رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
نفسها قادرة على أي شيء .. عليها أن تدرك مقامها جيدا ومن تكون هي ومن أكون أنا ..
تمتم حاتم بعدم تصديق
أنت قلتها بنفسك يا قيصر .. فتاة في مثل سنها .. إنها فتاة صغيرة أقرب الى مراهقة بعمرها وتصرفاتها .. ماذا جرى لك يا رجل ..! هل تضع عقلك بعقل فتاة تصغرك بأربعة عشر عاما ..! منذ متى وأنت هكذا ..!
أصبحت تدخن كثيرا هذه الفترة مع إنك لا تحب الټدخين عموما ..
لم يرد قيصر عليه وهو يستمر في تدخين سيجارته بشراهة غريبة عليه ليردف حاتم بتجهم
ماذا يحدث معك بالضبط ..! كل شيء يحدث غير طبيعيا .. حسنا أنا أفهم شخصيتك وحقيقة إنك لا تسمح لأي شخص يتجاوز حدوده معك مهما كان لكن ليس لدرجة أن تضع عقلك في عقل فتاة صغيرة تحدثت بشكل أهوج غبي .. ثانيا أي تأديب هذا الذي يتم بزواجك منها ..! هل هذه طريقة تفكير شخص عاقل بالله عليك ..! تتزوج بها كي تؤديها ..! هل تعي ما تقوله يا قيصر ..!
ما نهاية كلامك هذا يا حاتم ..!
رد حاتم بقوة وقد مل من اللف والدوران
قل بصراحة إن هناك شيء ما يجعلك تريدها بقوة شديدة .. شيء يجذبك إليها بلا وعي ويجعلك تفعل أي شيء لتملكها .. هل تظن إنني غير واعي لتصرفاتك يا قيصر ..! هل تظنني لم ألاحظ خۏفك الشديد عليها عندما إنهارت ..! اهتمامك بتفاصيل لا داعي لها كالبيجامة مثلا وإصرارك على إرسالها الى منزلها مع سائق من سواقك.. ! هل تظنني غبي كي لا أشعر بتلك النظرة التي تطل من عينيك عندما تقترب منك أو نبرة صوتك وأنت تتحدث عنها ..!
وماذا بعد ..! لم أكن أعرف إنك شاعريا وحالما الى هذا الحد ..
بادله حاتم ضحكته بأخرى قصيرة مصطنعة قبل أن يقطعها وهو يرد بنبرة تشبه نبرته الساخرة
حقا ..! يا للدهشة ..
ثم تجهمت ملامحه كليا وهو يقول بحدة
انا لا امزح يا قيصر .. اعترف لنفسك بالحقيقة وأرحها وأرحني أنا شخصيا ..
نهض من مكانها متجها نحو النافذة مرة اخرى يتطلع الى الخارج للحظات قبل أن يلتفت نحو حاتم مشيرا نحوه بيده هادرا پغضب
أخبرتك مسبقا إنك تتوهم أشياء لا وجود لها .. لكنك تصر على أوهامك .. ربما عليك أن تذهب الى طبيب نفسي في أقرب وقت كي تجد حلا لنفسك وتتخلص من هذه الأوهام الغبية ..
اذا كان هناك من يجب أن يذهب الى طبيب نفسي فهو أنت بالتأكيد .. إذهب الى طبيب يخلصك من تكبرك وغرورك اللذان يجعلانك عاجزا عن الإعتراف بحقيقة ما يعتمل داخلك ..
صاح قيصر بنفاذ صبر غير آبها بصوته الذي وصل الى الخارج
وما هو الذي يعتمل بداخلي ..!
رد حاتم بقوة بعدما تقدم نحوه ووقف أمامه
حل الصمت المطبق بينهما للحظات ..
عينا حاتم تنظران الى عيني قيصر بقوة ومجابهة تتحدانه أن ينكر ما يقوله ..
تحدث قيصر أخيرا بصوت بارد لا حياة فيه
اخرج ..
ابتسم حاتم بإتساع وقال
سأخرج ولكن لا تنسى أن تعترف لنفسك بحقيقة ما تشعر به نحوها بعد خروجي ..
