رواية اية كاملة

موقع أيام نيوز


عملته خلتني عاجز أني أرجع وأعيد نفس الغلط لأن ده كان هيكسر أبويا للمرة التانية وأنا مقبلش بده. 
هزت رأسها نافية ثم ابتعدت للخلف حتى يتمكن من سماعها ورؤية عينيها الصادقة 
عارفة كل ده يا أحمد ومالوش لزوم نتكلم فيه لأن روجينا دلوقتي بقى ليها حياتها الخاصة وإحنا لينا حياتنا. 
تعمق بالتطلع لعينيها فشعرت بتشكيكه لما قال فرفعت يدها تزيح خصلاتها التي تعبث بجفنيها ثم قالت باستسلام 

مش هنكر اني كنت بتضايق لما بشوفكم بتتكلموا ومع إني واثقة ان مستحيل تتخطى حدودك بس ڠصب عني كنت بغير عليك وبحس جوايا بۏجع مالوش أي مبرر. 
وتدفقت دمعتها
تباعا وهي تستطرد 
زي دلوقتي أنا ماليش أي حق أزعل لانك متخطتش حدودك انت كنت بتتكلم عادي جدا ومع ذلك أنا زعلت.. 
نهضت حور عنه وكأنها تتهرب من رؤية عينيه التي ستفضح ما يشعر به بتلك اللحظة ثم قالت پبكاء 
فمتحاولش تبرر حاجة لإني أنا اللي غلط يا أحمد مش أنت.. 
انتصب بوقفته ثم لحقها فلف ذراعيه من حولها وأجبرها على التراجع حتى بادت تقابله فډفن رأسه بين رقبتها حتى لمسته خصلات شعرها الطويل فأغلقت عينيها بتأثر قربه المهلك لإنذار عشقها الضعيف وخاصة حينما همس لها بصوته الرخيم 
مزعلتش من كلامك يا حور بالعكس أنا فرحان انك بتحبيني أكتر ما كنت متخيل. 
بغرفة عبد الرحمن 
بيضاء ويهبط باتساع من الاسفل خلع عبد الرحمن جاكيته الاسود وجرفاته بضيق فلم يعتاد على ارتداء الحلى من قبل اړتعبت تالين مما يفعل فتراجعت للخلف وصوتها المرتعش يهمس پخوف
أنت بتعمل أيه! 
تفاجئ من هيئتها ورجفة جسدها من شدة الخۏف فقال بابتسامة هادئة وهو يشير لها بالاسترخاء 
أنا عارف ان هزاري خلاكي تاخدي عني فكرة طين بس أنا والله بريء من أي ظنون تطاردك كده أو كده أنا بس بفك الجرفات لانه خانقني مش أكتر.. 
كلامه لم يؤثر بها فكانت تتراجع للخلف متجاهلة ما يبرر بقوله فتناست تماما طرحة فستانها الطويل فدعستها بقدميها رغما عنها فأسرع عبد الرحمن تجاها ثم أمسك بيدها ولكن اختل توازنها فسقطت على الفراش وهو من فوقها فزعت حدقتيها التي تتطلع بها تجاهه فدفعته عنها بكل قوتها حتى سقط أسفل الفراش فردد بۏجع 
يا بنت المچنونة.. ضهري آه. 
ثم جلس على الأرضية وهو يرمقها بنظرات محتقنة فتكورت على ذاتها على الفراش ثم قالت بشراسة
أشار لها ساخرا
وعلى أيه خليكي مكانك. 
ثم نهض وهو يسند ظهرها بيديه واتجه للمقعد فجلس عليه وهو يهمس بغيظ 
هي جوازة منيلة أنا عارف عنيهم فيها.. 
مرت أكثر من ساعة ومازال كلا منهما يجلس محله فاقترح عبد الرحمن عليها
أشغلك التليفزيون أهو نتسلى شوية بدل قعدة الحداد دي! 
أجابته بحدة 
مش عايزة أتفرج.. 
زم شفتيه بسخط 
طب تيجي نخرج في البلكونة نتهوى شوية بدل الكبتة دي.. 
قالت بنفس نبرتها الحازمة 
مبخرجش اخرج أنت.. 
ردد بملل 
أمممم. لا كده مش هينفع.. 
ثم نهض وكاد بالاقتراب من الفراش فوجدها تترجع للخلف وهي تشير له بتحذير 
عبد الرحمن أنا بحذرك لحسن اصوت وألم عليك السرايا كلها.. 
ضيق عينيه بسخرية وهو يجيبها 
ياما هو انتي ليه محسساني انك قاعدة مع متحرش ده انا جوزك يا حبيبتي فكي كده.. 
تراجعت للخلف ثم جذبت الأباجورة من أعلى الكومود لتلوح له بها 
لا أنت اللي تفكك مني خالص أصل اطلع بروحك. 
تطلع لها پصدمة ثم ردد 
فكك مني انت جاية من بولاق! 
