رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
.. وانا اشتقت اليك أكثر ..
أكمل متسائلا
هل عادت أمي من رحلتها أم بعد ..!
أجابته وهي تمط شفتيها بلا مبالاة
من المفترض ان تعود صباح الغد ... غريب إنك لا تعلم موعد عودتها ..
أحاطها من كتفيها مرددا وهو يسير بها الى الطابق العلوي حيث توجد صالة الجلوس التي تجتمع بها العائلة بعض الأحيان
موعد عودتها لا يهمني يا دينا .. هي حرة في تحديد عدد أيام رحلتها ..
ماذا حدث البارحة اثناء غيابي ..!
أجابت وقد تذكرت جميع من وصلوا الى القصر مساء البارحة
لقد عاد كلا من خالد ولميس وسوزان ..
التوى فمه بإبتسامة جانبية لم تنتبه لها وهو يتمتم بخفوت
خالد وسوزان .. اكتمل النصاب اذا ..
تقدما سويا نحو صالة الجلوس ليجدا لميس هناك التي استقبلت قيصر بترحيب سعيد فإحتضنها بدوره بعدما قبلها من وجنتيها ثم ابتعد عنها وهو يبتسم بخفة هاتفا
ابتسمت لميس وشكرته برقة
هذا نورك يا قيصر ..
سألها قيصر بجدية بعدما اتجه هو ودينا نحو الكنبة المقابلة للكرسي الذي كانت تجلس عليه وجلسا عليها
كيف حالك ..!
ردت بجدية
كل شيء على ما يرام ..
عاد وسألها
وكيف حال علياء هانم وخالد ..! والتوأم الصغار ..!
ماما بخير الحمد لله .. خالد موجود سوف تراه عندما يعود بعد قليل .. اما الصغار فالكبيرة ما زالت كما هي بنفس العناد والغرور والصغير واثق من نفسه متخايل كالعادة ..
قالت دينا بعدم تصديق
لا أصدق كيف لأطفال في سنهما يمتلكون شخصيات كهذه ..! لا أصدق إن غيث الذي لا يتجاوز الثانية عشر من عمره يتحدث بكل هذه الثقة والجرأة اما رانسي فحكاية اخرى .. كتلة ثقة وغرور تمشي على الارض .. أشعر إنها حوراء الثانية ..
أنا أيضا أشعر بذلك .. يا الهي تخيلي أن أضطر للتعامل مع شبيهة حوراء في الغرور والتكبر ..
انتبهي حتى لا تسمعك ..
قالتها دينا مشاكسة لتهز لميس كتفيها وهي ترد بلا مبالاة
أخبرتها بذلك مسبقا في وجهها .. هذه حقيقة الجميع يعرفها وهي ايضا تعترف بها بل وتحبها ايضا ..
ضحكت دينا ثم مازحتها
غمزت لها لميس بعينيها بثقة بينما انتبهت دينا على قيصر الذي كان يراقب حديثهم المتبادل بصمت فحدثته بجدية
لماذا لا تتحدث معنا يا قيصر ..!
مازحته لميس
منذ متى والقيصر يتحدث مع الصغار يا دينا ..!
رد قيصر ببرود
من الجيد كونك تعترفين إنكما صغار يا لميس ..!
لذا اعذريني فأنا بحاجة للنوم قليلا بعد يوم عمل طويل ومرهق .. سوف أترككم لأحاديثكم التي تناسب سنكم الصغير ..
الټفت بعدها متجها نحو الخارج ليجد خالد يدلف الى المكان ليرسم ابتسامة سمجة على وجهه استقبلها قيصر بأخرى متهكمة وهو يبادر بالتحية
اهلا بإبن العم ..
رد خالد بصوت مقتضب
اهلا بك ..
كان سلاما عابرا دون التقاء الايدي حتى وكأنه لم تمر شهور على آخر لقاء جمعهما ..
لقد اعتاد الجميع على هذه العلاقة الفاترة بينهما والتي بدأت منذ عدة اعوام وتحديدا بعد ۏفاة والد خالد الذي كان يسيطر على الكثير من الأمور في وجوده حولهم ..
سار خالد بتمهل وجلس على الكرسي بينما هز قيصر رأسه بعدم اكتراث وهو يتجه الى الخارج ذاهبا نحو غرفته ..
