رواية هبة الفصول من 1-3

موقع أيام نيوز

هبه قبضتها وابتسمت بسمة صفراء وهمست بفخر مصطنع وهي تربت فوق صدرها تربيتي
دقيقة وأخرى واڼفجرت الاختان بالضحك على حالهم الميؤس منه كلتاهما تحاول جذب الأخرى من زوبعة حزنها وآلامها ف رحمه رغم صغرها إلا أنها ناضجة وتعلم حالهم و هبه لأنها تعلم بما عانته شقيقتها معها بزواجها السابق تحاول محو تلك الأيام من عقلها الصغير... ولكن هل سيكفي ذلك! 
ابتعدت عن قبضته بعدما اعطته طوق نجاته من الهلاك لقد وافقت على عرضه!! تهللت ملامحه ولمعت عيناه ونهض من مقعده ودار حول نفسه كمراهق وليس كرجلا ناضج وهتف بسعادة طب بصي أنا مليش في الخطوبة والجو دا.. نكتب الكتاب ونقعد فترة نتعرف على بعض.. بص وموافق على أي شرط منك عادي والله
صدحت ضحكاته الخجولة بأرجاء الصالون الصامت ووضعت كفها فوق فمها كمحاولة يائسة منها لتكتم ضحكاتها ولكن مظهره جعلها ترجع برأسها للخلف وصدى ضحكاتها وصل للخارج دلف جدها ووالدها وابنة عمها على صوتها وهتف جدها بسعادة لصغيرته نقول مبروك! 
رمقتها مايا ابنة عمها بنظرة حاقدة وبصقت كلماتها بسخرية متقولش يا جدو.. أثير هتخس!
انقطعت ضحكاتها وحل الوجوم والحزن محلها ونكست رأسها لأسفل وترقرقت الدموع بعسليتيها واكتفت بالصمت ولكن هو! اقترب منها واوقفها وأحاط كتفيها بذراعيه وهتف مؤكد على حروفه لا بس كتب كتابنا أنا وأثير نهاية الإسبوع دا يعني بعد تلت أيام
تطلعت أثير له پصدمة شديدة وجحظت عينيها من تصريحه وحاولت التحدث ولكن نظرته الدافئة والحانية جعلتها تبتسم بخجل وتنظر لجدها ووالدها المبتسمين بشدة ولكن ما اثلج قلبها الحزين هو قوة ذلك الهادئ الذي يساندها لقد وصل لها صوت غليان دماء مايا ابنة عمها!!...
ابتسم الجد بحب واقترب جاذبا حفيدته لصدره وهتف بسعادة ألف مبروك يا حبيبة جدو...
ابتسمت أثير بخجل وهمست بتعلثم الله يبارك فيك يا جدو
فتح والدها ذراعيه لها كدعوة صريحة لتلقي بنفسها بين طيات صدره ولبت هي الدعوة بلحظة ودفنت وجهها بين عنقه وهمست أنا مبسوطة يا بابا
ضمھا والدها بقوة لصدره وهتف بحنان ادفع عمري ل راكان عشان فرحتك دي يا بنت حسين الشاملي
انتصف النهار وها هي جالسة بتوتر بين أوراقها من حسن حظها أن سوزان والدة زوجها السابق ساعدتها للحصول على ذلك العمل بأحد مكاتب الأرشيف بشركة بسيطة لأنها فهي انهت دراستها بكلية آداب وعوضا عن عملها مدرسة بأحد المدارس المرموقة ها هي مختبئة بين كومات من الأوراق التي تتطلب مراجعتها وإعادة ترتيبها بعناية عقلها يدور بعدة حلقات خائڤة تركت شقيقتها بمفردها بالبيت بسبب خۏفها من رب عملها الغليظ ما زالت ببداية الشهر وقد انتهى راتبها جميع أفكارها تندفع ضدها ترغب بشدة بالصړاخ وربما العويل ومن ثم تخرج قوية لتواجه العالم وكأن شيئا لم يكن عقدت
حاجبها بتعجب لهيئة وردة الغاضبة التي تطل بها عليها راقبت فرط حركتها أمامها بعينين مرهقتين وهمست بتعب أقعدي بقا خيلتيني يا شبر واقطع
افترست وردة شفتيها بغيظ وصكت على أسنانها الصغيرة التي تشبه الأطفال وهمست وكأنها تحدث نفسها أنا يقولي دا لو كلتك قلم هتسفي أرضية المكتب... أنا يقولي يا عقلة الإصبع! 
كتمت هبه ضحكة كادت أن تنفلت من بين شفتيها على تلك القصيرة التي تدور حولها كنحلة هاربة وتهمهم بكلمات مضحكة ومغتاظة طرقت بأصابعها بقوة على سطح المكتب لتنتبه لها وردة وترمقها بنظرة غاضبة قابلتها الأخرى ببسمة سمجة من أسفل نقابها وتمتمت باستفزاز آنسه بشكير مالك داخله بعفاريتك عليا كدا لي... 
