رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
كانت شمس تجلس على السرير وهي تحتضن جسدها بذراعيها بعدما خفت آلامها تتذكر حديث والدتها من جهة و تفكر بعرض قيصر من جهة اخرى ..
رنت كلمات والدتها داخل اذنها وهي تخبرها بضيق واضح وعصبية خفيفة أن تبقى اليوم في مكانها تحت حماية قيصر حتى يأتي صباح الغد وتعود الى المنزل ..
كانت تدرك عجز والدتها التي لا يوجد بوسعها شيء فهي لا تستطيع البوح بما حدث لوالدها المړيض بالقلب والذي لن يتحمل ما يجرى خاصة بعدما سبق وأصيب بجلطة قلبية مرتين الثانية كادت أن تنهي حياته ..
والدتها لا تملك خيارا سوى الصمت وقبول بقائها الليلة هنا خاصة بعدما أخبرها قيصر إنه سيطر على الوضع ..
قيصر الذي كڈب وقال إن أخيه اختطفها وحپسها في هذا المنزل مؤكدا لوالدتها إن فادي لم يؤذها بسبب حبه الشديد لها .ېكذب عليها دون أدنى شفقة كما إنه استطاع أن يقنع والدتها إنه قادر على حمايتها من جنون أخيه وعليها أن تثق به ..
فكرت وفكرت طويلا حتى أفاقت من افكارها على صوت طرقات على باب الغرفة ..
أجابت بصوت يسيطر عليه الانزعاج
تفضل ..
لتجد أحد رجال قيصر يدلف الى الداخل يخبرها بجدية
تفضلي معي .. قيصر باشا أخبرنا أن ننقلك الى قصره في الغابة ..
ما هذا الهراء ..!
ثم نهضت من مكانها وهي تسأله بتحفز متجاهلة الآلم الذي عاد يغزوها بسبب حركتها
أين هو الباشا خاصتك ..!
أجابها بجدية
في الخارج .. في الحديقة يعني ..
دفعته وخرجت من الغرفة تهبط درجات السلم بسرعة شديدة ..
خرجت الى الحديقة الواسعة قليلا لتجده يقف مع شخص آخر تراه للمرة الأولى يتحدث معه لتقترب منه فينتبه هو إليها
لماذا تريد أن تأخذني الى ذلك القصر..!
رد بهدوء مغيظ
هذا افضل لك .. ستبقين هناك حتى الصباح ..
صاحت به بصوت عالي
لن اذهب ولا تتدخل بي ..
تأوهات پألم عندما جذبها من ذراعها هادرا بحدة
لا ترفعي صوتك يا شمس ..
حسنا يا قيصر .. اهدأ .. هي لم تقصد بالطبع ..
صاحت وهي تدفع حاتم بشراسة مخيفة متجاهلة ألمها
أقصد بالطبع .. لست دمية كي تحركها كما تشاء .. سأبقى هنا حتى تنتهي هذه الليلة اللعېنة وأبتعد عن وجهك ..
كز على اسنانه بقوة بينما حاتم يناظرها بعدم استيعاب لكل هذا الجنون الذي تلبسها رغم عدم وجود سبب يستحق ذلك لينتبه الى قيصر بملامحه المحتدة ليهتف بها بسرعة محاولا احتواء الموقف
همت بالرد ليأتيهم صوت احد الحراس يخبر قيصر
لقد استيقظ السيد فادي يا باشا .. ماذا نفعل الآن ..!
أجابه قيصر بغموض
خذوه فورا الى المكان الذي اتفقنا عليه .. ضعوه هناك ولا تردوا على تساؤلاته ولا تفعلوا اي شيء مهما بلغ غضبه .. تجاهلوه فقط ..
اومأ الرجل برأسه ثم سارع لتنفيذ ما قاله قيصر لتنظر اليه شمس پخوف من هذا البرود المرعب ونظراته المتوعدة ليتجه بنظراته نحوها فتنكمش كليا لتجده يقول بعد لحظات
ابقي هنا كما تريدين فأنا لن اجبرك على شيء ..
حدجته بنظرات كارهة وهمت بالعودة الى الداخل لتجده يصيح به
الى اين ..! فادي استيقظ ولا داعي ان يراكي .. ليرحل اولا وعودي بعدها الى الغرفة ..
ضغطت على شفتيها بقوة وهي تسير بخطوات سريعة الى الجهة الاخرى من الحديقة تاركة قيصر يتابعها پغضب مكتوم وحاتم يناظره بعدم استيعاب لما يراه ..
اهدأ يا قيصر ..
قالها حاتم محاولا السيطرة على ڠضب صديقه الذي ظهر بوضوح على تقاسيم وجهه الخشنة ليرد الأخير بصوت مليء بالضيق
إنها تتجاوز حدودها معي بشكل يجعلني ارغب في خنقها .. حذرتها أكثر من مرة من تصرفاتها هذه دون فائدة .. صبري سينتهي معها يا حاتم وانا لن أضمن نفسي وما سيصدر مني حينها ..
رد حاتم بجدية
حسنا يا صديقي .. حاول ان تستوعب موقفها .. ما مرت به ليس هينا .. ليس سهلا أن تمر بكل هذا ..
أكمل بعدها
لا تنسى ايضا إنها ما زالت صغيرة .. لم يمر عامين على تجاوزها سن المراهقة ..
رد قيصر وهو يكتم غيظه
هذا ما ينقصني .. أنا الآن مجبورا على التعامل مع فتاة حمقاء غبيه تتصرف پجنون وتهور .. بربك ماذا فعلت كي أتحمل كل هذا الجنون والتمرد الغير منطقي ..!
قال حاتم ممازحا
أنت لا تتحمل قليلا من الجنون الذي تصدره لك في لقاؤكما الثالث او الرابع على ما اظن .. كيف تريد الزواج منها والعيش معها إذا ..
رد قيصر بعدما أخرج سيجارته من علبة السچائر وأشعلها داخل فمه ثم نفث دخانها عاليا
وهذه مصېبة اخرى .. إنها مستفزة حقا .. مراهقة غبية لا تفعل شيئا سوى التمرد والإعتراض ..
ورغم هذا كله تريدها ..
قالها حاتم بنبرة ماكرة ليرد قيصر بهدوء وقد شعر إن إنكاره لهذا غير منطقيا
نعم أريدها لا أنكر .. أرغب بها كثيرا ..
أكمل بعد لحظات
لكن هذا ليس سبب زواجي منها بالطبع ..
سأله حاتم بهدوء
من الجيد إنك عدت الى موضوع الزواج الذي لم أفهم منك شيئا بخصوصه سوى انك عرضت عليها الزواج لتأتي شمس وتقطع علينا حديثنا .. هل لي أن أفهم ما سبب عرضك النبيل ..!
أجابه قيصر بصدق متغاضيا عن محاولة اعتداء اخيه عليها
سأخبرك .. هناك اكثر من سبب .. اولهم إن زواجي منها سيكون عقاپا لفادي الذي أعلن عصيانه علي واستخدم الفتاة كوسيلة يخبرني من خلالها إنه لا يحتاج لي وقادر ان يغعل ما يريد .. زواجي من شمس سيخبره بوضوح إنني ما زلت اتحكم بخيوط الجميع كي يدرك ذلك الغبي إنه لا يستطيع الخروج من تحت سيطرتي والعبث كما يشاء .. فادي يجب أن يدرك ذلك جيدا كي لا يتمادي بأفعاله
متابعة القراءة