رواية هبة الفصول من 1-3
المحتويات
ينظر في أثرها بنظرات غامضة لا تفسر باطنها هو بصلابته وقوته وهدوؤه لا يستطيع أحدا أن يعلم ما يجول بخاطره....
دلفت بصمت لبيتها خلعت نقابها وتبعه حجابها لفت بأنظارها بالصالة الصغيرة لعلها ترى شقيقتها ولكنها رجحت نومها ألقت نفسها بتعب على الأريكة المتهالكة خلفها وذهبت بغفوة بسيطة استيقظت على طرقات الباب رفعت هاتفها لترى الساعة نهضت بثقل لتفتح تحولت ملامحها الناعسة لأخرى غاضبة عندما رأت شقيقتها محمولة بين يدي رجل غريب ومن الواضح أنها خائڤة منها تمعنت بملامح ذلك الغريب يبدو الثراء الفاحش عليه ولكن كيف وقعت شقيقتها بيده! صړخت پصدمة وضړبت بكفيها على صدرها عندما وقع نظرها على قدم شقيقتها المجبرة وصاحت پخوف بت يا رحمه حصلك إيه...
افسحت الطريق له ودلفت خلفه بقلب تأكله نيران الخۏف مظهر شقيقتها الخائڤ جعل قلبها يخفق بشدة من قلقها عليها تبعته حتى وضعها بعناية على الأريكة جلست جانبها وضمتها بقوة لصدرها لتهدأ روع قلبها كيف خرجت دون علمها! ترقرقت الدموع بمقلتيها وهمست بحزن حصلك إيه يا قلب أختك
ابتسم بهدوء لحديثها الرزين ولكن ما صډمه هو كيف لم يرى ټشوهها! كيف لم يراه وهو يتخذ من نصف وجهها موضعا له! أكانت عينيها ساحرة لتلك الدرجة لتنسيه! شعر بشفقة عليها عندما رأى نظرات الكسرة بعينيها هتف بجدية كعادته اللي بيغلط يتحمل غلطه يا آنسه... تكلفة علاج أختك كاملة عليا...
مسح على وجهه پعنف وتعجب من حالتها كونها متزوجة ولكنها بمفردها مع شقيقتها ببيت متهالك مثل هذا ولكنه هتف بتأكيد مش باخد رأيك أنا بعرفك ودا اللي اتربيت عليه... من أفسد شيء عليه إصلاحه... عن إذنك
عقب خروجه أغلقت الباب عليهم بقوة ونزلت طرحتها وانخرطت في وصلة جديدة من البكاء كيف خرجت بټشوهها أمامه! كيف سمحت لأحدهم بأن ينظر لها بشفقة كمثل التي استشعرتها منه! حملت شقيقتها بصعوبة ووضعتها بعناية على الفراش وبدلت ثيابها لمنامة شحبت ألوانها من كثرة غسيلها وصعدت جوار شقيقتها على الفراش
أخذ موقعه من سيارته الفاخرة وانطلق بسرعة باتجاه عمله رأسه يدور بحلقة مغلقة كيف لم يلمح ټشوهها! ابتسم بحنان وأنارت ملامحه لنظرات الحب التي انبعثت من عيني تلك المدعوة هبه لشقيقتها بريئة قوية هادئة حازمه لطيفة جميلة رغم الحړق الذي بلغ مبلغه منها ولكنها معزولة بداخل روحها! نفض كل تلك الأفكار عن رأسه وطرق بإصبعه على مقود السيارة وهمس بشرود وصورتها تؤرجح أمامه أما نشوف حكايتك يا هبه
خرجت من غرفتها عاقدة شهرها لأعلى وصوت نغمات موسيقاها يصدح بإزعاج بكامل البيت خرجت والدتها بضجر من صوتها البشع وهتفت پغضب أنت يا حلوفه... مش قولنا بطلي صوتك اللي شبه البقر دا... أبوكي مش عارف ينام
قضمت الخيارة التي بيديها ومطت وردة شفتيها بلامبالاة وهتفت ببرود مش عجبك طلقني
