رواية جديدة قوية الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لأول مرة شعرت إنه ليس إختيارها هي أظن ذوقها مختلف نوعا مع ولا ترتدي هذا النمط من الفساتين
سألتها شمس بهدوء _
وهل رأيت ما أرتديه مسبقا حتى تحكمي على ذوقي ! لا أظن إننا إلتقينا من قبل أليس كذلك !
اتجهت انظار الجميع الى سوزان التي ردت بوداعة مفتعلة_
انا لم أقصد شيئا سيئا انا
قاطعتها شمس بنفس الهدوء _
ابتسمت سوزان بحرج بينما صدح صوت هند منهيا هذا الحديث _
أنت تدرسين الهندسة يا شمس أليس كذلك !
ردت شمس بجدية _
نعم أدرس في قسم هندسة الحاسوب
هذا رائع سوف يكون لديك مكانا في شركات العائلة في المستقبل
قالتها علياء لتهتف شمس بصوت جاد _
وما هي طموحاتك !
سألتها سوزان بنبرة بدت لها هازئة لترد شمس بثقة _
أنا أطمح للعمل كمعيدة في الجامعة بعد التخرج وإكمال الدراسات العليا أما العمل فلم أقرر بعد كيف سأعمل بعد التخرج لإن تخصصنا فيه عدة مجالات مناسبة للعمل
هتفت كوثر متهمكة _
انت بالطبع تمزحين زوجك يمتلك أكبر شركات في البلاد وانت تتحدثين عن العمل كمعيدة ولا أعرف ماذا أيضا غيرك يطمح للحصول على أي وظيفة في شركاتنا
انا لا امزح لكل شخص وجهة نظره أنت ترين العمل كمعيدة شيئا غير مهما لكنني أرى العكس من منظوري الشخصي انت ترين شركاتكم حلم لأي شخص وانا لا ارى ذلك ليس من الضروري أن تتوافق نظرتنا للشيء لكن من الضروري أن نحترم وجهات نظر بعضنا
نظر إليها قيصر بأعجاب شديد من ثقتها وهدوئها بل وجوابها المنمق ولم تكن هي وحدها من نظرت لها بذلك بل ماثلها الجميع تلك بإستثناء سوزان وكوثر التي أصرت على حديثها وهي تكمل _
وهل هذه مسؤوليتهم أم مسؤولية الدولة التي لا تقوم بتعيينهم بسبب عدم وجود مشاريع عامة تابعة للحكومة من الأساس فأصبحت جميع المشاريع هنا تابعة للقطاع الخاص من شركات داخل البلاد وخارجها وطبعا أصحاب الشركات لديهم معايير خاصة في إختيار موظفينهم عموما والتي تخدمهم هم حصريا لا الخريجين من حولهم
قالها خالد الذي كان يتابع الحوار منذ الأول لتتجه أنظار قيصر نحوه والجميع أيضا ليكمل موجها حديثه لها _
جميع الشركات مثلا حتى شركاتنا تستخدم معايير محددة ثابتة منذ الأزل عند تعيين الموظفين حتى طريقة قبول المقدمين للوظيفة لدينا ما زالت ثابتة لا تغيير فيها
وما بها طريقة اختيار الموظفين يا خالد ! نحن نختار موظفينا بناء على أسس ثابتة
قاطعه خالد بجدية _
وما هي هذه الأسس يا قيصر ! الخبرة طبعا اللباقة وحسن التصرف وأشياء اخرى لا داعي لذكرها لإنك تعرفها لكن ماذا عن القدرات والمواهب الفذة في العمل لبعض الشباب حديثي التخرج ! ماذا لو ركزنا على أشخاص ربما في الوهلة الأولى تراهم مجرد خريجين عاديين للغاية لكن ما إن نرى عقولهم سننبهر بما يمتلكونه من ذكاء ونباهة وابداع في العمل
سأله قيصر بقوة _
وماذا تقترح يا خالد أن نفعل بشأن ذلك !