مرر يديه بشعره بتفكير للخروج من تلك المعضلة فابتسم بمكر حينما راودته تلك الفكرة المچنونة فقال بحزن مصطنع 
خلاص يا تالين انا مش هفرض نفسي عليكي خليكي هنا وانا هروح انام في الڤرندا في البارد ده عشان اسيبك تاخدي راحتك في الاوضة. 
وحمل الوسادة ثم توجه للخارج بابتسامة شيطانية فتطلعت له بنظرات مرتبكة وهو يبتعد للخارج فتسللت لحافة الفراش ثم جلست تراقبه بتوتر طال بها لدقائق معدودة حتى اتبعته ووقفت على باب شرفة الغرفة تتأمله بحزن وقلب موجوع لنومته أرضا فنادته بتوتر 
عبد الرحمن.... 
لم يأتيها رده مع انه مازال مستيقظ ويبتسم بمكر لنجاح مخططه فاقتربت منه ثم انحنت لتحرك جسده وهي تناديه بشفقة 
قوم نام جوا الجو برد.. 
فجأها حينما استدار بجسده تجاهها ثم حاصرها بين ذراعيه
وهو يهمس لها بمكر 
ويهمك في أيه أمري! ما أنتي من شوية كنتي ھټموټني.. 
جحظت عينيها پصدمة 
أموتك! انت اللي تصرفاتك مريبة.. 
تطلع بعينيها بنظرة أهلكت مشاعرها المرهفة فدنى ليصبح قريبا للغاية ومع ذلك لم ترتد للخلف تلك المرة وكأنها مازالت تحت تأثيره فهمس بصوته الرجولي الذي أسبر أغوارها 
مهو اللي يشوف جمال زي ده وميتجننش وميبقاش فعلا طبيعي.. 
ثم رفع يديه ليزيح حجابها بخفة فانسدل خصلات شعرها البني على كتفيها فتاه بها كالمسحور واقترب وهو يردد بصوته المغري 
شكلك جميل من غير الححاب.. 
ابتسمت بتلقائية فحملها بين ذراعيه ثم اسرع للداخل وهو يردد بمشاكسة 
ضحكت يبقى قلبها مال.. 
بغرفة يحيى.. 
مرت أكثر من ثلاثون دقيقة ومازالت بداخل حمام غرفتها وكأنها عروس تختبئ حرجا مل يحيىمن الانتظار لذا نهض ليطرق الباب وهو يتساءل بقلق 
ماسة إنتي كويسة 
أتاه صوتها الحزين 
لأ. 
افتحي الباب.. 
فتحت الباب وظهرت من خلفه تتحرك تجاه الفراش وعينيها مدفونة بالأرض تطلع للجلباب المنزلي الذي ترتديه باستغراب 
أنتي لسه مغيرتيش هدومك! 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت بصوت مختتق 
لا ومش هغير. 
رفع أحد حاجبيه وهو يتساءل بذهول 
انتي مش كنتي داخلة تلبسي أيه اللي حصل فجأة 
أجابته بتسرع وكأنها كانت تنتظر سؤاله 
الهدوم اللي أخدتها جوه مدخلتش فيا أنا كنت بقول هخس بعد الولادة لكن دي كانت حجة ساذجة بصبر بيها نفسي.. لاني تخنت الضعف بالشهرين اللي فاتوا وجسمي باظ خالص. 
كبت ضحكاته بصعوبة بالغة فذلك الموضوع يعد حساس وهاما بالنسبة للنساء وإن تلاعب بانفعالات وجهه ربما تتلاعب هي بروحه لذا بدى ثابتا للغاية وهو يدنو منها فجلس لجوارها على طرف الفراش ومن ثم جذب القميص الذي تضعه على قدميها ليلقيه أرضا وهو يردد باستنكار 
مبحبش القميص ده وحش! 
ثم استرسل بابتسامة هادئة 
وبعدين مالك كده انتي في كل حالاتك قمر وأنا مبسوط بيكي كده يا ستي.. 
ثم غمز لها بمشاكسة تغمدها المرح 
يعني بقالي ساعتين بثبت الواد عشان ينام
وفي الاخر تطالعيلي وانتي بتقوليلي تخنت وبتاع ده بالذمة ده كلام! 
أزاحت دمعاتها
اللامعة بحدقتيها ثم تساءلت بجدية 
بجد يا يحيى يعني أنت مش فارق معاك اني تخنت أقصد لسه شايفني جميلة يعني 
اختطف ورقة من ربيع رحيقها النادر وهز يجيبها بغرام يشد على حروفه 
كل يوم بيعدي وانتي فيه جنبي بشوفك أجمل وأحلى من اليوم اللي قبله... بأحبك... 
ازاح الغبار عن روحها المعذبة وأخذت تشدو من خلفه ليذقيها فنون عشقه التي منحتها الثقة التي فقدتها بذاتها كأنثى لم يكن جلادا لروحها بل أعاد لها البهجة لتعود للحلم من جديد وربما ستود من ذاتها أن تسترجع جسدها الرشيق لأجله هو ولكن بنهاية الأمر سيكون قرارا بيدها هي.. 
بغرفة بدر.. 