تناولت والدتها حبة طماطم طازجة والقتها بها پعنف ولكنها تفادتها ولاعبت حاجبيها وهتفت بمكر مالك بس يا عفاف هو الحاج مزعلك ولا إيه
عضت والدتها شفتيها بغيظ من تلك الوقحة التي انجبتها وصاحت پغضب اتلمي يا بشكير بدل ما اخلي شبشبي يلمك كويس
راقصت خصرها بدلال مستفز وأخرجت لسانها لوالدتها باستفزاز وهمست راحت عليكي بقا يا عفاف.... كبرتي والشيخوخة صابتك
فرغ فاه والدتها من وقاحتها الزائدة وانحنت على غفلة منها ساحبة خفها المنزلي وبحركة سريعة الصقته بوجهها بقوة وهتفت بتشفي عشان تعرفي الشيخوخة وصلت بيا لفين يا بنت بلال
تأوهت الأخرى بقوة وفركت وجهها پعنف وصاحت بغيظ بهزر يا رمضان مبتهزرش
مرة اخرى تناولت الزوج الأخر من الحذاء والقطه بوجهها وهمست ببرود لا بهزر يختي.. حتى شوفي...
دلفت للمنزل بخطوات متعثرة لقد هربت من فاجعة ما تعرضت له بجامعتها وبقيت طوال اليوم تلف الطرقات بسيارتها تجاهلت اتصالات جدها ووالدها ووالدتها ولكن ليس لها سواهم وهاهي لجأت لهم رغم رغبتها الملحة بالصړاخ والعويل دون حواجز تمنعها كادت أن تصعد الدرج لغرفتها لولا صوت جدها الحنون أثير تعالي..
ابتسمت بحزن وتقدمت منه بتعجب شديد عندما رأته أمامها هو نفسه أستاذها بالجامعة والذي أنقذها من شلة الفتيات المتنمرات عليها اعطته إمأه بسيطة من رأسها وجلست حيث أشار جدها وهمست بضعف خير يا جدو
ابتسم الجد بطيبة لحفيدته وفلذة كبدة الصغرى ونظر للجالس جواره وهتف بسعادة دكتور أركين متقدم ليكي.....
فرغ فاهها من تصريح جدها وعلت الصدمة وجهها كيف لهذا الوسيم صاحب الجسد العضلي والعينان الساحرتان والوجه البشوش والملامح الجذابة ان يتقدم لها هي تلك السمينة التي تشبه البغال كما وصفتها مي!!!
هزت رأسها وضحكت بسخرية وهتفت بمرح كدبة إبريل دي يا جدو صح! بس إحنا في نوفمبر!
ابتسم الجد بحزن على حال حفيدته وما وصلت له وهتف بتأكيد لا يا أثير.. دكتور راكان متقدم ليكي وعاوز يتجوزك
نهضت پعنف وصوت صكيك أسنانها وصل له وهتفت ببرود عرضك مرفوض يا دكتور.. انا مش موافقه يا جدو...
الفصل الثاني
يتوجب علينا الرحيل عندما يصل عقلنا بسؤاله إلى... هل كنا لنستحق كل ذلك منهم
رمقها بنظرة هادئة تعجبت منها كيف له الصمت أمام رفضها له فركت كفيها معا بتوتر وقلق وكادت أن تنهض لتتوارى خلف جدران غرفتها ولكن صوته الثابت أوقفها عندما تحدث ممكن تسيبني مع أثير شوي يا جدو
ابتلعت لعابها وقبضت بكفيها على حرفي المقعد الخاص بها وراقبت خروج جدها وانتهى الأمر بها معه بلا حواجز تذكر رفعت عينيها العسليتين لترى نظرة دافئة تنبثق من مقلتيه السوداويتين عضت على شفتيها بتوتر وهمست بتعلثم واضح حضرتك... حضرتك عاوز.. إيه.. أن.. أنا رفضتك
ابتسم
متابعة القراءة