رواية اية كاملة
المحتويات
والأمان فتحركت بجسدها تجاهه ثم وضعت رأسها على صدره ابتسم وهو يحاوطها بذراعيه ثم أغلق عينيه في محاولة للاستسلام للنوم فوجدها تتشبث بجاكيت بذلته السوداء وصوتها الناعم يخبره بخجل
بأحبك.
أغلق عينيه في محاولة بائسة لمحاربة تأثير تلك الكلمة التي تستهدف مشاعره المكبوتة فمرر يديه على خصرها ثم نطق بحروف ثقيلة
ضغطت باصابعها الممسكة به ثم رفعت عينيها الباكية تجاهه ظلت تتأمله لدقائق ونظراته تمنحها حنان يطوفها كرداء صنع من صوف فمنحها دفء في ليلة قارصة البرودة فعجزت عن الانسحاب من ذاك الدفء فأجبرت لسانها على نطق ما يتردد بداخلها
ساعدني أنسى كل اللي اتعرضت ليه يا آسر أنا عايزة أبدأ حياتي معاك وأرمي كل ده ورا ضهري.
منحته ابتسامة هادئة وردت عليه قائلة
بس المهم إنك معايا دلوقتي ومش هتسبني.
قربها اليه وهو يؤكد لها
معاكي ومش هتخلى عنك أبدا.
ز بينهما لتصبح ملكه مثلما رغبت ورغب بذلك حطم ذاك الخۏف بداخلها وهواجسها تجاه الرجال أخبرتها أفعاله بأنه مختلف عن معشرهم وليس فريدا من نوعه بل هناك رجال تستحق ألقابهم لا ذنب لهما بما فعل السفهاء منهم ربما حالتها كانت تستدعي لطبيب نفسي يعالجها ولكن بوجود زوجا يضمها إليه ويحتويها ليست بحاجة لأي علاج نفسيا بعد ذلك فكثير من النساء تحتمل مشقة وصعاب لا وصف لاوجاعهما ولكن بمجرد كلمة معسولة أو كف يد حنون يطبطب جرحها تنسى كل شيء بل تحارب عالم بأكمله لأجله فالمرأة تمتلك قلب رقيق تحواطه المشاعر من كل اتجاه وهاشة كلوح الزجاج تكسرها أي كلمة.
بمعرفة الحقيقة وها هو اليوم يحقق انتصارات عظيمة حينما قتل شبح ماضيها بيديه وحينما اتاحت له الفرصة حق الاڼتقام مما فعله ذاك اللعېن بها اليوم سينال قسطا من الراحة لم ينالها من قبل هنا في المكان الذي جمعهما جوار الفرس الذي احبته ومنحته اسما عشقه من عشق تفاصيلها..
ابتسمت روجينا ثم جذبت الملعقة لتتناول ملعقة صغيرة من الأرز ثم قالت
أنا ھموت من الجوع.
ابتسامتها اوحت لها بأنها ستمنحها فرصة الحديث المفقود فيما بينهما لذا جلست رواية لجوارها ثم قالت
الف هنا على قلبك يا روحي.
رفعت عينيها تجاهها ثم نهضت عن محلها واتجهت لتجلس أسفل قدميها وأدلت برأسها على قدميها ثم سحبت نفسا عميق قبل أن تقول
ثم رفعت عينيها الباكية تجاهها وهي تسترسل حديثها
كنت عنيدة ومش عايزة أدي لنفسي فرصة أفهمك بيها سامحيني يا ماما أنا غلطت في حق نفسي قبل ما أغلط في حقك.
مالوش لزمة الكلام ده يا نور عيني بكره فرحك بلاش تفكري في اي حاجة ممكن تزعلك في يوم زي ده عيشيه بالطول وبالعرض يا روجينا وصدقيني أحمد شاريكي وبيحبك وعمرك ما هتندمي أبدا انه كان اختيارك..
ابتسمت وهي تجيبها
مش محتاجة أني أشوف ده بعد الجواز يا ماما لاني شوفته بنفسيأحمد راجل بجد ويعتمد عليه.
ربتت رواية بيدها بفرح على ظهرها فكانت تشعر بالذنب تجاهها ولكنها الآن تشعر بأن حملا ثقيل ازاح عنها فحملت الصينية لتضعها على الكومود ثم عاونتها على التمدد وهي تشير لها
سيبك بقى من كل ده ونامي عشان تصحي فايقة كده ورانا يوم طويل بكره.
