رواية جديدة قوية الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
عاد ينظر أمامه بوجه جامد بلا تعابير واضحة فتنظر حوراء بدورها بعيدا عنه وهي تعيد كلام حاتم داخل رأسها وتقارنه بكل ما يحدث لتتوصل الى حقيقة واحدة إن كل ما قاله حاتم صحيح وإن خالد لن يشعر بها يوما
_
مر الحفل سريعا وأوشك على الإنتهاء عندما وقف خالد خارج القاعة يتحدث مع صديق له قد حضر الحفل متأخرا
تارا الهاشم بنفسها هنا
ثم أكمل وهي تتقدم نحوه وقد استطاعت أن ترسم إبتسامة عذبة على ملامحها التي كانت جامدة منذ لحظات _
اليوم تأكدت إنني أكثر رجل محظوظ في هذا العالم
رفع كفها نحو انه مقبلا إياه لتهتف به بصوتها العذب _
رد بعدما حرر أناملها من كفه _
بخير يا هانم وأنت كيف حالك !
أكمل وهو يشير الى خالد الواقف جانبه بملامحه الهادئة _
دعيني أعرفك على صديقي خالد عمران
سألته وهي تمد يدها نحوه ليلتقطها خالد في كفه _
أنت ابن عم قيصر أليس كذلك !
اومأ برأسه دون رد لتهتف بجدية بعدما حرر يدها من يده _
أنت لا تظهر في الصحافة مثله لهذا لا أعرفك سوى بالإسم
خالد لا يحب الظهور الإعلامي ابدا يا تارا هو يحب أن يكون بعيدا عن أعين الصحافة ووسائل الإعلام
ابتسمت تارا بخفة وهي ترد _
ليتني أستطيع فعل هذا انا الأخرى
قال مهند وقد تذكر لتوه أمر الشائعة _
صحيح سمعت تصريحاتك بشأن تلك الشائعة التي خرجت عنك وعن قيصر
أردف مشيرا الى خالد _
ابن عمك هذا داهية بحق لقد استطاع أن ينفي كافة الشائعات عنه وعن تارا بسلاسة غريبة
عفوا هل الهانم هي نفسها تلك المغنية التي تحدثوا عن زواجها العرفي من قيصر !
ألم تكن تعلم ذلك !
سأله مهند بدهشة حقيقية بينما نظرت إليها تارا بتعجب فهل يعقل ألا يكون يعرفها !
أجاب خالد ببرود _
لقد قرأت الخبر مثلي مثل الجميع وقرأت الإسم لكنني بالطبع لم أحفظه
ضحك مهند بعدم تصديق _
أكمل بنفس التعجب _
إنها تارا الهاشم يا خالد تعتبر أشهر مغنية في البلاد والمنطقية العربية عموما هل يعقل إنك لا تعرفها !
ألقى نظرة عابرة عليها ثم قال وهو يعاود ببصره نحوه _
أخبرتك إنني لا أعرفها ربما لإني لست مهتما كثيرا بعالم الموسيقى و المشاهير وأخبارهم
ولكنني بالطبع تشرفت بمعرفتك يا هانم
ضغطت على شفتيها بقوة كي لا تتفوه بكلمة لا تليق بهذه الجلسة فهذه المرة الأولى التي تتعرض بها لموقف سخيف كهذا
أجابت بملامح صلبة ونبرة هادئة _
الشرف لي يا بك
ثم أشارت الى مهند متجاهلة خالد _
عن إذنك يا مهند يجب أن أذهب الآن
ثم إبتسمت له بخفة قبل أن تشمخ برأسها وهي تسير مبتعده عنهما ليهتف مهند ما إن رحلت _
ما هذا الذي فعلته يا خالد !
سأل خالد _
ماذا فعلت !
رد مهند بسرعة _
أحرجتها كيف تقول إنك لا تعرفها !
أجاب خالد بلا مبالاة _
لإني حقا لا أعرفها
قال مهند منزعجا _
كان بإمكانك أن تجاملها
ثم أكمل بعدم استيعاب _
مع إنني لم أستوعب حتى الآن كيف لم تعرفها ! هل يوجد احد في المنطقة لا يعرف تارا الهاشم !
