رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

طريقنا ذهب ياسين وخالد للسيارة مرة أخرى.. بينما حمزة ضغط على المكابح وسار فى طريقه ثانية دون ان يتحدث.. وكذلك كان يوسف.. فكان ينظر من النافذة بشرود كبير.. يفكر فى حاله هذه الأيام.. هو يشعر بنفسه.. لقد تغير كثيرا.. آه لو تعلمون مدى الألم الذي أعانيه يوميا وأخفيه عنكم حتى لا أتلقى نظرات الشفقة.. لا أريد ان أكون ضعيفا.. لا أريد أن أكون عاديا.. أريد أن أكون ملهما.. أريد أن ينظر لى شخص ويقول بسببك أنت لم أستسلم هذا ما أريده.. بعد مرور ربع ساعة وصلوا أخيرا الى المكان المقصود.. ترجل حمزة من السيارة ولازال يوسف شاردا فقال وهو يحرك يده أمام عينيه يوسف.. وصلنا انزل يلا أفاق يوسف من شروده.. فهبط من السيارة ودلفوا جميعا للداخل.. جلس كل منهم على كرسى مخصص.. وبدأ 4 أشخاص فى عملهم..
بينما بفيلا يوسف الراوى.. تجلس ياسمين فى غرفتها وتتحدث في الهاتف قائلة لحنين بسرعة يا بنتى قدامنا حاجات كتير لسة ردت حنين بسرعة انا وصلت اهو افتحى لى فتحت ياسمين البوابة فدخلت حنين وحدها قالت ياسمين بتساؤل امال عمو وطنط فين ردت بإيجاز هييجوا بالليل ان شاء الله أومأت موافقة ثم صعدتا الى الأعلى.. كانت حنين تحمل بيدها الفستان الذى سترتديه.. دخلوا للغرفة فبدأت الاثنتان بتحضير بعض الماسكات وجلستا لتبدآن بتجميل أنفسهما....
أصبحت الساعة تدق الخامسة.. بفيلا عبدالله الراوى.. كان الفريق قد انتهى من تجميل مريم.. فكانت تبدو ساحرة ټخطف الأنظار.. وضع لها القليل من المساحيق فهى جميلة بدونها.. قامت وارتدت فستانها الوردى.. وقامت امرأة من الفريق بضبط الحجاب على وجه مريم بطريقة رائعة فكانت كالملاك بوجهها الدائرى.. وقد زادها الحجاب جمالا فوق جمالها.. كيف لا وهو يرضى ربها..
أما عند الحلاق فقد انتهى أربعتهم.. لم يشعر يوسف بعدد الساعات التى قضاها فكان شاردا أغلب الوقت.. ركبوا السيارتين وعادوا للفيلا مرة أخرى.. سمع يوسف ضجيجا يأتى من الأعلى فعلم أن حنين مع أخته.. قال لياسين متطلعش عند ياسمين روح البس فى اوضتك وخد خالد معاك أومأ موافقا وصعد الإثنان لغرفة ياسين كما قال ليتجهزا.. بينما وجه حديثه لحمزة يلا احنا كمان قام حمزة معه وصعدا لغرفة يوسف.. دخل حمزة الحمام أولا فأخذ حماما باردا وارتدى بذلته وخرج.. وقف أمام المرآة فكانت بذلته لها سروال أسود وچاكيت باللون الأحمر الداكن وياقة الچاكيت سوداء وتحته قميص أسود وبيبيونة بنفس لون الچاكيت.. مشط شعره وضبط لحيته فكان يبدو وسيما بشدة.. بينما يوسف دخل عندما خرج حمزة.. انتهى بعد دقائق من حمامه وخرج.. ارتدى بذلته الرمادية.. ورش عطر Dior.. مشط شعره الطويل للوراء وضبط لحيته الكثيفة.. نظر له حمزة وقال بتصفيرة اعجاب دة انت هتتخطف من مريم انهاردة نظر له يوسف بحدة فقال بارتباك اقصد عروستك يعنى ثم غير الموضوع قائلا انا نازل للشباب بقى زمانهم خلصوا.. هبط الإثنان سويا للأسفل فوجدا ياسين يجلس على الاريكة مرتديا بذلته الكحلية.. وخالد يجلس أمامه مرتديا بذلة سوداء وقميص أبيض ورابطة عنق حمراء.. كانوا جميعا وسيمين لدرجة كبيرة ولكن يوسف أكثرهم وسامة.. أقبلت عليهم الفتاتان وحنين مرتدية فستان باللون الأحمر الداكن كبذلة حمزة.. به ورود صغير باللون الكافيه.. وعليه خمار وحقيبة صغيرة وحذاء ذو كعب عالى بنفس لون الورود.. وياسمين مرتدية فستان باللون الرمادى.. منقوش عليه بالدانتيل الوردى وعليه خمار وحذاء مغلق ذو كعب عالى وحقيبة صغيرة باللون الوردى أيضا.. كانتا