رواية جديدة قوية الفصول من السابع للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

موعد مع من ..!
أجابها بنفس الهدوء 
سأخطب 
وضعت سوزان كوب قهوتها على الطاولة لا إراديا بينما عيناها تنظران إليه بعدم استيعاب اما دينا فقد كانت تتأمله بفاه مصډوم غير مصدقة لما تسمعه ..
نهضت كوثر من مكانها تهتف بإنكار 
ماذا تقول أنت ..! هل هذه مزحة ..!
رد بجدية 
لست من النوع الذي يتبع إسلوب المزاح عموما وخاصة في موضوع مهم كهذا .. 
يعني ستخطب حقا ..!
سألته سوزان هذه المرة بصوت مضطرب ليلقي عليها نظرة عابرة قبل أن يعاود مواجهة والدته ويهتف بها 
نعم سأخطب .. هل يوجد داعي لتكرارها كثيرا كي تستوعبونها !
ومن هي سعيدة الحظ ان شاءالله ..!
سألته والدته بعصبية غير ظاهرة ليرد بصوت جاد 
ستتعرفين عليها عندما تذهبين بنفسك لخطبتها بعد أخذ موافقة والدها ..
همت والدته بالرد لكنه سارع لإنهاء الحديث 
عن إذنكم فأنا تأخرت على موعدي المتفق عليه مع الرجل .. أراكم مساءا ..
ثم خرج من المكان بأكمله تاركا الجميع يتابعه بأعين مصډومة تارة وأخرى متحسرة ..
في غرفة شمس ..
تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا غير مصدقة لما سمعته على لسان والدها عن إتصال قيصر عمران به وإخباره بأمر قدومه كي يتحدث معه بأمر هام ..
والدها الذي كان مصډوما بدوره فهو لا يعرف الرجل ولم يلتق به من قبل .. هو مثله مثل الجميع يسمع عنه وعن عائلته من خلال التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي ..
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تحاول السيطرة على نبضات قلبها التي تزداد ارتفاعا كلما اقترب الموعد ..
تبقت دقيقتان .. فكرت بهذا وهي تتمنى لو تحدث معجزة ولا يأتي .. 
ربما تصدمه شاحنة كبيرة تسرق روحه باذن الله مثلا ..
أغمضت عينيها وهي تفكر إنه بالتأكيد كالقطط بسبعة أرواح بل ربما يفوق القطط في عدد أرواحه ..
سمعت صوت جرس الباب يرن فهوى قلبها أسفل قدميها ..
ضغطت على اعصابها التي تشعر بها ستنهار كليا واتجهت نحو الباب حيث فتحتها وسارت بخطوات بطيئة غير مسموعة بعد لحظات خارج الغرفة حتى توقفت أمام الصالة تستمع الى الحديث من خلف الباب ..
أنا أطلب يد الآنسة شمس منك 
سمعت قيصر يقولها بثقة مفرطة ورزانة يتمتع بها على الدوام فأغمضت عينيها بقوة قبل أن يأتيها صوت والدتها القوي 
ولكن شمس مخطوبة ..
حسنا من المفترض أن يثور قيصر الآن ويغضب او ربما يتراجع عن أمر الخطبة ويعتذر كمثل أي شاب محترم يوضع في موقف كهذا لكنها تعرفه جيدا وتعرف إنه سيتصرف بالطريقة الأولى وربما سيفعل شيئا يتسبب بڤضيحة لها خاصة إنها متأكدة إنه متحامل على والدتها بعد حديثها السابق معه وما ألقته على مسامعه وقتها ..
لكن صوت قيصر الهادى وتلك الإبتسامة الرائقة التي إرتسمت فوق شفتيه وهو يرد على حديث والدتها صدمها بشدة ..
غريب ما تقولينه يا هانم .. لقد سألت عنها بنفسي وتأكدت من كونها غير مرتبطة .. كما إنني متأكد إنها لو دخلت الآن سوف أجد يدها خالية من خاتم الخطبة ..
أكمل وهو يوجه حديثه الى والدها هذه المرة 
انا بالتأكيد لن أتقدم لخطبتها دون التأكد من كونها غير مرتبطة .. لا يخطب الرجل على خطبة أخيه .. هذا ما نعلمه جيدا يا بك وما نسير عليه وأنا لن أتجاوز هذا أبدا..
يا لك من رجل محترم مثالي لا تخالف أمور الشرع إطلاقا .. 