رد خالد ببرود _
هناك اقتراحات عديدة سأرى أيهم أفضل وأطبقه على فرع الشركة المسؤول عن أدارته مع بداية العام الجديد
لوى قيصر فمه ورد بضيق مكتوم _
جيد لنرى ستراجيتك الجديدة ماذا ستفعل ربما أطبقها أنا أيضا اذا نجحت حقا
مساء الخير
قالتها لميس التي دلفت الى الداخل تتبعها كلا من حوراء ودينا اللتين ألقيتا التحية أيضا
تقدمت لميس نحوها وهي تهتف بترحيب _
اهلا شمس سعيدة بوجودك بيننا
نهضت شمس من مكانها وبادلتها التحية بإبتسامة هادئة لتسمع لميس تكمل _
انا لميس ابنة عم قيصر باركت لك في الخطبة لكنك بالطبع نسيتني بسبب كثرة الضيوف
اهلا بك سعدت بمعرفتك
ابتسمت لميس وهي تجلس على الكرسي الذي يوجد بجانب الكنبة بينما تقدمت دينا وقالت بإبتسامة هادئة _
وانا دينا اخت قيصر الصغيرة
ابتسمت شمس بخفة وردت _
نعم تذكرتك اهلا بك
بعدها تقدمت حوراء بملامحها الجامدة وقالت ببرود _
اهلا بك في قصرنا
ردت شمس بنفس البرود _
شكرا
قالت هند وهي تشير الى لميس _
لميس في نفس عمرك يا شمس أنت في التاسعة عشر أليس كذلك !
أومأت شمس برأسها لتهتف لميس بها _
إذا نحن مواليد نفس العام صدفة جميلة حقا ماذا تدرسين !
ردت شمس وهي تبتسم بخفة _
الهندسة
رائع وأنا أدرس الأعلام قسم العلاقات العامة
تخصص جميل حقا
قالتها شمس وهي تبتسم بهدوء وقد شعرت بالراحة نوعا ما اتجاه لميس التي بدت لطيفة كوالدتها ثم بدأت الأحاديث بين الجميع لمدة حتى أتت إحدى الخادمات وأخبرتهم إن الطعام جاهز
في الطريق الى المنزل
كانت شمس صامتة وهي تفكر بكل ما حدث اليوم
في الحقيقة بعد حديثها مع والدة قيصر لم يحدث اي موقف سيء ابدا
كوثر وسوزان لم تتحدثان ابدا
خالد هو الآخر كان ملتزما الصمت حتى إنه خرج بعد الغداء بحوالي ساعة متعللا بضرورة ذهابه لزيارة صديقه
هند وعلياء لطيفتان كالعادة
لميس رائعة وقد تحدثت اغلب الوقت معها وتفاجئت بعلاقتها الجيدة جدا مع قيصر رغم إختلافهما في الطباع
فكيف لتلك الفتاة البسيطة رغم قوة شخصيتها أن تتوافق مع قيصر الكريه المتسلط !
في الحقيقة لميس بالذات تشعر إنها لا تنتمي لهذه العائلة ليس بسبب لطفها ولكن بسبب طريقة تفكيرها وطموحاتها التي علمت عنها الكثير أثناء حديثهما طوال اليوم
دينا لم ترها كثيرا فهي خرجت بعد الغداء مباشرة الى درسها الخصوصي
اما حوراء فهذه حكاية أخرى
متعجرفة مغرورة لا تطاق
هكذا فكرت شمس وهي تتذكر ملامحها الباردة و نظراتها الهازئة الموجهة نحوها والتي قابلتها بالتجاهل التام
أطلقت تنهيدة صامتة قبل أن تسمع قيصر يسأل _
هل ستبقين صامتة هكذا ! ليست عادتك
ردت بوجوم _
صمتي لا يعجبك وحديثي لا يعجبك ماذا أفعل أخبرني !
سألها بجدية _
إذا اخبرتك ستفعلين ما أقوله !
ردت بجدية _
بل سأفعل عكسه
ابتسم بخفة لتضم شفتيها بقوة بينما سألها مرة أخرى _
ما رأيك بعائلتي عموما !
ردت بجدية _
لا أعطي رأيي بشخص رأيته لمرة واحدة لقاء عدة ساعات لن يمنحني الحق في التقييم
نظر لها بإعجاب ليسمعها تكمل _
لكن سأقول رأيي بناء على نظرتي الأولى
والدتك لا تحبني ومن الواضح إنها تمثل الهدوء
متابعة القراءة