رواية جديدة قوية الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
كل ما يحدث خطأ خطبتنا خطأ وجودي معك وزواجي منك خطأ كل هذا خطأ لن يدفعه ثمنه سواي
حل الصمت بينهما ما إن نطقت آخر كلمه لتنظر إليه بملامح جادة تنتظر منه ردا على ما تفوهت به ليهتف أخيرا _
وربما العكس ربما يكون زواجك مني أفضل شيء يحدث لك في حياتك لا أحد يعلم
قالت بهدوء _
أنا لا أناسبك وأنت كذلك لا تناسبني كلانا من عالم مختلف والآسوء من ذلك إن كلينا يمتلك فكرا وروحا تختلفان عن الآخر
رغم إنني لا أعلم ما السبب الحقيقي وراء إصرارك على الزواج مني لكن عليك أن تعلم شيئا واحدا مهما حدث ومهما طال زواجنا سوف يظل هناك مئة حاجز بيني وبينك وأولها أخوك وما فعله وأنت وما فعلته بدورك معي
توقفت عن حديثها لتجده يرد بصوت جاد _
حسنا قد يكون ما تقولينه صحيح لكن هذا لا يمنع إن لا أحد يعلم ماذا سيحدث مستقبلا وكيف ستتطور الأمور بيننا
للأسوء ستتطور للأسوء يا قيصر كن واثقا من ذلك
رد بصوت هازئ _
أحب فيك تفاؤلك الدائم يا شمس
هتفت بغيظ _
طول عمري كنت متفائلة ومستبشرة خيرا بما هو قادم حتى أتيت أنت وفقدت معك كل معاني التفاؤل
نظر إليها مطولا ثم قال فجأة _
هل تعلمين إنك تبدين جذابة للغاية الليلة وقد شعرت للمرة الأولى إنك إمرأة حقا ولست صبية صغيرة لا تفعل شيء سوى التفوه ببعض الكلمات الحمقاء !
أعلم ذلك مثلما أعلم جيدا إنك لن ترى مني هذا فيما بعد فاليوم أنا مضطرة لذلك كوني العروس للأسف
وبدلا من أن يغتاظ منها بسبب حديثها كانت ترتسم أبتسامة خفيفة على شفتيه ليهمس وهو يقترب منها أكثر _
لا تعلمين ربما يوما ما ستسعين للظهور كإمرأة بحق على الدوام لأجلي
ابتعد يا لك من واثق مغرور خفف غرورك يا رجل فالغرور نفذ من البلد بسببك
ابتسم بخفة قبل أن يقترب منها مرة آخرى مرددا _
أحب ملامحك كثيرا حينما تنزعجين او تغتاظين من شيء ما في الحقيقة أحب ملامحك في كل حالاتك بشكل يدهشني للغاية
حدقت به بعدم تصديق غير مستوعبة إن من يغازلها قيصر عمران بنفسه
شعرت بسبابته تتحرك فوق شفتيه تتلمسها وتضغط عليها برقة ارتجف جسدها لأجلها فصاحت به _
لا تفعل
سألها بصوت ماكر _
أفعل ماذا !
ردت بخفوت _
لا تفعل ما تفكر به
سألها بنفس المكر _
وبماذا أفكر !
أجابت وهي تتأفف بضيق من إسلوبه هذا _
يكفي يا قيصر أنت تعلم عما أتحدث جيدا
_
أين المشكلة إذا فكرت في تقبيلك بل وقبلتك أيضا ! أنت زوجتي ويحق لي أن أفعل معك ما هو أكثر من التقبيل
ضمت شفتيها بقوة وقد سيطر عليها الإحراج الشديد من كلماته ليكمل وهو يلتهم جسدها النحيل بنظراته _
أظن إنني سأقدم موعد زواجنا
جحظت عيناها وهي تهتف بفزع _
ماذا ! بالطبع هذا لا يجوز
هتف بصوت منبسط _
لا تقلقي الى هذه الدرجة من زواجنا فأنا أعدك إن كل شيء سيكون أروع مما تتخيلين
وقبل أن ترد بما سيضايقه هتف بها بجدية _
دعينا نخرج لقد تأخرنا كثيرا على الضيوف
ثم جذبها من كفها وخرجا سويا متجهين الى قاعة الحفل من جديد
في قاعة الحفل
كانت حوراء تتابع خالد بعينيها وهو يقف مع مجموعة من المعارف يتحدث معهم لكن ما جذب إنتباهها حقا هي تلك الفتاة التي تحاول لفت انتباهه بوضوح من خلال توجيه الحديث له مرارا بينما وجدته يجيب على حديثه برزانة وإبتسامة مجاملة كالمعتاد
نهرت نفسها على ما تفعله وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه فهو ليس لها ولن يكون
هو لم يشعر بها يوما ولن يفعل
وجدت حاتم يجلس على طاولتها وهو يحييها بهدوء قبل أن يسألها عن حالها _
كيف حالك يا حور !
