رواية جديدة قوية الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
من رجل كبير معروف في البلد بنجاحاته وأعماله وسمعته الطيبة أن يستغل فتاة صغيرة لم تكمل عامها العشرين بهذه الطريقة المشينة .. فتاة تصغرك بأعوام طويلة تهددها بعائلتها مستغلا مالك ونفوذك في ترهيبها وإجبارها على زيجة لا تريدها فقط كي تنقذ أخيك المړيض من المۏت .. انا بالطبع أتعاطف مع أخيك واتمنى لو بإمكانني أنا او شمس مساعدته لكن ليس بهذه الطريقة .. هل ترى الزواج شيئا عاديا .! الزواج حياة كاملة ومستقبل ابنتي بأكمله سوف يتحدد من خلاله .. هل ترى حقا إن طلبك طلبا طبيعيا ..! كيف فعلت هذا ..! كيف سمحت لنفسك بإستغلال فتاة صغيرة وإجبارها على زيارتك في منزلك لمرتين بل وزيارة أخيك ..! هل تعلم إن ابنتي طوال سنوات عمرها لم تدخل بيوت الغرباء ..! هل تعلم إنها لم تركب يوما سيارة رجل غريب ..! هل تعلم إنها لم تكذب علي يوما ولم تفعل اي تصرفا خاطئا قد يضر بها او بسمعتها ..! ابنتي لم تتحدث يوما مع احد من زملاؤها الا في امور الدراسة .. ابنتي عندما تتواصل مع زميل معها بشأن أمور الجامعة تخبرني إنها تتواصل مع فلان ..
انا لا أخبرك بهذا لأجل مدحها وتعديد صفاتها الجيدة .. انا اخبرك بهذا كي تعلم ما أدت إليه تهديداتك .. ابنتي كذبت علي وفعلت أشياء لم تفعلها طوال عمرها بسببك .. وهذا كله في كفة وحقيقة إنك خطڤتها وجلبتها قسرا الى منزلك في كفة اخرى .. اسمح لي أن أخبرك بشيء يا سيد .. أنت رجل أنعم الله عليك بمال وجاه وسلطة .. عليك أن تشكر الله اولا على نعمه .. وعليك أن تستغل أموالك وسلطتك بشكل يرضي الله .. بدلا من أن تجبر فتاة على الزواج بأخيك لعلاجه عليك أن تتبرع بصدقات للمحتاجين .. صدقاتك ومساعدتك للمحتاجين سوف تكون خير علاج له .. صدقني أنت تظن إنك بهذه الطريقة تنقذه لكنك في الحقيقة تؤذيه وربما تتسبب في تدهور صحته فالله لن يرضى عنك بتصرفك هذا وربما سيرد لك سوء تصرفك ويعاقبك بأخيه .. حاشا لله أن يسكت عن حق مظلوم .. وابنتي ظلمت وكانت ستظلم أكثر لو تزوجت مجبرة بأخيك ..
وجد شمس تدخل وتضع اقداحا من العصير امامه قبل ان تقف بجانب والدتها متأهبة ..
قال أخيرا بصوت هادئ واثق وقد قرر أن ينحي كلامها هذا جانبا الآن واستخدام إسلوبه الذي إعتاد على استخدامه دوما
تجاهل حديث والدتها ونصيحتها واستمر بنفس اسلوبه المعتاد .. بدلا من الإعتذار أصبح يذكر ميزات أخيه التي بالطبع يعتبرها هو كثيرة عليها ..
كانت والدة شمس تفكر بنفس الطريقة .. هذا المغرور يخبرها بكل صراحة إن أخيه حلم بالنسبة لإبنتها ..
اخرج ..
تجمدت ملامح وجهه وهو يستمع الى ما قالته مقررة انهاء الحوار لوحدها ..
طوال سنوات عمره الثلاثة والثلاثون لم يتجرأ أحدهم على الحديث معه بهذه اللهجة بل وطرده أيضا ..
تطلع الى المرأة الواقفة محاولا تذكير نفسه بأن لا يتهور في ردة فعله رغم إھانتها الواضحة له ..
حدق بشمس التي تتطلع اليه بتحفز وقوة صريحين وكأنها قد وجدت بوالدتها درعا حاميا لها ..
نهض من مكانه قائلا بنبرة وقورة رزينة
يا هانم ..
لكنها قاطعته وهي تهتف بصوت حازم لا يقبل اي جدال
لا تناديني بهانم ولا تستخدم أيا من هذه الألقاب المتعارفة لديكم .. اسمعني
متابعة القراءة