اخرج حالا .. اخرج هيا ..
قالها قيصر وهو يجاهد كي لا يلكمه بقبضته القوية ليسير حاتم بهدوء نحو الباب ثم خرج من مكتبه تاركا قيصر يعتصر قبضة يده بقوة اكبر ونيران صدره تزداد اشتعالا ..
..........................................................................
كانت تسير نحو المنزل وهي تفكر فيما ستقوله لوالدتها وكيف ستشرح لها سبب رفضها أيمن بعدما كانت تريده ..
رن هاتفها فحملته ظنا منها إن والدتها او ووالدها من يتصل بها لكنها وجدت رقما غريبا عرفته على الفور فإبتلعت ريقها بتوجس ..
همت برفض المكالمة لكنها تراجعت فجأة وهي تجيب عليه
نعم .. ماذا تريد ..!
جاءها رده الحاد
لا تتحدثي معي بهذه الطريقة ..
ردت بإستفزاز
معك حق يا سيد .. من العيب أن نتحدث مع كبار السن بهذه الطريقة ..
لم تكن تعلم إنها بحديثها عن هذا الموضوع تستفزه لأقصى درجة فهي كما يقولون أتت على الچرح ..
أطلق شتيمة بذيئة لا تليق بمكانته ولا حديثه المنمق الراقي الذي يتغنى به دائما ..
صاحت مستنكرة
أيها الأحمق .. كيف تتحدث أمامي بهذه الطريقة ..! عيب والله عيب .. إنك حقا رجل عديم التهذيب غير محترم ..
صاح وقد بلغ غضبه ذروته
إخرسي .. قسما بربي كلمة أخرى وسوف آتي عندك وأسحبك من شعرك الطويل بلونه الغريب وأبرحك ضړبا ..
شهقت بفزع لا إرادي وتخيلته وهو يضربها بكل قوته ..
سمعت صوت أنفاسه العالية يتبعها حديثه الصلب كالعادة
اسمعي ما سأقوله وافهميه جيدا لإنني حقا فقدت جميع ما أملكه من صبر معك ..
ضمت شفتيها بشدة ليكمل بصوت آمر حازم لا يقبل نقاش وكأنه يلقي على مسامعها تقريرا مجبرة على الإلتزام به
سأخطبك رسميا من والدك اليوم وأنت ستقبلين .. وإذا فكرت مجرد التفكير بالرفض فسوف أخبر عائلتك بخطڤ أخي لك ومحاولة إغتصابه لك .. لا أظن إنك ترغبين بذلك حقا يا شمس خاصة إن موقف عائلتك سيكون صعبا للغاية بعد معرفتهم بكل هذه خصوصا والدك الذي لا يعلم أي شيء عن الموضوع ..
أدمعت عيناها وإرتجفت شفتاها لتسمع صوته الهادئ يكمل
أراك مساءا يا شمس ..
ثم اغلق الخط في وجهها لتنظر الى هاتفها بعينين مغشيتين ثم تركض مسرعة الى منزلها ..
دلفت الى المنزل واتجهت الى غرفتها دون أن تلقي التحية حتى لتغلق الباب بالمفتاح وتهوي بجسدها على السرير وتبدأ في وصلة بكاء لا تظن إنها ستنتهي ..
مساءا ..
خرج قيصر من جناحه متجها الى الخارج حيث سيذهب الى عائلة شمس ويخطبها رسميا ..
مر أمام غرفة الجلوس متجها نحو الدرج و هم بالهبوط الى الطابق السفلي لكن صوت والدته أوقفه فضغط على أعصابه وهو يلتفت نحو الغرفة ثم يسير بخطواته نحوها ..
دلف الى الداخل ملقيا تحية المساء بإقتضاب حيث تجلس كلا من والدته وسوزان واخته دينا ..
سألته والدته بدهشة
هل ستخرج الآن وأنت عدت منذ نصف ساعة فقط ..!
رد قيصر بهدوء
لدي موعد هام ..
عادت وسألته مستفسرة
متابعة القراءة