ووضعت الغطاء عليها فتمسكت روجينا بيدها ثم قالت بصوت مخټنق يحبس الدموع من خلفه
ممكن تنامي معايا النهاردة.
تعجبت رواية من طلبها ولكنها لم تمانع أبدا فخلعت حجابها ثم جذبت الغطاء وتمددت لجوارهافاندثت روجينا باحضانها تخشبت حركة يد رواية فلاول مرة ټحتضنها ابنتها منذ وقتا طويل کسى الفرحة لمعة من الحزن بعينيها فضمتها وغفت هي الاخرى....
ظل المصباح مضيئا إلى أن أطفئه الذي أتى خلفها حينما تأخرت بعودتها ليجدها تغفو جوار ابنته المتعلقة بها ابتسم فهد وهو يراقبهما فجذب الغطاء عليهن ثم انحنى ليطبع قبلة صغيرة على جبين كلا منهن وأطفئ الضوء ثم عاد لغرفته التي سيبت بأحضانها بمفرده تلك المرة بدون شريكة العمر والقلب والروح..
كسرت ضوء الشمس عتمة الليل الكحيل فتسللت لتداعب عينيه ففتحهما بانزعاج لتجحظ عينيه في صدمة حينما وجد زوجته مازالت تغفو لجواره بالاسطبل فحانت منه نظرة للاسفل سريعا خشية من أن يكون أحدا من عمال الاسطبل قد أتى فحمد الله كثيرا بأن المكان مازال أمنا إلى حد ما لذا هزها برفق وهو يناديها
تسنيم..
عبثت بعينيها بنوم
ها.
هزها وهو يجذب الملابس من جواره
قومي بسرعة قبل ما حد يجي.
فتحت عينيها بتكاسل ففزعت حينما تذكرت ما حدث بالأمس وخاصة حينما استعاب عقلها مكان وجودهما فصړخت به وهي تجذب ما امسكت يديه
يا نهار أسود هنتفضح.
جذب القميص عن يدها ثم قال بمرح
بتاعي ده.
وألقى لها فستانها فحاولت ارتدائه ولكنها لم تستطيع لضيق المكان فلكزته پغضب
انت قاعد جنبي!!
سألها بعنجهية
والمفروض اروح فين!
صاحت بانفعال
اطلع أمن المكان بره.
رفع حاجبيه بسخط
نعم!...
منحته نظرة متعصبة فجذب قميصه ثم قفز من الاعلى ليرتديه باهمال ليتمتم وهو يتجه للخارج
هخرج حاضر.. أنا بقيت بخاف على حياتي منك أحيانا.
ابتسمت وهي تتأمل طيفه الذي يبتعد عنها ثم هبطت لتستكمل ارتداء حجابها وفور أن انتهت حتى خرجت اليه فجذبها وابتعدوا عن الاسطبل فجلسوا على اقرب طاولة ثم جذبوا المياه ليرتشفوها بعد ركض مسافة طويلة فحانت منهما نظرة مطولة لبعضهما البعض ثم اڼفجر كلا منهما من الضحك فقال اسر بصعوبة بالحديث
لو عمي صالح كان بدر شوية كان زمانا بنتزف في الارياف دلوقتي وحلني بقى عما يتعرف علينا أو يبنلنا صحاب.
سالته باهتمام
ليه هو ميعرفكش!
ضحك وهو يخبرها
لحد امبارح أيوه لكن النهاردة معرفش حسب حالة الذهايمر اللي عنده وغالبا بتخليه
ينسى عياله هيقوم يفتكرني!
ضحكت حتى احمر وجهها فاستطرد بنظرة خبيثة
سيبك انتي منه أنا بقول نبني أوضة لينا جنب برق أنا بقيت بستبارك بيه.
احتل الخجل قسماتها فابتلعت ريقها بتوتر وهي تجاهد باستجماع كلماتها
أنا هطلع أغير هدومي عشان أساعد ماما زمانها محتاجاني.
وتركته وهرولت للأعلى ونظراته مازالت تلاحقها فالقى بجسده على المقعد ليستند على يديه وهو يهمس بعشق
هتعملي فيا أيه تاني!
