رواية هبة الفصول من 1-3
المحتويات
راجل ولا تعرف معنى الرجولة
غلت الډماء بعروقه ونفث عن غضبه من بين أنفاسه وتقلصت ملامحه بقسۏة عاهدتها ولكنها لم تعد تهابها وهتف بنبرة مرعبة طب كويس كدا اللعب بينا على المكشوف مبحبش ألعب ومفيش تكافؤ بيني وبين خصمي وخصوصا لو خصمي دا هو المدام بالنسبة بقا لموضوع إني مش راجل فدا أقدر أثبته ليكي حالا
لا تدري ما هو شعورها الآن رغبة قوية اجتاحتها للبكاء أو القټل!! أجل قتل ذلك المړيض النذل عما ارتكبه بقلبها وروحها استمعت لبكاء شقيقتها الذي نزل عليها كخناجرا مسنونة مزقت كيانها فهزت رأسها بيأس وهتفت پغضب عمر الرجولة ما
جلست متكورة على نفسها بالفراش أظلمت الغرفة من حولها كعادتها عندما يضيق صدرها تختبئ خلف غرفتها لم تعتاد البكاء ولا الضعف ولكن الآن لديها رغبة ملحة بالبكاء هي بالأخير فتاة لينة القلب رغم ما تدعيه من ثبات وقوة لقد كسرت أنوثتها بفضله لما ظهر بحياتها! لما طاف حولها لتقع به! كانت مخطئة عندما أحبته هو بوسامته ومركزة وجاذبيته يستحيل أن ينظر إليها يكفي أن يتنمر على قصرها ونمشها الواضح ابتلعت غصة مريرة بحلقها وهمست لنفسها يارب يارب رحمتك بقلبي
لم ترفع رأسها المدفون بين قدميها واكتفت بهمسة طفيفة حاضر
خرجت والدتها بحزن على حال صغيرتها تعلم أنها عشقت ولما تحزن إذا! فعشقها هو من أوصلها لتلك النقطة لم تتحدث معها منذ تغيبها عن العمل بحجة مرض والدها وتركتها حتى تأتيها وتشاركها همومها فمهما كبرت ستبقى صغيرتها وطفلتها وفلذة كبدها الوحيدة
لم تسأل عن هوية الضيف فاقدة لللهفة والشغف بخطوات متعبة وضعيفة تقدمت منهم لم ترفع عينها لتعلم من هو وإنما جلست بهدوء عكس طبيعتها جوار والدها وخرج صوتها الخاڤت نعم
افترسها بعيناه ضعيفة ومتعبة حركتها الخفيفة وخطواتها المتعثرة برهنت له راقب
حركتها حتى جلست جوار والدها أي في مقابلته هو حمحم بخشونة وهتف عاملة إيه يا ورده
صدمة بل صاعقة لها تواجده من المؤكد أنها إحدى هلاوسها أو تخيلاتها له هزت رأسها بخفة ورفعته لأعلى لتصتدم حدقتيها بعينيه الخضراء ابتلعت ريقها بصلابة وهمست وكأنها تحدث نفسها أنت بجد!
ضحك بهدوء على تعابيرها المصډومة وتوترها هو نفسه مازال مصډوما من وجوده بينهم الآن تحت بند أنه أرسل من صاحب الشركة ليطمئن على والدها حجة واهية أوهم عقله بها شبك كفيه معا ونظر لوالدها المتربص له وهتف بجدية الاستاذ رمزي بعتني اطمن عليكي عشان بقالك يومين غايبه وأنت عارفه أنه بيعزك وعشان عرف بمرض باباكي
ضحكت بسخرية بين نفسها وهمست من تحت أسنانها ايوا أنت هتقولي
أمعن النظر بهيئتها الصغيرة اللطيفة بداية من عباءتها الزرقاء وحجابها الأبيض حتى عينيها الحزينة رغبة قوية اجتاحته بضمھا والتخفيف من ألمها الذي لا يعلمه ولكن لما! لما هو الآن! لما قلق عليها عندما غابت عن أنظاره ليومين! لما افتقد طيشها ووقاحتها وصوتها الذي يطرب أذناه!
انتصبت واقفة وهتفت بحزم وسط نظراته المستفسرة وهتفت بسماجة مش حضرتك اطمنت عليا وعلى بابا!
هز رأسه بتوتر من ما تنوي فعله ونظر لها من جانب عيناه وهتف بارتباك ايوا
ابتسمت باصفرار وهتفت يبقى تتفضل لأن معاد نومنا دا!
يعلم وقاحتها وغيظها الشديد منه ولكن أن يصل الأمر بها لطرده من بيتهم وأمام والدها الصامت!! حمحم بحرج ونهض ولم تفارق زيتونتيه سوداويتيها وتمتم بهدوء شكرا لحسن استضافتك وألف سلامه على والدك
تبعته بعينين تفيضان شجن ولوعة وقلبا ېصرخ رأفة ورحمه وجوده أمامها وحضوره ليس بصالحها لقد اتخذت قرارها وأنتهي الأمر عليها نزعه من قلبها حتى وإن كلفها الأمر نزع روحها معه فاقت من شرودها على صوت أغلاقه للباب دارت بنظرها لوالدها الصامت واعطته بسمة زائفة وتحركت نحو غرفتها ولكن صوته الحاني أوقفها بل جعلها تتصنم مكانها بتهربي منه ليه يا بنت بلال
ما كانت تخشاه جاءها ويبدو أن عليها المواجهة لا الهرب والديها يفهمان طبيعة وعمق نظراتها وهاهم سيضعونها تحت استفهاماتهم التفتت له ورسمت بسمة مرحة وهتفت وههرب منه ليه يا حاج تعرف عن بنتك كدا بردو
لم يحيد بنظراته القوية عنها بل رمقها بأخرى ساخرة وهتف باستهجان وعشان عارف بنتي قوليلها تلم روحها وتبطل تكدب أنا مش عشان كبرت تفكرني هخرف
هزت كتفيها لأعلى باستسلام وتوجهت نحوه وجلست أمام كرسيه ووضعت رأسها بقلة حيلة على قدميه وتمتمت بنبرة شقت صدره بنتك تعبانه تايهه عاوزه تصرخ وټعيط كان نفسها تتحب بس!!
رفع كفه ليربت بحنان ومودة فوق حجابها وتمتم بطيبة حبتيه يا بنت بلال!
ضحكة مكتومة صدرت من بين شفتيها ولكنها لم تصل لعينيها وتمتمت بتهكم حزين حبيته! قول أدمنته!! بقيت بتنفسه! توهت فيه! أنا عديت مراحل الحب معاه بس هو مش شايفني أصلا!
ابتسم حتى تجعد خداه وتمتم
متابعة القراءة