ازاى.. مسمعتش منبه صلاة الفجر وفاتت عليا ظل يؤنب نفسه على عدم صلاته فى الموعد.. فدخل حمامه تحمم وتوضأ ثم صلى صلاتى الصبح والظهر.. فتح خزانة ملابسه وانتقى منها بذلة كحلية وقميص أبيض.. ارتداهم مع حذاء أسود لامع ورش عطره وارتدى ساعته ثم ذهب لغرفة ياسمين فوجدها لازالت نائمة.. أيقظها بهدوء قائلا ياسمين.. قومى يا حبيبتى صلى الضهر ونامى تانى تململت فى فراشها ثم قالت بنعاس حاضر هقوم اهو قبل جبينها فابتسمت هى ثم خرج قاصدا غرفة ياسين.. وجده مستيقظا ويقف أمام نافذة غرفته.. دق الباب فلم يرد.. كان شاردا جدا.. دخل يوسف ووضع يده على كتف أخيه فانتفض فزعا.. قال يوسف يهدأه اهدى يا بنى دة انا هدأ ياسين ثم بانت على ملامحه الارتباك.. لا يستطيع النظر إلى عينيه يشعر بأنه يخونه.. قال يوسف مبتسما صباح الخير.. صليت الضهر رد ياسين بتلعثم ل..لا لسة.. هتوضى واصليه ربت يوسف على كتفه بحنان ثم اتجه للخارج قائلا انا رايح الشركة بقى.. سلام زفر ياسين أنفاسه التى كان يكتمها.. ثم تنهد بضيق من نفسه.. توضأ ووقف بين يدى ربه داعيا أن لا يجعله يفكر بها.. ثم انتهى وجلس يذاكر محاضراته...
أما يوسف فقد استقل سيارته.. سمى الله فى سره حتى لا تقف يديه فجأة وهو يقود كالعادة.. بعد ربع ساعة.. كان قد وصل أسفل الشركة بسلام.. فحمد ربه ثم ركن سيارته وصعد للأعلى.. وجد حنين تجلس على مكتبها فسألها وهو يغض بصره عنها قائلا حمزة وصل ولا لسة شعرت بدقات قلبها التى تزايدت فور سماع اسمه ثم قالت بارتباك اة وصل من ساعة كدة أومأ بإيجاب ثم دخل مكتب حمزة بعد أن سمح له بالدخول.. ابتسم حمزة فور رؤيته قائلا بمزاح ناموسيتك كحلى يا بشمهندس رد يوسف مبتسما مش بإيدى بقى.. المهم عايزك تجيب لى أكبر قدر ممكن من الشغل عشان أخلصه انهاردة لإنى مسافر دمياط بكرة ان شاء الله قطب حمزة جبينه ثم قال بتساؤل لية.. وراك اية هناك رد بهدوء هجيب عفش البيت هز حمزة رأسه بإيجاب فقال يوسف يلا هات لى الورق المهم أمسك حمزة بحزمة أوراق قليلة ثم أعطاها ليوسف.. فقال بدهشة دول بس قال حمزة كاذبا اة.. مفيش شغل مهم أوى هخلصه أنا امضى انت على الاوراق دى بس فأومأ يوسف موافقا ثم ذهب لمكتبه.. بينما حمزة قال فى نفسه مش عايز اتعبك يا صاحبى.. هشيل عنك اللى اقدر عليه عشان ترتاح ...
أما بمكتب يوسف.. جلس على كرسى مكتبه وبدأ بإنهاء الأوراق.. بعد مرور نصف ساعة.. كان قد انتهى منها.. فجلس يكمل عمله على حاسوبه الشخصى.. بينما الصداع قد بدأ يحتل رأسه.. تجاهله وتابع عمله مرة أخرى.. لكنه توقف عندما بدأ الصداع يتزايد.. أمسك رأسه پألم عدة دقائق.. أصبحت رؤيته ضبابية.. فأغلق عينيه وأرجع رأسه للوراء.. ظل يلهى نفسه بذكر الله.. لكنه لم يداويه الا بضعة دقائق.. أصبح الصداع كالمطارق التى ټضرب رأسه.. أخرج علبة الدواء من جيبه.. نظر لها قليلا ثم وضعها مرة أخرى وقال بتحدى لا مش هاخدها... لازم أستحمل.. دة انت الصخرة يا يوسف.. مش حتة صداع هيعمل فيك كدة ظل يشجع نفسه ويذكر ربه فى سره.. حتى هدأ الصداع قليلا وبعد دقائق كان قد اختفى.. فابتسم يوسف بارتياح وبدأ فى إكمال عمله بحماس...
بفيلا عبد الله الراوى.. بالتحديد في غرفة مريم.. كانت تجلس على كرسى أمام المرآة وتضع مساحيق التجميل.. عندما انتهت أمسكت هاتفها واتصلت بهشام.. بعد مرور دقيقة.. رد عليها أخيرا.. قال هشام بحب مزيف عاملة اية يا حبيبتى ذابت فى كلمة حبيبتى التى ينطقها ثم قالت بهيام كويسة يا حبيبى.. مش هتيجى لى نشوف بعض بقى.. وحشتنى اوى وانا مش عارفة أخرج من البيت رد هشام باعتذار مصطنع معلش يا قلبى مش هعرف آجى لك الأيام دى أصلى مشغول أوى ردت بحزن ماشى يا حبيبى مفيش مشكلة ظلا يتحدثان بعض الوقت.. وكان يذيبها بكلماته المعسولة التى ما هى الا قناع مزيف ليحصل منها على ما يريد.. بعد قليل أغلق الخط.. قال له شادى الذى كان يجلس بجانبه فى الملهى بقى المزة تقول لك تعالى وانت ترفض ضحك هشام بصوت مقزز قائلا انا بشويها على ڼار هادية هخليها تنفذ اللى انا عايزه ولو اتلوحت معايا ومنفذتش.. صورها معايا هذلها بيها.. و تبقى تشوف اللى بيكسر كلمة هشام بيحصل له اية.. انا هورى عيلة الراوى العڈاب الوان ثم ضحك عاليا مرة أخرى.. وشادى يفكر فى نفسه كيف يستغل تلك المريم لصالحه....
بالشركة.. كان يوسف قد أنهى الكثير من الأعمال.. فأخذ هاتفه ومفاتيحه ثم عاد لمنزله.. دلف لغرفته بعدما اطمئن على ياسين وياسمين.. أخذ حماما باردا وكاد يخرج إلا أنه توقف فجأة وأخفض رأسه للحوض.. ثم ألقى كل ما فى جوفه.. كانت تلك المرة أصعب من المرات الفائتة.. شعر بمعدته تؤلمه بشدة كما أصبح الصداع يعاوده مرة أخرى.. فتوضأ وصلى العشاء.. ثم ألقى نفسه على الفراش مجبرا نفسه على النوم حتى يتناسى ألمه..
أما بمكان آخر.. كان عادل شكرى يجلس بالملهى يشرب الخمر حينما سمع هشام وشادى يتحدثان عن عيلة الراوى وكيف ينتقمان منها.. فابتسم بخبث وذهب لهما قائلا انا ممكن اساعدكم.. انا زيى زيكم عايز انتقم منهم.. بس مش من مريم دى انا عايز انتقم من يوسف الراوى نظر له الاثنان بدهشة ثم قال هشام ببرود وانت مين انت عشان تيجى تكلمنا اصلا رد عادل بثقة انا عادل شكرى صاحب مصانع الحديد والصلب نظرا له ثم قال شادى بتهكم وانت هتساعدنا ازاى قال عادل بمكر انا هقولك ..