قالتها شمس داخلها بإستهزاء بينما رد والدها بعدما ألقى نظرة محذرة على والدتها مخبرا إياها ألا تتدخل بأمور الرجال ..
هذا صحيح .. شمس غير مخطوبة بالفعل .. الموضوع كله إن ابن خالتها سبق وتقدم لها أكثر من مرة ونحن رفضنا وقتها بسبب صغر سنها ..
قال قيصر بتمهل مشددا على كلماته 
وأنت قلتها يا بك .. رفضتم حينها ..!!
تدخلت والدتها في الحوار وهي تقول بإصرار 
ولكننا أعطيناه كلمة يا بك .. أخبرناه إن شمس ستكون له ما إن تتخرج ..
رد قيصر بصوت بارد 
لا يوجد منطق يقول أن نوعد الشاب بشيء كهذا .. ينتظرها حتى تتخرج .. الحياة تتغير مع مرور السنوات وربما من تريده شمس اليوم ترفضه بعد مدة عندما تتغير قناعاتها في الحياة .. حضرتك تقولين إنه خطبها عندما كانت صغيرة .. ربما كانت في المدرسة حينها .. والآن ستكمل سنتها الجامعية الثانية .. خلال هذه المدة تغيرت الكثير من الأشياء كما إنها نضجت وأكيد تغيرت قراراتها ..
أخذ نفسا عميقا قبل أن يكمل 
على العموم هذا الكلام لن يؤثر بطلبي لإن القرار الوحيد لشمس .. أليس هذا ما يجب أن يحدث يا بك ..!
ركضت شمس مسرعة الى الداخل وقد فهمت إنهم سينادون عليها ليأخذوا رأيها لكنهم لم ينادوا ..
اما في الخارج تولى والد شمس دفة الحديث قائلا 
اترك شمس على جنب الآن وأخبرني يا بك .. من أين تعرف ابنتي كي تطلب يدها ..! أين رأيتها من الأساس ..!
أجابه قيصر بهدوء وثقة 
رأيتها لأول مرة في الجامعة .. كنت في زيارة هناك حيث كان لدي موعد مع عميد الجامعة لأجل توظيف الطلبة الاوائل في الأقسام الهندسية المطلوبة عندي في الشركة .. رأيتها صدفة ولفتت انتباهي منذ ذلك الوقت .. عدت ورأيتها بعد مدة في زيارتي الثانية للجامعة حيث دعاني العميد للمهرجان السنوي ولأكن صريحا فأحد أسباب ذهابي الى هناك رغبتي في رؤيتها .. عندما تم تكريمها في المهرجان كونها من الاوائل السنة الماضية عرفت إسمها فبحثت عنها وأخذت المعلومات التي أريدها .. وجدتها فتاة مهذبة ذكية على خلق عالي ومن أصل طيب .. حسنا ربما يوجد فرق سن لا بأس به بيننا لكن فرق السن هذا ليس غريبا في أمور الزواج لإن الرجل دائما يكون أكبر من شريكته وهذا لا يؤثر على نجاح الزيجة عموما .. بإختصار انا وجدت بها المواصفات التي أريدها وأبحث عنها في زوجتي إضافة إلى إنني أعجبت بها ككل ولإني لا أحب اللف والدوران قررت خطبتها رسميا 
توقف عن حديثه للحظة منتبها لنظرات والدتها المشټعلة من حديثه الذي لا يوجد به حرف واحد صادق فأكمل بجدية 
للمرة الثانية يشرفني أن أطلب منك يد ابنتك يا بك وسوف أكون سعيد للغاية إذا ما فزت بها ..
تأمله عماد بإعجاب حقيقي فالرجل يبدو رزينا مهذبا محترما للغاية اما مها فكانت تغلق فمها بصعوبة فنظرات زوجها المحذرة أخرستها تماما ..
أكمل قيصر بجدية 
أنا أخبرتك من قبل عن اسمي وعائلتي وعملي وطبعا تستطيع أن تسأل بنفسك عنك وتعرف كل ما تريده فهذا حقك بالتأكيد كي تطمئن على ابنتك مع إنني أعدك منذ الآن إن شمس ستكون بإيدي أمينة وإنني سأحافظ عليها حتى آخر أنفاسي ..
أومأ عماد برأسه ثم قال بجدية 
بالطبع سأسأل عنك بنفسي فأنا لن أمنح ابنتي لأيا كان .. لا أحد يستطيع أن ينكر الكلام الجيد الذي
تم نسخ الرابط