نظرت لميس الى اخيها بعتاب فكان عليه أن يبادر بالسلام كونه من دخل عليهم وكونه أصغر بينما ضمت دينا شفتيها بقوة وهي تشعر بالضيق من خالد بتصرفاته المزعجة ..
هتفت لميس بتساؤل محاولة إعادة الامور الى طبيعتها قبل قدوم أخيها
أين حوراء ..! متى ستعود يا دينا ..!
ردت دينا وهي تهز كتفيها دلالة على عدم معرفتها
لا أعلم .. حوراء لا تخبرني بمواعيد خروجها وعودتها يا لميس ..
سألها خالد متهكما
ولا تخبر قيصر ايضا ..!
حدقت به ببرود وهي تجيبه بلا مبالاة
لا أعلم .. إسأله اذا اردت ..
تشدق فم خالد بإبتسامة هازئة استفزت دينا التي ارادت ان تصرخ به بقوة تنهره على ابتسامته السخيفة تلك والتي تدرك مغزاها لكنها أبت أن تفعل ذلك فقررت السيطرة على اعصابها ...
كان قيصر متجها الى جناحه حينما سمع صوتها الناعم ينادي عليه ..
إلتفت نحوها بعد لحظات قصيرة متأملا إياها وهي تتقدم نحوه بإبتسامتها الآسرة كالعادة وشعرها الأشقر المتمايل ..
مدت يدها نحوه وهي تبتسم بإغواء يدركه جيدا ليلتقط كفها بدوره فتميل نحوه تقبله من وجنتيه ..
بادلها قبلة الوجنتين وهو يبتعد عنها لتميل بوجهها وهي تسأله عن أحواله بصوتها ذو البحة الجذابة
كيف حالك يا قيصر ..! حقا اشتقت اليك ..
رد بنفس الهدوء دون أن يرسم ابتسامة صغيرة على وجهه حتى
بخير يا سوزان .. وانت كيف حالك ..!
ردت وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها المغرية
انا بخير عزيزي ..
أكملت وهي تقول
لقد عدت أخيرا بعد شهور طويلة في لندن .. اشتقت حقا الى البلاد وإليكم جميعا ..
ونحن أيضا إشتقنا إليك ..
قالها بلباقته المعتادة لتغمغم بعدها
سأعود الى العمل في الشركة يا قيصر اذا لم يكن لديك مانع بالطبع ..
رد بجدية
يحق لك العمل في المجموعة متى ما رغبت فأنت لديك أسهمك في الشركة مثل الجميع ..
ثم أردف بهدوء
ولكن ستعملين في الفرع المسؤول عنه خالد ..
قالت بسرعة
ولكن أنا أريد العمل في فرع الشركة الرئيسي .. معك ..
شددت على كلمتها الاخيرة ليرد محاولا السيطرة على اعصابه التي باتت مشدودة للغاية بفعل احداث اليوم
للاسف أنت مضطرة للعمل مع خالد يا سوزان لعدة أشهر قادمة على الاقل ..
قالت وهي تضغط على اعصابها بقوة وقد ضاقت ذرعا من محاولاته الواضحة لإبعادها عنه
ولكن أنا يحق لي ان أعمل في الفرع الذي أريده كوني أحد مالكي المجموعة كما قلت أنت منذ لحظات ..
رد بجمود وهو يفكر إن القطة الوديعة أظهرت مخالبها بسرعة
قلت ستعملين مع خالد .. كونك من مالكي المجموعة لا يلغي حقيقة كوني المدير العام لها والأهم من ذلك إني أدرى بمصلحتها ..
تركها بعدها متجها نحو جناحه تاركا إياها ټلعن غبائها الذي جعلها تتمادى معه في الحديث بعدما فقدت السيطرة على اعصابها وخرجت من تلك الواجهة الناعمة الرقيقة التي اعتادت تصنعها أمامه ..
..............................................................................
فتحت شمس عينيها على صوت والدتها وهي تحاول ايقاظها لتنتفض من مكانها بفزع لا ارادي ..
ماذا حدث ..!
سألت والدتها پذعر لتجيبها الأخيرة بضيق مكتوم
لم يحدث شيء .. أنت فقط تغطين في النوم منذ عودتك صباح اليوم وحتى هذه الساعة .. سألني والدك عنك عدة مرات منذ
متابعة القراءة