رواية جديدة قوية الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الخامس عشر
بعد مرور عدة ايام
وقفت شمس أمام المرآة تتأمل فستانها الأحمر ذو الحمالات الرفيعة بملامح صامتة لا توحي بشيء بينما ربى خلفها تطالعها بإنبهار شديد قبل أن تهتف بسعادة وإعجاب _
كم تبدين جميلة يا شمس ! أروع مما تخيلت
أكملت وهي تتأمل الفستان الطويل بقماشه الدانتيل _
خطيبك ذوقه رائع لقد تضايقت عندما سمحت له بإختيار الفستان وإرساله لكنني بعدما رأيت الفستان عليك أدركت إنك أحسنت بفعلك هذا الفستان يبدو وكأنه صنع خصيصا لك
يا لها من غبية لقد تصورت إنها ستضايقه بإمتناعها عن اختيار الفستان بينما برفضها الإختيار أتاحت له الفرصة بإختيار الفستان الذي يريده
نظرت الى شعرها المرفوعة بعض خصلاته من الجانبين قليلا نحو الخلف بينما بقية خصلاته تنسدل على جانبي كتفيها بنعومة
مكياجها هادئا كالعادة بإستثناء لون أحمر شفاهها الغامق
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا وهي تتذكر كافة ما حدث في الأيام السابقة
لقد استطاع إقناع والدها بأن جميع هذه الأخبار كاذبة وعزز ذلك خروج تارا الهاشم في حوار صحفي تنفي به تلك الأخبار مؤكدة في ذات الوقت إنها تجمعها علاقة صداقة مع قيصر عمران بدأت منذ تعاونهما سويا قبل عدة أعوام في اعلان تجاري كانت هي بطلته
لقد تابعت اللقاء بفضول وكم ضحكت على حديث تارا ومدحها لقيصر وأخلاقه وكم أعجبت بها أكثر بعد هذا اللقاء فهي لبقة مثقفة وواثقة من نفسها وبالرغم من نزعة الغرور الواضحة عليها إلا إنك لا تستطيع من عدم الشعور بالإعجاب نحوها
تذكرت الأيام بعدها وكيف أجبرها على الذهاب الى الطبيبة النفسية كي تتحدث معها بشأن تجربتها ومحاولة إغتصابها من قبل ذلك النذل والذي لم تعرف بعد أين إختفى وما هو ردة فعله على خطبتها لأخيه
تذكرت تلك الطبيبة الشابة والتي تدعى نسيم بملامحها الهادئة اللطيفة وكيف قابلتها بإبتسامة محببة وتحدثت معها بشكل جعلها تستريح لها كليا حتى طمأنتها على وضعها النفسي بشكل مبدئي وطلبت منها أن تزورها إسبوعيا وقد وعدتها شمس بذلك ليس لأجل قيصر بل لإنها إرتاحت حقا وشعرت إن نسيم ستساعدها في حياتها القادمة وما سيطرأ عليها من تغييرات
أخذت نفسا عميقا عدة مرات ثم نظرت الى أختها ثم صديقتيها اللتين دخلتا عليها مبتسمتين لتبتسم بتصنع قبل أن تخطو اولى خطواتها الى الخارج بعدما إرتدت شالا طويلا يغطي ذراعيها ونحرها بالكامل وشالا آخرا يغطي شعرها
انتهت مراسيم عقد القران وأصبحت زوجته رسميا وهاهي تجلس وحيدة في احدى غرف الفندق تنتظر قدوم ذلك المدعو خطيبها كي يخرجان سويا الى الحضور
كادت أن تقضم شفتيها بقوة الى إنها عادت وتذكرت المكياج الذي سيتضرر بفعلتها هذه
كانت تشعر بتوتر لا إرادي سرعان ما نهرت نفسها عليه وهي تفكر إنه لا يوجد شيء يستحق التوتر فهي مجرد خطبة ستنتهي خلال ساعتين وتعود الى غرفتها الصغيرة وتنعم بها
نهضت من مكانها بسرعة ما إن وجدت الباب يفتح لتشعر بالإضطراب الشديد يغزوها
تصنم قيصر في مكانه ما إن رآها بتلك الطلة المبهرة
فستانها الأحمر المثير والذي أظهرها بشكل رائعا
لونه الأحمر تفاعل مع بشرتها البيضاء الحليبية بحمرتها الربانية وشعرها بلونه المائل للحمار فبدت متوهجة لامعة كقطعة حلوى يسعى لإلتهامها بالكامل
كم تمنى لو يلتهمها الآن متذوقا كل قطعة فيها على مهل
كم لعڼ نفسه لإنه إختار هذا الفستان تحديدا للخطبة بدلا من تخبئته لما بعد الزواج كي ترتديه في إحدى سهراتهما الخاصة
بدأ عقله يصور له تفاصيل كثير كانت ستحدث لو فعل ذلك حاول تجاوزها وهو يقترب منها حتى وقف أمامها ليجدها تعض شفتيها بقوة فمد سبابته وحرر شفتها السفلي من أسنانها ليرتجف جسدها بالكامل قبل أن تتسع عينيها وهي استمرت للحظات لا تدرك مدتها لكنها جعلتها تشعر بفراشات رقيقة تتطاير داخل معدتها
متأملا إستسلامها اللذيذ بالرغم من عدم تجاوبها معه لكنها لم تبعده على الأقل
همت بالحديث لكنه قاطعه وهو يقبض على ذراعها برفق _
لا تتفوهي بأيا من حماقاتك من فضلك هذه قبلة عقد القران !
ضمت شفتيها بقوة قبل أن تهز رأسها بشرود وهي تفكر إنها بالفعل لا تمتلك طاقة للرد خاصة بتلك الأفكار التي تسيطر على عقلها كليا
في قاعة الحفل
نظرت شمس الى قيصر الذي يضع الخاتم في بنصرها والذي لم يكن سوى الخاتم الذي إختاره هو
كتمت ڠضبها من تسلطه الغير مبرر وتدخله في كل شيء لكنها حاولت اخفاء ذلك وهي تنظر الى خاتمه وتضعه في إصبعه بأنامل مرتجفة لتجده يقبض على أناملها بعدما ألبسته الخاتم برقة ثم يرفع يدها نحو
لماذا ترتجفين ! لا يوجد شيء يدعو للإرتجاف
سألته بنظرات حادة متجاهلة حديثه _
أين الخاتم الذي إخترته ! لماذا ألبستني هذا بدلا منه !
نظر حوله مصطنعا إبتسامة هادئة وقال بنفس الخفوت _
اصمتي الآن كي لا ينتبه علينا أحد
زمت شفتيها وهي تنظر الى هند التي تقدمت نحوها تبارك لها بسعادة شديدة قابلتها شمس بإبتسامة هادئة خجولة ثم باركت لقيصر وهي تدعو له بالزيجة السعيدة والذرية الصالحة لتمتعض ملامح شمس لا إراديا ما إن جاءت على هذا الذكر وقد سيطر عليها شعور الإختناق من مجرد ذكر هذا
جاءت خلفها والدته التي تقدمت نحويهما بملامحها الشامخة كالعادة ومدت يدها نحوها لتستقبلها شمس بملامح أجادت أن تجعلها هادئة
مبارك لك يا عروس
ردت شمس بإقتضاب _
شكرا لك
عادت بعدها وباركت لإبنها الذي تفاجئ بخالته سوسن التي يكرهها أكثر من أي شيء أمامه تبارك له ليضغط على أعصابه
متابعة القراءة