تهبطان من على الدرج كالملائكة من ملامحهما الجميلة والطفولية.. كان قلبى حمزة وخالد يقرعان كالطبول داخل صدريهما فور رؤيتهما تلك الفتاتان اللتان سلبتا عقليهما وقلبيهما سويا.. لم تكونا تعلمان بوجود الرجال فلما رأوهم خرجتا بسرعة لفيلا عبد الله.. ونظرات العاشقان تتابعانهما فى حب خالص.. قال يوسف مازحا انت يا حاج انت وهو امسكوا نفسكم شوية.. انا شكلى هخلى المأذون يكتب كتابنا احنا ال 3 نظر له خالد وحمزة ثم قالا بلهفة ياريت انا جاهز ضحك عليهما يوسف ثم قال وهو يجذبهم للخارج طب يلا يا بابا انت وهو.. نبقى نشوف موضوعكم دة بعد فرحى ان شاء الله ذهبوا جميعا للفيلا المجاورة وقد دقت الساعة الثامنة.. حضر جميع المدعوين.. بما فيهم المأذون.. جلس الرجال بالخارج فكانت الحديقة مكتظة برجال الأعمال.. عندما دخل يوسف وجد أمامه عادل شكرى يبتسم له بسماجة قائلا له بفرحة مزيفة وهو يمد يده ليسلم عليه الف مبروك يا يوسف باشا.. انا قلت برده لازم اعمل الواجب واحضر كتب الكتاب وهتلاقينى فى الفرح برده نظر يوسف ليده الممدودة وتجاهلها ثم قال ببرود أهلا وذهب لعمه بصحبة الشباب بعدما نظروا له بازدراء.. تاركين وراءهم عادل يشتعل غيظا وهو يتوعد له..
بالداخل كانت فريدة تجلس على احدى الطاولات وحولها قطيعها من نساء المجتمع الراقى.. قالت إحداهن بتكبر ازاى توافقوا تعملوا الخطوبة وكتب الكتاب هنا.. بنت فريدة الحسينى لازم يتعمل خطوبتها فى افخم قاعات مصر ردت فريدة بغيظ أصل ملحقناش نحجز بقى كل حاجة جات بسرعة ردت المرأة وهى تلوى شفتيها باشمئزاز ابقوا عوضوها فى الفرح بقى نظرت لها فريدة بحدة ولم ترد.. كانت ترى نظرات صديقاتها لما حولهن من الزينة بتقزز فاشټعل الڠضب بداخلها.. رغم أن الزينة كانت رائعة ومبهجة ولكن ماذا سنقول لقلوب ملأها الطمع والحقد..
أما بغرفة مريم كانت معها أصدقائها من الكلية والنادى.. مشغلين الأغانى الصاخبة ذات الكلمات البذيئة التى يحبها أغلب جيل الشباب فى هذا الزمن.. يرتدين ملابس قصيرة وضيقة لا تستر شيئا.. يضعون المكياج الصارخ.. كانت مريم ترقص وتتمايل معهن.. بعد قليل جلست على فراشها تلتقط انفاسها.. جلست بجانبها احدى صديقتها.. قالت لها وهى تشير للحجاب بتهكم انتى هتعرفى ترقصى بالبتاع اللى على راسك دة ردت مريم بضيق نفسى اخلعه بس بابى مستحلف لى نظرت لها بسخرية ثم قامت لتكمل رقصها...
كانت الأناشيد الإسلامية تملأ المكان بكلماتها العذبة والجميلة وأتى يوسف بفرقة الدف فكانوا يملأون الأجواء بالفرح والبهجة.. بعد قليل هدأت الأناشيد وعم الهدوء.. جلس المأذون بين عبد الله ويوسف.. وحمزة وخالد شهود على عقد القران.. كان يوسف يشعر بالسعادة تملأ قلبه فهل يا ترى ستكتمل ام يحدث شئ.. بدأ المأذون بتلقين كلاهما بعض الكلمات.. وأفاقت مريم من شرودها عندما اتى لها والدها بالكتاب لتمضى بموافقتها.. وسمعت صوت يوسف بعد قليل من مكبر الصوت يقول بفرحة قبلت زواجها تهللت الزغاريد من الفتيات وبعض النساء الموجودين وكانت حنين وياسمين تجلسان وحديهما فى مكان بعيد بعض الشئ.. فهما لم تريدا ازعاج مريم وهى تجلس بصحبة أصدقائها.. قال المأذون مبتسما بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير خطڤ ياسين المنديل قائلا بمزاح هات دة بقى يمكن أبقى بعدك ضحك الجميع عليه.. وتعالت الأناشيد مرة أخرى وبدأ يوسف بوضع الطعام مع العمال بتواضع وهو يبتسم للمدعوين.. دقت الساعة الحادية عشرة.. فانفضت الحديقة من الناس وكذلك الفيلا عدا صديقات مريم فقد أصروا
تم نسخ الرابط