رواية جديدة قوية الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
شيء رغم عودتها الى قصرها ومكوثها فيه فادي الذي لا أعرف عنه شيئا وكلما سألت أخيك قال إنه بخير ويحتاج للإنفراد بنفسه قليلا وفوق هذا كله زواج أخيك الذي يقترب هذا بالذات لا أستطيع تقبله يا إلهي سأموت في حسرتي وأنا أراه يتزوج بتلك الفتاة
مطت حوراء شفتيها وهي تقول _
اتركيه ماما اتركيه يفعل ما يشاء
بكل الأحوال لن يستمر معها مهما حدث فهي لا تناسبه اطلاقا لا تليق به وهو سيفهم ذلك في أقرب فرصة بعد الزواج
قالت كوثر بغيظ _
هل قيصر طفل صغير كي لا يدرك مدى الفرق بينه وبينها ليدركه بعد زواجها منه !
ردت حوراء بجدية _
ماما افهمي من الواضح إن تلك الفتاة تعجبه وهو يريدها الموصوع رغبة لا اكثر كل شيء سينتهي ما إن ينالها ثم يتعايش معها ويدرك مدى الفرق بينهما وخلفيتها المتواضعة تلك الفتاة أقل من تكون زوجة اه بكثير
لوت حوراء شفتيها وهي ترد_
أعلم ذلك فتاة مثلها ستتمسك به بإيديها وأرجلها من أين ستجد عريسا مثله ! هو حلم بالنسبة لها وتحقيقه معجزة
أردف وعيناها تلمعان بمكر _
ولكن نحن نستطيع أن نجبرها على الإبتعاد أليس كذلك !
ماما افهمي وتصرفي بشكل صحيح لا تضايقي نفسك اطلاقا واتبعي اسلوب الهدوء واللا مبالاة لتتزوجه وتستمع لأيام قليلة او حتى اسابيع صدقيني لن تستمع أكثر من أسبوعين ثلاثة وبعدها سوف نتصرف معها ونجعلها تفهم إن الحياة هنا أسوء مما تتصور بمراحل
هيا لا تتضايقي كل شيء سيكون بخير في النهاية سيحدث ما يرضيك
هزت كوثر رأسها على مضض بينما نهضت حوراء من مكانها وقالت _
لدي موعد مع صديقتي بعد ساعة سأجهز نفسي اراك مساءا
ثم رحلت دون أن تنتظر ردا لتصعد نحو الطابق العلوي فتتوقف في مكانها وهي تسمع خالد يتحدث مع سوزان فتتراجع الى الخلف وتخفي نفسها خلف الجدار تسترق السمع الى حديثهما
لا أفهم هل لديك مشكلة بهذا يعني !
رد خالد بجدية _
نعم يا سوزان لدي مشكلة أنا صارم للغاية في عملي وأحب الالتزام في كل شيء
قاطعته بعدم تصديق _
ما بالك تتحدث وكأنني مهملة غير ملتزمة في العمل !
رد بجفاء _
ربما لم أعمل معك من قبل لكنني أعرفك جيدا وأعرف ما سيحدث حينما تعملين معي
هل هذه نظرتك لي حقا ! هل تراني مهملة ولا أصلح للعمل معك !
كانت حوراء تستمع وهي تبتسم ليهتف خالد بضجر _
هل سنترك الموضوع الأساسي ونناقش نظرتي نحوك ! سوزان قيصر وافق ان تعملي معه ما مشكلتك أخبريني !
قالت سوزان بجدية _
أنا لست لعبة بينكم يا خالد هو رفض أن أعمل معه والآن وافق على ذلك مالذي تغير ! ولماذا وافق على عملي عنده !
زفر خالد أنفاسه ورد ببرود _
لا أعلم إسأليه
قالت بسخرية _
انت من طلبت هذا يا خالد هو لم يكن ليفعل من تلقاء نفسه
أكملت بحشرجة _
لماذا تفعل هذا ! لماذا تبعدني عنك !
صاح بها _
ما هذا الهراء ! ماذا تقصدين بكلامك !
