رواية هبة الفصول من 1-3
المحتويات
بوقار لإرتباكها الشديد ولمعت عيناه بنظرة حانية وخرج صوته الرخيم لكل شيء سبب يا أثير أنت رفضتيني وأنا من حقي أعرف السبب ولو مفيش سبب هعتبرها موافقه صريحه منك وخصوصا إن كل أهلك موافقين
دارت بأنظارها بين أركان الصالون الفاخر من حولهم لم تكن تعرف مطلقا بأن لديهم ألوانا زاهية كتلك التي تزين الجدران وأيضا لديهم سفرة كبيرة تتسع لعشرات الأشخاص أخرجها من تأملها الساخر لبيتهم الذي ولدت به صوته الرخيم بيقولوا السكوت علامة الرضا أفهم كدا إنك موافقه
رفعت رأسها له ورفعت أحد حاجبيها بحنق منه وخرج صوتها أخيرا ولكن بهمس أذابه عقبالك... عشان عاملي صداع
أومأت بصمت لحديثه والتقت نظراتهم وليتها لم تفعل فقد حان وقت أن تتعلثم حروفه هو من أسهم عينيها الصافيتين ضم قبصتيه معا للأمام وتمتم برزانة يحسد عليها أنا راكان شريف الرواي عندي 30 سنه والدي كان مدير بنك وتوفى من سنتين وعايش مع والدتي وأنا وحيدهم الحمد لله دخلي كويس وجدك موافقش يدخلني البيت غير لما سأل عني ومنتظر ردك وأنا متقدم ليكي من إسبوعين من بداية الدراسة مش من النهاردة ولا حاجه ..
....
يرغب بالضحك بشدة على تعابير وجهها الطفولية التي تتبدل من الغيظ والحنق للڠضب أسند ظهره للمقعد من خلفه وتمتم بقوة سبب رفضك ليا إيه يا أثير هانم
قرص أنفه پغضب من تلك الضعيفة الواهية التي ستقضي عليه وابتسم بثقة وهتف ليه ناقصه! ناقصة إيد ولا رجل ولا كلية مثلا!
هزت رأسها بحسرة وعقلها يعيد لحظات التنمر التي لازمتها منذ زاد وزنها عن الحد الطبيعي لمعت الدموع بمقلتيها وتمتمت بسكرة لا بس أنت عاوز واحده تليق بيك تكون جميلة واحدة قوية لكن أنا ضعيفة ومش جميلة أنا خاېفه الثقة في النفس سبب النجاح وأنا فاقدة للثقة في كل شيء حواليا فمستحيل هيكون عندي ثقة في نفسي يمكن بقلل من نفسي بس لازم أواجه نفسي ولو لمرة بالحقيقة وهي إني وحشة وتخينه ومعنديش شقة
شعورها والذي يسكن أركان قلبها لقد ظل يراقبها لأربعة سنوات منذ وطأت قدميها الجامعة رآها بقوتها المزيفة وضعفها ودموعها رآها بوحدتها وكسرتها رآها فقط وهي سيئة ورغما عن أنفه وقع بحبها! نسجت شباك حبها عليه رغم كونها هادئة عن المطلوب! ربما لأنها لم تحاول جذب انتباهه انصب كامل عقله عليها! تلك الساذجة تنعت نفسها بالبشاعة! ..
