رواية جديدة قوية الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفصل الرابع 
تطلع قيصر الى الهاتف في يده غير مستوعبا لما حدث ..
لم يسمع سوى صوت والدتها الغاضب قبل أن يغلق الخط في وجهه ..
اعتصر هاتفه داخل كفه وهو يلعن نفسه على تصرفه المتهور ولأول مرة يشعر بإنه اخطأ التصرف ..
تخيل ردة فعل والدتها وماذا ستفعل بها لينقبض قلبه لا إراديا من مجرد تخيلها وهي تؤذيها وتضربها ..

تشدق فمه بإبتسامة ساخرة وهو يفكر إنه السبب الأساسي لكل هذا وإنه أكثر من أذاها والأن يخشى عليها من الأڈى ..
اتجه مسرعا الى الغرفة وهو يشعر بإنقباض روحه يزداد أكثر فوجد ريتا تنتظره تسأله بقلق 
ماذا حدث يا قيصر ..! هل أنت بخير ..!
لم يجبها على سؤالها بل جذب قميصه مرتديا إياه سريعا ليسمعها تسأل هذه المرة 
لقد جهزت لك الحمام ..
ليرد بسرعة وهو يحمل سترته ويضع في جيبه الهاتف 
يجب أن أذهب ..
حمل مفاتيحه وخرج من الغرفة والمنزل بأكمله دون أن يسمع ردها ..
ركب سيارته ثم فتح هاتفه وأخذ ينظر الى رقمها بعجز حقيقي .. عجز لا يليق برجل إعتاد على السيطرة والتحكم بكل شيء دون إستثناء ..
عاد برأسه الى الخلف وهو يحاول أن يستوعب جميع ما يجري معه خاصة شعور الخۏف الذي يسيطر على قلبه ..
خوف غريب بدا له غير منطقيا .. 
ما السبب الذي يجعله ېخاف عليها ..
بالطبع ليس لإنه سبب ما حدث فهو لا يهتم عادة ولا يفكر بهذه الطريقة .. لا يذكر إنه شعر بتأنيب الضمير اتجاه أحد يوما مهما بلغت أذيته له ..
لماذا إذا ېخاف عليها ..! ولماذا ينغزه ضميره قليلا ..!
لماذا نظامه ومشاعره وكافه تصرفاته يتغيرون معها ..!
البارحة لم يستطع أن يصفعها بالرغم من كل ما قالته بحقه .. أي شخص أخر مكانها لم يكن ليرحمه أبدا ..
تخيل أخته حوراء مكانها .. بالطبع لم يكن ليتردد لحظة واحدة في صفعها .. حوراء اخته وصغيرته التي يعتبرها إبنة له .. 
هو لا يعرف الرحمة .. لا يرحم من يخطأ بحقه مهما كان حجم خطأه وليكن صادقا مع نفسه فلم يجرؤ حتى الأن أحدا على تجاوز حدوده معه فهو وضع قوانين ثابته للجميع وخطوط حمراء لا يمكن أن يتجاوزها أي شخص مهما كانت قرابته ومعزته لديه ..
لكن تلك الفتاة اخترقت كافة قوانينه وتجاوزت تلك الخطوط بكلامها هذا بينما وقف هو عاجزا لم يستطع أن يلقنها درسا على حديثها هذا ..
والآن بدل من أن يشعر بالڠضب عليها والتوعد لها يجد نفسه قلقا بشدة عليها راغبا في رؤيتها والإطمئنان عليها لكنه يعجز عن كل هذا فيكره من جهة شعوره القلق لفتاة لا تمثل له شيئا ويكره من جهة أخرى رغباته تلك ..
اعتدل في جلسته يهم بقيادة سيارته عندما وجد نفسه لا يعرف إلى أين يذهب ..
من المفترض أن ينفرد بنفسه الليلة يلملم شتات نفسه لكن كيف سيحدث هذا وهو لا ينفك عن التفكير بها 
فتح هاتفه وقرر الإتصال بصديقه المقرب وهو يأمل أن يجيبه في هذا الوقت المتأخر من الليل..
جاءه رد صديقه حاتم الذي هتف بعدم تصديق 
قيصر باشا بنفسه يتصل بي .. ماذا حدث لتتنازل وتمنحني بضعا من وقتك الثمين يا باشا ..!
رد قيصر بجمود 
إذا استمريت على هذا النحو سوف أغلق الهاتف في وجهك ..
جاءه صوت حاتم الذي يسأله بإهتمام 
صوتك يدل على إنك لست بخير .. ماذا حدث ..! 
أين أنت ..!
سأله بصوت مقتضب ليجيبه حاتم بجدية 
في شقتي .. 
رد قيصر بإختصار 
جيد .. انا قادم إليك ..
ثم اغلق الهاتف دون أن ينتظر ردا وقاد سيارته نحو شقة صديقه ..
في شقة حاتم ..
تقدم حاتم نحو قيصر الذي يجلس على الكنبة التي تتوسط صالة الجلوس في تلك الشقة الفخمة يتناول مشروبه بصمت ..
جلس مقابله وحمل كأسه يرتشف منه مشروبه ثم يضعه على الطاولة ملقيا نظرة على صديقه الواجم ليسأله بهدوء 
أنت هنا منذ أكثر من نصف ساعة دون أن تتفوه بحرف واحد ..
نظر إليه قيصر وأجاب بوجوم 
ماذا تريد أن أقول ..!
رد حاتم بجدية 
أخبرني بما يحدث معك ويجعلك مستاءا الى هذا الحد ..
أكمل وهو يلاحظ صمت قيصر 
أعرفك بما يكفي لأكون متأكدا من وجود شيء ما سيء للغاية يحدث معك ..
تنهد قيصر بصوت مسموع قبل أن يقول بصدق 
انا مستاء كثيرا .. وغاضبا بشدة ..
لماذا ..!
سأله حاتم بإهتمام حقيقي ليجد الصمت حليفه فيردف بنفس الجدية 
تحدث يا قيصر .. أخبرني بما يحدث ويجعلك بهذا الوضع .. انا رفيق دربك وأكثر من يفهمك ويستوعب ما تمر به .. لست بحاجة لأخبرك بأهميتك لدي لإنك تعرف هذا جيدا ..
نظر قيصر إليه بصمت وهو يفكر في حديثه الحقيقي فحاتم صديق طفولته وصباه.. أقرب شخص إليه ..
تم نسخ الرابط