رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
مناسب لي او لا أما بخصوص نشاطاتي فأنا أستطيع الموازنة جيدا بين مختلف نشاطاتي وإهتماماتي ..
هتفت سوزان بوداعة مصطنعة
ما بالك يا حور ..! هل تضايقت من حديثي .. انا لم أقصد شيئا سيئا حقا .. كنت أتحدث لمصلحتك .. ميدان العمل ليس هينا عموما .. فقط أردت نصحك لا غير .. العمل يحتاج الى شخص متفرغ .. هذا ما وددت إخبارك به .. أليس كذلك يا خالد ..!
توقف خالد عن تناول طعامه ورفع بصره لا اراديا لتتجه أنظاره نحو حوراء التي تطالعه بنظرات متأهبة ليهتف أخيرا وهو يلتفت الى سوزان
هل قلت اسمي يا سوزان ..!
نعم قلت .. لكن يبدو إنك شاردا في شيء آخر بعيد عن حديثنا .. كنت أسألك اذا ما قلته صحيح بخصوص رأيي إن العمل لا يناسب حوراء وسوف يقيدها خاصة إنها تهتم بأشياء ونشاطات اخرى أهم ..
عاد خالد ببصره نحو حوراء المتحفزة لرده ليهتف بعد لحظات صمت بدت طويلة لجميع الحاضرين والذين ينتظرون جوابه بفضول شديد
صمت للحظة ثم أكمل وهو ينظر في عيني حوراء بقوة
برأيي الشخصي أنت آخر من ينصح الآخرين بأمور العمل كونك لم تبدئي العمل بعد .. كيف تنصحينها بشيء أنت لم تجربيه بعد ..! ربما أنت أيضا لا تتناسب حياتك وإهتماماتك مع العمل ..
في منتصف الجبهة ..
انهى خالد طعامه ثم مسح فمه بالمنديل قبل أن يحمل هاتفه ويهم بالخروج من غرفة الطعام ..
انحنى ناحية قيصر هامسا له بمكر
اذا كنت تظن إنك بجلبها عندي في الشركة ستتخلص منها فليكن بعلمك إنني لن أتردد لحظة واحدة في نقلها من فرعي اذا لم تكن على قدر المسؤولية وحينها ستضطر الى جلبها عندك ..
ماما ستعود ظهر اليوم يا قيصر ..
اومأ قيصر برأسه متفهما ثم أنهى طعامه وخرج من المكان بعدما ألقى تحية الوداع بإقتضاب ..
....................................................................
كانت شمس تسير ذهابا وإيابا داخل غرفتها وهي تسب وټلعن حظها العاثر بشدة ..
ذلك الغبي الذي ظنت نفسها تحبه يوما ليفاجئها بتصرفاته الغبية والتي أثبتت لها مدى سخافة تفكيره و صغر عقله الذي لا يتناسب مع سنوات عمره وعمله كمهندس في احدى دول اوروبا ..
عقدت ذراعيها امام صدرها وأخذت تحدث نفسها بضيق
هل سأهرب من شيطان حقېر لأقع بآخر سخيف بلا أخلاق ..! هل كتب علي التعامل مع رجال من هذا النوع ..!
زفرت أنفاسها وهي تجلس على السرير تتذكر أيمن وحقيقته التي اكتشفتها منذ عدة أشهر ..
ذلك الشاب المهذب الرزين ذو الاخلاق الحميدة والذي تبين فيما بعد إنه يتلاعب بالفتيات ويخدعهن بإسم الحب مستغلا وسامته الملحوظة وشخصيته اللبقة فيلتف حولهن بكل مكر ودهاء حتى يقعن في شباكه واعدا كل واحدة منهن بالزواج القريب ثم ما إن يقضي معهن مدة من الزمن وينال منهن ما يريد يطردهن من حياته بكل حقارة ..
تذكرت موقفه عندما واجهته بحقيقته التي عرفتها وكم زادت صډمتها به وهو يبرر لها افعاله بحجة إنه يلهو قليلا مثل اي شاب وإنه يحبها هي دونا عن الجميع والوحيدة من يريدها زوجة له ..