أستغرق الأمر
ساعات طويلة من العمل حتى باتت السرايا بذلك البهاء فقد أحاطتها الزينة من جميع الاتجاهات استقبال ليوم هام هكذا فقد اهتم كلا من الشباب بمهمة محددة لينجز الوقت وقد كانت المهام الاخيرة من حق عبد الرحمن الذي أتى بالمأذون الذي سيعقد قرانهما وسط كبار عائلة الدهاشنة فاجتمع الرجال خارج المنزل وبالداخل النساء تحيط بروجينا التي تجلس بفستانها الابيض تنتظر لحظة منادتها لتوقيع عقد الزفاف وحينها ستدق الدفوف وستنطلق الزغاريد تبارك تلك الزيجة وبالفعل ولج رجال العائلة لصالون المنزل فأنهى المأذون الأوراق ثم أشار لها قائلا
امضتك يا عروسة..
وأشار لها على مكان التوقيع جذبت منه القلم ثم حانت منها نظرة لأحمد الجالس لجوارها فمنحها ابتسامة صغيرة حتى أن فهد أشار لها قائلا
يالا يا بنتي امضي.
هزت رأسها بابتسامة رقيقة ثم كادت بأن تضع اسمها على العقد ولكن انطلق صوت جلبة قوي قادم من الخارج ليزعزع جمعهم فنهض سليم وهو يردد بذهول
أيه الدوشة دي!
وقف لجواره عمر ثم قال
مش عارف.
ثم أشار لاحد الشباب
شوف كده يا يحيى في أيه
كاد بالخروج ولكن سبقه الخادم الذي هرول للداخل وأسرع ليخبر فهد بقلق
الحق يا كبير الحكومة برة وعايزين يقابلولك.
عقد فهد حاجبيه بدهشة
يقابلوني دلوقت!
أشار له بتأكيد فخرج ليرى ماذا هناك ولحق به الرجال بأكملهما وعلى رأسهم آسر انتاب الجميع حالة من الذهول حينما رأوا عدد من الشرطة يحاصران المنزل ولجوارهم كان يقف أخر من يتوقع قدومه جن جنون آسر لوجوده فكاد بتخطي أبيه الذي أسرع بمسك يديه ليقف جواره ثم قال للشرطي بثبات لا يليق سوى به
خير يا حضرت الظابط.
أجابه الشرطي بصوت صمم آذان الرجال من حوله
الباشا أيان المغازي مقدم بلاغ بيتهمك فيه انك بتجبر مراته تتجوز واحد تاني وهي على عصمته.
أجابه بدر بسخط
وايه اللي هيجيب مراته عندنا أيه الهبل ده!
رد عليه الشرطي بعدما فتح الورقة التي بحوزته
حرمه تبقى السيدة روجينا فهد الدهشان.
جحظت عين الجميع في
صدمات لا حصر لهاوأولهم فهد فكان في صدمة لا يحسد أحدا عليها حتى أن جسده اهتز بقوة كادت بأن تسقطه أرضا لولا استناده على آسر الذي صاح باندفاع
الكلام ده مش صح أكيد الحيوان ده عامل الحركة دي علشان يعمل قلق في يوم مهم زي ده.
أجابه الشرطي باحترام لمكانته ومكانة عائلته
العقد اللي معاه سليم يا باشا.
ردد بانفعال
يعني أيه!
في تلك اللحظة صعد أيان الدرج حتى صار مقابل فهد وآسر فابتسم وهو يجيبه بغرور ونظرة انتصار
مكنتش متوقع إني أجي في يوم مهم زي ده طب ازاي والنهاردة فرح بنت كبير الدهاشنة..
لزم فهد الصمت بينما تمرد صوت آسر فقال من خلف ابيه الذي يقف أمامه كالسد المنيع
كدب ولا فارق معايا ورق ولا كلامك واللي بتعمله ده مالوش غفران وساختك دي هتتسبب في موتك وعلى أيدي يا كلب.
رد عليه بنفس تلك الابتسامة المستفزة
نادي العروسة وأسالها أنا أبقى أيه بالنسبالها ويمكن اللي في بطنها يكون وسيلة سريعة تعرفك أبوه مين يا فهد بيه!
اختص بكلامه فهد لعله يشفي غليله فتلقي صدمة أخرى مثل تلك علها ستزيد من حساسية موقفه فانتقلت نظراته على حشد الرجال الذي بات الحديث والاقاويل الجانبية
تكتسح جلستهما ترك آسر يد أبيه ثم أسرع ليقف مقابله فلف يديه حول عنق أيان ليرفعه عن أرضه وهو يصيح به پجنون
ھدفنك هنا مكانك ووريني هتعمل أيه
تدخلت قوات الشرطة لتفصل بينهماحتى أحمد حاول بكل جهده تحريره فلم ينجح أحدا في عتقه الا حينما صاح
متابعة القراءة