رواية جديدة قوية الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

نحوها وعلى شفتيه إبتسامة خبيثة 
نظر قيصر الى ذلك الشاب الذي يحيي شمس بهدوء وإبتسامة غير مريحة ترتسم على شفتيه قبل أن يتجه نحوه وهو محتفظا بإبتسامته مرددا _
مبارك لك يا عريس 
أكمل معرفا عن نفسه _
انا أيمن ابن خالة شمس 
أكمل وهو يهمس له بخبث _
وحبيبها الأول وكنت سأصبح خطيبها لو لم تقتنصها أنت وتغريها بأموالك ونفوذك 
سيطر الجمود على ملامح قيصر الذي نظر الى شمس بملامح قاتمة بعد رحيل ابن خالتها لتنظر إليه بتوجس فيهمس بجانب اذنها _
تعالي معي 
وقبل أن تتحدث أشار الى أختها التي تقدمت نحويهما بتعجب من مناداته عليها وقال _
شمس تشعر بالقليل من الإرهاق سوف أخذها الى غرفة الإستراحة كي ترتاح قليلا وتتناول شيئا باردا يخفف من إرهاقها لن نتأخر على الحفل 
أومأت ربى برأسها متفهمة بينما جذب قيصر شمس من كفها وسار بها خارج القاعة وفي داخله يحمل لها الكثير 
لفصل الخامس عشر 
الجزء الثاني 
دلفت الى داخل الغرفة پخوف لتغمض عينيها وهي تسمع صوت إغلاق الباب خلفها بهدوء 
فتحت عينيها وإلتفتت نحوه تسأله بملامح متأهبة _
ماذا قال لك أيمن !
رد بهدوء وثبات وهو يقترب منها على مهل _
قال كل خير 
أردف بعدها وهو يتأمل عينيها المترددتين وملامحها المرتبكة _
أخبريني أنت ماذا تتوقعين أن يكون قد قال لي !
لا أعلم 
قالتها بصدق لينظر إليها بصمت غريب قبل أن يهتف متسائلا _
هو من كان يريد خطبتك أم لديك ابن خالة غيره !
ردت بصوت خاڤت _
هو لا يوجد لدي ابن خالة غيره أصلا 
عاد وسألها بنفس الهدوء _
متى خطبك أول مرة !
نظرت إليه بتعجب من سؤاله فقال وهو يلوي فمه بعدم رضا _
والدتك قالت إنه خطبك مسبقا لكنكم رفضتم الخطبة لإنك كنت صغيرة وقتها وأنت في التاسعة عشر من عمرك الآن لذا تسائلت عن السن الذي خطبك فيه 
كنت في الثانوية عندما خطبني لأول مرة !
قالتها بضيق خفي من حديثهما بهذا الموضوع الذي انتهى منذ مدة ليعاود سؤالها ويبدو إن تحقيقه لا ينوي أن ينتهي _
هل كان يحبك كي يخطبك في هذا السن الصغير !
حدقت به لوهلة قبل أن ترد ببساطة _
أيمن لا يحب أحدا أيمن لا يحب سوى نفسه 
تشكلت إبتسامة متهكمة على شفتيه قبل أن يهتف بنظرات إحتدت فجأة _
وأنت ! هل كنت تحبينه ! 
نظراته ونبرته القوية وملامحه الحادة جعلتها تعجز عن الرد وقد سيطرت عليها فكرة واحدة فقط في هذه اللحظة 
ما الذي أخبره به أيمن كي يجعله يفتح هذا التحقيق معها !
لماذا لا تجيبين ! تحدثي هيا 
قالها بصوت غليظ لترد بسرعة _
نعم كنت 
إشتدت نظراته للحظات قبل أن تعود لجمودها وهو يسأل بقوة _
والآن ! هل ما زلت تحبينه !
هزت رأسها نفيا وأجابته بصدق _
كلا لم أعد أحبه منذ وقت طويل 
أردفت بعدها بصراحة مطلقة _
ليس لأجلك بالطبع فأنا أخرجته من قلبي وعقلي قبل رؤيتي لك بشهور قطعت كل حبال الوصل بيننا وكنت سأرفض الزواج به حتى لو لم تظهر في حياتي 
سألها بهدوء سيطر عليه بعدما أخبرته كل شيء بصراحة رغم إنه يعرف جيدا إنها تقصدت أن تخبره بوضوح إنها لم تنس أيمن بسببه كي لا يصور له غروره إنها فعلت ذلك لأجله _
لماذا !
