رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
له تحتاج لعلاج نفسي .
سألها بصوت مضطرب
ستصبح بخير .. أليس كذلك ..!
أجابته الطبيبة بثقة
بالطبع قيصر باشا .. ما مرت به ليس هينا لكن مع العلاج ستنساه باذن الله .. خاصة إنه لم يكن إغتصابا بالمعنى الحرفي .. مهما حدث ففي النهاية هي تعرضت لمحاولة اڠتصاب وليس اغتصابا كاملا وهذا بالطبع يقلل من سوء وضعها ..
عاد نحوها وجلس بجانبها يتأملها للحظات فيمد أنامله وېلمس وجهها الذي ما زال رطبا برقة قبل أن يغمض عينيه وهو يسير بإبهامه على ملامح وجهها ببطأ ..
نهض من مكانه بعدها وأخذ يسير ذهابا وإيابا وهو ېحترق ڠضبا وألما في آن واحد لمدة طويلة ..
ماذا حدث ..!
رد قيصر بجدية وهو يأخذ منه الدواء
فيما بعد يا حاتم .. الآن سأطمئن عليها ..
اومأ حاتم برأسه متفهما ثم قال بتردد
إنها تبدو غير واعية لأي شيء .. انتبه على ذلك يا قيصر ..
سأله قيصر بعدم استيعاب فهو في وضع لا يسمح له بتفسير اي شيء ليجد حاتم برد بصراحة
أعني لا تستغل عدم إدراكها لأي شيء وربما تقترب منها لا اراديا ..
اندفع قيصر نحوه قابضا على قميصه مرددا پغضب
شمس ستصبح زوجتي يا حاتم .. هل تظن إنني سأستغل عدم وعيها بهذا الشكل الدنيء بعدما قررت الزواج بها ..!
لم اقصد هذا .. فقط رغبت بتنبيهك لا اكثر ..
صفق قيصر الباب في وجهه ثم اتجه نحوها وجلس بجانبها وبدأ يوقظها من خلال رش القليل من الماء على وجهها لتستيقظ أخيرا بملامح مضطربة فيرفع جسدها قليل ويجبرها على بلع حبة الدواء لتتناوله وهي ما زالت غير مركزة مع ما يحدث وآثار النوم تسيطر عليها بالكامل ليعطيها الماء كي تشربه ثم يعاود تعديل وضعية جسدها ويدثرها جيدا بالغطاء وهو يدعو في داخله ان تمر هذه الليلة على خير ..
كان جالسا على الكنبة في صالة الجلوس يشرب قهوته بصمت يقابله حاتم الذي يفعل المثل ..
كان حاتم يرمقه بنظرات باردة قابلها قيصر بأخرى لا مبالية وهو يعلم إن حاتم غاضبا منه بسبب هجومه عليه ليلة البارحة ..
لكنه حقا كان غاضبا بشدة من حديثه الأحمق ..
وجده يضع كوبه على الطاولة ثم يغلق ازرار سترته ويقول بإقتضاب
نظر اليه قيصر وقال بعد لحظات
لم أقصد ما فعلته البارحة .. لقد أغضبني حديثك كثيرا .. لم أتصور إنك تراني بهذا الشكل .. منذ متى وأنا أستغل إمرأة بهذا الشكل ..! لم أجبر أيا من نسائي على ما لا يرغبن يا حاتم .. فكيف تظن إنني سأفعل شيئا مشينا مع فتاة صغيرة بأخلاق شمس ..!
شعر حاتم بمقدار خطأه فقال بجدية
أنا اعتذر يا قيصر لكنني لم أكن أعني ذلك حقا .. انا خفت أن تفقد سيطرتك و ..
قال قيصر محذرا
انتبه على حديثك يا حاتم .. منذ متى وأنا أسير حسب رغباتي واهوائي ..! دائما ما كنت أسيطر على رغبتي مهما بلغت ذروتها وأنت أكثر من يدرك هذا .. أنا لا أسمح لرغبتي أن تتحكم بي ..
رد حاتم بسرعة
حسنا يبدو إنني لم أنم جيدا فأصبحت أتحدث بلا وعي ..