بردا وسلاما أحاطا قلبها لطفا وسکينة أصابت روحها الخائڤة لقد أوصل إليها دفء قلبه غلف كيانها المضطرب بثقته وحنانه لمسة كفه لأناملها بثت قشعريرة فريدة من نوعها بسائر جسدها شعرت بلفحة من البرد بأواصلها لقرب صوته الناعم عليها ولو مرة واحدة المواجهة لا الانسحاب والبكاء قبضت فوق كفه بقوة طفيفة وهمست بضعف وتعلثم والدموع ټصارع لكي تعلن انتصارها عليه أيضا خاېفه... خاېفه يجي يوم وجوزي يقولي أنه ندمان خاېفه أعيش أحساس التنمر من شخص حبيته ووثقت فيه مش ذنبي والله... أنا حاولت بس دي قوتي أو.. أو ملقتش حد يقويني... أنا بشوف... بشوف نظرات السخرية في عيونهم.. بسمع.. بسمع كلامهم عني وكرههم ليا... أنا... أنا ضعيفة عنهم... خاېفه
مسح بحنان بأصابعه الخشنة فوق أناملها الناعمة وهمس بنبرة محبة أوعدك إنك عمرك ما هتخافي مش هقولك السبب دلوقت بس هتعرفيه في وقته الخۏف مش حل يا أثير بيقولوا إن لم تجلس في الصغر حيث تكره لن تجلس في الكبر حيث تحب يعني لو مواجهتيش نظراتهم اللي بټوجعك مش هتقدري تشوفي نظرات تفرحك منهم كلنا عيوب مفيش حد خالي من العيوب بس اللي هيشوفك بقلبه مش هيشوف عيوبك لا هيشوف قلبك وحزنه بس أوعدك هتقوي بيا وعشان نفسك بس مسيرة الميل بتبدأ بخطوة موافقه!
هل سيقدر جوفها على إخراج حروف الرفض! لقد احتوى خۏفها وضعفها استشعرت صدق كلماته رأت لمعان مقلتيه أهذا الحب الذي يقصه جدها عليها دوما! أم أنه يشفق عليها! ولكن كيف وجميع كلماته انصبت تجاه قلبها! ضغطت بكفها فوق قبضته وابتسمت بتوتر وخجلت وهمست موافقه
اراحت ظهرها على الفراش جوار شقيقتها ودموعها تهطل بصمت خۏفها جعلها تخرج بټشوهها الذي أخفته عن الجميع شعرت بأنامل رقيقة تمسح دموعها ابتسمت بحب لصغيرتها الرقيقة وهمست وعينيها تفيض بالدفء عامله إيه دلوقت!
لمعت الدموع بمقلتي الصغيرة ومسحت بأناملها شطر وجه شقيقتها وهمست بصوت ناعس أنا آسفه يا هبه... والله ڠصب عني
ضمتها الأخرى لصدرها ودثرتها جيدا بالفراش فور وصول مقصدها لها وتجاهلت حديثها وطبعت قبلة عميقة على جبهتها ثم همست بحب متتأسفيش يا قلب هبه.. دا نصيب ولو كنتي في البيت كان هيحصل كدا بردو... بس قوليلي نزلتي ليه
حمدت الصغيرة ربنا أن وجهها مختبئ عن شقيقتها لأنها لو رأت عينيها لكانت علمت كذبها ابتسمت بتوتر وهمست كنت.. كنت محتاجة قلم عشان أذاكر وكدا وأنت نسيتي تجبيلي
تذكرت هبه أنها بالفعل نسيت إحضار
القلم لها وابتسمت باسف وهمست برجاء اسفه يا قلبي.. بس بعد كدا استني لما ارجع وأنا هجبلك عشان أنت متعرفيش حد تحت
نهضت رحمه من بين ذراعيها وهتفت بحماس بس ثائر دا قمر أووي يا هبه جابلي حاجات كتيره أووي وبقينا صحاب
ابتسمت هبه لشغف صغيرتها واقتربت منها وهتفت بس هو أكبر منك أووي ولازم تقولي ليه عمو حتى
هزت رحمه كتفيها لأعلى وهتفت بلامبالاة هو قالي إحنا بقينا صحاب وهيجي يشوفني كل يوم واقولوا ثائر وبسكدا
جذبتها هبه من تلابيب ملابسها وهتفت بحدة مصطنعة يجي فين يبت أنت
رفرفت رحمه بأهدابها الكثيفة وابتلعت ريقها وهمست بدراما والله هو اللي قالي يا بيه.. أنا بريئة ومتطلعش مني العيبة
أرخت
متابعة القراءة