رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
عودته من العمل وانا أخبره إنك مرهقة بسبب المذاكرة طوال الليلة الماضية مع صديقتك .. والدك يبدو وكأنه يشعر بما يحدث وهذا يرعبني .. أخشى أن يعلم بما حدث ويصاب بجلطة قلبية من جديد ..
دب الړعب في قلب شمس التي بدأت الذكريات السوداء تعود اليها وتلك الليالي التي قضتها باكية بلا حول ولا قوة ..
مسحت على وجهها وقد تحسن كتفها كثيرا وهي تسمع والدتها تسأل بتوجس
أغمضت عينيها بۏجع ما إن تذكرت ليلة البارحة وما حدث بها ..
سألت والدتها بقلق بعدما رأت وضعية ابنتها وملامحها التي تغيرت كليا
ماذا حدث يا شمس ..! أخبريني ..
تحاملت على نفسها وهي تكذب عليها
لم يفعل شيئا ولكنه خطڤني .. كان يود ان يتزوجني ڠصبا لكنني رفضت ...
سألتها والدتها بتأهب لترد شمس بصوت مبحوح
كلا لقد انقذني أخوه منه ثم أخرجه من المنزل مع رجاله فورا ..
عادت والدتها وسألتها
وهل حدث شيء آخر ..!
ردت بتردد
أخوه طلبني للزواج ..
أي أخ ..!
سألت والدتها بدهشة لترد شمس بإقتضاب
قيصر عمران يا ماما .. هل يوجد غيره ..!
هل جن هذا الرجل ..! ما هذا الهراء ..! البارحة يريدك لأخيه واليوم له .. ما هذه العائلة المچنونة يا إلهي ..! صبرني يا الله على هذا البلاء ..
نظرت شمس إليها بترقب بينما عادت والدتها تسأل
وماذا فعلت أنت ..!
ردت شمس بجدية
طلبت منه مهلة للتفكير ..
ثم فكرت داخلها إنها بالطبع سترفض بعد حديثهما صباح اليوم ..
توقفت عن أفكارها تلك وهي تشعر بالړعب والضيق من مجرد التفكير بهذا وتخيل نفسها معه في أوضاع كهذه ..
لن تتزوجه مهما حدث بسبب هذا اولا وبسبب إسلوبه وقسوته وشره الذي لا ينتهي .. شره الذي لا نهاية له ..
هل يريد أن يتزوجك لإصلاح غلطة ما ..! هل فعل أخوه بك شيئا تخفينه عني ..!
سيطر الذعر على ملامح وجهها وهي ترد بسرعة
كلا لم يحدث شيء كهذا ..
لماذا ترتجفين خوفا اذا ..! لماذا تبدين مړتعبة من أمر ما ..!
سألتها والدتها بحدة ثم قبضت على ذراعها وهي تهتف بها بتحذير
ردت شمس بسرعة
لقد أخبرني إنه سيتزوجني حتى لو رفضت ذلك .. إجبارا يعني ..
هزت رأسها مستنكرة وهي تهتف بكره
الحقېر .. لا ينفك عن تهديدك .. ظننت أن حديثي معه عندما جاء هنا قد جعله يستوعب مدى وضاعة اسلوبه وحقارته .. لكن يبدو إن الحقارة والوضاعة متأصلة به ..
نظرت شمس اليها وسألتها بتوجس
ماذا سيحدث الآن ..!
شردت والدتها بعينيها للحظات قبل أن تتنهد وهي تقول بجدية
يبدو إنني سأضطر الى تنفيذ ما فكرت به طوال ليلة البارحة .. طالما إن تلك العائلة لا ينوون أن يتركونا وشأننا فأنا مضطرة الى ذلك ..
سألتها شمس بنبرة مضطربة
ماذا ستفعلين ..!
ردت بهدوء وتروي
سأتحدث مع خالتك بشأن زواجك من ابنها أيمن فهي طلبتك ثلاث مرات مسبقا وأنا أجلت الموضوع تماما لبعد التخرج لكن الآن أفضل حل أن ترتبطي رسميا بإبن خالتك ..
لكن انا لا اريد هذا ..