تنهد واكمل بجدية
ربما فكرت بهذا لإنني شعرت بشيء مختلف يحدث معك هذه المرة تجاه تلك الفتاة ..
صمت قيصر ولم يرد ليقول حاتم بصوت جاد
على العموم انا حقا لم أقصد ما قلته ..
اومأ قيصر برأسه متفهما ليردف حاتم
سأذهب الآن .. اتصل بي عندما تريد مني شيئا .. لا تتردد في هذا ابدا ..
قال قيصر بسرعة
بالطبع سأفعل هذا .. اذهب وارتاح فلقد تعبت البارحة كثيرا ..
خرج حاتم بعدما ودعه ليعاود قيصر الجلوس على الكنبة ويعود برأسه الى الخلف مغمضا عينيه ..
لحظات وسمع صوت خطوات احدهم يهبط على درجات السلم فعلم إنها إستيقظت ليفتح عينيه منتظرا نزولها بترقب حتى ظهرت أمامه بوجه شاحب حزين ..
سارت نحوه بخطوات خجول مترددة ثم وقفت أمامه تهتف بوجه منخفض نحو الأسفل بصوت خاڤت
أريد الذهاب الى المنزل ..
تأمل حالتها تلك والتي يراها عليها للمرة الأولى بضيق ..
كانت تبدو ضعيفة مهزومة وكأن داخلها شيء ټحطم ..
نهض من مكانها واقترب منها ثم أمسك ذقنها بأنامله رافعا وجهها نحوها لتظهر عينيها الحمراوين واللتين فقدتا لمعانهما المعتاد لتبتلع ريقها بصعوبة من تصرفه هذا ونظراته التي تحاوطها بالكامل ..
حرر ذقنها من قبضته وقال بصوت رخيم
سنذهب الآن ..
قالت بوجوم
لن أذهب معك .. لا يجب أن يراني احدا معك ..
قال بسرعة
سوف أوصلك الى مكان قريب وهناك ستركبين تاكسي سائقه شخص اعرفه ..
ردت بعناد لا يزول ابدا حتى مع كل ما تعانيه حاليا
سوف استأجر تاكسي من هنا .. لا داعي لكل هذا ..
رد بإباء
لن تركبي مع شخص غريب مهما حدث .. كما إن المنطقة هنا بعيدة ومقطوعة ..
همت بالحديث لكنه قال بحزم
الأمر لا يحتاج الى المجادلة .. ممنوع التهاون في اشياء كهذه ..
أكمل بعدها متسائلا
هل فكرت بعرض الزواج ..!
كان سؤاله فرصة لتغيير مسار حوارهما من جهة ولمعرفة جوابها الذي ينتظره بلهفة غريبة من جهة اخرى ..
شردت في سؤاله للحظات وهي تتذكر ردة فعلها بعدما قدم لها هذا العرض البارحة ثم تفكيرها بعرضه بعد ذلك ..
نظرت الى وجهه الجامد كالعادة فقالت بعد لحظات قصيرة
قبل أن أجيب على عرضك يجب أن نتحدث ببعض الأمور ..
كانت بالفعل بحاجة الى الحديث ببعض الأشياء ووضع بعض الشروط قبل ان تقرر ما تريده ..
الرفض فورا دون تفكير ليس صحيحا .. ربما يتعجب البعض من تفكيرها هذا لكنها عندما استخدمت عقلها ونحت كرهها لهذا الرجل بعيدا ووضعت ما فعله بها على جنب وجدت ان هذه الزيجة ربما تكون حلا مفيدا لوضعها .. حلا يناسب ايضا مبادئها وتربيتها التي ترفض رفضا قاطعا ما تعرضت له على يد فادي ..
كانت تشعر بإن أفكارها مختلطة .. فتارة تفكر إنها ليست بحاجة لهذه الزيجة .. فما حدث لا احد يعلم عنه .. وليس من الضروري ان تتزوج مستقبلا .. ربما اذا خطبها احدهم ستخبره بما تعرضت له وإن رفض فهو حر .. لن ينتهي العالم اذا لم يقبل بها احد
متابعة القراءة