زفر خالد أنفاسه وهو يرد بملل _
ما بالك يا مهند ! قلت إنني لا أعرفها لماذا تبالغ في الأمر الى هذا الحد!
لو كنت عرفتها من قبل ما كنت لتنساها أبدا
قالها مهند بهيام ليهز خالد رأسه مستنكرا وهو يهتف به _
من الجيد إذا إنني لم أعرفها مسبقا ولا أنوي التعرف عليها فيما بعد
الفصل السادس عشر
بعد مرور يومين
وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها بضيق فاليوم ستذهب الى منزل قيصر حيث ستقابل عائلته لأول مرة بعد الخطبة
كم تكره ذلك فهي تدرك جيدا إنها لن ترتاح هناك أبدا
زمت شفتيها بعبوس قبل أن تحمل أحمر شفاهها وتضعه بإتقان على شفتيها وهي تفكر إن كل شيء يجري بسرعة كبيرة
سمعت صوت رنين هاتفها فعلمت إنه جاء لتلقي نظرة أخيرة على إطلالتها قبل أن تحمل هاتفها وتضعه في حقيبتها ثم تحمل الحقيبة وتخرج إليه بعدما أغلقت باب المنزل جيدا فعائلتها خرجوا قبلها في زيارة لعائلة عمها
ولأول مرة تشعر إن والدتها وأختها محظوظتان بهذه الزيارة فمهما بلغت سماجة وسخافة زوجة عمها وبناتها فلا تقارن بتلك العائلة التي ستزورها بعد قليل
خرجت من المنزل لتجده يقف مستندا على سيارته ينتظرها لتسير نحوه برأس مرفوع بينما يتأملها هو مليا بتلك الملابس الأنيقة للغاية رغم بساطة تصميمها فعلم إنها تجيد إنتقاء الملابس في الزيارات المهمة كهذه وهذه نقطة لصالحها بالطبع
مساء الخير
قالتها بخفوت ليرد بهدوء _
مساء النور
ثم فتح لها الباب لتدلف الى الداخل وهي تفكر إنه يتصرف حقا كرجل نبيل رغم عجرفته وتسلطه المزعجين
ركب بجانبها وأدار مقود السيارة بعدما شغلها
سألها وهو يقود السيارة _
كيف حالك !
ردت بهدوء _
بخير
ثم فكرت إنه لم يتواصل معها بعد الخطبة سوى مرة واحدة سأل فيها عن أحوالها وأخبرها بأمر تلك العزومة
حدق بها للحظة متأملا ملامحها الساكنة ونبرتها الهادئة قبل أن يعود بأنظاره نحو الأمام متمنيا في داخله أن تكون هكذا على الدوام
أما هي فكانت تعبث بأناملها وخاصة ذلك الخاتم الماسي الذي يزين سبابتها وقد عادت بذاكرتها الى الخلف حينما أجبرها على ارتدائه بدلا من ذاك الذي اختارته هي وبالرغم من كونها توعدته كثيرا لكنها لم تفعل شيئا فهي ما إن إنتهت الحفلة حتى ركضت الى سريرها تختبئ به دون أن تفكر بأي شيء آخر
بعد لحظات شعرت بالضجر والملل فهتفت بضيق _
ألا تحب سماع الأغاني !
رد وهو يضع تركيزه على الطريق أمامه _
ليس كثيرا بإمكانك أن تفتحي ما تحبينه عن طريق هاتفك
أخرجت هاتفها بسرعة ثم أخذت تشغل إحدى الأغاني التي تسمعها في الآونة الأخيرة
لحظات ونظر إليها قيصر بدهشة قبل أن يهتف بها _
ما هذه !
رد بتعجب _
اغنية بنت الجيران بالتأكيد سمعتها من قبل إنها رائعة وتجعل الشخص يرقص لا اراديا
قاطعها بملل _
أعرفها لكن لا بالطبع لا أحب سماعها افتحي لنا شيئا يستحق السماع او لا تفتحي
رفعت حاجبها بدهشة مما قاله قبل أن تهتف بخفوت _
معقد
سألها _
ماذا قلت !
أجابت وهي تمنحه ابتسامة صفراء _
لم أقل شيئا
ثم أكملت بنبرة ذات مغزى _
بالطبع انت
متابعة القراءة