رواية جديدة قوية الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بتردد 
صباح الخير .. ظننتك في المدرسة الآن ..
ردت والدتها بإختصار 
أخذت إجازة .. 
ثم أكملت بجدية 
هناك ضيف على وشك القدوم ..
سألتها شمس بإستغراب 
ضيف من ..!
أجابت والدتها 
قيصر عمران ..
تجمدت ملامح شمس بينما صدى صوت والدتها يتردد داخل إذنها لتهمس بعدم تصديق 
من ..!
اقتربت والدتها منها وقالت بصوت صارم 
لا تخافي .. لا تقلقي من أي شيء .. كوني قوية .. أنا بجانبك .. ولن أسمح لشخص ما أن يؤذيك .. سوف تستقبلينه بكل ثقة .. إياك أن تضعفي ولو للحظة .. تذكري دائما أن الله معك وأنا من بعده باذنه وحده .. 
أردفت وهي تتأمل ملامح ابنتها التي إسترخت أخيرا 
ضعي في بالك دائما إن هناك رب قادر أن يحميك من أي شخص مهما بلغت قوته .. عندما تستوعبين هذا لن يستطيع أي شخص أن يخيفك ..
هزت شمس رأسها وقد شعرت بكلمات والدتها تتسرب الى قلبها رويدا تمنحه السكون والأمان لتسأل أخيرا 
ماذا عن ربى وأسامة .. ! 
أجابتها والدتها بسرعة 
أرسلتهما الى منزل خالك .. زوجة خالك سوف تذاكر لهما مع إبن خالك .. 
أومأت برأسها متفهمة لتسمع صوت جرس الباب يرن لتضطرب ملامحها قليلا فتقول والدتها 
ماذا قلنا ..! لا اريد لوجوده أن يهزك لدقيقة واحدة ..
أخذت نفسا عميقا ثم سارت بخطواتها الهادئة نحو الباب وفتحته لتتجمد في مكانها وهي تراه يقف أمامها بشموخه المعتاد مرتديا ملابسه شديدة الفخامة وملامحه الجامدة تتأملانها بشكل غامض خاصة بوجود تلك النظارة التي تخفي عينيه ..
كان قيصر ينظر الى شمس بتمهل متأملا وجهها الناعم بشعرها المرفوع على شكل ذيل حصان طويل وتلك البيجامة الحمراء بجزئها العلوي ذو الأكمام القصيرة المطبوع عليه رسمة ميكي ماوس والبنطال البرمودا الذي يصل أسفل ركبتها بقليل ونعلها الخفيف في قدميها ..
كان منظرا غريبا لم يعتد عليه في وسطه الذي تتفنن به النساء بإرتداء كل ما هو غالي وثمين حتى في المنزل ..
صباح الخير ..
قالها أخيرا بصوته الرزين بعدما خلع نظارته لتجيب بهدوء 
صباح النور .. تفضل ..
تبعها سائرا خلفها نحو الباب الداخليه للمنزل مارا بجانب الحديقة الصغيرة المليئة بمختلف أنواع الزهور ..
دلف الى الداخل ليتأمل المنزل الذي يشبه أغلب المنازل في هذه البلاد ..
منزل حديث البناء حجمه جيد وأثاثه أنيق يوشي بإن أصحاب المنزل مرتاحين ماديا ..
تفضل .. سوف أنادي ماما حالا ..
قالتها بأدب تعجب هو منه ليجلس على الكنبة منتظرا قدوم والدتها التي اتصلت به صباحا تطلب منه رؤيته ليخبرها إنه سيأتي في الساعة العاشرة وقد شعر بإن رغبته برؤيتها والإطمئنان عليها تحققت ..
وجد والدة شمس تتقدم خلفها شمس ليتأمل السيدة الجميلة والتي تبدو في أواخر الثلاثينات من عمرها بدهشة ..
وبالرغم من ملابسها المحتشمة وحجابها الذي يغطي شعرها بالكامل لكنها كانت تمتلك ملامح جميلة جدا فهي ذات عينين خضراوين وبشرة شديدة الحمار ..
ألقت التحية عليها ليجيبها بعدما نهض من مكانه رادا تحيته فيجدها تخبر شمس 
اذهبي وإجلبي شيئا يتناوله السيد ..
هم بالرفض لكنه وجدها تقول بجدية 
نحن لا نستقبل ضيوفنا دون أن نقدم لهم ضيافتنا المعتادة ..
خرجت شمس من المكان بعدها بينما جلست هي على الكنبة المقابلة للكنبة التي يجلس عليها ليقرر هو بدأ الحديث 
مبدئيا أنا كنت أنوي التحدث معك حتى لو لم تتصل أنت بي .. سوف أخبرك بكل شيء بصراحة تامة فشمس لا ذنب لها بأي شيء ..
قاطعته والدة شمس بجدية 
أنا أعرف جيدا إن ابنتي لا ذنب لها بأي شيء .. لا تقلق من هذه الناحية فأنا أثق بشمس ثقة عمياء .. 
أكملت وهي تتمعن النظر في ملامحه الواجمة  
كما إنني عرفت بكل ما حدث .. لا داعي لإن تشرح لي اي شيء .. انا لم اطلب رؤيتك كي أفهم منك ما حدث .. أنا طلبت رؤيتك لأتحدث معك وأخبرك بشيء هام ..
تفضلي ..
قالها بأدب هو إستغربه ليجدها تهتف بهدوء 
اسمعني جيدا يا سيد قيصر .. انا لا اعرف ماذا ينادوك بالعادة لكنني بالطبع سأناديك كما إعتدت أن أنادي جميع الرجال الغرباء ..
ناديني كما تحبين يا هانم ..
ردت بجدية 
لا تناديني بهانم .. نحن لا نستخدم ألقاب كهذه هنا .. بإمكانك أن تناديني سيدة ففرق السن بيننا ليس كبيرا كي تناديني بخالة ..
نظر إليها متعجبا من كل هذه الرزانه والثقة في الحديث من هذه السيدة التي لم تهتم بإسمه ولا مركزه ..
كانت اول شخص يعامله وكأنه شخص عادي للغاية ..
وجدها تكمل 
ما فعلته مع ابنتي غير مقبول ابدا ..
هم بالحديث لتقاطعه بصرامة 
دعني أقول ما لدي وبإمكانك أن ترد علي حديثي بعدها .. لا يجوز
تم نسخ الرابط