو نمتى دلوقتى مش هتصحى الا بالليل وافقته ضاحكة فهى من أصحاب النوم الثقيل.. كادت تدلف الى غرفتها الا أنها توقفت عندما قال لها مبتسما تصبحى على جنة نظرت له مندهشة قليلا من كلمته.. وأيضا من تغير مزاجه المفاجئ.. من عدة دقائق فقط كان يحادثها بحدة والآن يبتسم ويحادثها بتلك اللطافة.. تداركت نفسها وبادلته الابتسامة قائلة وانت من أهل الجنة دلفت الى غرفتها وذهب هو أيضا الى غرفته.. ألقى بجسده على الفراش بإنهاك.. ثم غط فى نوم عميق من شدة تعبه دون تبديل ملابسه..
صباح اليوم التالي.. استيقظ يوسف من نومه شاعرا بإرهاق شديد.. جلس على فراشه حتى يتمالك نفسه.. تذكر عدم استطاعته على الجرى أمام مريم أمس.. ابتسم فى نفسه بسخرية.. لقد كان يجرى بالنادى مسافة ثمانين مترا بوقت قليل والآن يجرى بشارعه الذى لا يتخطى العشر أمتار بصعوبة وكأنه لم يمس الألعاب الرياضية يوما.. قام ودلف إلى حمامه بعدما أخذ منشفة كبيرة.. خرج بعد ربع ساعة لافا المنشفة على خصره ..التف للخزانة لينتقى ملابسه.. كانت مريم قد استيقظت منذ فترة لعدم استطاعتها على النوم الا على فترات متقطعة.. فتحممت وارتدت قميص طويل نسبيا يصل الى ركبتيها باللون الأحمر الداكن بحمالات رفيعة ومفتوح من الظهر وعليه روب أطول منه.. مرتدية حذاء منزلى بنفس اللون وتركت لخصلات شعرها العنان منسدلة وراء ظهرها مع عطر أنثوى قوى والقليل من مساحيق التجميل.. فكرت بتحضير الفطور اليوم.. ذهبت الى المطبخ وحاولت تجهيز أى شئ إلا أنها زفرت يائسة وخرجت من المطبخ متجهة الى يوسف لعله يساعدها.. دقت الباب كثيرا ولم تجد رد.. ظنت أنه لايزال نائما.. فدلفت للداخل حتى توقظه لتفاجئ به يقف أمام خزانة ملابسه يعطيها ظهره لا يرتدى سوا منشفة حول خصره.. لم يشعر بدخلوها الا عندما سمع شهقة أنثوية.. التف بدهشة فوجدها واقفة بهيئتها المغرية.. ابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر الى قميصها الذى ابرز مفاتنها.. بينما هى قد اندفعت اليه غير مدركة أنه لا يرتدى شيئا.. جعلته يلتف بينما هو لا يفهم ما الذى تفعله...قطع تساؤلاته صوتها يقول پصدمة اية اللى فى ضهرك دة رد بتساؤل فى اية ردت بذهول ضهرك مليان علامات حروق وفى چروح قديمة التف لها دون أن يرد فتسائلت بحيرة العلامات دى من اية رد بجمود مرات ابويا نظرت له بذهول وقد ألجمتها الصدمة.. أكانت زوجة أبيه تعذبه الى تلك الدرجة..ان اثار الحروق لازالت واضحة فى ظهره لم تنضب.. كان يتحمل كل ذلك.. كيف.. نظرت له بعيون دامعة بينما هو رفع وجهها وقال بهمس ممكن تنسى اللى شوفيته دة وخلينا فى دلوقتى هزت رأسها مةافقة وقالت محاولة تغيير دفة الحديث انا كنت جاية اصحيك عشان نحضر الفطار سوا انتبه الى ما ترتديه ثانية فأشاح بأنظاره محاولا التحكم فى نفسه قائلا بهدوء ماشى.. هلبس وجاى خرجت دون أن ترد من شدة حرجها عندما انتبهت أنه لا يرتدى شيئا ثم ذهبت للمطبخ.. بينما هو ظل واقفا عدة دقائق.. خطرت له فكرة بباله فابتسم بخبث وقد قرر تنفيذها.. خرج وراءها دون ارتداء ملابسه كما قال.. وجدها تقف أمام الثلاجة وقد بدا عليها الحيرة.. وقف وراءها تماما لا يفصله عنها الا بضعة سنتيمترات.. شعرت بأنفاس ساخنة تخترق رقبتها من الخلف فالټفت ما لبثت أن شهقت بفزع لمرآه.. كادت تسقط إلا أنه التقطها بين ذراعيه سريعا.. نظر لها بسحر أسكرها.. ظلا كذلك لعدة دقائق حتى أفاقت مريم أولا وأفلتت نفسها من ذراعيه.. ابتعد هو عنها وقد أفاق من رائحة عطرها الذى اخترق أنفه.. قالت بارتباك ظاهر ملبستش لية تحولت نظراته العاشقة الى خبث ومكر قائلا فى مشكلة ردت بتلعثم ل.. لا أبدا رد مبتسما ليزيد من احراجها طب تمام.. اعملى عصير على أما أقطع سلطة ردت مندهشة هتحضر الفطار كدة نظر لها بتركيز فخجلت والټفت بجسدها تفعل ما قاله دون أن تكرر سؤالها.. ضحك فى نفسه
متابعة القراءة