قالتها شمس بترجي لترد والدتها بهدوء
لماذا ..! أليس هذا أيمن الذي ترجيتني منذ عامين أن أوافق على إرتباطكما .. ! ألم تقولي إنك تحبينه ..!
قالت شمس بتلعثم
لقد كنت صغيرة ..
صاحت والدتها بها
حتى آخر لقاء مع عائلة خالتك كنت سعيدة للغاية وتتبادلين النظرات معه .. أيمن شاب ناجح ومقتدر ماديا ويعيش في الخارج وحلم لأي فتاة .. ألم يكن هذا كلامك منذ عامين عندما كنت تريدين إقناعي بقبول طلبه رغم صغر سنك ..!
أومأت شمس برأسها لتهتف والدتها بعزم
صدقيني هذا افضل حل .. على الاقل ستبتعدين عن هنا كما إن أيمن واصل ايضا ويستطيع حمايتك من هذا الرجل .. على الاقل ستتزوجين من رجل تحبينه وسوف تستقرين خارج البلاد كما تمنيت دوما ..
نظرت الى والدتها بعينين حزينتين لتتنهد والدتها وهي تضمها إليها بحنو ..
الفصل العاشر
في صباح اليوم التالي ..
خرج قيصر من جناحه متجها الى صالة الطعام بخطواته الرزينة المعتادة حينما سمع صوت سوزان تنادي عليه حيث خرجت هي من جناحها الموجود في الطرف الآخر من الممر في نفس الوقت ..
توقف مكانه ما إن استمع الى صوتها ثم استدار نحوها يرمقها بنظرات هادئة لتقترب نحوه بخطواتها المتمايلة وذلك الفستان الأرجواني ينسدل فوق جسدها بنعومة محددا تفاصيله الجذابة أما شعرها الأشقر فقد رفعته بتسريحة بسيطة تاركة بضعا من خصلاته تنسدل على جبينها وجانبي وجهها ..
ابتسمت بعذوبة وهي تهتف به
صباح الخير عزيزي ..
رد بإقتضاب
صباح الخير ..
اقتربت منه أكثر ولامست ذراعه مرددة بأسف
أعتذر عما قلته مساء البارحة يا قيصر .. لم أقصد إزعاجك .. لقد تفوهت بذلك دون وعي مني ..
أكملت وهي تتصنع الحزن
ربما لإنني شعرت إنك لا تريدني معك في نفس الفرع ..
رد قيصر بصوت هادئ لا مبالي
لا عليك .. لقد نسيت الموضوع حقا ..
ثم سرعان ما تركها وسار في نفس طريقه لتتأفف بحنق وهي تسير خلفه بكعبها العالي الذي يصدح صوته اثناء سيرها ..
دلفت الى غرفة الطعام وهي تبتسم بإتساع لتجد كلا من حوراء ودينا وخالد ولميس هناك ..
ألقت تحية الصباح بحبور وهي تجاور لميس التي تجلس بجانب خالد مقابلهما تجلسان حوراء ودينا بينما يترأس قيصر الطاولة ..
رد الجميع تحيتها بإستثناء حوراء التي تبغضها بشدة فيكفي إنها إستقبلتها عندما وصلت كونها مضطرة لذلك بسبب غياب والدتها ..
قال قيصر محدثا خالد الجالس في اول مقعد على جانبه
سوزان ستبدأ العمل في المجموعة في الفرع المسؤول انت عنه ..
نظر خالد إليه بوجوم ثم اكتفى بهزة من رأسه بينما سألت سوزان
هل بدأت عملك يا حوراء ..!
ردت حوراء دون أن ترفع وجهها نحوها حيث تقصدت ان تضع تركيزها على طبقها
كلا .. لكن سأبدأ قريبا ..
هزت سوزان برأسها متفهمة ثم لوت فمها وهي تكمل بنبرة ذات مغزى
برأيي أن العمل عموما لا يناسبك .. فأنت لديك إهتمامات مختلفة ونشاطات عديدة .. العمل سوف يقيدك كليا ..
توقفت حوراء عن طعامها ووضعت الشوكة جانبا ثم قالت وهي تنظر الى سوزان بهدوء غريب
لست أنت من يحدد ما يناسبني .. انا فقط من تعلم إذا ما كان العمل
متابعة القراءة