رواية كاملة قوية الفصول من التاسع للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ساعة.. وصل ودلف للداخل ثم صعد لغرفته مباشرة دون أن يرى ياسين وياسمين.. جلس على فراشه وفتح أحد أدراج الكومود الساكن بجانبه.. أمسك علبة دواء وظل ينظر لها بنظرات تائهة.. ثم وضعها بالدرج مرة أخرى واستلقى على ظهره دون أن يخلع ملابسه.. بعد مرور عدة دقائق وهو مازال على وضعه.. سمع صوت سيارة بالأسفل فنظر من نافذة غرفته وجدها سيارة حمزة.. استغرب من وجوده الآن فلم يتركه إلا منذ عدة دقائق قليلة.. لماذا أتى إلى هنا.. قطع تساؤلاته وهبط إلى الأسفل فتح الباب فوجد من يحتضنه بقوة لدرجة أنه قد عاد عدة خطوات للخلف.. فقال مندهشا فى اية يابنى.. انت كويس.. دة انا لسة سايبك من نص ساعة ابتعد عنه بجسده فوجد الدموع بعيون صديقه.. نظر له پصدمة قائلا بقلق الشركة حصل لها حاجة.. حنين رفضتك هز حمزة رأسه نافيا فقال يوسف پغضب ممزوج بقلق من حال صديقه أمال فى اية يا بنى آدم نظر له حمزة پخوف من فقدانه.. لقد كان أخيه وسنده من صغرهما.. كان يقف بظهر الجميع يحميهم.. لم يقف أحد بجانبه فى ضيقه غيره هو.. لا يتخيل فقدانه.. قال له پبكاء لية مقولتليش إن عندك ورم فى المخ نظر له يوسف بدهشة كبيرة ثم أخذ بيده وصعدا لغرفته حتى لا يسمعه أحد.. ثم قال بتساؤل انت عرفت منين تذكر أن حمزة معه مفاتيح المكتب وبالتأكيد قد فتح الدرج ورأى الأوراق.. كيف نسى هذا الأمر.. لعڼ غباءه ثم أكمل قائلا لقيت الورق فى الدرج صح هز حمزة رأسه بإيجاب ولازال يبكى بصمت.. فقال يوسف مبتسما طب واية المشكلة بټعيط لية نظر له حمزة پصدمة تلك المرة ثم قال انت مش زعلان هز يوسف رأسه نافيا ثم قال وهزعل لية.. دة ابتلاء من ربنا وانا صابر وراضى ثم أكمل مبتسما ربنا بيقول ولنبلونكم بشئ من الخۏف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات وبشر الصبرين والرسول صلي الله عليه وسلم قال إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط أزعل لية بقى كان حمزة يسمع له بدهشة.. من أين أتى بكل ذلك الرضا والصبر.. ابتسم له باطمئنان فبادله حمزة الابتسامة ثم قال بتساؤل وهو حزين على صديق عمره طب انت عرفت منين رد يوسف شارحا روحت لدكتور مخ وأعصاب عشان موضوع ايدى اللى مش بعرف اسوق بيها دى وقلت له على الأعراض التانية اللى بتحصل لى بقالها فترة.. وعملت اشاعة وعرفت حكى له يوسف ما حدث داخل غرفة الطبيب..
