رواية هبة الفصول من 1-3
رأسها بشرود على نافذة السيارة حياتها تمر كتلك الطرقات الفارغة هي بدوامة لا نهائية من السخرية والألم جدران قلبها حفرت بدموع عينيها وسط شرودها أحست بأصابعه الخشنة تندثر بين أناملها الناعمة مما جعلها تبتسم لأفعاله الرجولية التي يغدقها بها لقد تصدى لكل من حاول جرحها بالكلمات أو حتى النظرات كما يقال توجها ملكة لخافقه المرتجف لها انتبهت لصوت توقف السيارة اعتدلت بجلستها واعطته بسمة طفيفة وهبطت خلفه دارت بنظرها للبناية أمامها شعرت بذراعيه تلتفان حول كتفها مما جعلها ترتجف من قربه وأفعاله التي
اعطاها بسمة ساحرة وتمتم بمرح عكس شخصيته الجادة فرمان من الست الوالدة طالبة تشوفك
عقدت حاجبيها بتعجب وتذكرت أنه والدته لم تأت معه لكتب كتابهم ولم تراها مطلقا ايمكن انها لا ترغبها لابنها! تعلثمت حروفها وتحدثت هي محضرتش كتب الكتاب لي
تفهم موقفها وشعورها وما يعتمر قلبها فاقترب محاوطا خصرها بعضده القوي واقترب من أذنها وهمس بنبرة اربكتها عشان أمي عندها قدم مبتورة وأنا قولت ليها هنيجي نحتفل عندك
هز راسه بنفي ودفعها معه لتتقدم من البناية وتمتم بلطف وبشاشة عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
غاصت بأفكارها لعدة دقائق وكأنها ترتب أفكارها المشوشة نحو ما تنوي إلقاؤه زفرت أنفاسها بيأس من عقلها المضطرب ونظرت له باستسلام مؤلم وهمست اتفضل اقعد وأنا هفهمك
جففت دموعها الكثيفة التي بللت نقابها وهمست بوهن هنروح فين
لم يلتف لها بل تابع سيره للخارج وهتف وهو يقبل الصغيرة هتعرفي لما نوصل
وقفت بتوتر تفرك كفيها حتى تلونا بالأحمر القاتم عيناها تدور بجميع الأركان بحثا عن مخرج من مأزقها بللت شفتيها بارتباك وهمست لنفسها أنا كان مالي ومال دا كله يا ربي أنا جعانه
استمعت لضحكته الرجولية الطاغية آتيه من خلفها ابتلعت لعابها بتردد وابتسمت بارتباك والټفت له رأت تلك السيدة الجميلة صاحبة العينين الزروقوتين بحجابها الخفيف وابتسامتها الواسعة وملامحها الطيبة زادت ابتسامتها عندما أشارت لها ان تأتيها وفورا لبت ندائها وتقدمت منها رأت نظرة صافية وهادئة منها جعلتها ترفرف بعنان السماء العالية رفعت كفها بتردد وربتت فوق كتفيها وهمست بخجل إزاي حضرتك يا طنط
ابتسمت المرأة بسعادة وجذبتها لتضمها لصدرها بحنان ونظرة عميقة دافئة كتلك التي يبادلها راكان بها دوما حركتها أجفلت أثير وجعلتها مترددة لثوان ولكنها تغلبت على ذلك وبادلتها برحابة صدر بعد عدة دقائق همس راكان المتابع لهم بحسرة مصطنعة جيتي خليتي أمي نسيتني يا ست أثير لا بقولك إيه كله إلا دودو بقولك اهو
ضړبته والدته بخفة فوق كفه الممسك بكرسيها المتحرك وهتفت پغضب مزيف ملكش دعوة يا واد انت بالقمر مرات ابني
ابتسم راكان باتساع وانحنى على ركبتيه وهتف ببلاهة ممكن ببوسة منها ابعد عادي خالص
