رواية جديدة قوية الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لأجلك
عمتك سيدة رائعة وانا معجبة بها كثيرا
زوجة عمك لطيفة جدا
لميس تبدو رائعة حقا
خالد لن أستطع أن أتبين شخصيته بعد
دينا ايضا مثله
سوزان غير محبوبة رغم جمالها الواضح
اما حوراء
صمتت لوهلة قبل أن تكمل بسخرية _
هي الوحيدة التي أستطيع تقييم شخصيتها دون الحاجة الى مرات أخرى لرؤيتها
سألها بترقب لترد بجدية _
متعجرفة مغرورة لا تطاق
نظر اليها بدهشة قبل أن يهتف پغضب مكتوم _
وماذا فعلت لك كي تنعتيها بكل هذه الصفات !
ردت بجدية _
نظراتها تكفي
رد بوجوم _
حسنا انا لا أنكر إنها مغرورة و متعجرفه لكنها ما زالت لا تعرفك
قاطعته بجدية _
مهما كان لا يحق لأي شخص أن يرمي غيره بنظرات استهزاء واضحة كما فعلت هي حتى لو كان شخصا عابرا يمر في الشارع لا يحق ابدا هذه سخافه حقا
لم أحبها أبدا اسفة ولكنني لا أعرف المجاملة مع شخص لا يستطيع مجاملتي كان بإمكانها المجاملة على الاقل لكن تحيتها لي ونظراتها المستفزة واضحة
حسنا دعك منها حوراء هكذا مع الجميع تقريبا هذه شخصيتها
قالت بسرعة _
لست مهتمة أبدا وحتى لو بقيت هكذا على الدوام لن أهتم أشخاص مثلها تجاهلهم هو أكبر إستفزاز لهم
بعد مرور اكثر من شهر
كانت تجلس أمامه في احد المطاعم الشهيرة الذي دوما يرتادها
حدقت به وهو يضع هدية عيدميلادها أمامها فإدعت عدم الإهتمام وهي تفتحها رغم فضولها الشديد لرؤية ما جلبه لها
حسنا لقد أحسن الإختيار فهي تعشق كل ما له علاقة بالتكنولوجيا
أما قيصر فتأمل ملامحها السعيدة ليبتسم بخفة وهو يفكر إنه لم يجلب لها المجوهرات كما يعتاد أن يفعل مع نساؤه بالعادة بل وحتى مع اخته حوراء ووالدته فهو يعرفها جيدا ويعرف إنها ليست من النوع الذي يعشق المجوهرات وإنها ستفضل هدية كهذه على أي شيء آخر
أكملت وهي تمط شفتيها _
لكنها غالية حقا لا يوجد داعي لإن تكون هديتك غالية كثيرا
رد بهدوء _
انت زوجتي ولا شيء يغلى عليك
نظرت إليه بصمت وعقلها يشرد بعيدا وتحديدا طوال الشهر المنصرم
حسنا لقد سافر قيصر بعد العزومة بيومين ولم يعد إلا قبل إسبوع بسبب صفقة مهمة في الخارج
كانت تشعر حقا بالرغبة في أخذ هدنة لكنها تعود وتنهر نفسها فهو لا يستحق
أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول _
كل عام وانت بخير يا شمس
ردت بهدوء _
وانت بخير
عاد وقال بجدية _
لقد أصبحت فتاة عشرينية يا شمس أتمنى أن تنضجي أكثر وتستوعبي أهمية المرحلة القادمة من حياتك
اذا كنت تتحدث من جهة العمر فأنا لا أعترف بوجوده لإن الشباب شباب الروح كما يقولون وأنا روحي ثابتة لا تتغير مهما ازداد عمري وإذا كنت تتحدث عن زواجي منك فإطمئن أنا سأتزوجك خصيصا كي أجعلك ټلعن ذلك اليوم الذي رأيتني به بل وټلعن كل النساء بعدما تسعى جاهدا للتخلص مني
زفر أنفاسه بضيق ثم قال _
الى متى يا شمس ! هل سنبقى هكذا الى الابد ! انظري نحن تزوجنا زفافنا بعد شهرين ماذا بعد !