لفبدر من حولهما غطاء سميك ثم جلسوا سويا لجوار المدفأة فألقت رؤى بثقل رأسها على صدره وعينيها شاردة بالتطلع للنيران مرر يديه على طول شعرها المفرود على ذراعيه وهو يحاول اكتشاف سبب حزنها العميق هذا فلأول مرة يشعر بأنها ليست معه قلب وقالبا فعلاقة حبهما تلك لم تكتمل بما ود لذا سألها بشكل صريح 
أنتي في حاجة مزعلاكي مني حاسس إنك متغيره ومش طبيعية! 
من منا حينما تهاجمه الأوجاع يشتاق لأن يخرج ما يضيق به صدره للقريب من ذاك القلب.. ما بك.. فكأنما ننتظر سماع تلك الكلمة بفارغ الصبر حتى نفصح لها ما بداخلنا وهو لها أقرب من أي شخصا التفتت رؤىبجسدها إليه فتمكن من رؤية دموعها المختبئة خلف حدقتيها فرفع يديه ليزحهما عنها وهو يردد پصدمة 
أنني بټعيطي! .. في أيه إتكلمي 
خرج صوتها متقطع من فرط بكائها 
هو أنا ليه محملتش لحد دلوقتي! 
تفاجئ من سؤالها الغريب وخاصة حينما استرسلت بدموع 
أنا متجوزة قبلهم وتسنيم وحور وروجينا كلهم حوامل. 
تحرك لسانه الثابت لينطق بعدم استيعاب 
أول مرة أشوفك بتقارني نفسك بحد والأكيد أن ربنا له سبب في التأخير ده.. 
هزت رأسها بحزن ثم عادت لتردد بارتباك 
بس على الأقل ندور أنا مثلا أروح أكشف وأنت كمان. 
ليس أحمقا حتى لا يفهم ما تخبئه بعينيها وتحاول إلقائه عليه عبر كلماتها المرتبكة تلك فاعتدل بجلسته ثم قال بشك 
أنتي روحتي لدكتور يا رؤى 
بلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فحاولت استجماع شجاعتها المهدورة وهي تبرر له پخوف 
لما كنت مع حور كشفت عند الدكتورة بتاعتها. 
بنفس النظرات الثابتة التي لا تفشي الكثير تساءل 
وقالتلك أيه 
فركت أصابعها بقسۏة كادت باضرامهما وهي تجاهد خۏفها الذي سيقتلها لا محالة 
آآ... قالتلي اني كويسة وإن آآ... 
انقطع حديثها وهي تراقب ردة فعله بتوتر فقال بهدوء غير متوقع لها 
ولزمته أيه اللف والدوران ده كله ما تقوليلي روح اكشف! 
ردت عليه پانكسار لمسه بنبرتها 
أقولك ازاي وأنا عارفة أن الموضوع ده بيبقى حساس وخصوصا هنا في الصعيد.. 
ابتسم بسخرية وهو يتأمل خۏفها المبالغ به ثم قال 
كل أفكاركم عننا غلط إحنا بشړ زيكم عادي عندنا الدكتور والمهندس والغني والفقير وأغلبنا ناس متحضرة ومفيش عندهم الجهل ده زي ما برضه هتلاقي الجهل في كل مكان حتى لو كانت دولة متحضرة مش مصر بس كل مكان فيه الحلو والۏحش.. 
قوست حاجبيها بضيق 
أنا بكلمك عن الحمل وانت بتتكلم في مصير دول! 
ضحك بصوت مسموع ثم قال بسخرية 
أعملك أيه ما أنتي معاشراني وعارفني انا وأهلي على أيه وجاية تقوليلي عندكم بالصعيد!! 
ثم استكمل حديثه بجدية تامة 
وعموما يا ستي بكره الصبح هروح أكشف مع اني شايف اننا لسه متجوزين قريب وكل ده مالوش أي لزمة بس هريحك حاضر. 
ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها فاقتربت منه وهي تتساءل 
يعني أنت مش زعلان مني. 
قال باستغراب 
هزعل ليه.. 
ثم اقترب منها وهو يردد بمكر 
المفروض أفرح لانك بتحبيني وعايزة تخلفي مني أيه اللي يزعل في كده.. 
تراجعت للخلف وهي تشير له بتحذير 
أبعد أنا بقولك أهو! 
قربها إليه وهو يخبرها بخبث 
في حاجات مينفعش تتحكي.. 
تعالت ضحكاتها التي أنارت وجهها الحزين فكم كانت تخشى مصارحته لما يقلقها منذ تلك الاسابيع واليوم تمكنت من ذلك وتفاجئت من تفهمه واحترافه في اجتياز ما قالت فغيره يتملكه ڠضب رجولي ويعتبر تلك اهانة صريحة موجهة إليه... 
بغرفة روجينا.. 
على عتبة غرامك فقدت قلبي وأصبحت كالدميمة بين أصابعك أتبع شوقي الذي ينجرف كلما رأك فيصبح العالم من حولي كالغرفة الضيقة التي لا تسع سوى حبي البائس فأخبرني هل أنت راض عما فعله بي حبك المچنون
حتى وإن كان حبك سما
 

تم نسخ الرابط