فلاش باك.. عندما أعطى يوسف الاشعة للطبيب.. تطلع بها قليلا ثم نظر للشاب الذى أمامه.. إنه لازال بأول حياته كيف سيتلقى ذلك الخبر.. تمالك نفسه ثم قال بحزن انت مؤمن بربنا وعارف إنه مش هيبتليك بحاجة وحشة وكل اللى بيحصل لنا خير لينا.. انت عندك ورم فى الفص الأيمن من المخ.. الإيجابي في المړض دة إنه حميد يعنى هيروح بالكيماوى.. مش هنحتاج عملية.. بالكتير 3 شهور كل اسبوع 3 جلسات وان شاء الله هتبقى كويس كان يوسف يستمع له بهدوء ثم قال انا عايز دوا مسكن للصداع.. مش هاخد جلسات كيماوى نظر له الطبيب بدهشة من هدوءه الشديد وصعق عندما أكمل كلامه ثم قال المسكن هيفيدك حاليا لكن بعد كدة الصداع هيزيد والجسم هياخد ع المسكن ومش هيبقى له فايدة يعنى دة مجرد حل مؤقت رد يوسف بهدوء عارف.. عايز حضرتك تدينى مسكن ومش هاخده الا لما اكون مش قادر أستحمل الصداع ظل الطبيب يطالعه بنظرات مندهشة ثم أعطاه مسكن قوى كما طلب.. أخذه يوسف وخرج ليعود لسيارته ومعه الآشعة
باك.. عندما انتهى يوسف من حديثه نظر له حمزة بحدة ثم قال پغضب بعنى اية مش عايز تاخد كيماوى.. المسكن دة مش هيعمل لك حاجة رد يوسف بهدوء انت عارف يعنى اية كيماوى يا حمزة لم يرد بل انتظر ليكمل فقال يوسف يعنى هفضل نايم فى السرير مش قادر اقوم من كتر تعبى بسبب الكيماوى.. يعنى مش هعرف أروح شركتى ولا أعمل شغلى اللى بعشقه ومقدرش أغيب عنه.. يعنى مش هلعب رياضة زى الأول.. يعنى أكلى كله هيبقى بحساب.. يعنى حاجات كتير أوى صعب إنى أستحملها ل شهور ثم أكمل بعدما جلس على فراشه لعدم قدرته على الوقوف يعنى هبقى ضعيف يا حمزة.. مش عايز أشوف نظرة الشفقة فى عيون الناس.. مش عايزهم يعيطوا عشانى ولا يزعلوا بسببى.. كل دة كتير عليا يا حمزة احتضنه حمزة بقوة أملا فى أن يبث به بعض من قوته ليقاوم.. كان يطمئنه ويقول له لا تقلق أنا معك.. سنواجه العالم سويا ربت حمزة على كتفه ثم قال مشجعا انا عارف إنك قوى وبتستحمل وعلى طول فى ضهرى وضهر الكل وبتسندهم.. عايزك تفضل جامد كدة على طول.. حيطة متتهزش.. وانا هبقى معاك دايما وهساعدك.. اتفقنا يا صخرة ابتسم له يوسف بامتنان.. جلس معه حمزة ما يقارب الساعة حتى يخفف عنه ثم ذهب عائدا الى الشركة...
بينما يوسف قد بدل ملابسه بأخرى منزلية.. فارتدى سروال قطنى باللون الكحلى وتى شيرت أبيض ثم جلس على فراشه يفكر بحياته القادمة.. إن أمامه الكثير لينجزه.. يجب عليه السفر لإحضار أثاث المنزل.. وتجهيزات الزفاف أيضا.. ظل يرتب أموره بعقله ثم غط فى نوم عميق بعدما أنهكه التعب...
أما خالد فكان يجلس بمكتبه فى شركة والده.. يعمل بنصف عقل.. فقلبه متعلق بحوريته الصغيرة.. لقد كنت أراك دائما كأختى الصغيرة.. أما المرة الأخيرة عندما سحرتينى بجمالك وخمارك.. لا أعلم ما الذي حدث لى.. لقد سلبتى منى عقلى وقلبى.. أفكر بك ليل نهار.. لا أرى غيرك فى وجوه جميع الفتيات.. ما بك لتفعلى بى كل هذا يا صغيرتى.. تنهد بشوق ثم أكمل عمله بشرود...
أما ياسين كان نائما بفراشه.. يفكر بالفتاة التى يفترض أنها زوجة أخيه.. لم يخرج من غرفته منذ عودته من كليته.. كان يؤنب نفسه مرارا وتكرارا على تفكيره بها.. لم تعلق قلبى بك الآن.. لم الآن وأنت زوجة أخى.. كيف أخون ثقته بى وهو يعتبرنى ابنه وليس أخيه فقط.. كيف أطعنه بظهره.. وهو يظن أنى أعتبر زوجته كأختى وهى ليست كذلك بالنسبة لى.. تنهد بحرارة وحزن كبير.. ثم وضع الوسادة على رأسه غاصبا نفسه على النوم حتى يمتنع عن التفكير بها....
أما حنين كانت شاردة بمن دق قلبها له منذ أن رأته.. من عندما يحضر تقرع دقات قلبها كالطبول وتتورد وجنتيها خجلا من وجوده معها.. أصبحت تفكر به كثيرا وتعود لتؤنب نفسها داعية الله إن كان به خيرا فليكتبه زوجا لها...
فى صباح اليوم التالى.. كانت الساعة تدق الثانية عشر ظهرا.. استيقظ يوسف يوسف على صوت أذان الظهر.. انتفض فزعا ونظر لساعته ثم ضړب جبهته بيده قائلا انا نمت كل دة
تم نسخ الرابط