ماذا بعد ! سنتزوج وسأجعلك تكره حياتك باذن الله ثم تطلقني وانتهي منك
هل تظنين الأمر بهذه السهولة !
قالها بسخرية قبل أن يكمل بجدية _
ألا تخافين حقا مني وما سأفعله بك اذا إستمريت على هذا النحو بعد الزواج !
ردت بهدوء غريب _
أتوقع منك الكثير ومستعدة له
أكملت وهي تبتسم بتهكم _
ماذا ساتفعل مثلي ! ستضرب ! ستجبرني على تصرفات واشياء لا ارغبها ! اتوقع منك كل شيء
بهذه البساطة !
سألها بتمعن لترد ببساطة _
نعم بهذه البساطة وأكثر انا لا أخاف منك حقا ماذا سيحدث اسوء من إجباري على الزواج بك ! هيا أخبرني
مشكلتك إنك لا تنسين هذه النقطة بتاتا يا شمس ترفضين النسيان والتعايش
ومشكلتك إنك لا تترك غرورك وتسلطك ابدا ترفض التغيير دائما رغم سوء طباعك
أكملت وهي تراقب جمود ملامحه _
مهما حدث ومهما فعلت وحاولت أن تغريني بتصرفاتك المنمقة وهداياك الثمينة ستظل الرجل الذي هددني بعائلتي أكثر من مرة ولأكثر من سبب رجل تزوجته مجبرة لإنني أعلم جيدا إنه لا يمكنني الفرار من سلطته
حل الصمت المطبق بينهما لتجده ما زال محتفظا بجموده للحظات قبل أن يشير الى النادل يسأله عن الطعام
بعد مرور اسبوعين آخرين
اغلق الملف وهو يعود برأسه الى الخلف متنهدا بتعب
لقد أهلكه العمل من جهة وتفكيره بشمس من جهة اخرى
لم يرها منذ اسبوعين
لم يرغب برؤيتها بعد حديثهما الأخير
هناك أشياء بداخله كثيرة اشياء لا يفهمها حسنا كل شيء يعاكس المنطق ولأول مرة يشعر بإنه اخطأ في إجبارها على الزواج
لكن لا حل آخر أمامه سوى الإستمرار في هذه الزيجة فهو بالطبع لن يطلقها
حسنا ربما عليه أن يتحملها ويتجاهلها كليا أفضل له
لكن كيف سيفعل ذلك عندما تعيش معه وتنام على سريره !
كيف سيتجاهل رغبته بها ويسيطر على إنفعالاته نحوها !
هي الآن بعيدة لكن عندما تقترب سيكون من الصعب جدا التجاهل
أطلق تنهيدة قصيرة قبل أن ينتبه الى صوت رنين هاتفه ففتحه ليجد ريتا تتصل به
أغمض عينيه بتعب وهو يتذكر محاولاتها في إقناعه لزيارتها وهو تحدثه عن شوقها له
حسنا هو بالفعل يحتاج لها يحتاج لإمرأة تريحه قليلا من اعباء هذا اليوم الثقيل وأعباء روحه
وبالطبع لا يوجد افضل من ريتا لهذا
هي تفهمه للغاية وتعرف كي تجعله يرتاح كليا
نهض من مكانه مقررا التوجه إليها وهو يفكر إنه سيجد الراحة هناك بالتأكيد
بعد حوالي ساعة كان يجلس في صالة الجلوس في منزلها بينما هي بجانبه تهتف به بصوتها الأنثوي _
تبدو مرهقا للغاية
رد وهو مغمضا عينيه _
كثيرا يا ريتا العمل لا ينتهي المشاكل لا تنتهي
ضمت شفتيها وهي تمنع نفسها من إخباره إن كل شيء يحدث معه بسبب خطبته لتلك الفتاة لتقول بدلا عن ذلك _
ما رأيك أن تأخذ حماما سريعا !
فتح عينيه ليجدها تقوم من مكانها وهي تهتف بسرعة _
سأجهز لك الحمام بسرعة
تابعها وهي ترحل ليحمل كأسه ويرتشف منه القليل قبل أن ينهض من مكانه ويتجه نحو غرفة النوم استعداد لأخذ حماما
متابعة القراءة