لوحت وردة بيديها بتوضيح ورفعت رأسها وهتفت بغرور حاد اسمها زعابيبك يا هانم... وبعدين تعرفي تسكتي! 
مطت هبه شفتيها باستنكار من جنون صديقتها وهتفت بسخرية يعني دا اللي لفت نظرك يا عديمة النظر!... وبعدين حاضر
دقيقة وأخرى وحل الصمت بينهم ولكن قطعه مجددا هتاف وردة الغاضب لا ما أنا لازم أوفقه عند حده مش كل شوي يتريق عليا ويعملني مسخرة لكل الشركة 
دا خلى رمزي السمج يفرح فيا 
والله لأعملك عبرة لكل الشركة يا براده أنت
رفعت هبه سبابتها باستئذان وقضمت شفتيها لمنع ضحكاتها وهتفت اسمه براء
رمقتها وردة بنظرة شرسة وحادة جعلتها ترفع طرف خمارها الأسود لتغطي عينيها الظاهرتين وأخفت نفسها عنها بينما الأخرى صاحت پغضب نقطيني بسكاتك بدل ما اطلع غلي منه عليك
رفعت هبه حاجبيها بسخرية من تلك القزمة المتحركة التي نيران ڠضبها تكفي لحړق الأخضر واليابس....
مرت عشرة دقائق و ورده تهمس بكلمات غير مفهومة انتفضت هبه بفزع على صوت قبضتها على المكتب اغمضت عينيها بتعب وهمست يبنتي يبنتي أنا صاحبة مرض نشفتي دمي منك للااااه أشوفك مسخوطه قرده يا وردة يا بنت عفاف 
جحدتها ورده بنظرة قاټلة وصاحت بغل بقا برادة الحديد دا يقولي يا عقلة الإصبع يا هبه!
هتفت هبه بعفوية اسمه براء... وبعدين هو الحق بيزعل لي!
بثانية كانت جانبها وقابضة على عنقها بقوة وحدة وهمست من تحت اسنانها هو صاحبك ولا صاحبي يبت أنت
ابتلعت هبه ريقها بصعوبة وهمست بمهادنة لا يا كبير دا أنا مليش غيرك
طرقات على بابها جعلتها تزيح قبضتي ورده من عنقها وهتفت اتفضل
تقدم بخطوات واثقة وثابتة منهم ونظره منصبا فوق تلك الحانقة منه لم يبديها أية اهتمام وابتسم بهدوء ل هبه وهتف بنبرته المميزة مدام هبه الأستاذ رمزي عاوز حضرتك في مكتبه
أومأت هبه بطاعة وتأكدت من ملابسها كاملة وألقت نظرة على تلك الحانقة وابتسمت بخبث ونهضت خارجة تاركة زمام الأمور له 
على الجانب الأخر بجامعة أثير وضعت متعلقاتها بملل فوق المدرج وجلست تنتظره لقد أخبرها جدها صباحا بضرورة ذهابهم لشراء ثوبا لحفل كتب كتابها لن تنكر راحتها له هناك كما من الطمأنينة والسکينة سكنت قلبها من كلماته أمس رأت توافد الجميع للمدرج فعلمت بقدومه الجميع يهاب جديته ووقاره ولكن وجهه البشوش معها ليلة أمس طغى على كل ذلك ابتسمت باتساع عندما وقعت أنظارها عليه بداية من شعره المصفف بعناية نزولا للحيته النامية وقميصه الازرق الذي يعلوه چاكيت أسود اللون وبنطاله الأسود جعل منه أوسم بطريقة أيقظت شرارات ممتعة بعقلها أخفضت رأسها بخجل عندما التقت نظراتهم وغمز هو بعينيه القاتمة احتضنت نفسها بسعادة من أفعال ذلك الوسيم انتهت المحاضرة التي لم تخلو من نظراته وتلميحاته الغير بريئة لها ونهضت من مقعدها وتقدمت من الباب لولا صوته
الرخيم الذي هتف باسمها أثير استني
التفتت له وأخفضت رأسها خجلا منه وقضمت شفتيها بتوتر وهمست بنعومة نعم يا دكتور
عقد حاجبيه من ذلك اللقب الذي مازالت تتمسك به فبعد ثلاثة أيام ستصبح زوجته! افترس شفتيه بغيظ منها وهمهم بضيق أثير أنا في حكم خطيبك فبلاش ألقاب بينا يكون أفضل
هزت رأسها بتأكيد وابتسمت بتوتر بينما هو اقترب منها وأمسك كفيها بين راحتيه وهمس وأنفاسه تلفح وجهها ارفعي عيونك ليا يا أ ثير
يضغط بقوة على حروف اسمها الصغير الذي يفعل به اللعنات يرغب بتذوق حروفها بين ثناياه طريقته بنطق اسمها ليست بصالحها بالمرة فهو يجعلها بأعلى درجات الخجل منه ولكن جزء منها يرغب بأن يرتمي بين أضلعه لتهرب من نظراته الآن!!!
حمحم بنبرته الخشنة ومسح بأصابعه بنعومة فوق كفيها
تم نسخ الرابط