ردت بهدوء وقد بدت ملامحها منطفئة الليلة _
بخير
تناول حاتم القليل من الماء قبل أن ينتبه إليها وهي تلقي نظرة عابرة على خالد ثم تشيح بوجهها بعيدا عنه
إلى متى يا حوراء !
نظرت إليه متسائلة بعدم فهم _
عفوا ماذا تقصد يا حاتم !
رد بهدوء وهو يتجه بأنظاره نحو خالد _
إلى متى تمنين نفسك بما لن يتحقق !
اضطربت قسمات وجهها ليكمل بجدية _
لم يحبك يوما ولن يفعل لا تعيشين بأوهام لا يمكن ان تتحول الى حقيقة يوما
ولأول مرة تضعف نظراتها أمامه وهي التي دوما ما كانت قوية واثقة متعالية لا تضعف أمام أي أحد حتى حاتم الذي تعرفه منذ ولادتها ويوما ما كان بمثابة أخ حقيقي لها لكن مع مرور الزمن تغيرت وأصبحت مختلفة عن قبل وموقف واحد جمعها مع حاتم حطم تلك المحبة الخالصة التي كانت تكنها له فهي كانت تراه مثل قيصر معطية نفس المرتبة لكليهما
تأمل ملامحها التي سيطر عليها الهوان لينهرها بقوة _
إياك يا حوراء إياك أن تضعفي ولو للحظة
أكمل بجدية _
لم أقل لك هذا كي تضعفي او ټنهاري أنا وددت أن أخبرك بوضوح إنه لا يستحق لا يستحق مشاعرك تلك
أكمل بجدية _
أنت تستحقين من هو أفضل منه تستحقين رجلا يحبك ويحارب لأجلك خالد لن يكون هذا الرجل أبدا يا حوراء خالد لن يفعل أي شيء لأجلك شخصيته معقدة وقاتمة بشكل يجعله لا يرى سوى ذاته ومهما حدث لن يفضلك على نفسه
كانت تعلم كل هذا وتدركه جيدا
فخالد دوما ما كان هكذا
وهو بالطبع لن يتغير لأجلها ولا لأجل أي أخرى سواها
عاد تنظر إليه تشرد في كلمات حاتم الصادقة لمدة قبل أن تجده يبتعد عن تلك المجموعة متقدما نحو طاولتهما المشتركة لتعود ببصرها ناحية حاتم فتبتسم له لأول مرة منذ زمن طويل قبل أن تهتف به _
أشكرك كثيرا يا حاتم كلامك مهم جدا بالنسبة لي
هتف بها ممازحا _
وأخيرا قررت العفو عني والإبتسام لي يا حور
نظر الى خالد الذي جلس بجانب أخته التي تتحدث مع دينا وبجانبهما سوزان التي تجلس بجانب علياء بملامح باردة ليجده يتناول القليل من عصيره دون أن يلقي نظرة واحدة عليهما او يهتم بمعرفة ما يحدث رغم إنه يجلس أمامهما مباشرة وحديثهما سيصل إليه بالتأكيد خاصة بعدما إنخفضت الموسيقى
ردت حوراء بهدوء _
كنت منزعجة منك للغاية يا حاتم بسبب ما حدث في الماضي
رد بتهكم _
نعم أعلم
هتف بعدها مشيرا الى خالد _
كيف حالك يا خالد !
رد خالد بفتور _
بخير يا حاتم
ثم
متابعة القراءة