لكزته والدته بحدة بصدره وقع ارتد على أثرها للخلف وهتفت بحدة مصطنعة اتلم يا اللي متربتش مراتك قلبت زي الطماطم وودانها زمانها بتطلع ڼار
صدق قولها فتلك الجميلة شعرت بحرارة قاسېة تدب بجسدها وتتركز جميعها بوجهها وخلف اذنها أخفت وجهها عنهم مما جعلهم يقهقهون بمرح عليها شاركتهم هي إياه بعد بضع دقائق
تحرك جميعهم للصالون ونظرات راكان الحالمة تحاوط أثير لدرجة جعلتها تتمنى المۏت عوضا عن نظراته جلست أثير جانب حماتها وتحدثا بمختلف المواضيع وظل راكان واقفا يتابع حديثهم الشغوف بنظرات راضية وشاكرة نهضت أثير على استحياء بسبب رغبة دعاء حماتها
الطيبة بصنع بعض العصائر لهم حتى تعتاد على بيتها الجديد وقفت في المطبخ بجهل ترمق الصحون والاطعمة بتردد ابتسمت بارتباك وتناولت بعض الفاكهة وشرعت بتقطيعها وسط حركتها لم تنتبه لذلك الماكر المرابط عند الباب يلتهمها بعيناه وو كنت ھموت لو معملتش كدا من وقت كتب الكتاب
وضعت يديها بقوة فوق خافقها المچنون الذي وصل صدى خفقاتها لزوجها الماكر صوت تنفسها السريع أوضح بجدارة عن ما تكنه بأعلى يسار صدرها جسدها كان منذ دقائق تحت سلطات عشقه وهيامه بها لقد
شعرت براحة وعاطفته لأول مرة تختبرها بين يديه أغمضت عينيها لعل قلبها يكف عن ثورته وليتها لم تفعل فمجددا بحبك يا أثير هانم
تحركت خلفه بخنوع وصمت وكأنها مسيرة لوجهتها لا تدري لما اظهرت ضعفها له من هو بالأساس ليعلم عنها كل ذلك لقد اختبأت خلف بيتها منذ وطأت قدميها تلك المحافظة ولم يعلم أحدا عنها شيء ولكنه أتى بيوم وليلة أو اكثر وداهم حياتها بلا خطوط للدفاع أو المواجهة ألقط نظرة بالمرأة على شقيقتها النائمة بسلام في المقعد الخلفي للسيارة وتنفست براحة ورمقته بهدوء وهميت رايحين فين
لم يلتف لها بل تابع القيادة ونظراته كما هي لم تتبدل جامدة وغامضة قبض بقوة على مقود السيارة وتمتم شوي ونوصل وهتعرفي
التزمت الصمت لعدة دقائق واحتضنت نفسها وسقطت دموعها اسفل نقابها بسبب ذلها وإھانتها ذلك التشوه اللاإرادي جعلها لأربعة أعوام تتعرض للسخرية والقهر ممن لا يرحمون لديها بعض الصور قبيل حدوث تلك المأساة تحتفظ بها لتتذكر شكلها الذي لن تعود إليه يوما كم كانت جميلة وفاتنة والآن! مجرد مسخ مشوه!!
توقفت السيارة أسفل بناية بمنطقة راقية عكس حيها الشعبي التفتت له وهتفت بتعجب إحنا فين وبنعمل إيه هنا!
تنفس ثائر پغضب ظهرت بوادره وقبض على أصابعه وهتف بإيجاز عشان تتطلقي
هتفت هبه بلا تردد أو محايدة بس أنا مش عاوزه اطلق!!
كادت ورده أن تغمض عينيها لتذهب بسبات بعد قسۏة يومين مستعصيين ولكن صوت هاتفها صدح ليعلن عن رسالة من أحد وسائل التواصل الاجتماعي واتساب جعلتها تنهض بكسل لتفتحها ولكنها تفاجأت برقم مجهول مرفق برسالة جعلت عينيها تتسع على أخرها
عند رحيلي أخبرتك بنفوري منك وما كان لنفوري منك بقلبي مكان ولكن تأملت ضمتك عوضا عن هجرك وتركك لقلبي باردا