الغبي يظن إنها ساذجة صغيرة سوف تصدقه وتقبل به بعد جميع ما عرفته عنه لا والأدهى إنها ستصدق وعوده بالتوبة عن كل هذه الأفعال الخرقاء والعودة له..
ضغطت على شفتيها وهي تشعر بالحنق من قرار والدتها والذي سيرحب به أيمن وخالتها العزيزة التي خطبتها مسبقا أكثر من مرة أولهما عندما كانت في الثانوية ..
ماذا ستفعل الآن ..! يجب أن تخبر والدتها بحقيقة أيمن .. والدتها ستتراجع عن قرارها بالتأكيد فهي ترفض هذا النوع من الشباب ولا تحبه .. لكن ماذا عن قيصر وما قاله ..! هل كان يعني حقا ما قاله ..!
سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول شقيقتها الغرفة وهي تسألها
ماذا تفعلين ..!
نهضت شمس من مكانها تسألها بدورها پغضب
ما شأنك أنت ..!
صاحت بها ربى بحنق
ما بك تصرخين بي هكذا ..! لم أفعل شيئا يستحق أن ټصرخي بي ..
زفرت شمس أنفاسها وردت بضيق مخفي
لم أقصد يا ربى .. انا فقط مضطربة قليلا ..
سألتها ربى بملل
لماذا ..!ماذا حدث ..!
أجابت شمس بإمتعاض
لا شيء .. مضطربة بسبب الامتحانات طبعا ..
همهمت ربى بتهكم
من يراك يقول إنك تذاكرين ليلا ونهارا .. أنت لم تفتح حتى الآن مادة واحدة ..
اغتاظت شمس من حديث شقيقتها فقالت وهي تدفعها بعيدا عنها
اخرجي اخرجي .. لا أريد أن أسمع منك المزيد ..
أغلقت الباب بعدها وهي تتمتم بكلمات حانقة قبل أن تقرر الخروج من المنزل والذهاب عند صديقتها المقربة التي لم تذهب اليها منذ مدة طويلة فهي تشعر إنها ستساعدها وتنتشلها من حيرتها خاصة بشخصيتها المتزنة وطريقة تفكيرها التي لطالما أعجبتها ..
غيرت ملابسها وخرجت من غرفتها متجهة الى خارج المنزل لتسمع صوت والدتها ينادي عليها ..
التفتت نحو والدتها التي سألتها
أين تذهبين ..!
أجابتها شمس
سأذهب الى صبا ..لم ألتق بها منذ مدة طويلة ..
قالت والدتها بسخط
الآن وفي هذا الوضع ..
ردت شمس بحذر
ما المشكلة ..!
صاحت والدتها لا اراديا
ألا تجدين مشكلة حقا في هذا ..! عودي الى غرفتك فلا خروج من المنزل ..
خرج والدها من غرفته وقال متسائلا
ماذا يحدث يا مها ..! لماذا تصرخين بها ..! ماذا فعلت ..!
سيطرت مها على ڠضبها وهي تستدير نحوه تخبره
لا شيء .. فقط شمس هانم تريد الذهاب لصبا في الوقت الذي لم يتبق به سوى يوم واحد على امتحانها ..
قالت شمس بسرعة
والله كنت سأعود بسرعة .. فقط اشتقت لها .. فكرت أن أذهب اليها قليلا خاصة إن منزلها قريبا للغاية من منزلنا ..
اتركي تذهب الى صديقتها قليلا يا مها .. لن يحدث شيئا اذا ارتاحت قليلا من المذاكرة ..
نظرت شمس الى والدتها بإرتباك ليكمل عماد مشيرا الى ابنته
اذهبي يا شمس ولا تتأخري ..
هزت شمس رأسها وردت بضعف
لن أتأخر ..
ثم سارعت للخروج من المنزل تحت أنظار والدتها الغير راضية
متابعة القراءة