أجابت بعدما تنهدت بصوت مسموع _
لإنه فاسد يعرف الكثير من الفتيات اللاتي يخدعهن بإسم الحب ثم يتركهن بعدما يأخذ منهن ما يريده كمثل العديد من شباب ورجال هذا الزمن 
هل حاول أن يلمسك يوما أو !
سألها بشراسة لتجيبه بفتور _
بالتأكيد لا أنا لا أسمح له بشيء كهذا ألا تعرفني !
رد بثقة لا يمنحها لأي أحد _
بالطبع أعرفك جيدا يا شمس وأثق بك لكنني قصدت أن يلمسك بالإجبار 
هتفت بحنق _
تحرش يعني 
احتقنت عيناه بقوة لترد بسخرية مريرة _
إذا كنت خائڤا من كونه فعل ما فعله أخيك بي مسبقا فإطمئن لم يفعل ذلك ولم ېلمس شعرة واحدة مني حتى 
تشنجت ملامحه كليا وسيطر شعور الإختناق عليه ليتحرك بعيدا عنها متجها نحو النافذة يتأمل السماء المظلمة بالخارج فيسمعها تسأله بنفس السخرية _
هل إنتهيت من تحقيقك أم ما زال هناك المزيد من الأسئلة !
لم يجبها بل ظل في مكانه يتأمل الخارج لتزفر أنفاسها بملل ثم تجلس على الكنبة كي تستريح قليل فهي حقا مرهقة للغاية وتود إنتهاء تلك الحفلة كي تعود الى المنزل وترتاح قليلا 
ظلت تتأملها وقد شردت به قليلا 
لا تنكر إنه يبدو من الخارج رجل مثالي بوسامته وجاذبيته وتلك الهالة التي تحيط به وما يمتلكه من ثقة وذكاء مفرطين 
تعلم إنه رجل اعمال ناجح جدا وسمعته أمام الملأ لا غبار عليها فالجميع يتحاكى عنه وعن أخلاقه وسمعته واسم عائلته 
فاحش الثراء وذو مركز مهم في البلاد يجعله يتحكم بالكثير 
لكن رغم كل هذا هو ليس كما يبدو من الخارج 
هو رجل متسلط مغرور وحقېر أيضا 
رجل هددها كثيرا وعاملها كشيء مسلم به مستغلا نفوذه وسلطته في ذلك 
رجل أجبرها على الكثير من الأشياء وآخرها الزواج منه 
رجل جعلها تبكي مرارا وأفقدها رغبتها في الحياة 
ربما لو كانت تهتم كثيرا بالأموال والسلطة لكانت وجدت شيئا واحدا يجعلها تفكر فيه بشكل مختلف 
ربما لو لم تكن لديها طموحات مختلفة لكانت أعطت لنفسها فرصة في قبوله 
لكن هناك أشياء كثيرة تجعلها تنفر من هذه الزيجة عموما 
أولها رغبتها في الحياة بشكل مختلف عن نمط حياته 
هي فتاة صغيرة تهوى الكثير من الأشياء التي لن تعجبه أبدا
فتاة تتصرف بعفوية مطلقة تضحك وتمرح ولا تعرف أن تسير على نهج معين كما يفعل هم وأفراد عائلته 
فتاة حرة لن تستطيع التقيد بتصرفات معينة تليق بطبقته العليا 
لم تكن هذه مشكلتها الوحيدة معه وإن كانت هذه المشكلة الأهم 
لكن حقيقة كونها تطمح للكثير من الأشياء في دراستها وعملها تسيطر عليها فهي لم تكن تنوي الزواج حاليا ولا حتى في السنوات القادمة حتى إنها سخرت من نفسها قبل مدة عندما تذكرت رغبتها بقبول طلب أيمن خطبتها وهي تفكر إنها كانت غبية وبلهاء كي تقيد حياتها في زيجة ستتم مباشرة بعد تخرجها من جامعتها دون أن تعيش سنها كما ينبغي وتحقق طموحها في مجال العمل 
هذين السببين إضافة الى ما فعله هو وأخوه بها يجعلان المسافة بينهما بعيدة للغاية ونسبة قبولها له أقل من واحد بالمئة حتى !!
تراجعت الى الخلف لا إراديا عندما شعرت به يحدق بها وقد استوعبت لتوها إنها كانت بدورها تتأمله أثناء شرودها 
اقترب منها ثم وقف أمامها ولمس ذقنها ليرفعه وهو يسألها بجدية _
أين شردت !
ولأول مرة تجد لسانها يجيب بدلا عنها بما كان يختلج صدرها _
تم نسخ الرابط