رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ببطأ حتى بدأ الألم يخفت تدريجيا ..
كان يراقبها بصمت دون أن يبدي أي ردة فعل حتى شاهد كفها المتصلب يعود الى طبيعته فهمس لها
محاولتك ضړبي لن تمر مرور الكرام يا صغيرة ..
وجدها تتقدم نحوه وتقبض على ياقة قميصه تردد بصوت قوي خالي من أي معالم الخۏف المعتادة غير مهتمة للألم الشديد
إياك أن تلمسني مرة أخرى حتى لو بالخطأ .. لن أسمح لك أن تلمس جسدي ولو بلمسة واحدة .. هل فهمت ..!
هذه البيجامة أمامك .. بإمكانك إرتدائها او النوم في ملابسك .. لقد جلب الرجال طعام العشاء ايضا .. إذا أردت أن تتناوليه فهو موجود ينتظرك وإذا لا تريدين ذلك فأنت حرة ..
دلفت شمس الى الداخل لتجده يجلس مع حاتم يتناول طعامه بأريحية لترمقهما بنظرات حاقدة قبل أن تتجه نحو الدرج
ألن تتناولي عشائك يا صغيرة ..!
توقفت في مكانها للحظة ثم إلتفتت نحوه تتأمله بإمتعاض قبل أن تسير نحوهما وقد فكرت إنها يجب أن تأكل فهي جائعة للغاية ..
وقفت أمام المائدة ثم حملت الطعام الخاص بها والبيبسي لتسمع حاتم يخبرها
هناك عصير فراولة إذا أردت ..بالطبع تحبينه ..
انا لا أتناوله فلدي حساسية من الفراولة عموما ..
قال ممازحا
فراولة تتحسس من فراولة ..
رمقته بنظرات باردة ثم ردت بجمود
لا يليق لمن في سنك أن يتغزل بفتاة في عمر ابنته ..
وهنا كانت الضړبة القاضية ليس له فقط بل للآخر الذي يجلس بجانبه فيشعر الإثنان بدلو من الماء البارد يسقط عليهما وقد نجحت تلك الصغيرة بقصف جبهتهما بينما حملت هي أغراضها وسارت برأس مرفوعة نحو الدرج ومنه الى الطابق العلوي ..
ابنتي ..! هل من العادة أن ينجب الرجال الفتيات في سن الثالثة عشر ..!
رمقه قيصر بنظرات حادة ليردف حاتم بتهكم
اتسائل عن رد فعلها عندما تعلم بنواياك ناحيتها ..!
لا إراديا تذكر قيصر محاولتها ضربه قبل قليل لتتجهم ملامحه بالكامل ليشعر حاتم بإنزعاجه فيقول مهونا عليه
رفع قيصر حاجبه ورد بسخرية
لماذا تتحدث وكأنني منزعج من كلامها ..! هل سأهتم بكلام طفلة بالله عليك ..!
أردف وهو يدعي عدم الاكتراث
أخبرتك بوضوح عن كل شيء وعما أشعره نحوها فلا تتصرف وكأنني محب منزعج مما قالته ..
وقبل أن يرد حاتم كان صوت صړاخ شمس يعلو فإنتفض قيصر من مكانها راكضا نحو الاعلى يتبعه حاتم ورجلين كانا يقفان قرب الباب ..
دلف قيصر مسرعا الى الغرفة ليجدها منكمشة كليا تحتضن جسدها المرتعش بذراعيها ودموعها ټغرق وجنتيها ..
هم بالتقدم نحوها لتصرخ بجزع
ابتعد .. لا تقترب .. لن تقترب مني .. لن اسمح لك بهذا ..
اهدئي .. انا لن أفعل لك شيئا ..
قالها وهو يتقدم خطوتين نحوها ليتفاجئ بها تحمل كأس زجاجي وترميه نحوه ليتفاداه بسرعة فيصطدم بالحائط خلفه بينما صړخ حاتم بإسم صديقه محذرا ..
اخرجوا جميعا ..
قالها قيصر بصوت آمر ليهتف حاتم معترضا
يا قيصر لا يصح أن نتركك لوحدك معها وهي بهذه الحالة ..
صاح بصوت أعلى وأكثر حزما
اخرجوا هيا .. اتركونا لوحدنا ..
اضطر حاتم والرجلين الى الإذعان لما قاله فخرجا وأغلقا الباب خلفهم لتهتف پجنون
لماذا أخرجتهم ..! لماذا أغلقوا الباب .. هل سوف تفعل مثله ..! هل ستغتصبني ..!
نظر إليها غير مصدقا تحولها الغريب من قطة شرسة تقصفه هو وحاتم منذ لحظات دون مبالاة بل وحاولت ضربه الى فتاة مذعورة باكية بشكل مؤلم للغاية ..
اهدئي يا شمس .. لن أفعل أي شيء يؤذيك .. اطمئني ..
صړخت بصوت معذب
بلى ستفعل .. أنت كاذب ..
همت بحمل صندوق خشبي صغير موضوع على الطاولة بجانبها ورميه نحوها لكنه كان أسرع منها وهو يجذبها نحوها بقوة قتبدأ بالصړاخ بصوت مفزع ..
ظلت على هذا الوضع حتى ابعدها قليلا عنه متطلعا الى وجهها الباكي مرددا وهو يحتضنه بكلتا يديه
اهدئي .. اهدئي ارجوك ..
هتفت بصوت باكي مرهق
لقد اڠتصبني ..
ثم اڼهارت في البكاء ليعانقها محاولا ان يستوعب كل ما يحدث وهذا الانقلاب في حالها ..
فقدت وعيها بين ذراعيه ليحملها ويمددها على السرير ..
تأمل وجهها المليء بالدموع التي ما زالت ملتصقة به بقلب ممزق ليبتعد عنها وهو يحمل هاتفه ويجري اتصالا بتلك الطبيبة والتي سيصب جم غضبه عليها ..
جاءه صوت الطبيبة المرحب ليصيح بها منفعلا
لقد اڼهارت فجأة .. ظلت تبكي وتصرخ وتتصرف پجنون حتى فقدت وعيها تماما ..
جاءه رد الطبيبة الهادئ رغم اسلوبه السيء معها
متى استيقظت ..!
رد بفتور
منذ مدة طويلة ..
كيف كانت ..!
رد وهو يضغط على أسنانه بضيق من برود الطبيبة
هدأت قليلا ..ثم شعرت إنها بدأت تتصرف بشكل طبيعي رغم عدائها الواضح ناحيتي لكنها تتحدث دون بكاء او الم ..
قالت الطبيبة بهدوء
كل ما حدث طبيعي .. يبدو إنها أدركت الصدمة متأخرا .. بكائها اول مرة كان بكاءا طبيعيا بعد استيقاظها وتذكرها ما حدث .. لكنه لم يدم طويلا حيث بدأت تتحدث وتتفاعل فبدت وكأنها نست ما حدث او لم تهتم به لكن سرعان ما اڼهارت بعد عدة ساعات عندما أفاقت من كل هذا واستوعبت ما مرت به لا لإنها ليست مهتمة بما حدث بل لإنها كانت تهرب منه بتصرفاتها معك لكن سرعان ما وجدت نفسها عاجزة عن الهروب اكثر فإنهارت باكية ..
ماذا سأفعل الآن ..!
سألها قيصر بصوت مبحوح لترد بجدية
مبدئيا سأكتب لك برسالة اسم دواء مهدئ يساعد في استرخاء اعصابها والنوم لعدة ساعات .. في حالتها وبعدما تعرضت
متابعة القراءة