تجمدت ملامح حوراء وهي تسمع كلام سوزان بينما أكملت سوزان بصراحة _
أنت تعرف ماذا أقصد يا خالد نحن دوما كنا أصحاب وعلاقتنا طيبة لكنك تغيرت
هتف بهدوء _
جميعنا تغيرنا يا سوزان ولست أنا فقط أنت تغيرت كثيرا ايضا أصبحت لا تفكرين بشيء سوى زواجك من قيصر
ردت پألم _
ظننت إن زواجي منه هو أفضل شيء أحصل عليه انا لم احب قيصر أبدا يا خالد رغبتي في الزواج به فقط كونه رجل مثالي وحلم لأي فتاة
ومالذي تغير الآن !
سألها بنبرة ساخرة لترد بهدوء _
تغير الكثير قيصر لا يراني من الأساس وانا بدوري لا أحبه نعم شعرت بالڠضب كونه إختار غيري زوجة له لكن هناك جزء داخلي يخبرني إن هذا جاء لصالحي فأنا لو تزوجته ما كنت لأصبح سعيدة أبدا
حسنا تفكير جيد صدقيه أفضل لك
قالها بهدوء لتسأل بحزن _
هكذا فقط ألن تقول شيئا آخرا !
ماذا يجب أن أقول !
سألها بنفاذ صبر لتهتف سوزان بجدية _
لا تدعي عدم الفهم يا خالد
أكملت بعدها بقلب خافق _
هل ما قلته كان صحيح ! هل هناك واحدة في حياتك !
رد منزعجا _
ما مشكلتك أنت يا سوزان اذا ما كانت هناك أخرى في حياتي ! بأي حق تسألينني عن شيء كهذا من الأساس !
ولماذا لا تجيب أنت !
لو قلت لك يوجد واحدة في حياتي هل سترتاحين وتتركيني وشأني !
سألته بفزع _
حوراء أليس كذلك !
جحظت عينا حوراء بعدم تصديق مما سمعته بينما قال خالد بعدم استيعاب _
أية حوراء !
ثم اتسعت عيناه ما إن إستوعب المقصودة _
تقصدين حوراء ابنة عمنا هل جننت يا سوزان ! حوراء ! حوراء يا سوزان
ابتلعت حوراء ريقها وقد شعرت بالألم يسيطر عليها لتسمع سوزان تكمل _
وما بها حوراء ! جميلة شكلا و ابنة عمك والعديد يتمناها زوجة له
رد خالد _
وأنا لست منهم
يعني ليست هي !
سألته سوزان بترقب شديد ليصيح بها بحدة _
اسمعيني جيدا يا سوزان لا تتحدثي بهذا الموضوع حتى مع نفسك حوراء بالذات لا هل ترينني غبيا لإرتبط بها
ضحكت بصعوبة وهي تردد _
لقد دافعت عنها أمامي
اعتصرت حوراء قبضتي يديها وهي تشعر بالإختناق مما تسمعه ليدرك خالد ما تقصده سوزان فيكمل _
نعم فهمت تتحدثين عن نقاشكما على موضوع العمل انا لم أدافع انا فقط قلت الحق اسمعي جيدا حوراء لا تعنيني ابدا هي مجرد ابنة عمي فقط هل فهمت !
أومأت سوزان برأسها وهي تشعر بالخۏف بينما سار خالد مبتعدا عنها وهو يشعر بالضيق من هذا الحوار الغبي
جلس حاتم بجانب قيصر الشارد ليتأمله قليلا قبل أن يهتف بجدية _
منذ مجيئك إلي قبل ساعتين وأنت لا تفعل شيئا سوى تناول القهوة والشرود قل شيئا يا قيصر
رد قيصر بهدوء _
بم يزعجك شرودي الى هذه الدرجة يا حاتم !
زفر حاتم أنفاسه بينما قال قيصر وهو ينهض من مكانه ويخلع سترته ويرميها على الكنبة _
سأذهب الى احدى الغرف وأنام قليلا
اومأ حاتم برأسه متفهما بينما سار هو الى احدى الغرف ودلف إليها ليهوي بجسده على السرير ويغمض عينيه فتتشكل صورتها أمامه ويتذكر كلماتها جيدا
لكن الغريب إنه لم يتضايق هذه المرة من كلماتها ورغبتها الصريحة بالتحرر منه بل ما ضايقه هو حزنه عليها والألم
متابعة القراءة